آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الحكمة من إنجاب الأطفال

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية نظام الدين إبراهيم أوغلو
    تاريخ التسجيل
    23/09/2007
    العمر
    68
    المشاركات
    661
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي الحكمة من إنجاب الأطفال

    الحكمة من إنجاب الأطفال

    نظام الدين إبراهيم أوغلو
    محاضر بجامعة هيتيت بتركيا
    nizamettin955@hotmail.com

    مقدمة

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم وبعد .
    إن الغايَة الأساسية من إنجاب الأطفال هو حماية النسل البشري في العالم الذي نعيشه، وهذا لا تتم إلاّ بالزّواج، وبالأصح الزّواج المَشروع وبإنجاب ذُريّات وأطفال صالحين. والإنجاب فِطرُة الله التي فطرها على كافة المخلوقات وسنة من سنن الكون. وهو أيضاً من سنن الانبياء وسنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام. والغاية الأخرى من الانجاب هو التقوى، فقال الله تعالى يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها، وبث منهما رجالا كثيرا ونساء، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام، إن الله كان عليكم رقيبا) ، وقال النبي عليه الصلاة والسلام (النكاح سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني) رواه البخاري. وقال أيضاً (تزوّجوا فإنّي مُكاثرٌ بكم الأُممَ يوم القيامة ولا تكونوا كرهبانيةِ النصارى) رواه البيهقي. وكذلك ابتلاء للناس كما في بقية نعم الله تعالى فقال الله (إنّما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجرٌ عظيم) .
    لقد فضّل الله تعالى بني آدَمَ وكرّمه على كافة خلق الله تعالى فجعله أشرف المخلوقات وخليفة الله في الأرض، وخلقه في أحسن تقويم وخليفة الله في الأرض، ولأجله خلق الدّنيا والأفلاك والأنعام والخيرات، لأجل يتنعم بهذه النعم الكثيرة ويسعد كما أمر له في القرآن والسنة. ومن أحد هذه النعم كما ذكرنا هو أن يرزق للولدين بأولاد وذريات صالحون، لكي يشتركوا في بناء الحياة الكريمة في كوكب الارض، دون أن يفسدوا فيها، ثمّ جعل للوالدين واجبات تجاه الله تعالى منها الشّكر والثناء والعبادة له، وأن ينشاؤا أولاد سعيدة مؤمنة بالله يدعون لهم بالخير، وعلى الآباء أن يراعو أيضاً حقوق واجبات أبناءهم، وأن يعلموهم حقوقهم وواجباتهم تجاه الله والآباء والأفراد والوطن.. ومن أكبر واجبات الآباء تجاه الأبناء هو الصّبر على تربية ومحن ومصاعب ومشاكل الأبناء، وكذلك من أكبر واجبات الأبناء تجاه الآباء هو الطاعة وعدم الرّد لهم إلاّ بالقول الجميل.


