آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: منهج القرآن في التغيير.. بين الفردية والجماعة

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية لؤي عبد الباقي
    تاريخ التسجيل
    30/05/2009
    المشاركات
    125
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي منهج القرآن في التغيير.. بين الفردية والجماعة

    منهج القرآن في التغيير.. بين الفردية والجماعة




    التغيير والتطور في حياة البشر والمجتمعات الإنسانية من السنن الكونية المستمرة عبر مختلف الأزمنة والعصور. والحديث عن التغيير والإصلاح في حياة البشر يتجدد كلما ظهرت تحديات جديدة وظروف طارئة، وكلما تفاقم الفساد وتراجعت القيم الموجّهة للسلوك الإنساني. من هذا المنطلق فإن انتشار النقاش حول ضرورة التغيير في الدول والمجتمعات العربية يدل على أن هناك اتفاق واسع بين أرباب الفكر والعلم والثقافة على أن المجتمعات العربية في هذا العصر تعاني من أزمات حادة، على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والأخلاقية، الأمر الذي يستدعي استنفارا عاما لإطلاق ثورة إصلاحية شاملة، تحشد الطاقات البشرية وتوجهها نحو تحقيق تغيير جذري يعيد بناء المؤسسات التي ثبت فشلها في مواجهة التحديات المعاصرة.

    فمن أين يبدأ التغيير؟ هل يبدأ من الفرد أم من المجتمع؟

    هناك توجيه في القرآن الكريم وتعهد صريح من الله عز وجل: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم (الرعد:11). فكيف نفهم هذا التوجيه الرباني والمنهج القرآني؟ على الرغم من وضوح هذا التوجيه في الإشارة إلى أن التغيير الشامل يبدأ من أعماق النفس البشرية، إلا أن الكثير من الناس يفهمون فكرة التغيير الذي يبدأ من النفس بشكل مغلوط، فيغرقون في المعنى السطحي ويبتعدون عن روح المنهج القرآني المتكامل. إن سبب الخلط الذي يقع فيه الكثير من الناس هو النزوع إلى الفردية عند الحديث عن إصلاح النفس.
    فهل يمكن إصلاح النفس بمعزل عن المجتمع؟ وهل هناك أية إشارة في خطاب التغيير: "ما بأنفسهم"، إلى أن تغيير النفس يتحقق في الفرد بعيداً عن الجماعة؟ بمعنى آخر، هل يجب تغيير النفس أو إصلاح الفرد من خلال عزله عن التدخل في الشأن العام، الاجتماعي أو السياسي؟
    لا يمكننا أن نصل إلى إجابة شافية منبثقة من وحي المنهج القرآني الشامل، إلا من خلال ربط آية التغيير بآيات وأحاديث توضيحية أخرى، منها على سبيل المثال لا الحصر:
    1. (كنتم خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، وتؤمنون بالله). فمعيار الخير والإيمان في هذه الآية مرتبط بالسعي نحو نشر المعروف ومحاربة المنكر.
    2. (ولا تركنوا للذين ظلموا فتمسّكم النار، ومالكم من دون الله من ولي ولا نصير). وهذا إنذار ووعيد ليس للظالمين فحسب، بل لكل من يركن إلى الظلم فلا يحرك ساكنا لتغيير الواقع الذي حل فيه.
    3. (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته محرما بينكم، فلا تظالموا). صورة من صور العدل الإلهي وتوجيه إلى تأسيس العلاقات الإنسانية على أساس العدل ورفض الظلم.
    4. (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر). عندما يحيد صاحب السلطان عن منهج العدل وتسوقه شهوة السلطة إلى الجور والطغيان تصبح كلمة الحق في وجهه، كوسيلة سلمية للتغيير، أفضل أنواع الجهاد.
    لا مجال هنا لإحصاء الآيات والأحاديث التي تشير إلى علاقة الفرد بالآخرين ودوره في المجتمع، فهي أكثر من أن تحصر في هذا المجال الضيق. ولكن العبرة في جميع هذه الآيات والأحاديث هي أن صلاح الفرد من صلاح المجتمع.
    وكما أشار المفكر الشيخ جودت سعيد في كتابه "حتى يغيروا ما بأنفسهم"، إن التعهد الرباني الذي جاء في آية التغيير "إنما هو في مجال القوم - أي الجماعة أو المجتمع - لا في مجال الفرد، وفي مجال الدنيا لا في مجال الآخرة"، لذلك فإن "هذه السنة في هذه الآية سنَّة اجتماعية، لا سنَّة فردية".
    فتغيير الأنفس لا يتحقق للفرد بمعزل عن إصلاح وتغيير المجتمع الذي يعيش فيه إيضا. وبناءا على هذا الفهم لا يمكن للفرد أن يتغير إلى الأصلح وهو راض بالفساد في مجتمعه.. ولا يمكن للفرد أن يكون عادلا وهو يركن للظلم.
    فتغيير النفس هو تغيير موقف من المجتمع.. هو إصلاح علاقة مع الآخرين.. هو إعلان موقف من الفساد.. هو إعلان رفض للظلم والقهر والطغيان..
    ومن خلال هذا الفهم الشامل فقط يصبح تغيير النفس هو المدخل إلى تغيير المجتمع الإنساني.


    الدكتور لؤي عبد الباقي
    زميل وباحث زائر في مركز الدول والمجتمعات الإسلامية
    جامعة أستراليا الغربية


  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية طهر بنت الحمدي
    تاريخ التسجيل
    04/12/2009
    المشاركات
    433
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: منهج القرآن في التغيير.. بين الفردية والجماعة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الدكتور / لؤي عبد الباقي


    موضوع جدا هادف يدعوللتكافل الجماعي والثبات على الحق ورفض الباطل وخاصة الظلم

    المتفشي بشكل كبير في مجتمعاتنا ....

    ولكن اذا بدء الانسان بنفسه وطهرها ونقاها صلح المجتمع ...

