بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأساتذة الإخوة الكرام...

كم هي رائعة مداخلة الأخ الأستاذ عبد الوهاب موسى...فهي دسمة إلى حد كبير...لكن قبل ذلك أريد أن أنبه الأخ الكريم لمسألتين...الأولى تتعلق بآية كريمة و الثانية بحديث موضوع كما اشار بذلك من هم أعلم مني في هذا المجال...و المنطق و العلقل السليم يؤيدان ما جاء في تعليلهما بالنسبة للحديث...


{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }البقرة258.

هل رأيت -أيها الرسول- أعجب مِن حال هذا الذي جادل إبراهيم عليه السلام في توحيد الله تعالى وربوبيته; لأن الله أعطاه المُلْك فتجبَّر وسأل إبراهيمَ: مَن ربُّك؟ فقال عليه السلام: ربي الذي يحيي الخلائق فتحيا, ويسلبها الحياة فتموت, فهو المتفرد بالإحياء والإماتة, قال: أنا أحيي وأميت, أي أقتل مَن أردتُ قَتْلَه, وأستبقي مَن أردت استبقاءه, فقال له إبراهيم: إن الله الذي أعبده يأتي بالشمس من المشرق, فهل تستطيع تغيير هذه السُّنَّة الإلهية بأن تجعلها تأتي من المغرب; فتحيَّر هذا الكافر وانقطعت حجته, شأنه شأن الظالمين لا يهديهم الله إلى الحق والصواب..[التفسير الميسر].


99 - ونؤمن بما جاء من كراماتهم وصح عن الثقات من رواياتهم ( 1 ) . ______ ( 1 ) قلت : لقد أحسن المؤلف صنعا بتقييد ذلك بما صح من الروايات . ذلك لأن الناس وبخاصة المتأخرين منهم قد توسعوا في رواية الكرامات إلى درجة أنهم رووا باسمها الأباطيل التي لا يشك في بطلانها من له أدنى ذرة من عقل بل إن فيها أحيانا ما هو الشرك الأكبر وفي الربوبية وكتاب طبقات الأولياء للشعراني من أوسع الكتب ذكرا لمثل تلك الأباطيل التي منها قول أحد أوليائه : تركت قولي للشيء كن فيكون عشرين سنة أدبا مع الله تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا . وتجد طائفة لا بأس بها من الكرامات الصحيحة عن بعض الصحابة في كتاب " رياض الصالحين " للإمام النووي ( باب 253 الأحاديث 1516 - 1523 بتحقيقي ) ( ا ) . ______ ( ا ) [ وقد قمنا الآن بإعادة تحقيق " رياض الصالحين " واحتفظنا به بتعليقات الشيخ ناصر الدين الألباني وتجد هذه الأحاديث في الأرقام 1511 - 1518 . وانظر الصفحات 512 - 518 من الطبعة الأولى من الترتيب الجديد - طبع المكتب الإسلامي




--------------------------------------------------------------------------------
أحاديث موضوعة



فتوى رقم 2808 وتاريخ 10 \ 2 \ 1400

ورد إلى الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد السؤال التالي :

( سمعت من بعض الناس يقول حديثا قدسيا عبارته عبدي أطعني تكن عبدا ربانيا يقول للشيء كن فيكون . هل هذا حديث قدسي صحيح أم غير صحيح ) .

وأجابت بما يلي :

هذا الحديث لم نعثر عليه في شيء من كتب السنة ومعناه يدل على أنه موضوع إذ أنه ينزل العبد المخلوق الضعيف منزلة الخالق سبحانه ، أو يجعله شريكا له تعالى أن يكون له شريك في

(الجزء رقم : 6، الصفحة رقم: 276)

ملكه واعتقاد الشريك كفر لأن الله سبحانه هو الذي يقول للشيء كن فيكون كما في قوله -عز وجل-: سورة يس الآية 82 إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ وبالله التوفيق ، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه وسلم .


اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ] .

و على اليقين الذي لا يقبل مثقال ذرة من الشك أقول أن الله جل و علا يمد من يشاء بكرامات قد تكون من قبيل ما أشرت به من التصريف و الحقيقة أنه ليس تصريف بل هو تسخير كما جاء في العديد من الآيات و سيأتي الحديث عن ذلك عندما نتبين حقيقة الحديث الذي استندت إليه و استشهدت به أكثر من مرة...

لكن السؤال هل الصوفية مرتبطة بالكرامات؟ و هل كل صوفي يتمتع بالكرامات أم أن الكرامات هي هبة من الله عز و جل لمن خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى...؟ فهذه الفئة من الناس هس التي تعتبر من أولياء الله الصالحين الذين يخافون ربهم من فوقهم...لكن هذا لا يعني أنهم معصومون...لأنهم ليسوا أنبياء و لا رسل...و بااتالي فهم يقتدون بهدى الأنبياء و الرسل و على راسهم خاتم الأنبياء و المرسلين عليه الصلاة و السلام...

فمداخلة الأخ الأستاذ عبد الوهاب موسى طرحت عدة مواضيع جملة واحدة ،فهي مرتبطة فيما بينها،لكن كل موضوع يحتاج إلى تمحيص و تدقيق ليتبن الحق من الباطل ،الصواب من الخطأ...

و أحيي الأخ جعفر الوردي على تناوله الجانب الأهم من القضايا المطروحة عموما...و لكن...ظاهرة الصوفية لازالت قائمة الذات و ما يحيط بها لا زال ينتج أدواته و مفاهيمه سواء كانت صحيحة أو مغلوطة...فالحق أولى بالاتباع و الباطل من المفروض أن يجتنبه المؤمن المسلم...و لا أزكي نفسي و لا أزكي أحدا...

و كم يسعدني أن أجد الأخ الكريم عزالدين الماعزي الذي استرجع صحته بفضل الله جل و علا و بحمده على كل حال...و أنه سيتفحفنا بتجربة غنية من الواقع...

و للحديث بقية إن شاء الله جل و علا...