    أسباب وحكم إنجاب الأولاد

    1ـ خلق الله السماوات والأرض من أجل الانسان، وخلق الذّكر والأنثى وشرّع لهم الزواج الحلال لأجل إدامة النوع البشري وحفظ التناسل البَشري إلى يوم القيامة، ثمّ حدّد لهما الواجبات والأعمال التي يجب أن يقوما بها، وخلق لكل منهما الصفات والمميزات الخاصة والمختلفة حتى يتمكنا أن يكونا مكملاً لبعضهما ويتمكنا من أداء واجباتهما بشكلها الجيد، وأوجب لهما بأن يمرا بابتلاءات الله وعند النجاح يحصلا على سعادة الدنيا والأخرة.
    2ـ لم يخلق الله تعالى الذّكر والأنثى والأولاد عبثاً كما في خلق سائر الخلق. بل أرسلهم ليكونوا عباد الرحمان وخليفته في الأرض وأن ينالوا رضاء الله ويتنعموا بنعم الجنة. ولا يتحقق هذا إلاّ لمن اتقى وعمل صالحاً وأفلح في ابتلاءات ومحن الحياة، وصبر عليها وشكر على قدر الله..
    3ـ لقد جعل الله من الأطفال والأولاد زينة الحياة الدنيا وطريق السعادة في الدارين. وكذلك بهم ابتلاهم الله فقال الله تعالى (المالُ والبنون زينة الحياة الدّنيا) . (أفرأيت الذي كفر بأياتنا وقال لأوتين مالاً وولداً) . (كالذين من قبلكم كانوا أشدّ منكم قوّةً وأكثر أموالاً وأولاداً فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الّذين من قبلكم وخُضتم كالّذي خاضوا أولئك حبطت أعمالهم في الدّنيا والأخرة وأولئك هم الخاسرون) . ولأجل أن يتذوق ويتنعم الإنسان بهذه النّعم الكريمة، وخاصة بنعمة الأولاد عليه بالزواج وانجاب الأطفال، فمن حرّم عليه هذه الفطرة الإلهيّة فقد خسر الدنيا والأخرة وسعادتهما. ومن حرّم عليه الأولاد خوفاً من الفقر وصعوبة المعيشة أو غير ذلك. فقد نال عذاب الدنيا والأخرة، فقال الله تعالى (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاقٍ نحن نرزقهم وإيّاكم) . (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلا وُسْعَهَا لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ)
    4ـ وفي إنجاب الأطفال حكمة يعلم الانسان على التعود والتحمل على الصبر عند إنجاز الأعمال، لأنّ بالعجلة لاينجز العمل بشكل صحيح. فالله قادر على أن يلد الجنين أو الذّرية في الرّحم بدقائق بدلاً من أن يمر بسبعة مراحل وبتسعة أشهر، وقادر على أن يجعلهم في سنّ الرّشد بدقائق أيضاً من أن ينتظر سنين عديدة. ولكن الله أراد أن يأخذ الناس منها العبر في حياتهم. ومن بينها أيضاً تنشأة الأطفال وتربيتهم لا تتم الإّ بمرور الأزمان. والله لم يخلق أيّ شيء باطلاً أبداً ولكن للذين يعقلون ويتدبرون قال تعالى (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) آل عمران، 190ـ191.
    5ـ نهى الإسلام عن الاغترار والتفاخر بالأولاد يمكن اعتبارها من الابتلاءات. لذا يجب أن لايكون التفاخر على حساب الغير وأن يحتقر الذي لا ينجب الأطفال. كما نعلم أنّه لا دخل للإنسان في إنجاب الأطفال عموماً، لأنّ الإرادة الكلية هنا لله وحده، فقد يرزق الأطفال لبعض ولا يرزق لأخر، أو يهب لمن يشاء ذكوراً وإناثاً أو يهب فقط الذّكور أو فقط الإناث لأنه بيده كل شيء. فقال تعالى (الذي خلق الموت والحياة ليَبلوَكُم أيُّكم أحسن عملاً) . وقال الرسول الأكرم (إذا أحبّ الله قوماً ابتلاهم) رواه الطّبراني وابن ماجة، ويتبين لنا من الأحاديث أنّ الابتلاء يصيبه المؤمن المحبوب من قبل الله تعالى، والأولاد وسيلة لفلاح أو فشل الأفراد من ابتلاءات الدنيا.