    لأنه هو اللبنة الاولى في بناء مجتمع اسلامي ناجح متكافل

    سيدي الفاضل لماذا لا تضع لنا الادلة من القرأن بأسماء السور وأرقامها ,لأنها بمثابة مرجع لمن اراد ان ينقل او يستفيد من الاهداف السامية بدليل الكتاب والسنة

    خالص التقدير


    الفراغات بين أصابعك موجودة لأن هناك شخصا آخر يمكنه أن يملأها


  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية لؤي عبد الباقي
    تاريخ التسجيل
    30/05/2009
    المشاركات
    125
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: منهج القرآن في التغيير.. بين الفردية والجماعة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طهر بنت الحمدي مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الدكتور / لؤي عبد الباقي
    موضوع جدا هادف يدعوللتكافل الجماعي والثبات على الحق ورفض الباطل وخاصة الظلم
    المتفشي بشكل كبير في مجتمعاتنا ....
    ولكن اذا بدء الانسان بنفسه وطهرها ونقاها صلح المجتمع ...
    لأنه هو اللبنة الاولى في بناء مجتمع اسلامي ناجح متكافل
    سيدي الفاضل لماذا لا تضع لنا الادلة من القرأن بأسماء السور وأرقامها ,لأنها بمثابة مرجع لمن اراد ان ينقل او يستفيد من الاهداف السامية بدليل الكتاب والسنة
    خالص التقدير

    الأخت الفاضلة طهر
    شكرا على التعليق الإيجابي والاقتراح الهام، فجزاكم الله كل خير. لقد حرصت على ذكر رقم الآية الأولى لأنها الموضوع الأساسي، ولكن من المفيد والهام طبعا ذكر كافة المصادر كما أشرت مشكورة.

    نعم أختنا الكريمة كما تفضلتي "اذا بدأ الانسان بنفسه وطهرها ونقاها صلح المجتمع" لأن من يطهر نفسه من الحسد والرياء والتكبر، على سبيل المثال، تصلح علاقته من نفسه ومع الآخرين فيصلح المجتمع على كافة المستويات الاجتماعية والسياسية وغيرها، لا يمكن فك الربط بين الفرد والمجتمع.


    الدكتور لؤي عبد الباقي
    زميل وباحث زائر في مركز الدول والمجتمعات الإسلامية
    جامعة أستراليا الغربية


  4. #4
    أستاذ بارز الصورة الرمزية معروف محمد آل جلول
    تاريخ التسجيل
    27/04/2009
    المشاركات
    1,019
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: منهج القرآن في التغيير.. بين الفردية والجماعة

    أخي لؤي عبد الباقي..
    جزاك الله خيرا على طرق هذا الموضوع الحساس ،الشائك ..
    قيّدته ..لأعود إليه ـ بإذن الله ـ ..
    أراه حديثا عن العالِم القدوة ..وليس الزاهد المتعبد..

    التعديل الأخير تم بواسطة معروف محمد آل جلول ; 25/12/2009 الساعة 04:11 PM

  5. #5
    أستاذ بارز الصورة الرمزية معروف محمد آل جلول
    تاريخ التسجيل
    27/04/2009
    المشاركات
    1,019
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: منهج القرآن في التغيير.. بين الفردية والجماعة

    أراه حديثا عن العالِم القدوة ..وليس الزاهد المتعبد..
    يجمع علماء الأنتروبولوجيا أن التّطوّر هو :"التّغيير وفقا لقوانين ثابتة أو سنّة مطّردة"..فالتغيير لايقع في ظرف وجيز أسطوري ،بل يحتاج إلى خطوات موافقة لسنن الكون..
    والتغيير في النفسية البشرية يرد بعد حدوث شروخ أزمة العقل ،وانحرافه عن منهجه الصحيح..ليتهم المجتمع بـ "أزمة الأخلاق"..وحلولها تكون بعودة الجماعة نهائيا في المجتمع الإسلامي إلى منهجها الأول الحداثي المتجدّد ذي العطاء المستمر ..الذي لم يترك كبيرة ولاصغيرة إلا وقد أوجدلها طرق معالجتها عبر الاجتهاد العلمي..
    والملاحظ في مجتمعنا الإسلامي أن العلماءالدعاة موجودين ،لكن أعمالهم تذهب سدى ،في أدراج الريّاح ..
    لماذا؟
    لأن المنهج السياسي التّبع خاضع لمعطيات العولمة العلمانية التي تتعارض مع هذا المنهج ،بل وتمنع استئنافه..
    حتى صارت وزارات الشؤون الدينية عندنا مجرّد هيئة تبني المساجد ،وتحافظ على الصلاة ..وتلقي الدروس كل جمعة ..ولاأثر لها في سلوكات المجتمع إلا في النفوس....لكن الحياة الاجتماعية السياسية الاقتصادية الإسلامية معطلة ..
    ونتج عن هذا تطبيقات فردية مبعثرة في النفوس..
    والتّغيير الشامل يجب أن يعلن من القمّة إلى القاعدة ..حينما تتبناه السياسة سينجح لامحالة ..
    ولم يترك لنا العلماء الدارسون إضافات في هذا المجال في سنن التّغيير ..إلا أن دعوتهم الحثيثة أنتجت حركات إسلامية سياسية ،لكنها لم تجن إلا ثمار التّشرّد ،واللجوء السياسي ،والاعتقال ....و..
    فثبت فشل الإسلام السياسي لأنه يحدث، إن سمح له بالعمل ،انقلابا حضاريا يزعج العلمانية ،ويقضي عليهال نهائيا ..
    ورغم هذا وذاك..هناك طرق غير سياسية مباشرة ،يقينية في إحداث نقلات تغيير إجتماعي ..
    لقد نجح السلف الصالح في تبني المنهج الرباني ،لأنهم عرفوه ثم سلكوه..حتى صار الرّجال في غالبيتهم قرآنا يمشي في الشوراع والطرقات فحقق المنهج سلوكا ،ووجد سياسة تشجعه ،بل تعاقب معارضه..
    حالنا اليوم:
    مجتمع راغب ..سياسة معارضة..
    فاقترن إسلامنا بالزهد..ومال إلى التصوف ..لأن معتنقه ـ الصادق ـ يجد محيطا معارضا..
    وإذ أشكركم أنكم لم تخضعوا لمقولة :"ما ترك الأول للآخر شيئا "التي يروّج لها الكثير..


