اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. مصطفى دليلة مشاهدة المشاركة
الأستاذ عامر!
بعد التحية
أنا أوافقك الرأي تماماً بأن المترجم يجب أن يبحر أولاً في لغتي الترجمة.
لقد كانت مداخلتي الأولى في هذا المنتدى هي التركيز على اللغة العربية الفصحى وحذف أية مداخلة تبتعد عنها.
انا شخصياً حديث العهد في منتداكم، لكني قديم العهد في مجال الترجمة من اللغتين الانكليزية والروسية إلى العربية. لست مترجماً محترفاً (بل أنا أستاذ جامعي) ولكن لي العديد من الكتب المترجمة والمنشورة في مجالي: الهندسة، وعلم النفس العملي وقوة العقل والعقل الباطن وأسراره. يؤسفني كون العديد من الكتب المترجمة والموجودة في الأسواق غير قابلة للقراءة إما لأن مترجمها ضعيف في الترجمة ولا يستطيع فهم ما يقرأه وينقله مشبعاً بأحاسيسه إلى لغته الأم، أو أن الكتاب يكون محشواً بالأخطاء اللغوية والقواعدية. في مثل هذه الحالة أرمي الكتاب جانباً حتى ولو كان موضوعه يهمني، أو ممتعاً بالنسبة لي وأبحث عن الأصل.
لكن دعنا نتساءل من سيخلق المترجم المحترف؟ ألسنا نحن المسؤولون عنهم؟ أم هل تريد أن نضع الحواجز ونقفل البوابات في طريقهم؟ أم نساعدهم لاجتياز هذه الحواجز واحداً بعد الاخر ونصحح لهم الأخطاء؟
مهمتنا بالتأكيد وضعهم على الطريق الصحيح، والسير معهم، وتصحيح أخطائهم وتنبيههم إليها، لا ردعهم وكبتهم والانقضاض عليهم منذ البداية، وبعد أول خطأ يرتكبونه. أم أن الأنظمة علمتنا أن نصبح ديكتاتوريين حتى مع أنفسنا وفي مدارسنا ومع طلابنا؟ يبدو ان بعض الأنظمة قادرة أن تتغير قبل ان نتغير نحن!!
لا يولد المترجم محترفاً، بل يصبح محترفاً بالخبرة وتحت إشراف من هم أعلم منه. يجب أن نشجع المترجمين الجدد ونبحث عن إيجابياتهم وليس عن سلبياتهم وأخطائهم. يجب أن نقول لهم "برافو" في كل مرة يبدعون فيها، وننبههم إلى الخطأ ونصححه معهم في كل مرة يخطئون يها.
لنتذكر: "من لا يعمل لا يخطئ"، ولنتذكر أيضاً بأن السيد المسيح جاء للخطّاء والمرضى وليس للأصحاء ومستقيمي السبيل.
مرة أخرى تحياتي لك وإلى كل من يحاول أن يبني صرحاً لا يهدمه.
مع كل التقدير والاحترام.


تحية وبعد،
قرأت مداخلة الدكتور مصطفى عدة مرات فأعجبتني بعض معانيها ونال مني ما نال مني بعضها لتناقضها، لاسيما ما ورد في القطعة التالية:
"يؤسفني كون العديد من الكتب المترجمة والموجودة في الأسواق غير قابلة للقراءة إما لأن مترجمها ضعيف في الترجمة ولا يستطيع فهم ما يقرأه وينقله مشبعاً بأحاسيسه إلى لغته الأم، أو أن الكتاب يكون محشواً بالأخطاء اللغوية والقواعدية. في مثل هذه الحالة أرمي الكتاب جانباً حتى ولو كان موضوعه يهمني، أو ممتعاً بالنسبة لي وأبحث عن الأصل".
سؤالي الأول: كيف يتسنى لنا معرفة كل هذا إذا رمينا الكتاب جانبا؟؟
سؤالي الثاني المتعدد وهو من صميم أسئلتك نفسها: أنى لنا أن "نساعدهم – المحترفون – لاجتياز هذه الحواجز واحداً بعد الأخر ونصحح لهم الأخطاء؟ كيف لنا أن "نضعهم على الطريق الصحيح، ونسير معهم"، إذا لم نقرأ لهم ولم نصبر على أخطائهم ؟؟
سؤالي الأخير: إذا امتنعنا عن قراءة أعمال المترجمين الجدد بسبب أخطائهم على كثرتها، كيف " نشجعهم ونبحث عن إيجابياتهم وليس عن سلبياتهم وأخطائهم. وكيف "يجب أن نقول لهم "برافو" في كل مرة يبدعون فيها، وننبههم إلى الخطأ ونصححه معهم في كل مرة يخطئون يها".؟؟

أخيرا، حاولت دون جدوى، أن أوفق بين كلامك السابق: " في مثل هذه الحالة أرمي الكتاب جانباً حتى ولو كان موضوعه يهمني، أو ممتعاً بالنسبة لي وأبحث عن الأصل" والمثل الجاري: ""من لا يعمل لا يخطئ"؟؟
أكرر هنا كلامك الحكيم:" ولنتذكر أيضاً بأن السيد المسيح جاء للخطّاء والمرضى وليس للأصحاء ومستقيمي السبيل." وأتمنى أن يطبق في ارض الواقع..
تحياتي.