تعليق على الموضوع في أحد المواقع
والرد الذي كان عليه
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مسلم
:أما صفته أنه في قرطاس؛ فإن القرطاس هو الوعاء من ورق، وغيره، يوضع فيه بعض ما يخرج من الشيء ويفصل عنه، عند بيع القليل منه وليس كله، ويحبس الباقي في مكانه، والقراطيس معروفة في البقالات، حيث يوضع فيها ما يؤخذ من الكيس بقدر ما بيع منه، وفي المكتبات حيث يوضع فيه بعض الأوراق..
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأفق
سبحانك ربي أستغفرك وأتوب إليك.
يا أخي الكريم من أين أتيت بتفسيرك هذا?!!
تفسيرك بني أصلا على مبدأين لم يطاوعاك فلويتهما ليكونا على هواك.. أسأل الله السلامة!
فيا هذا أعجب حقيقة من قاموسك اللغوي هذا! وأعجب أكثر من استدلالك بالآية 91 من سورة الأنعام وهي لا تمت لسياق شرحك للقرطاس بشئ!
اقرأ ما ورد في تفسير القرطاس:
القرطبي:
الْآيَة الْمَعْنَى : وَلَوْ نَزَّلْنَا يَا مُحَمَّد بِمَرْأًى مِنْهُمْ كَمَا زَعَمُوا وَطَلَبُوا كَلَامًا مَكْتُوبًا " فِي قِرْطَاس " وَعَنْ اِبْن عَبَّاس : كِتَابًا مُعَلَّقًا بَيْن السَّمَاء وَالْأَرْض وَهَذَا يُبَيِّن لَك أَنَّ التَّنْزِيل عَلَى وَجْهَيْنِ ; أَحَدهمَا : عَلَى مَعْنَى نَزَّلَ عَلَيْك الْكِتَاب بِمَعْنَى نُزُول الْمَلَك بِهِ . وَالْآخَر : وَلَوْ نَزَّلْنَا كِتَابًا فِي قِرْطَاس يُمْسِكهُ اللَّه بَيْن السَّمَاء وَالْأَرْض ; وَقَالَ : " نَزَّلْنَا " عَلَى الْمُبَالَغَة بِطُولِ مُكْث الْكِتَاب بَيْن السَّمَاء وَالْأَرْض وَالْكِتَاب مَصْدَر بِمَعْنَى الْكِتَابَة فَبَيَّنَ أَنَّ الْكِتَابَة فِي قِرْطَاس ; لِأَنَّهُ غَيْر مَعْقُول كِتَابَة إِلَّا فِي قِرْطَاس أَيْ فِي صَحِيفَة وَالْقِرْطَاس الصَّحِيفَة ; وَيُقَال : قِرْطَاس بِالضَّمِّ ; وَقَرْطَسَ فُلَان إِذَا رَمَى فَأَصَابَ الصَّحِيفَة الْمُلْزَقَة بِالْهَدَفِ .
ابن كثير:
لَوْ أَنْزَلْت عَلَيْك يَا مُحَمَّد الْوَحْي الَّذِي أَنْزَلْته عَلَيْك مَعَ رَسُولِي فِي قِرْطَاس يُعَايِنُونَهُ وَيَمَسُّونَهُ بِأَيْدِيهِمْ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَيَقْرَءُونَهُ مِنْهُ مُعَلَّقًا بَيْن السَّمَاء وَالْأَرْض بِحَقِيقَةِ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ وَصِحَّة مَا تَأْتِيهِمْ بِهِ مِنْ تَوْحِيدِي وَتَنْزِيلِي , لَقَالَ الَّذِينَ يَعْدِلُونَ بِي غَيْرِي فَيُشْرِكُونَ فِي تَوْحِيدِي سِوَايَ : { إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْر مُبِين } : أَيْ مَا هَذَا الَّذِي جِئْتنَا بِهِ إِلَّا سِحْر سَحَرْت بِهِ أَعْيُننَا , لَيْسَتْ لَهُ حَقِيقَة وَلَا صِحَّة
الجلالين:
"وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْك كِتَابًا" مَكْتُوبًا "فِي قِرْطَاس" رَقّ كَمَا اقْتَرَحُوهُ
فلتفهم هذا المعنى جيدا، فالقرطاس ما يكتب عليه لا كما ادعيت، وذلك الذي ادعيته هو قرطاس أي "ورق" استخدم كأكياس.
