إن إيمان المرأة إيمان لا مثار فيه للريب، ولا مجال للشبهات، فهي لا تعتصم بالتأويل
ولا تفزع إلى الحيلة شأن الرجل إذا أثقله الواجب....
لقد كان للمرأة العربية في عهد جاهليتها فضائلها المكسوبة ومواهبها الموروثة فأما
وقد رسخت أصول الإسلام وورفت ظلاله فقد شرع للمرأة من الحقوق ما لم يشرع لأمة
من الأمم في أي عصر من العصور .....
وللمراة أثر كبير في تكوين الرجال:
في قرن وبعض قرن ، وثب المسلمون وثبة ملأوا بها الأرض قوة وبأسا، وحكمة وعلما
لقد قطع العرب تلك المرحلة ولم يقيموا معهدا ولا جامعة، بل كانت خيامهم معاهد ومدارس
ولي أمرها أمهات أقامهن الله على نشئه واستخلفهنّ على أشبال غابه.
والمرأة اليوم للأسف قوتها وكرامتها ليس من قوة الرجل بل من قوة المواقف والأحداث
التي ألمت بها وحاصرتها فوحدها اليوم تقف تواجه الحصار والنزف والأشلاء والقصف
والدمار تستصرخ وامعتصماه وا إسلاماه فلا مجيب إلا من رحم ربي وهم قلة
فكرامة الرجل أصبحت مقيدة ومرتبطة بالحاكم والملك والرئيس
وكرامتهم أصبحت في النحيب والبكاء كالنساء والشجب والتنديد والسب والشتم وهم محلك سر
اليوم نرى الرجال العرب من لبنان إلى فلسطين والعراق ينتحبون بمرارة وألم لا يطاقان لفقدان
أبنائهم وعوائلهم وفلذات أكبادهم في أحداث مجنونة هنا واحتلال استيطاني عنصري بغيض هناك
وبوادر فتنة في مكان ثالث. وللخروج من هذا المنظر المؤذي يعمد الكثيرون إلى تغيير قناة
التلفاز التي يشاهدون بدلاً من التركيز على الدور الذي يمكن أن يلعبه كلّ منا في إعادة العزة
والشموخ لهؤلاء، ووضع حدّ للمآسي التي تصيب رجال ونساء هذه الأمة.
اليوم الرجال الذين لديهم كرامة إما أسرى في السجون أو محاصرين من الحكومات
والأنظمة الفاسدة وإما شهداء ارتقوا للعلياء في جنات الخلود في الفردوس الأعلى
فالمرأة هنا كرامتها من كرامة العربي الأبي الذي نتفقده جميعنا
إلا من رحم ربي
اليوم كرامة نساء غزة والعراق وأفغانستان فقط في قوة وثبات رجالهم الأبطال الصابرين
الثابتين المرابطين السائرين على درب الجهاد والإستشهاد رافعي لواء الحق
والمقاومة حتى تحرير الأرض وفك القيد وكسر كل حصار
يا أيها الرجال العرب الأبيون استعيدوا ما وثقه التاريخ ويدرسه بل ولا زلنا نتفاخر
به ولابد لنا فى غزه سوى استعادة لحظات النصر ولو على انفسنا--
فانتفضوا يا أهل الكرامة والشرف واعيدوا زمن الكرامه وانتصروا على الظلم
الذى زرعه الأعداء فى أرضنا واعيدوا كرامة لكل الأشياء التى تناثرت كرامة
الأرض والإنسان - ولقنوا زمرة الظلم والخيانه درسا من دروس أيام الكرامة
ليعلموا أنكم دوما رجال رجال فرجال الكرامة مازالوا عظماء أحياء وشهداء
وما زالت كل نساء الأرض تستصرخ إباءكم ونخوتكم فأنتم المعتصم بالله والفاروق
وعمر بن عبد العزيز فأنتم صلاح الدين وأنتم أمة محمد صلى الله عليه وسلم
كل التحية والتقدير لك أستاذنا الفاضل الأبي
معروف محمد آل جلول
المفضلات