    6ـ قد يتدخل الإنسان نفسه في تحديد قسمته في أنجاب الأطفال، وذلك بأن يهمل نفسه فيتمرض بمرض شديد أو يأخذ دواءاً خطاءً فيتأثر به الجنين ويكون مانعاً للإنجاب، وفي كلا الأمرين أيضاً بلاء على المسلمين، فلابد لنا من الصبر والرّضاء بقدر الله تعالى وأن ننجح من كافة ابتلاءات الدنيا لكي نحصل على رضا الله تعالى.
    7ـ وقد يبتلي الله الناس كذلك بأولاد الذكور أو الإناث أو بالاثنان معاً أو لا يعطي بتاتاً لحكمة إلهيّة لا يعرفها إلاّ الله تعالى. وفي الظاهر يمكن أن نحكم على ذلك إما سببها لمرض قد أصاب أحد الزوجين أو أنه ابتلاء في حياة الدنيا، وهذا الأمر مثل تقدير الله تعالى الأموال الطائلة لشخص ويصبح غنياً وقد نظن أنه قد كسبه بعقله وذكائه وبقدرته، ولكننا لا نفكر أنه بحول الله وقدرته قد اكتسب ليبتليهم بها، وعكسها إذا لم يكتسب أموالاً وأصبح فقيراً بعد أخذ الأسباب نظن أنه السبب منه فالاثنان مبتليان فالأول إذا لم يشكر ويزكي من ماله فقد خسر والثاني إذا لم يصبر ويرضى بقدره فقد خسر هو أيضاً. علماً أننا نتكلم الأحداث بشكل عام أما إذا خالفنا عامل التمسك بالأسباب كالكسل وعدم الاجتهاد وعدم التداوي عند المرض هذا شيء أخر فيكون هذا جزاء من الله تعالى له وليس ابتلاء . فقال تعالى (الَم، أحسبَ الناس أن يُتركوا أن يقولوا أمنّا وهم لايُفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمنّ الله الذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين) . (ولنبلوّنكم بشئٍ من الخوف والجّوعِ ونقص من الأموال) . وعن عدم الإنجاب أو إنجاب البنات فقط ليس موضع تفاخرٍ أو إرتفاع درجة التّقوى، فقال الله تعالى ( الكم الذّكر وله الأنثى، تلك إذاً قِسمةً ضيزى) ضيزى بمعنى نقصه وبخسه. (يهبُ لمن يشاء إناثاً ويهبُ لمن يشاء ذكوراً، أو يُزوّجهم ذُكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إنّه عليمٌ قدير) الشّورى 49 50. فكلها كما ذكرنا ابتلاء لبني الإنسان.
    فعلى الذين وهبهم الله تعالى أطفالاً أياً كانت جنسيتهم، فإذا كانوا في تمام الصحة والعافية عليهم أن يشكروا الله كثيراً وعدم الاغترار بهم، بل عليهم بتربيتهم التربية الصحيحة وتعليمهم أمور دينهم.
    8ـ أما الذين لم يُقسّم الله لهم الأطفال فعليهم بالصبر الجميل وعدم الطغيان والعصيان لأمر قد يجعله الله لهم خيراً كثيراً، لأن الهدف الأساسي من وجود الإنسان في الدّنيا كما ذكرنا هو النّجاح من كافة الابتلاءات والامتحانات. لأننا لانعرف هل في إنجاب الأطفال خيرٌ أم شرّ لنا في الدنيا أو الأخرة فقال الله تعالى (وعسى أن تحبّوا شيئاً فهو شرّ لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون) . وفي القرآن قصص حول الولد الصالح والطالح، مثل قصة ابن النبي نوح عليه السلام "كنعان" عصى ربه وغُرق في البحر ودخل النار ومثل ذلك. والأنبياء كذلك مرّوا بابتلاءات من العقم ثمّ بشرهم بغلام مثل النبي زكريا بعد مرور سنوات رزقه الله له بيحيى، وكذلك بشّر النبي إبراهيم بغلام عليم. وقصة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام أصبح له أولاد سبعة 3 بنات و4 ذكور ثم فقدهم وهو في الحياة إلاّ فاطمة. كما قلنا فالله يرزق من يشاء بغير حساب، ويأخذها ممن يشاء.
