تحياتي لأعضاء منتدى واتا الكرام..
أعتقد ان طرح الرؤى للمثقفين العرب وتقييم منهج الطرح من وقت لآخر هو أمر شديد الأهمية. أعتقد ان واتا تحاول أن توفر فضاء افتراضي.. وهذا الفضاء قد يكون شيئا خاصا ومختلفا بالنسبة الى الأشخاص.. فقد يكون مقهى أو نادي افتراضي لشخص, وقد يكون وطنا افتراضي لشخص آخر, خاصة وان معنى الوطن صار يختلف عن المعنى التقليدي للمكان الذي يكون به مسقط الرأس.. فقد يكون الوطن هو الانتماء الى مجموعة من الناس يشاركونه الفكر ويتبادل معهم الاحترام والمحبة والرغبة في التغيير بشكل ايجابي وراقي.. في الحقيقة أنا معجبة بالاختصاصات والاهتمامات المتعددة التي تحويها واتا, فهي موجهة لقطاعات هامة ومتنوعة, ولكن يستوقفني أحيانا اختيار العناوين بطريقة غير لا ئقة وقد تميل الى العدوانية.. مثل " رئيس مكافحة التنبلة" أو عنوان قرأته أمس "أيها العبيد".. أعتقد نحن بحاجة الى طاقة ايجابية في التعامل مع الفكر.. فبصرف النظر عن اختلافنا مع الآخرين, يجب أن تقود واتا فكر متحضر, وتبتعد عن السوقية في الألفاظ. ففي الوقت الذي نوصم به الزعماء العرب بأنهم أصنام, ويعبدون من قبل شعوبهم, تكرس واتا نفسها كصنم جديد يعبد, وله السلطة العليا أو الكلمة العليا... وهذا يعني اننا نكرس ثقافة العبودية والأصنام من خلال طرحنا وشخوصنا دون أن نعي ذلك.. أعتقد ان الأيقونة التي تستخدمها واتا في التحميل هي نفس شعار الشمعدان اليهودي تقريبا.. وأنا لست ضد أي دين, ولكن لماذا تكريس هذا الشعار؟؟ أنا أنادي بفكر يتجاوز الدين والعرق ويسعى نحو حضارة انسانية شاملة تستوعب الانسان وترتقي به, وهذا ما سعت اليه جميع الأديان.. "أن يكون الانسان خليفة الله على الأرض" والخلافة تعني المسئولية والدفاع عن الحق.. أرجو أن تلتزم واتا بالرقي في اختيارها لعناوينها وفي منهج طرحها وفي رسائلها.. وان يكون الدور التنويري وليس التثويري المستفز هو دور المثقف العربي, فهناك قضايا كثيرة نحتاج لطرحها.. فنحن في حاجة الى مناقشة دور جديد للمثقف العربي, والدور الجديد ليس هو خلق آلهة جدد, وانما رسل لهم مناهج علمية مبنية على الاحترام والمحبة والاعتراف بالآخر وحقه في الدفاع عن حرية رأيه دون أن يتعرض الى تجريح أو اقصاء من أحد, حتى لا نكرر قصة الأنظمة العربية التي ننتقدها.. شكرا لواتا على هذه المساحة لايصال الفكرة وللجميع تحياتي.
د. هدى المطاوعة الخالدي_ البحرين
المفضلات