  6. #6
    عـضــو الصورة الرمزية الدكتور محمد أيمن الجمال
    تاريخ التسجيل
    31/10/2009
    المشاركات
    221
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: منهج القرآن في التغيير.. بين الفردية والجماعة

    لا شكّ أخي الكريم الأستاذ لؤي أنّ التغيير الجماعيّ مطلوب، والتغيير على مستوى الأفراد مطلوب كذلك.

    ومن خلال ما قدّمتم يمكننا أن نقول: إنّ التغيير المنشود لا يتحقّق في إطار الفرد إلاّ من خلال المجتمع.

    فمن أراد أن يُغيّر وهو فردٌ لن يتمكّن من تنفيذ ما يُريد ما لم يكن المجتمع معه.

    والسؤال الذي يطرح نفسه هنا:

    إذا عنينا بالمجتمع مجموع آحاد الناس، فهل في يدهم تغيير كثير من الأمور ؟؟

    وإذا عنينا بالمجتمع (الحكومات) فهل يقبلون التغيير إلى الأحسن ؟؟

    وكمثال على ذلك
    أقول: إنّ التعامل بالربا قد فشا في بلاد الإسلام، حتّى لا يكاد يسلم منه أحدٌ، وهو أحد أسباب تقهقر الأمّة بلا ريب.

    فهل يستطيع الناس أن يمتنعوا عن التعامل به (خاصّة في البلاد (الإسلامية!!) التي لا يوجد فيها مصارف إسلاميّة، وهي كثيرة) ؟؟؟


    وهل من المعقول أن ننتظر تغيير الحكومات لآرائها حول التعامل مع أمثال هذه المصارف ؟؟؟؟


    إنّ التغيير الفرديّ هو الأساس، وهو الذي ينبغي أن نُعوّل عليه في عصر فقدت فيه الحكومات مصداقيّة تغييرها (المزعوم دائمًا والموعود به يوميًّا) .

    إنّ التغيير الذي ينبع من الفرد هو الذي يتحكّم فيه الفرد، والتغيير الذي في النفس هو الذي يمكّن النفس وصاحبها من أن يتغيّر، أمّا التغييرات الكبرى فلا يقوم بها إلاّ الجهد الجماعيّ.

    ولذلك فإنّ المقصود بالتغيير أن يتكاتف الأشخاص ليقوموا بواجب التغيير، وأن يتّحدوا على فكرٍ واحدٍ (ما استطاعوا) ومنهج واحدٍ، وأسلوب واحدٍ، ليتمكّنوا من تغيير واقعهم.

    أمّا انتظار أن يتغيّر المجتمع كلّه (أو حكوماته) فهو السلبيّة المحضة التي لا يُمكن أن تكون مقبولة بحالٍ من الأحوال.


  7. #7
    عـضــو الصورة الرمزية لؤي عبد الباقي
    تاريخ التسجيل
    30/05/2009
    المشاركات
    125
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: منهج القرآن في التغيير.. بين الفردية والجماعة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معروف محمد آل جلول مشاهدة المشاركة
    أراه حديثا عن العالِم القدوة ..وليس الزاهد المتعبد..
    يجمع علماء الأنتروبولوجيا أن التّطوّر هو :"التّغيير وفقا لقوانين ثابتة أو سنّة مطّردة"..فالتغيير لايقع في ظرف وجيز أسطوري ،بل يحتاج إلى خطوات موافقة لسنن الكون..
    والتغيير في النفسية البشرية يرد بعد حدوث شروخ أزمة العقل ،وانحرافه عن منهجه الصحيح..ليتهم المجتمع بـ "أزمة الأخلاق"..وحلولها تكون بعودة الجماعة نهائيا في المجتمع الإسلامي إلى منهجها الأول الحداثي المتجدّد ذي العطاء المستمر ..الذي لم يترك كبيرة ولاصغيرة إلا وقد أوجدلها طرق معالجتها عبر الاجتهاد العلمي..
    والملاحظ في مجتمعنا الإسلامي أن العلماءالدعاة موجودين ،لكن أعمالهم تذهب سدى ،في أدراج الريّاح ..
    لماذا؟
    لأن المنهج السياسي التّبع خاضع لمعطيات العولمة العلمانية التي تتعارض مع هذا المنهج ،بل وتمنع استئنافه..
    حتى صارت وزارات الشؤون الدينية عندنا مجرّد هيئة تبني المساجد ،وتحافظ على الصلاة ..وتلقي الدروس كل جمعة ..ولاأثر لها في سلوكات المجتمع إلا في النفوس....لكن الحياة الاجتماعية السياسية الاقتصادية الإسلامية معطلة ..
    ونتج عن هذا تطبيقات فردية مبعثرة في النفوس..
    والتّغيير الشامل يجب أن يعلن من القمّة إلى القاعدة ..حينما تتبناه السياسة سينجح لامحالة ..
    ولم يترك لنا العلماء الدارسون إضافات في هذا المجال في سنن التّغيير ..إلا أن دعوتهم الحثيثة أنتجت حركات إسلامية سياسية ،لكنها لم تجن إلا ثمار التّشرّد ،واللجوء السياسي ،والاعتقال ....و..
    فثبت فشل الإسلام السياسي لأنه يحدث، إن سمح له بالعمل ،انقلابا حضاريا يزعج العلمانية ،ويقضي عليهال نهائيا ..
    ورغم هذا وذاك..هناك طرق غير سياسية مباشرة ،يقينية في إحداث نقلات تغيير إجتماعي ..
    لقد نجح السلف الصالح في تبني المنهج الرباني ،لأنهم عرفوه ثم سلكوه..حتى صار الرّجال في غالبيتهم قرآنا يمشي في الشوراع والطرقات فحقق المنهج سلوكا ،ووجد سياسة تشجعه ،بل تعاقب معارضه..
    حالنا اليوم:
    مجتمع راغب ..سياسة معارضة..
    فاقترن إسلامنا بالزهد..ومال إلى التصوف ..لأن معتنقه ـ الصادق ـ يجد محيطا معارضا..
    وإذ أشكركم أنكم لم تخضعوا لمقولة :"ما ترك الأول للآخر شيئا "التي يروّج لها الكثير..

