دخول منى والمبيت بها
نهاية المطاف بعد الوقوف والمبيت بمزدلفة تتحقق الأمنية الكبرى
دخول منى هي المنية الأكبرى
منى هي العلامة على هذه الخاتمة العظمى
للنظر ما في لسان العرب:
(مَنَى) اللهُ الأَمرَ- مَنْيًا: قدَّره.
ويقال: مَنَى اللهُ لك الخيرَ؛ أي قدره لك،
وما تدرى ما يُمْنى لك: ما يقدر لك
ودارِي مَنى دارِك أَي إِزاءَها وقُبالَتَها . وداري بمَنى دارِه أَي بحذائها؛ .......لأن البيت ثابت في مكانه لا يرحل فكان مقدر عليه جيرته.
و(مُنِيَ) بكذا: ابتُلي به، ويقال: مُنِـيَ ببَلِـيّة أَي ابْتُلـي بها كأَنما قُدِّرت له وقُدِّر لها .
(المَنِيَّةُ): قدر الموتُ. (ج) مَنايا. .....وهي ما تقدر لك
(المَنَى): المِقْدَارُ. يقال: هو مِنِّى بمَنَى مِيلٍ : بيني وبينه قَدْرُ ميل.
(المَنِيُّ): النُّطفَة، وفي التنزيل العزيز: (مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنَى) القيامة؛ .......لأنها مقدرة عليه وتتخلق فيه من غير إرادة منه؛
قال تعالى: (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59) نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) الواقعة
و الـمَنا: الكَيْلُ أَو الـمِيزانُ الذي يُوزَنُ به، .....لأنه به تقدر الأوزان
و مانَـيْتُه: لَزِمْته .
و مانَـيْتُه: انْتَظَرْتُه وطاوَلْتُه . و الـمُـماناة: الـمُطاولةُ والانْتِظار؛ وهو مد للقدر المضروب بينهما للوفاء بالدين أو بما وعده
(المُنْيَةُ): الأُمنيَّة .(ج) مُنَى و(الأُمْنِيَّةُ): البُغْية (ج) أَمانِيُّ. .......... وهي ما ترجو أن تقدر لك.
َبو العباس أَحمد ابن يحيى: التَّمَنِّـي حديث النفس بما يكون وبما لا يكون،
قال: و التمنـي السؤال للرب فـي الـحوائج . وفـي الـحديث: إِذا تَمَنَّى أَحدُكم فَلْـيَسْتَكِثِرْ فإِنَّما يسْأَل رَبَّه، وفـي رواية: فلْـيُكْثِرْ؛
قال ابن الأَثـير: التَّمَنِّـي تَشَهِّي حُصُولِ الأَمر الـمَرْغوب فـيه وحديثُ النَّفْس بما يكون وما لا يكون، والـمعنى إِذا سأَل اللَّه حَوائجَه وفَضْله فلْـيُكثِرْ فإِن فضل اللَّه كثـير وخزائنه واسعة .
و تَمَنَّى الكتابَ: قرأَه وكَتبَه . قال أَبو منصور: والتِّلاوةُ سميت أُمْنـيّة لأَنَّ تالـي القرآنِ إِذا مَرَّ بآية رحمة تَـمَنَّاها، وإِذا مرَّ بآية عذاب تَمَنَّى أَن يُوقَّاه .
و مَنَى اللَّهُ الشيء: قَدَّرَه، وبه سميت مِنًى، و مِنًى بمكة، يصرف ولا يصرف، سميت بذلك لـما يِمْنَى فـيها من الدماء أَي يُراق،
وقال ثعلب: هو مِن قولهم مَنَى اللَّه علـيه الـموت أَي قدَّره لأَن الهَدْيَ يُنـحر هنالك . و امْتَنَى القوم و أَمْنَوْا أَتوا مِنى؛
قال ابن شميل: سمي مِنًى لأَن الكبش مُنِـيَ به أَي ذُبح، وقال ابن عيـينة: أُخذ من الـمَنايا
وإذا نظرنا في تسلسل أعمال الحج فإن منى هي آخر وأعظم ما يتمناه المرء؛ أ لا وهو دخول الجنة؛ فمنى ممثلة لهذه المرحلة؛
وأيام منى هي أيام أكل وشرب ولا يحل للحاج الصيام فيها
ووجوب المبين فيها لأن المبيت علامة ثبا واستقرار حتى للحجاج من أهل مكة.
وإذا رجم فيها أو ذبح الهدي؛ تحلل من إحرامه، ويكتمل التحلل من جميع المحظورات بطواف الإفاضة، فلا يبقى شيء محرم عليه.
فمنى هي ممثلة للقدر الثابت لمن تكتب له السعادة ويدخل الجنة ويتنعم بنعيمها، فلا زوال لها بعد ذلك ولا خروج منها.
...
المفضلات