    9ـ الأطفال لا تغني ولا تنفع الأباء والأمهات يوم الحساب ولكن قد ينفع أخلاقهم ودعائهم لهم فقط، إذا ربّوهم على التقوى والتربية الإسلامية الجيدة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يتبع الميت ثلاثة فيرجع اثنان ويبقى واحد: يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله) متفق عليه. وقال الله تعالى (يومَ لا ينفعُ مالٌ ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلبٍ سليم) . (إنّما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجرٌ عظيم) . (لن تُغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيء) .(فلا تُعجبك أموالهم ولا أولادهم) . (وإخشوا يوماً لا يجزي والدٌ عن ولده) . (إنّ من أزواجكم وأولادكم عدوّاً لكم فأحذروهم) . لذا على المسلمين أن لا يتنافسوا بالأموال والأولاد وفي بقية متاع الدنيا الزّائلة وقد لا يجدي الفائدة من كثرتها إلاّ الضّرر الكثير، لأنّ الغاية الاساسية من كل الابتلاءات هي كسب رضاء الواحد الأحد بأحسن صورة. والله يأمر المسلمين بالتّنافس في العبادة والتّقوى والعمل الصالح.
    10ـ ويُمكن للأشخاص المحرومين بنعم الأولاد أن يعوض الله تعالى لهم في الأخرة بأفضل منها. أو بنعم الله الكثيرة في الدّنيا كالأموال من الذّهب والفضّة والنقود والبيوت الفاخرة والمزرعة والرّعي والأغنام الكثيرة. أو بالعلوم الجليلة والأخلاق الفاضلة والإيمان والزّواج والمقام والشّهرة والشّهوات من الأكل والشّرب والملّذات الأخرى مثل لذّة شمّ الرّوائح العطرة أو بالسفر والنّظر إلى جمال الخالق ومشاهدة المناظر الخلاّبة أو السّماع لأصوات الطيور والبلابل. وقال الله تعالى (زيّن للناس حبّ الشّهوات من النّساء والقناطير المقنطرة من الذّهب والفضّة والخيل المسوّمة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدّنيا والله عنده حُسن مآب) . (وإن تُعدّوا نعمة الله لا تُحصوها) . وقد يكون التنعم بالأطفال نقمة على الوالدين ولا نجد عندهم الرّاحة والسعادة والطمأنينة في الحياة .
    11ـ وللأولاد حقوق أخرى على الآباء بالإضافة إلى التربية الصحيحة وتأمين العيش السعيد منها اختيار الاسم المناسب، فقال (ص) (تسموّا باسماء الأنبياء ... وأحب الأسماء إلى الله: عبدالله وعبدالرّحمن ... وأصدقها: حارث وهمام ...وأقبحها حرب ومُرّة) رواه أبو داود والنّسائي، وقال (ص) (كلّ غلامٍ رهنٌ بعقيقتهِ، تُذبح عنهُ يوم سابعهِ، ويُحلق، ويُسمى) رواه أصحاب السّنن. وأن يُعينهم على برّهِ، ولا يُكلّفهم من البّر فوق طاقتهم ولا يلحّ عليهم في وقت ضجرهم، ولا يمنعهم من طاعة ربّهِ ولا يمنّ عليهم بتربيتهِ . بل عليهم التّشجيع في أداء الفرائض. فلكي يبرّنا أولادنا لا بدّ أن نبرّهم، وأن نلتزم بحقوقهم وواجباتهم كما هو مبين في شريعتنا الغرّاء. وكذلك العطف والشّفقة عليهم، ومسؤول في أداء كافة متطلّباتهم من مسكن وملبس ومأكل وتداوي وتعليم العلوم والفنون فقال (علّموا أولادكم السّباحة والرّماية وركوب الخيل). (علّموا أولادكم الصلاة في السبع). ونحو ذلك.
    12ـ الإسلام حافظ واهتم على الكليات الخمس الضرورية وهي: حفظ الدين والنفس والنسل والعقل والمال ووضع الحدود والقيود التي تحافظ على هذه الضروريات الخمسة. وحفظ النسل كما نرى من أحد العوامل الأساسية في الدّين الاسلامي.
    13ـ الأبناء مطالبون بحسن اختيار الأب او الأمّ، بحسن الأخلاق والتقوى وهذا أمر من الله تعالى ومطالبون بأن لا يطيعوا أوامر الآباء إذا خالفوا أوامر الله، ومطالبون باختيار المكان الملائم لتنشئتهم، ومطالبون بأن ينشاؤا تنشأة اسلامية صحيحة، لأنّنا في حاجة إلى جيل واع يدرك مقاصد أعماله ولا يتصرّف كيفما يشاء.