    الأخ الفاضل معروف محمد آل جلول

    أشكرك كثيرا على هذه المداخلة القيمة وعميق الأفكار التي طرحتها
    لقد قدمت نظرة متعددة الأبعاد ومتشعبة، وذلك بلا شك لتطرقها إلى الواقع المعقد الذي نعيشه في وقتنا الحاضر.. هذا الواقع المعاصر المعقد هو بلا شك أحد أهم المصاعب والتحديات التي تجعل الحديث عن التغيير وكيفيته وأبعاده أكثر تعقيدا مما كان عليه في أي وقت مضى.
    وهذا ربما يدعونا لنكون أكثر حذرا من القفز إلى أحكام قطعية وتعميمات شمولية، فالتغيير "الشامل من القمة إلى القاعدة" قد يكون مناقضا لحركة المجتمع، وهو ما حدث في تجربة العلمنة القسرية، وبالتالي يجابه بحركة تغيير عكسية في الاتجاه والرؤية!

    من ناحية أخرى، كيف نقيم نجاح وفشل أي حركة تغييرية؟ وما هي مقومات الفشل والنجاح؟

    هل العولمة تسير باتجاه واحد (العلمانية)؟ هل هناك عولمة إسلامية في الاتجاه المعاكس؟

    بعض إجاباتك تثير أسئلة كثيرة تحتاج إلى الكثير من البحث والتحليل.. فشكرا على هذه الإضافات التي أغنت الموضوع.


    الدكتور لؤي عبد الباقي
    زميل وباحث زائر في مركز الدول والمجتمعات الإسلامية
    جامعة أستراليا الغربية


  8. #8
    عـضــو الصورة الرمزية لؤي عبد الباقي
    تاريخ التسجيل
    30/05/2009
    المشاركات
    125
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: منهج القرآن في التغيير.. بين الفردية والجماعة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور محمد أيمن الجمال مشاهدة المشاركة
    لا شكّ أخي الكريم الأستاذ لؤي أنّ التغيير الجماعيّ مطلوب، والتغيير على مستوى الأفراد مطلوب كذلك.
    ومن خلال ما قدّمتم يمكننا أن نقول: إنّ التغيير المنشود لا يتحقّق في إطار الفرد إلاّ من خلال المجتمع.
    فمن أراد أن يُغيّر وهو فردٌ لن يتمكّن من تنفيذ ما يُريد ما لم يكن المجتمع معه.
    والسؤال الذي يطرح نفسه هنا:
    إذا عنينا بالمجتمع مجموع آحاد الناس، فهل في يدهم تغيير كثير من الأمور ؟؟
    وإذا عنينا بالمجتمع (الحكومات) فهل يقبلون التغيير إلى الأحسن ؟؟

    وكمثال على ذلك
    أقول: إنّ التعامل بالربا قد فشا في بلاد الإسلام، حتّى لا يكاد يسلم منه أحدٌ، وهو أحد أسباب تقهقر الأمّة بلا ريب.
    فهل يستطيع الناس أن يمتنعوا عن التعامل به (خاصّة في البلاد (الإسلامية!!) التي لا يوجد فيها مصارف إسلاميّة، وهي كثيرة) ؟؟؟

    وهل من المعقول أن ننتظر تغيير الحكومات لآرائها حول التعامل مع أمثال هذه المصارف ؟؟؟؟

    إنّ التغيير الفرديّ هو الأساس، وهو الذي ينبغي أن نُعوّل عليه في عصر فقدت فيه الحكومات مصداقيّة تغييرها (المزعوم دائمًا والموعود به يوميًّا) .
    إنّ التغيير الذي ينبع من الفرد هو الذي يتحكّم فيه الفرد، والتغيير الذي في النفس هو الذي يمكّن النفس وصاحبها من أن يتغيّر، أمّا التغييرات الكبرى فلا يقوم بها إلاّ الجهد الجماعيّ.
    ولذلك فإنّ المقصود بالتغيير أن يتكاتف الأشخاص ليقوموا بواجب التغيير، وأن يتّحدوا على فكرٍ واحدٍ (ما استطاعوا) ومنهج واحدٍ، وأسلوب واحدٍ، ليتمكّنوا من تغيير واقعهم.
    أمّا انتظار أن يتغيّر المجتمع كلّه (أو حكوماته) فهو السلبيّة المحضة التي لا يُمكن أن تكون مقبولة بحالٍ من الأحوال.

    أخي الفاضل محمد جزاكم الله خيرا على هذه الإطلالة والإضاءة القيمة
    بالطبع التغيير الفردي، الذي هو أساس التغيير الإجتماعي، لا يمكن أن يتحقق بمعزل عن الجماعة التي يعيش فيها الفرد، وإلا يصبح للتغيير معنى واحدا وهو الهروب من المجتمع والانطواء على النفس!