والمبدأ الثاني فهو:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مسلم
وأما الصفة الثانية فهي أن التعامل مع الكتاب، وتقليب صفحاته، وطلب ما فيه من علم، وما هو مكتوب، يكون عن طريق اللمس باليد.
لعله يتبين لنا من هاتين الصفتين أن هذا الكتاب مختلف عن كل الكتب في ذلك الزمان، لكننا نعرف هذا الكتاب في زمننا الحاضر جيدًا ولا نجهله، إنه الحاسوب أو الكمبيوتر
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأفق
فبالله عليكم أضحك أم أبكي?!!
حتى الطفل في مهده يعلم أن الكتاب المطبوع نقلب صفحاته باللمس.. فكيف صار الحاسب متميزا بصفة اللمس عن الكتب في أي زمان كان ?!
تأويل باطل أسأل الله العافية.
ثم قلت:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأفق
ولو كان العرب هم أول الصانعين للحاسوب لسموه "المُقَرْطِس" أو "المُقَرْطَس"
أشفق على أرباب الأدب واللغة عندما يقرؤون هذا!!
أخيرا أنصحك أخي وأنصح نفسي باتقاء الله، ورب كلمة قالت لصاحبها دعني!!
سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك.
سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك اللهم وأتوب إليك
كان لي جاري (أبو عبده) يقول دائمًا كلما قل علم الإنسان ضاق صدره، وإذا سمع شيئًا لم يسمع به أو ثقل عليه فهمه (فعط مثل كرزم الفخ إذا لمسه شيء) بلغة جاري إذا كنت تفهم هذه اللغة
وكان هذا ردي عليه
أخي الكريم ما أن قرأت الموضوع وكأن حدثًا جليلاً ومصيبة كبرى قد وقعت فأخذت بالتسبيح والاستغفار والتوبة …………….لا إله إلا الله
قل يا أخي أخطأت في كذا وكذا ... والصحيح كذا وكذا
أنا لا ألومك كثيرًا ... وإن كنت ألوم اندفاعك بهذا الشكل
إن كنت بحجتك تقنعني فأنا أول من سيتراجع ... والحق أولى بالاتباع .. والإصرار على الخطأ ذنب .. نعوذ بالله منه..
أشكر للأخ الغافري موقفه الأخوي من الجميع والروح التي يتحلى بها
وأعترف أني كنت حادًا بعض الشيء ......... ولكن ما كتبه الأخ الأفق بهذه الطريقة يثير استفزاز وغضب كل من يقرؤه .. وراجعت ما كتبته وحذفت ما رأيت أن فيه شدة..
وعدت الأخ الأفق برد طويل .. ولم أفرغ من كثرت المشاغل .. حتى أن الأيام الثلاثة القادمة من الاثنين إلى الأربعاء مشغول بمؤتمر فلكي يعقد في الأردن.. والأشغال لا تنتهي .. لكنني كتبت ما أظنه بيانًا أكثر للموضوع
بسم الله الرحمن الرحيم
بادئ ذي بدء ...... من يظن أن اللغة اكتملت فهو مخطئ ... لقد بذلت الأمة في قرونها الثلاثة الأولى جهدًا عظيمًا في جمع مفردات اللغة وتنظيمها ومعرفة جذورها وجمع مفردات كل جذر حول جذره ... ووجدت هذه القواميس الكبيرة والعظيمة ومن أعظمها لسان العرب الذي جمع بين طياته خمسة معاجم .... هذا إنجاز عظيم ... لكن العمل لم ينته ... وكان الواجب أن يشمر علماء الأمة بعد ذلك لوضع معان للجذور، وبيان الاستعمال الذي تدور عليه كل مشتقاتها وما بني منها ... فتحدد دلالة الأفعال بدقة عالية .. ونعرف سبب تسمية المسميات بأسمائها .. فلا تبقى هذه المسميات غامضة التسمية ...
ومن يكثر من مراجعة القواميس يحس بهذا التقصير في اللغة ... وأصبحت مراجعة القواميس حمل ثقيل على أنفس الدارسين لخفاء الترابط بين مفردات الجذر الواحد...
هذا التقصير كان له أثر كبير على كل العلوم ومنها العلوم الشرعية.
وعوض هذا التقصير بالتفسير بالمترادفات .. ولم يراع في ذلك الفروق الدقيقة بينها ... وما يسمى بفقه اللغة هو في أكثره بمعرفة المترادفات أو تخصيص الأسماء في أشياء دون أشياء ...
لم يكن هناك دعوة لبحث الجذور ووضع معانيها واستعمالاتها ... ولم يكن هناك منهج لبحث الجذور.
إن من قضى عشرات السنين من حياته في النظر في المعاجم مثلي يدرك هذا التقصير ... وهذا التقصير ما زال قائمًا ... وليس هناك دعوة لسد هذا النقص ... بل إن الظن قائم أن اللغة مكتملة عند كثير من أهل العلم وطلابه ... والأمر يحتاج إلى دق شديد لجرس الإنذار لهذا النقص حتى تستنهض الهمم للعمل في سده ..
ولو جرى العمل في فقه الجذور لقاد ذلك إلى بحث معاني الحروف الهجائية ... ولكُنا قدما للعالم معاني الحروف الهجائية وكنا السابقين فيها ... وما زال المجال مفتوحًا أمامنا ...
لغتنا اليوم في تحد .. وبعد أن كانت اللغة العالمية الأولى لقرون طويلة .. يعقها اليوم أبناؤها .. ويحاولون تعلم الإنجليزية ويفتخرون بذلك ... ولا يخجل من ضعفه في لغته الأم؛ اللغة العربية ..
وأخونا الأفق ثار وهاجم منطلقًا من هذا الحال الذي عليه الأمة ...
وأنا سأعرض على أخي الأفق ما ورد في لسان العرب وما زاد على ذلك في القاموس المحيط من مادة "قرطس"
في لسان العرب :
القِرْطاس: معروف يُتَّـخذ من بَرْدِيّ يكون بمصر . (البردي: نبات الحلفاء)
و القِرْطاس: ضَرْب من بُرود مصر .
و القِرْطاس: أَديم يُنْصَب للنِّضال، ويسمَّى الغَرَض قِرْطاساً . وكل أديم ينصَب للنِّضال، فاسمُه قِرطاس،
فإِذا أَصابه الرَّامي قـيل: قَرْطَس أَي أَصاب القرطاس،
والرَّمْيَةُ التـي تُصيب مُقَرْطِسة .
و القِرْطاس و القُرطاس و القِرْطَس و القَرْطاس، كله: الصحيفة الثابتة التـي يكتب فـيها؛
وقوله تعالـى: {ولو نَزَّلنا علـيك كتاباً فـي قِرْطاسِ} ؛ أَي فـي صحيفة، وكذلك قوله تعالـى: {يجعلونه قَراطِيس} ؛ أَي صُحُفاً؛ بالقَرْطَس
يقال للناقة إِذا كانت فَتِـيَّة شابَّة: هي القِرْطاس
يقال للـجارِية الـيبضاء الـمَدِيدة القامة: قِرْطاس .
ودابة قِرْطاسِيّ إِذا كان أَبـيض لا يخالط لَونه شِيَة، فإِذا ضرَب بـياضُه إَلـى الصُّفرة فهو نَرْجِسِي
وزيادة من القاموس المحيط :
القِرْطاسُ بالكسر: الجَمَلُ الآدَمُ،
و القِرْطاسُ الصَّحيفَةُ من أيِّ شيءٍ كانتْ،
وتَقَرْطَسَ: هَلَكَ.
وقَرْطَسُ، كجعفرٍ: ة بمِصْرَ.
يتبين من لغة العرب أن القرطاس أطلق على أشياء متباعدة؛
على الصحيفة الثابتة من أي شيء كانت،
والغرض الذي يرمى في التدرب على الرمي،
والناقة الفتية، والجمل الآدم،
والفتاة الطويلة البيضاء،
وضرب من البرود في مصر.
والدابة الخالصة البياض تسمى قرطاسية.
ما الذي جمع بين هذه المسميات لتسمى باسم واحد؟!
إنه المعنى الذي دارت حوله كل المشتقات
ومادة قرطس دارت حول "الثبات"
فالرامي حتى يثبت رميته، فتصيب الرمية، ولا تتفلت عنها يمينًا أو شمالاً، أو تتعداها، يتدرب على ذلك، فإن ثبتت رميته، وأصاب سهمه الغرض وثبت فيه، ولم يسقط فقد قرطس، والغرض الذي يرمى فتثبت فيه السهام يسمى قرطاسًا، وكل أديم ينصب للنضال؛ أي للرمي عليه يسمى قرطاسًا ... والتدريب عليه عمل متكرر وليس لمرة واحدة.
والناقة الفتية الشابة، والجمل الآدم، سميا بالقرطاس؛ لأنهما الأثبت في الحمل عليهما، وفي قطع البلاد بالأسفار... وليس في سفرة واحدة.
والدابة البيضاء الثابت لونها، ولون البياض أكثر الألوان إظهارًا لما يحدث له من تغيير ..وبعض الدواب يتغير لونه مع تغير الفصول أو مع تغير عمره بين الصغر والكبر ... فعند ثبات بياض لون الدابة تسمى قرطاسية .. منسوبة إلى القرطاس.
والبرود المصرية تسمى قرطاسًا؛ وهي تصنع من القطن؛ لكثرته وشهرته في مصر، وهي بلد زراعي، ولونه أبيض يحافظ على بياضه مع كثرة مرات غسله.
والجارية البيضاء المديدة القامة تسمى بالقرطاس لأن التمسك بها أثبت من التمسك بمن دونها لزيادة فضلها على غيرها، والاستبدال يكون بما هو أفضل وليس بما هو أدنى.
والعلوم تثبت بكتابتها على الصحف؛ فالصحف تثبت المكتوب عليها، فلا يضيع بالنسيان مع طول المدة، وحتى بعد موت أصحابها فسميت الصحيفة الثابتة بالقرطاس.... وثباتها إما عن كثرة استعمالها وتداولها... وليس المهم نوع الصحيفة. بل أي صحيفة ثابتة تسمى قرطاسًا.
والبردي الذي كان يصنع منه الصحف في مصر يسمى قرطاسًا، وله صفة الثبات مددًا طويلة، ومنه ما زال ثابتًا من أيام الفراعنة إلى أيامنا هذه. فتسمية الصحيفة بالقرطاس له دلالة ومعنى يراد بهذه التسمية.
وبنو إسرائيل قسموا التوراة إلى أقسام: (تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا(91) الأنعام، وكتابة التوراة وتثبيتها على صحف عمل يمدحوا عليه لا أن يذموا عليه، لكن فعلهم هو تثبيت ما يريدونه وإظهاره للناس، وإخفاء ما لا يريدون عرضه، فقال تعالى: (قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا)، وتخفون كثيرًا غيرها؛ والإخفاء المذكور إما من القراطيس، وإما من التوراة، والأظهر أنه خص ما ظهر وعلم وثبت من التوراة بالقراطيس... لا ما اخفي منها، وبقي له ثباته، وغيره تعرض للتبديل والتغيير.
وقد استعمل القرطاس في أشياء أخرى في الحياة العامة لم تخرج عن المعنى الجذري.
فما لا يحفظ بالحمل باليد مثل الدقيق والسكر والحبوب يحفظ بحمله بالقراطيس، فالقرطاس أثبت في الحفظً له، ويسمى في مصر الورق الذي يلف على شكل قمع ويوضع فيه الترمس بالقرطاس لنفس السبب ..
والظرف الذي يوضع فيها الأوراق لحفظها من البعثرة والضياع يسمى بالقرطاس. وهذا الاستعمال المحدث لا يخرج عن روح المعنى الجذري.
ومن يهلك يقال له تقرطس؛ لأن الحي متحرك والميت يثبت بلا حراك ...
عندما تجد الرابط بين كل المشتقات لنفس الجذر ترى روح الترابط بين مفردات الجذر في عائلة واحدة لا يشذ عنها واحد ولا يعد غريبًا عنها ...
وأما قوله تعالى: ((وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ ... (7) الأنعام، فـ"في" تستعمل مع وجود الحركة، و"على" مع الثبات، فقوله تعالى "في" قرطاس، وليس "على" قرطاس، دلت على أن القرطاس أوسع من الكتاب، وأن إيجاد الكتاب يحتاج إلى الحركة، والبحث في القرطاس... فشيء منه يعرض ويظهر، وآخر يختفي..
وأضيف فوق ما ذكرت؛ أن القرطاس سيكون ثابتًا لا تؤثر عليه مر السنين، لا يتعرض للتلف، لن بقاؤه وصلاحه مرتبط ببقاء الكتاب، والعمل به، وكون حجة عليهم.
والكتاب المذكور في الآية إذا أنزل الله تعالى سينـزله على رسوله ثم يلمسونه بأيديهم بعد ذلك، وليس نزوله عليهم، فما ذكرته في نقلك بتعليقه بين السماء والأرض لا يكون نزوله مخصوص على النبي صلى الله عليه وسلم وحده، بل لهم جميعًا، وهذا لا يوافق منطوق الآية ... ولكن الذي جر إلى هذا التفسير هو قول المشاهدين لما أنزل (إن هذا لسحر مبين) فالكتاب على صحيفة مما عرفوا في زمانهم ليس فيه أمر عجيب حتى يقولوا هذا القول فصرفوا العجب إلى طريقة التنـزيل.
لمس
[ لمس : اللَّـمْس: الـجَسُّ،
وقـيل: اللَّـمْسُ: الـمَسُّ بالـيد، لَـمَسَه يَلْـمِسُهُ و يَلْـمُسُه لَـمْساً و لامَسَه .
و اللَّـمْس: كناية عن الـجماع، لَـمسَها و يَلْـمِسُها و لامَسَها، وكذلك الـمُلامَسَة . وفـي التنزيل العزيز: أَو لَـمسْتُمُ النِّساء وقريء: ^ أَو لامَسْتُمُ النساء ^
وروي عن عبد الله بن عُمَر وابن مسعود أَنهما قالا: القُبْلَة من اللَّـمْس وفـيها الوُضوء .
وكان ابن عباس يقول: اللَّـمْسُ و اللِّـماسُ و الـمُلامَسَة كِناية عن الـجماع؛
أَبو عمرو: اللَّـمْس الـجماع .
وجاء رجل إِلـى النبـي، فقال له: إِنَّ امرأَتـي لا تَرُدُّ يَدَ لامِس، فأَمَرَه بتطلـيقها؛
وقـيل: معنى لا تردُّ يدَ لامِس أَنها تُعطِي من ماله من يطلُب منها، قال: وهذا أَشبه،
وقال ابن الأَعرابـي: لَـمَسْتُه لَـمْساً و لامَسْتُه مُلاَمَسَة، ويفرق بـينهما فـيقال: اللَّـمْسُ قد يكون مَسَّ الشيء بالشيء .... ويكون مَعْرِفة الشيء وإِن لـم يكن ثَمَّ مَسٌّ لـجَوْهَرٍ علـى جوهر،
والـمُلاَمَسَة أَكثر ما جاءت من اثنـين .
و الالْتِماسُ: الطَّلَب .
و التَّلَـمُّسُ: التَّطَلُّب مرَّة بعد أُخرى .
وفـي الـحديث: من سَلَكَ طريقاً يَلْتَمِسُ فـيه عِلْـماً أَي يَطلُبه، فاستعار له اللَّـمْس
وحديث عائشة: فالْتَمَسْتُ عِقْدي . و الْتَمَسَ الشيءَ و تَلَـمَّسَه: طَلَبَه . اللـيث: اللَّـمْس بالـيد أَن تطلب شيئاً ههنا وههنا
وبَـيْع الـمُلامسَةِ: أَن تَشْتَرِيَ الـمَتاع بأَن تَلـمسَه ولا تنظرَ إِلـيه . وفـي الـحديث النَّهْيُ عن الـمُلامَسَة]
.....................................
يتبين مما سبق أم مادة "لمس" تدور حول طلب الشيء؛ فما ذكر فيه الطلب بوضوح أذكره ولا يحتاج إلى تعليق:
[و الالْتِماسُ: الطَّلَب . و التَّلَـمُّسُ: التَّطَلُّب مرَّة بعد أُخرى .
وفـي الـحديث: من سَلَكَ طريقاً يَلْتَمِسُ فـيه عِلْـماً أَي يَطلُبه، فاستعار له اللَّـمْس
وحديث عائشة: فالْتَمَسْتُ عِقْدي . و الْتَمَسَ الشيءَ و تَلَـمَّسَه: طَلَبَه . اللـيث: اللَّـمْس بالـيد أَن تطلب شيئاً ههنا وههنا]
وأما غير ذلك فأبين فيه كيف كان الطلب
أما قوله: وقـيل: لَـمَسَ عَيْنَه وسَمَل بمعنىً واحد،
فطلب عينيه لا يكون إلا بإخراجهما من محجرهما وهو نفس سمل العينين.
وأما تفسير اللمس بالجماع، وجعل القبلة من اللمس، فطلب الرجل لشهوته عند المرأة يكون بأحدهما.
أما مجيء الرجل؛ وجاء رجل إِلـى النبـي، فقال له: إِنَّ امرأَتـي لا تَرُدُّ يَدَ لامِس، فأَمَرَه بتطلـيقها؛
وقـيل: معنى لا تردُّ يدَ لامِس أَنها تُعطِي من ماله من يطلُب منها، قال: وهذا أَشبه،
لا ترد يد لامس: لا ترد يد طالب؛ لذلك كان اختلاف في فهم هذا الحديث؛ منهم من فهم أنها فاجرة لا ترد من يطلب شهوته عندها، ومنهم من فهم أنه لا ترد من يطلب منها مالاً فكانت مبذرة لماله، وأيد هذا الرأي قول الرسول صلى الله عليه وسلم لزوجها عندما: لا صبر له عنها، قال له : تمتع بها، ولو كانت غير ذلك لكان الموقف مختلفًا فلا يأمره الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون ديوثًا.
وجال قول ابن الأعرابي ليفرق بين أمرين خفيا على الأخ الأفق ؛ [وقال ابن الأَعرابـي: لَـمَسْتُه لَـمْساً و لامَسْتُه مُلاَمَسَة، ويفرق بـينهما فـيقال: اللَّـمْسُ قد يكون مَسَّ الشيء بالشيء .... ويكون مَعْرِفة الشيء وإِن لـم يكن ثَمَّ مَسٌّ لـجَوْهَرٍ علـى جوهر] فطلب معرفة لا تشترط مس الجوهر بالجوهر.
فاللمس على نوعين؛ يطلب معرفة الشيء بالمس، أو الجس، فمعرفة الخشونة والنعومة، والحرارة والبرودة، والقساوة والطراوة، فمثل هذه الأمور، والبحث عن الأشياء في الظلام تعرف بالجس، وأما طلب الأمور الأخرى فتعرف بالبحث عنها. وحتى مس الجوهر بالجوهر لا يكون إلا لحاجة يطلب فاعلها معرفتها بهذا المس.
وتقليب صفحات الكتاب هو من نوع مس الجوهر بالجوهر .. أما طلب ما في الحاسوب أو الكمبيوتر فيحتاج إلى طباعة أوامر حتى يتم الحصول على المعلومات أو الملفات التي فيه.
وأخي الأفق غاب عنه هذه التفرق الذي قال به ابن الأعرابي ولم ير إلا المس بطريق واحد، ولا يعرفه إلا العلماء، والمتبحرين في دراسة اللغة؛ فقال باستغراب وسخرية غفر الله له:
[فبالله عليكم أضحك أم أبكي?!!
حتى الطفل في مهده يعلم أن الكتاب المطبوع نقلب صفحاته باللمس.. فكيف صار الحاسب متميزا بصفة اللمس عن الكتب في أي زمان كان ?!
تأويل باطل أسأل الله العافية.]
ثم اتكل أخونا على علمه وعلق على قولنا؛ [ولو كان العرب هم أول الصانعين للحاسوب لسموه "المُقَرْطِس" أو "المُقَرْطَس"] فقال: [أشفق على أرباب الأدب واللغة عندما يقرؤون هذا!!]
وأترك لأخي الأفق أن يقدر: هل تسمية الكمبيوتر بالحاسوب موافقة لحقيقة عمل الكمبيوتر؟
أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي
المفضلات