(بأية حالٍ عدتَ يا عيدُ !)
شعر : أحمد مصباح دراغمةجذلانَ يا عيدُ أم قد مسَّكَ الضررُ =مذ جئتَ حيّاً وأمواتٌ هُمُ البشَرُ
مذ جئتَ تضحُكُ للأطفالِ يابسةٌ =فيهِمْ شِفاهٌ وفيهمْ شاخِصٌ بَصَرُ
هذا تلفّعَ بالاحزانِ منذُ أسَىً =وذاكَ يرفلُ في أشجانهِ الضَجرُ
وتلكَ تبكي إلى آثارِ مَنزِلِها =من بعدِ قصفٍ لا يُبـقي ولا يَذرُ
ماتت دُماها وماتَ النورُ في مُقَلٍ =تُلَخَّصُ الحُسنَ في مَن زانَها حَوَرُ
كأنها وغبارِ الموتِ حطَّ على =غَضِّ الخدودِ عروسٌ فاتها العُمُرُ
لهْفي عَليها وهل حُزني سيُرجِعُها =غَيدَاءَ يرقصُ في أعطافها الزَّهَرُ
لهفِي عَلَيهَا وَهل قَارورةٌ كُسرتِ =غَدراً سَتُشفى أم أُخرى سَتنكَسِرُ
قنديلُ يأسٍ يضئُ الدربَ ما انطفأت =فِيهِ الدِماءُ ولم يُفلح بِهِ البَصَرُ
يساومُ الناسَ أفراحاً اذا حضرت =ويسرِقُ البَسْمَ من ثغرٍ بهِ نَضَرُ
مَا عدتُ من موتنا أبكي ولكنِّي =دونَ البِلادِ أُخَلِّ الدمعَ ينحَدِرُ
دونَ العروبَةِ والأقصى ومأذنَةٌ =صُمَّ الأَذَانُ عليها فازدَهى قّذِرُ
صالت علوجٌ بمسرانا فأين لهُ =مثلَ الصَّلاحِ همامٌ قائدٌ ذَكَرُ !
لا يستريحُ وشمس العيدِ هَاربةٌ =من اليهَودِ ويرصدُ سَعيَهَا التترُ !
لا يستريحُ ودمٌّ في مآقي القدسِ =منسكبٌ على الوجَناتِ منهمرُ
جَذلانَ يا عيدُ أم أنَّ الخطًوبَ لها =فيكِ اشتغالٌ ونارٌ زَادُهَا سَقَرُ
يمـنٌ تمزَّق في أبناءهِ فـرَقاً =ومصرَ جاثٍ على سينائها " طَفَرُ "
سودانُ ضاقَ ولبنانٌ بحالتهِ =شعبٌ تجرّعَ سُمَّ الشرخِ ينتحرُ!
وانزلْ فلسطينَ تلقَ الحالَ واحدة =قومٌ تفرَّقُ والمحتلُ يزدَهِرُ !
هذا العراقُ فهل أبصرتَ نخلتَهُ =مذ جُرِّدَ السَعْفُ عنها كيفَ تحتضرُ
أم كيفَ باتَ على من غالَ عزَّتَهُ =يدعو عليه وأَنْ في الغدِّ يندَحِرُ
وماءُ دجلةَ كيفَ اسودَّ من حنَقٍ =على الغُزاةِ وكيفَ أصابهُ الكَدَرُ
بالأمسِ عزُّ وصـارَ اليومَ في ذُلِّ =مركَّــبٍ فيهِ شرٌّ دونَهُ شَرَرُ
الكَرخُ يَرزَحُ فِي أغلالهِ مللاً =تملمـلَ الكرخُ يا ربِّي مَتى الظَّفَرُ
يا قاتَلَ اللهُ أفراحِي إذا حضَرتْ =ومــا يزالُ على أوطاننا خَطَرُ
وما تزالُ بلادُ العُربِ نازفة ً =منَ الوريدِ وفي شريانِـها ضررُ
جلَّ المصابُ فصارَ الشكُّ في خَلَدي =أنِّي سيقرأني في صفحةٍ خبرُ !
العيدُ هاجرَ والاعلامُ ناكسةٌ =عزَّ المتاعُ وفي أتراحنا السفرُ !
المفضلات