وقوف على قارعة الصمت
شعر: نصرالدين حديد
فَلاَ تـَقِفِي..
وفي عَيْنيكِ أسْئِلة ٌ
تـُـدَحْرجُها
على خدِّ الأسَى
دَمعَهْ
ولا تقفي بـِبابِ الصَمْتِ حَائِرة ً
فبعضُ شِفاهكِ الجَذلى لها مطرٌ
وأشوَاقِي
فلاةٌ تشتَهِي وَقعَه ْ
ولا تَسَلي
طُيُورَ العِطْر كيفَ تَلثــَّمَتْ بِيَدِي
وكيفَ تسلـَّقتْ أسْوارَ ذاكرَتي
مُذكَرتي ..كتابَاتِي
قواريرًا من الهذيانِ
في جرْعَهْ
فذاتَ هِوايةٍ صَادفتُ
طابعَهَا البريدِيِّ على إحْدَى رسَالاتي
جَمِيلٌ رَاقنِي جَمعهْ
وذاتَ حِكَايةٍ خبأتُها في بئرِ أورِدَتِي
فيوسُفُ في حِكايَاتِي
قتيلٌ رَغمَ ما قالوهُ عنْ قلمِي
الذي يغفو بثوبِ الذئب ِ
فوقَ قميصِ أوْرَاقي
وحِبْري
تِلكمُ البُقعهْ
قتيلٌ رَغمَ ما وَصَفُوا
بأنهُ آية ٌ في الحُسنِ ... بلْ أحْلىَ
فلا تدَعِي..
أصَابعَ دَمْعكِ السَّاهِي
تـُقطِعُها سَكَاكين ٌمن الأهْدابِ حُزنًا
قِطعةً..قِطعه ْ
وَلا تدَعِي مُراهَقتي
تُسَافرُ منْ جُسُورِ فمِي
تـُودِّعُني
وأمْضِي دُونَ مَوْعِدِناَ
وتمضي دُونمَا ومَعي ودُوني
دُونمَا رَجعه ْ
فتفلتُ مِنْ جدَارِ العُمرِ
بين عقاربِ الآهَاتِ
دقاتٌ ..
فيخْبُوا شمعة ًشمعهْ
ولا تَقفِي ..
وفي شفَتيْكِ قدْ وَقـَفتْ
فيالقُ صَوتِكِ المَصْلوُبِ
فوْقَ جيادِ أسئلة ٍ
على رَاياتِها قـُبَلٌ
تـُرَتِلـُهَا
منَ الأنـَّاتِ واللوعهْ
وَتـُشهرُ في ميَاديني
سُيوفا ً لابتِسَامَتها
لتغزُوا أجْمَلَ الإحْسَاسِ
مِنْ مُدُن ٍعلىَ جَسَدِي
أنا في مُنتهَى الرَوْعهْ
فلا تقفِي ..
سَألتكِ أنْ ...
فلا تقفي
فإني قد جَعلتُ البَحْرَ في عَينيكِ
منذُ سُقوط ِعاصِمَة الهَوى في المَوْجِ
بينَ عَجائِبي السَبعهْ
فإن لانَتْ يدي واهتزَّ
خصْرُ الأرض ِمن أسَفي
ومدَّ الليلُ أسرابا ًمن البَلْوى
يدا ًحطـَّتْ على كـَتفِي
وحاكتْ في مسَارِ الشّمسِِ
موتا ًوفقَ منعطفِ
وإن غَرقتْ على صَدري
عصورٌ من جبال القـُطبِ
من يَأس ٍ..ومن ألم ٍ.. ومن مِحَنٍ
وذابتْ في صَدى شجني
فقومي واحْمِلي كـَفني
بحَرفِ اللام ِوالألِفِ
ولا تقفِي..
المفضلات