أنفق عمره هما وغما
سيد يوسف
إن الإنسان حين يفرح يظن انه يملك الدنيا : يهتز طربا، يحب الدنيا، يحب الناس، يرى ألوانا فى الحياة غير الألوان الغامقة،يرحم، يرق, يبتسم، وكأن روحا كانت فارقته قد عادت إليه من جديد...ولكنه حين يحزن.... حين يألم... حين.... يشعر بالمرارة والغصة فى حلقه يظن أنه لا قيمة له، ينسحب، يكره نفسه، يقسو، يبكى، وكأن روحه قد خرجت من جسده ...
على العاقل إذا فرح فليفرح هونا ما عسى فرحه أن ينقلب حزنا فى وقت ما، وإذا حزن أن يحزن هونا ما عسى حزنه أن يصير فرحا فى وقت ما...ألا ترى لقوله تعالى(مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْ لا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ )
حينئذ لا ينفع الندم على أننا أنفقنا من عمرنا الكثير فى الهم والغم.
المفضلات