    الدكتور لؤي عبد الباقي
    زميل وباحث زائر في مركز الدول والمجتمعات الإسلامية
    جامعة أستراليا الغربية


  9. #9
    عـضــو الصورة الرمزية عبد الرحيم لبوزيدي
    تاريخ التسجيل
    13/12/2008
    العمر
    61
    المشاركات
    373
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: منهج القرآن في التغيير.. بين الفردية والجماعة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اشكر الاستاذ لؤي عبد الباقي على تفضله باثارة هذا الموضوع.
    التغيير هو نقل الوضع من حالة الى احسن منها ،والعكس غير صحيح ،لذا لايكون التغيير مطلوبا الا بعد ان يحس الذي يتطلع اليه حالة من الياس والتذمر والرغبة في قلب الوضع ،هنا نقف لنسال من اين يبدا التغيير هل من الفرد ام من المجتمع؟
    في اعتقادي البسيط لا ينطلق من رغبة الفرد فقط او من رغبة الجماعة فقط ،بل هناك تعاون بين الطرفين الفرد والجماعة،فما لم تكن هناك رغبة في التغيير من قبل الفرد فلن يكون هناك راي جماعي في احداثه ،وما لم يكن هناك راي غالب داخل المجتمع فايس بوسع الفرد ان يفعل شيئا مما يدل على ان تفاعل الفرد والجماعة هو البوابة الرئيسية لكل عملية تغيير ،اللهم اذا تعلق الامر برسول من عند الله عز وجل ففي هذه الحالة يكون منطلق التغيير من شخص الرسول الذي يعمل على خلق توجه جماعي داخل المجتمع لينتقل الوضع من قيادة فردية الى قيادة جماعية،واعني بذلك ان الجماعة تدفع باتجاه التغيير بمختلف الوسائل والاشكال.
    واذا اتفقنا على ان التغيير لا يحدث الا بوجود ارادة تتطلع اليه من قبل الفرد والجماعة معا فيمكن ان نتساءل ما هي اسباب توفر هذه الارادة؟
    قد يكون السبب في ذلك ناجما عن الشعور بالرتابة في الوضع القائم ،او الظلم المسلط على الرقاب مع ما يستصحبه من قمع وسجن وقتل وهتك للاعراض ومصادرة الحقوق ،او ما تحقق لدى الانسان من وعي وقراءة للتاريخ وحضارة الشعوب الماضية واحساس بضرورة التقدم الى الامام سعيا وراء انسجامه مع طبيعته كانسان بضرورة تقدمه الى الامام وعدم النظر الى الوراء .
    واذا كانت ارادة التغيير لدى الفرد سريعة التكوين والتبلور فان ارادة التغيير لدى الجماعة صعبة الخلق والتطوير ،اذ يحتاج المحرك الاساسي لعملية التغيير ان يدرك العناصر المحركة داخل المجتمع وما يحتاجه هذا المجتمع حتى يخاطبه باللغة التي يفهمها ،وما يستنكفه من لغة ليتمكن من تحاشيها ،وعندئذ يشرع هذا الانسان في تكوين طليعة تتقدم عملية التغيير ،مهمتها تاطير المتجاوبين مع الخطاب الجديد الذي بدا يعرف طريقه الى اسماع الناس داخل المجتمع.
    هذا اذا تحدثنا عن التغيير بصفة عامة ،اما اذا خصصنا التغيير داخل مجتمعاتنا الاسلامية ،هنا نتساءل ما مفهوم التغيير الذي نتغياه؟هل مسح الطاولة كاملة ،ام المحافظة على شيئ مما فيها والاجتهاد في تغيير ما علق به الفساد؟
    ان المفهوم الاول غير وارد اطلاقا والا عد ذلك انحرافا عن الدين وردة ،يبقى المفهوم الثاني وهذا هو الصحيح،وقبل تفصيل الحديث فيه نسال هل ذلك يعد اصلاحا ام تغييرا ؟
    اذا ما عدنا الى مفهوم التغيير كما تمت الاشارة اليه ،فان الاصلاح في حد ذاته يعتبر تغييرا ويعتبر تجديدا ،والتجديد وكما اشار اليه علماؤنا الاجلاء يعني نفض الغبار عن الشيئ القديم ،واحياء ما مات فيه ،وبناء على ذلك فان عملية التغيير تتم بواسطة الفرد كما بواسطة الجماعة ،يقول الرسول الكريم :ان الله يبعث في هذه الامة على راس كل مائة عام من يجدد لها امر دينها او كما قال نبي الرحمة،ومن الواردة في الحديث اختلف في افادتها علماء الامة هل تفيد الفرد ام الجماعة ،فمن قال بانها تفيد الفرد ضرب على ذلك مجموعة من الامثلة بل وحدد الافراد الذين قيضهم الله لهذه الامة وعملوا على تجديد امورها،بينما رات جماعة اخرى ان من تفيد الجماعة وبنوا كلامهم على مجموعة من الادلة والحجج.وقد نجمع بين الطرفين معا بناء على ما تقدم.
    تحياتي مجدد للاخ لؤي واتمنى ان لااكون قد خرجت عن السياق الذي اورد فيه مداخلته وانتظر كل تصويب لهذا التعقيب مع كامل الشكر وعظيم الامتنان لكل من اهدى الي عيوبي

    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الرحيم لبوزيدي ; 26/12/2009 الساعة 07:53 PM

  10. #10
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    05/04/2009
    المشاركات
    107
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: منهج القرآن في التغيير.. بين الفردية والجماعة

    الاخ لؤي ألموضوع ألذي طرحته مهم للغايه , فنحن نعيش في عصر اشتد فيه ظلم العالم للمسلمين , ونحن نرى المسلمين يرفعوا ايديهم الى ألله عسى ان يعود الاسلام الى عهده في عصور التطور والحضاره التي رفعت شأن العالم.
    ولكن للاسف الشديد ليس هناك حركه حقيقيه للتغيير بحيث نقضي على أفات المجتمع الاسلامي الحاليه , ففي كل البلاد الاسلاميه ليس هناك أي التزام بالشريعه الاسلاميه .
    ندعو ألله أن يرشد المسلمين الى الحق والحقيقه