    الأولاد ابتلاء من الله لنا للشيخ سلمان عودة

    الأولاد ذكوراً كانوا أم إناثاً هم ابتلاء، فحينما يولدون يبتلى الإنسان برعايتهم وبرزقهم وبالقيام على شئونهم وبتربيتهم، وبالمحافظة على صحتهم، فالإنسان يسعى وراءهم، والله عز وجل كتب هذا في نفوس الآباء برحمته ليستمر البشر على ظهر هذه الأرض، ويقوما بعبوديتهم له جل وعلا وعمارة الدنيا، ثم هم ابتلاء بعد ذلك حينما ينـزل بهم قضاء الله تعالى وقدره بالموت، فيحزن لذلك الآباء، وكم من أب بكى ابنه بدموع حارة. ولعلي أذكر منهم الشاعر المعروف أبا الحسن التهامي الذي رثا ابنه حين مات في قصيدة رائعة، ومن ضمن هذه القصيدة يقول: يا كوكباً ما كان أقصر عمره وكذا تكون كواكب الأسحار جاورت أعدائي وجاور ربه شتان بين جواره وجـواري ومكلف الأيام ضد طباعها متطلب في الماء جذوة نار فاقضوا مآربكـم عجالى إنما أعماركم سفر من الأسفار ومثل الشاعر ابن الرومي توفي له ولد، فرثاه بقصيدة دالية جميلة من عيون الشعر العربي، يقول فيها: محمد ما شيء توهم سلوة لقلبي إلا زاد قلبي من الوجد أرى أخويك الباقيين كليهما يكونان للأحزان أورى من الزند وأولادنا مثل الجوارح أيها فقدناه كان الفاجع البين الفقد لكلٍ مكانٌ لا يسد اختلاله مكان أخيه من صبور ولا جلد إلى غير ذلك، وربما يكون من أعظم البلاء أن يبتلى الأب بوقوع ابنه في شرك الانحراف، ولذلك فإن على الأب، أن يُعنى بصلاح ولده، واستقامة خلقه ودينه، أكثر ما يُعنى بصحته وعافيته وسلامته. رزقني الله تعالى وإياكم الذرية الصالحة. ووفقني وإياكم إلى تربيتهم، والقيام عليهم، ورزقنا برهم، وجعلهم ذخراً لنا يوم نلقاه، وأستغفر الله تعالى لي ولكم، وأصلي وأسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    والله ولي التوفيق
    نظام الدين إبراهيم أوغلو ـ تركيا

    التعديل الأخير تم بواسطة نظام الدين إبراهيم أوغلو ; 13/01/2010 الساعة 02:26 PM
    (إنّ الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعاً لستَ منهم في شيء إنما أمرهم الى الله ثم ينبؤهم بما كانوا يفعلون) صدق الله العظيم.

  2. #2
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    27/10/2009
    المشاركات
    43
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: الحكمة من إنجاب الأطفال

    موضوع يكتسي أهمّيّة بالغة،فالإنسان مطالب أن يكون واعيا بكلّ أفعاله و أعماله. و المسلم خاصّة مدعوّ إلى أن تكون أعماله عقلانيّة و يقينيّة. فلا عمل بلا تفكير و لا عمل بلا مقاصد. و لئن كان الإنجاب مقصده حفظ النّسل و هو إحدى الكلّيات الخمس للشّريعة الإسلاميّة،فإنّه مسؤوليّة الفرد قبل حدوثه..أي أنّ الإنسان،ذكرا كان أم انثى،مطالب بحسن اختيار الأب او الأمّ و مطالب أيضا باختيار المكان الملائم لتنشئة المولود كما هو مطالب باختيار الاسم المناسب...
    فلكي يبرّنا أولادنا لا بدّ أن نبرّهم ، و لا يكون ذلك إلاّ بما ذُكِر آنفا..
    و الموضوع واسع و رحب .ولكم الشّكر الجزيل على بسطه لأنّنا في حاجة إلى جيل واع يدرك مقاصد أعماله و لا يتصرّف عشوائيّا و كما اتّفق.


  3. #3
    أستاذ بارز الصورة الرمزية نظام الدين إبراهيم أوغلو
    تاريخ التسجيل
    23/09/2007
    العمر
    68
    المشاركات
    661
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: الحكمة من إنجاب الأطفال

    الأخ الكريم نزار بن عيسى

    أشكركم على ردكم الجميل، لقد نورتم محتوى المقالة. وسأستفيد منه.

    وفقكم الله

    التعديل الأخير تم بواسطة نظام الدين إبراهيم أوغلو ; 13/01/2010 الساعة 02:24 PM
    (إنّ الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعاً لستَ منهم في شيء إنما أمرهم الى الله ثم ينبؤهم بما كانوا يفعلون) صدق الله العظيم.

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •