اتراه ينتظر معشوقة ,ام ينتظر فكره ..ام لعله ينتظر خيالا يتسامى ولم يجد بعد مقره.
تنغرز عيناه دونما بريق في اجساد الجالسين ,لاشيئ يفصل بينهم سوى نسيمات الهواء وعيون المتطفلين ,تتوارى الصور امامه ,وراء سحب الدخان المتطاير من سيجارته التي تتاكل بسرطانية رعناء.
هفا قلبه نحو باب المطعم حيث يجلس قبالته...
هي ...لا..لم تكن هي ...ولكن لابد ان تاتي الساعه الان الثانيه مساء, قرص الشمس مازال متوهجا والطقس ربيعي حار ,تتقافز نظراته من حيث لايشعر الى النافذه التي تسمرت امامه ,وجوه ملتهبه هدها تعب الصباح وضنك العمل ,,وهموم تكومت على صدوراصحابها,
تتمادى الخيالات امامه ,فها هي تتقدم بلهفة لتجلس بجانبه ,بل وتبتسم له ايضا .اتراه انتظر يوما لقاء جميلة دونما مقدمات كما في الرويات .
كيف سيجلس معها ,ويتحدث اليها وياكل معها ,لايهم ,يكفي انها معه وحده وله وحده ....ترى ماذا سترتدي اليوم وكيف ستسرح شعرها ,ام ستعصف به هبات الهواء الرعناء لتخرجه عن اطاره وتعيث فيه فسادا,...اترى طالبة جامعيه هي ام موظفة في شركه ..لاادري مهما تكن ,المهم ان التقيها .
دوت طرقعة زجاج بجانبه تنبهه لما يدور حوله ,...اسفه ياسيدي ..ارجو ان لايكون قد لحق بك الاذى ..ساعمل على اصلاح ماحدث فورا.
رفع راسه بتباطئ نحو الصوت المتهدج ..من هي ..نعم انها هي بعينها ..اخرسته المفاجأه ..وتمادى بصره ليخترق جسدها عبر الزي الازرق الذي ترتديه (زي العاملين في المطعم )ايعقل ان تكون هي ..لقد اعتاد دوما رؤيتها تدخل المطعم قبل موعد الغداء ..شده منظرها الانيق ,ولفتاتها الهادئه الخجوله .زوصوتها الذي لم يسمعه الا في خياله .
اعتذر مرة اخرى سيدي ,ارجوان لاتنزعج لما حدث ,
ارتجفت يداه وتلمست طريقها الى كاس الماء المتصدر الطاوله امامه ,وشرب رشفة ماء ,اعادت له لسانه .ابدا ..ابدا ..انا ايضا اسف ..لقد تاخرت ..وخرج مسرعا ,ودونما التفات وسط ندائها المتكرر تطلب الصفح والمغفره ,...قاد سيارته مسرعا كانما يحاول الهروب من اثم كاد يرتكبه اويأثمه