  11. #11
    أستاذ بارز الصورة الرمزية معروف محمد آل جلول
    تاريخ التسجيل
    27/04/2009
    المشاركات
    1,019
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: منهج القرآن في التغيير.. بين الفردية والجماعة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لؤي عبد الباقي مشاهدة المشاركة
    الأخ الفاضل معروف محمد آل جلول
    أشكرك كثيرا على هذه المداخلة القيمة وعميق الأفكار التي طرحتها
    لقد قدمت نظرة متعددة الأبعاد ومتشعبة، وذلك بلا شك لتطرقها إلى الواقع المعقد الذي نعيشه في وقتنا الحاضر.. هذا الواقع المعاصر المعقد هو بلا شك أحد أهم المصاعب والتحديات التي تجعل الحديث عن التغيير وكيفيته وأبعاده أكثر تعقيدا مما كان عليه في أي وقت مضى.
    وهذا ربما يدعونا لنكون أكثر حذرا من القفز إلى أحكام قطعية وتعميمات شمولية، فالتغيير "الشامل من القمة إلى القاعدة" قد يكون مناقضا لحركة المجتمع، وهو ما حدث في تجربة العلمنة القسرية، وبالتالي يجابه بحركة تغيير عكسية في الاتجاه والرؤية!
    من ناحية أخرى، كيف نقيم نجاح وفشل أي حركة تغييرية؟ وما هي مقومات الفشل والنجاح؟
    هل العولمة تسير باتجاه واحد (العلمانية)؟ هل هناك عولمة إسلامية في الاتجاه المعاكس؟
    بعض إجاباتك تثير أسئلة كثيرة تحتاج إلى الكثير من البحث والتحليل.. فشكرا على هذه الإضافات التي أغنت الموضوع.
    شكرا أخي لؤي..
    أفضل طريقة للتغيير تحدث باتفاق كل المجتمع ـ من القمّة إلى القاعدةـ على تبنيه أفكارا محدّدة.لكنّه حينما تكتفي فرقة واحدة داخل النّسيج الاجتماعي التّغيير أو مجرّد أفراد ،ويُقابلون بالرّفض من معارضة ،فإنّ المشروع التغييري إلى فشل ،وانتكاس..لذا قلنا أن الانفراد بتبني التّغيير في السّلوك ينتهي بصاحبه إلى عزلة وزهد،فقد لايجد المحيط مساندا له..ويعيش الجميع تناقض المدّ والجزر ..ولا أحد يسمح للآخر بالتّقدّم خطوة واحدة إلى الأمام ..وأمام التّعددية الفضائية المشهدية في العالم ،وأمام حرية الاختيار والانتقاء،والاستهلاك ،يصعب إحداث تغيير ميداني ما لم يقتنع به الجميع ويسعى الكلّ إلى تنفيذه..
    وإذا بالمشروع الّذي تتبناه السّلطة بتأييد كل المجتمع مصيره النّجاح.
    وتقييم نجاح أو فشل أي مشروع تغييري في المجتمع يقاس بمدى تجسيد تلك المبادئ المعلن عنها في منطلق الخطوة الأولى في التّغيير ..الصين مثلا التي رفعت شعار "الثّورة الثّقافية "منذ 1968أو قبله أو بعده ،ألم تحقّق الآن قفزة نوعية ،بعد تبنّي كلّ المجتمع للمشروع من القمّة إلى القاعدة ؟؟..هي التي تضمّ أكبر تعداد سكاني على الإطلاق ،اكتفت ذاتيا من كلِّ شيء ،ثم الآن هي تسيطر على الاقتصاد العالمي وبأسعار منافسة ومُغرية ..أليس بسبب التبني الاجتماعي الشّامل لمشروع التّغيير ؟
    نعم هناك عولمة إسلامية تسير في الاتّجاه المعاكس بفضل تعدّد قنوات الاتّصال العصرية ،الإسلام يزحف ،ويكتسح العالم ،حتّى أنّني شخصيا أتوقّع أن يُعلن في يوم ما عن تبنّي دولة غربية للمشروع الإسلامي ،قبل أدعياء الإسلام هنا وهناك!!وقد نفاجأ يوما بأعلى نسبة سكّانية إسلامية في العالم بأسره ،وتطرح فكرة الغلبة الإسلامية ،وتُعلن "الخلافة الإسلامية "يبدو الكلام مضحكا ،ويدعو إلى السّخرية من قائله الحالم ،المُهلْوس..لكن العالم القرية اليوم لم يعد متعددا..هو كتلة واحدة ..وبعد عقود زمنية قد يحدث ما نراه مستحيلا ..
    والتّغيير ـ رغم هذا الكلام ـ يبدأ دائما من شخص كما بدأ أوّل مرّة مع الرّسول ـ صلّى اللّه عليه وسلّم ـ ..
    بالغ تقديري..


  12. #12
    عـضــو الصورة الرمزية لؤي عبد الباقي
    تاريخ التسجيل
    30/05/2009
    المشاركات
    125
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: منهج القرآن في التغيير.. بين الفردية والجماعة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحيم لبوزيدي مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اشكر الاستاذ لؤي عبد الباقي على تفضله باثارة هذا الموضوع.
    التغيير هو نقل الوضع من حالة الى احسن منها ،والعكس غير صحيح ،لذا لايكون التغيير مطلوبا الا بعد ان يحس الذي يتطلع اليه حالة من الياس والتذمر والرغبة في قلب الوضع ،هنا نقف لنسال من اين يبدا التغيير هل من الفرد ام من المجتمع؟
    في اعتقادي البسيط لا ينطلق من رغبة الفرد فقط او من رغبة الجماعة فقط ،بل هناك تعاون بين الطرفين الفرد والجماعة، .....

    هذا اذا تحدثنا عن التغيير بصفة عامة ،اما اذا خصصنا التغيير داخل مجتمعاتنا الاسلامية ،هنا نتساءل ما مفهوم التغيير الذي نتغياه؟هل مسح الطاولة كاملة ،ام المحافظة على شيئ مما فيها والاجتهاد في تغيير ما علق به الفساد؟
    ان المفهوم الاول غير وارد اطلاقا والا عد ذلك انحرافا عن الدين وردة ،يبقى المفهوم الثاني وهذا هو الصحيح،وقبل تفصيل الحديث فيه نسال هل ذلك يعد اصلاحا ام تغييرا ؟
    اذا ما عدنا الى مفهوم التغيير كما تمت الاشارة اليه ،فان الاصلاح في حد ذاته يعتبر تغييرا ويعتبر تجديدا ،والتجديد وكما اشار اليه علماؤنا الاجلاء يعني نفض الغبار عن الشيئ القديم ،واحياء ما مات فيه ،وبناء على ذلك فان عملية التغيير تتم بواسطة الفرد كما بواسطة الجماعة ،يقول الرسول الكريم :ان الله يبعث في هذه الامة على راس كل مائة عام من يجدد لها امر دينها او كما قال نبي الرحمة،ومن الواردة في الحديث اختلف في افادتها علماء الامة هل تفيد الفرد ام الجماعة ،فمن قال بانها تفيد الفرد ضرب على ذلك مجموعة من الامثلة بل وحدد الافراد الذين قيضهم الله لهذه الامة وعملوا على تجديد امورها،بينما رات جماعة اخرى ان من تفيد الجماعة وبنوا كلامهم على مجموعة من الادلة والحجج.وقد نجمع بين الطرفين معا بناء على ما تقدم.
    تحياتي مجدد للاخ لؤي واتمنى ان لااكون قد خرجت عن السياق الذي اورد فيه مداخلته وانتظر كل تصويب لهذا التعقيب مع كامل الشكر وعظيم الامتنان لكل من اهدى الي عيوبي

    الأخ العزيز عبد الرحيم لبوزيدي، تحية وشكر لهذه المداخلة المثرية.

    أرى أنك دخلت موضوع التغيرر من مفهومه الواسع ثم خصصت الحديث حول موضوع التجديد الديني، ولا بأس في ذلك فهناك رابط قوي، إذ قد يحدث التغيير وفق تجديد بعض المفاهيم الدينية، وليس تجديد الدين بحد ذاته!
    إذا كنت تقصد بمسح الطاولة مسح الدين، إي نسفه وتغييره كاملا، بالطبع لم يقل بذلك أحد، أما إذا قصدنا المسح الكامل لكل ما علق بالدين من غبار وأشياء غير مرغوبة، فما المانع؟ بل هذا هو مفهوم التجديد الحقيقي. إذ أن تجديد الشيء إعادته إلى ما كان عليه من نقاء، وهذا ما يحدث تماما عندما نمسح الطاولة بشكل كامل مما علق بها.
    بشكل عام، لا شك أن هناك مشترك بين التغيير والإصلاح والتجديد، ولكن الدقة تتطلب التمييز بين هذه المفاهيم عندما نسقطها على الواقع في حالات محددة.
    اسمح لي أن أختلف معك في أن التغيير لا يكون إلا إلى الأحسن، فهذا برأيي مفهوم الإصلاح، وهذه هي النقطة الأساسية التي تميز الإصلاح من التغيير.
    من ناحية أخرى، التغيير يكون أكثر شمولية، أو يكون جذريا بحيث يطال الأسس الجوهرية لنظام ما: الثورة تغيير شامل، اجتماعي سياسي اقتصادي، أما الإصلاح فقد يطال أحد هذه الجوانب. صحيح أننا يمكن أن نتحدث عن تغيير سياسي، مثلا، ولكن حتى في هذه الحالة يكون التغيير جذري وليس إصلاحا جزئيا، فالانتقال من نظام دكتاتوري-شمولي إلى نظام ديمقراطي-ليبرالي، على غرار ما حصل إبان سقوط النظام الشيوعي، ليس إصلاحا بل تغييرا جذريا. وتغيير الدستور في بلد ما بحيث تتغير أسس النظام السياسي، من ملكي إلى جمهوري، أو من رئاسي إلى برلماني، ليس إصلاحا بل تغييرا سياسيا جذريا. فالإصلاح يبقي على الأسس لنظام ما أما التغيير فيطال هذه الأسس فيتغير اسم النظام بشكل كامل.
    أما التجديد فهذا موضوع هام يحتاج إلى نقاش طويل، أرجو أن تتاح لنا فرصة للحديث عنه لا حقا.

    تحية وشكرا لهذه الأفكار الهامة التي أثرتها في مداخلتك القيمة.


    الدكتور لؤي عبد الباقي
    زميل وباحث زائر في مركز الدول والمجتمعات الإسلامية
    جامعة أستراليا الغربية


  13. #13
    عـضــو الصورة الرمزية لؤي عبد الباقي
    تاريخ التسجيل
    30/05/2009
    المشاركات
    125
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: منهج القرآن في التغيير.. بين الفردية والجماعة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باسمه سعيد راغب مشاهدة المشاركة
    الاخ لؤي ألموضوع ألذي طرحته مهم للغايه , فنحن نعيش في عصر اشتد فيه ظلم العالم للمسلمين , ونحن نرى المسلمين يرفعوا ايديهم الى ألله عسى ان يعود الاسلام الى عهده في عصور التطور والحضاره التي رفعت شأن العالم.
    ولكن للاسف الشديد ليس هناك حركه حقيقيه للتغيير بحيث نقضي على أفات المجتمع الاسلامي الحاليه , ففي كل البلاد الاسلاميه ليس هناك أي التزام بالشريعه الاسلاميه .
    ندعو ألله أن يرشد المسلمين الى الحق والحقيقه
    الأخت الفاضلة باسمه شكرا لك على المشاركة والملاحظة الصادقة
    أضم صوتي إلى صوتك وأرفع يدي معك ابتهالا إلى الله أن يرفع الظلم ويرشد المسلمين، ولكن أدعو الجميع إلى عدم الاكتفاء بالدعاء والانضمام إلى قوافل العاملين، وفي هذا السياق أختلف معك في أنه لا يوجد حركة للتغيير، والذي أراه أن هناك حركات وجهود حثيثة للتغيير، ولكن العقبات كثيرة والخروج من الأزمات المزمنة يحتاج إلى وقت وصبر، فدعونا نتمسك بالأمل والعمل ونتوكل على الله.


    الدكتور لؤي عبد الباقي
    زميل وباحث زائر في مركز الدول والمجتمعات الإسلامية
    جامعة أستراليا الغربية


  14. #14
    عـضــو الصورة الرمزية لؤي عبد الباقي
    تاريخ التسجيل
    30/05/2009
    المشاركات
    125
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: منهج القرآن في التغيير.. بين الفردية والجماعة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معروف محمد آل جلول مشاهدة المشاركة
    شكرا أخي لؤي..
    أفضل طريقة للتغيير تحدث باتفاق كل المجتمع ـ من القمّة إلى القاعدةـ على تبنيه أفكارا محدّدة.لكنّه حينما تكتفي فرقة واحدة داخل النّسيج الاجتماعي التّغيير أو مجرّد أفراد ،ويُقابلون بالرّفض من معارضة ،فإنّ المشروع التغييري إلى فشل ،وانتكاس..لذا قلنا أن الانفراد بتبني التّغيير في السّلوك ينتهي بصاحبه إلى عزلة وزهد،فقد لايجد المحيط مساندا له..ويعيش الجميع تناقض المدّ والجزر ..ولا أحد يسمح للآخر بالتّقدّم خطوة واحدة إلى الأمام ..وأمام التّعددية الفضائية المشهدية في العالم ،وأمام حرية الاختيار والانتقاء،والاستهلاك ،يصعب إحداث تغيير ميداني ما لم يقتنع به الجميع ويسعى الكلّ إلى تنفيذه..
    وإذا بالمشروع الّذي تتبناه السّلطة بتأييد كل المجتمع مصيره النّجاح.
    وتقييم نجاح أو فشل أي مشروع تغييري في المجتمع يقاس بمدى تجسيد تلك المبادئ المعلن عنها في منطلق الخطوة الأولى في التّغيير ..الصين مثلا التي رفعت شعار "الثّورة الثّقافية "منذ 1968أو قبله أو بعده ،ألم تحقّق الآن قفزة نوعية ،بعد تبنّي كلّ المجتمع للمشروع من القمّة إلى القاعدة ؟؟..هي التي تضمّ أكبر تعداد سكاني على الإطلاق ،اكتفت ذاتيا من كلِّ شيء ،ثم الآن هي تسيطر على الاقتصاد العالمي وبأسعار منافسة ومُغرية ..أليس بسبب التبني الاجتماعي الشّامل لمشروع التّغيير ؟
    نعم هناك عولمة إسلامية تسير في الاتّجاه المعاكس بفضل تعدّد قنوات الاتّصال العصرية ،الإسلام يزحف ،ويكتسح العالم ،حتّى أنّني شخصيا أتوقّع أن يُعلن في يوم ما عن تبنّي دولة غربية للمشروع الإسلامي ،قبل أدعياء الإسلام هنا وهناك!!وقد نفاجأ يوما بأعلى نسبة سكّانية إسلامية في العالم بأسره ،وتطرح فكرة الغلبة الإسلامية ،وتُعلن "الخلافة الإسلامية "يبدو الكلام مضحكا ،ويدعو إلى السّخرية من قائله الحالم ،المُهلْوس..لكن العالم القرية اليوم لم يعد متعددا..هو كتلة واحدة ..وبعد عقود زمنية قد يحدث ما نراه مستحيلا ..
    والتّغيير ـ رغم هذا الكلام ـ يبدأ دائما من شخص كما بدأ أوّل مرّة مع الرّسول ـ صلّى اللّه عليه وسلّم ـ ..
    بالغ تقديري..
    الأخ الفاضل معروف لك كل الشكر والاحترام
    أفكارك غزيرة وتحليلك متعدد الأبعاد -عمقا وشمولا.
    هناك الكثير من الأفكار التي تثيرها تتطلب تفصيلا وتمحيصا، وإلا يبقى تعميم الاستنتاجات بحاجة إلى أسس يقوم عليها. لا يمكن مناقشة جميع الأفكار التي تطرقت إليها في هذه العجالة، لذلك أشرت باللون الأحمر إلى الفكرة التي تكررت، ولكن يبدوا أن ملاحظتك الأخيرة، حول بداية التغيير من فرد واحد، أعاد الإشكال إلى الدائرة الأولى! هل نحتاج إلى نبي مرسل لنبدأ التغيير؟ أعرف أنك لم تقصد ذلك، ولكن الفكرة بحد ذاتها تبدوا أنها على طرف النقيض لما كررته من أن الشرط الهام لنجاح التغيير هو تحقيق إجماع في المجتمع والدولة حول الأفكار والأسس التي يقوم عليها التغيير!!! هل هذا الإجماع ممكن من الناحية الواقعية؟
    كأنك تطرح نظرة شمولية فوقية للتغيير تقوم على تبني السلطة السياسية لها، وربما فرضها على المجتمع!
    بالنسبة للنموذج الصيني، لا أدري إن كان بإمكاننا القول بأنه قام على إجماع كامل، ولكن هناك نماذج تغييرية أخرى وربما أوضح لم تقم بالتأكيد على إجماع.
    هل هناك ثورة قامت على إجماع من القمة إلى القاعدة؟

    الأفكار التي طرحتها حول العولمة الإسلامية ليست بعيدة جدا عن الواقع، وهناك نماذج تاريخية، كإندونيسيا، انتشر خلالها الإسلام بشكل تدريجي ليس أسرع من انتشاره اليوم في أوروبا.

    لك فائق التقدير والتحية


    الدكتور لؤي عبد الباقي
    زميل وباحث زائر في مركز الدول والمجتمعات الإسلامية
    جامعة أستراليا الغربية


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •