الصَّحْوُ لَمْ يَفْقدْ حِصَانه
صدِّقينى ..
صدقينى – انا –
يا دفءَ الكنانةْ
صدِّقينى
منذ كنتِ فى تواريخَ الْمَمَالكْ
ترتَعِينَ فى حقولِ الأُقْحواَنةْ
منذ أوْقَدْت شموعاً
للسواقى
كنتُ فى حضنِ الجسورِ
أحرسُ العتقَ البهىَّ
فى جنانِهْ
صدقينى ..
إنَّنى يا ( قَهْرَمَانةْ )
إننى فانوسُ حلمٍ يعربىًّ ..
إننى سبْطُ الصَّعيدِ
( جِرْجِسُ ) الْمِصْرِىُّ .. ( أَحْمُسْ )
فى عيونِ الْحِصْن أَدْحُو
أىَّ غزوٍ أو مَهَانَةْ
إيه يا ارض الأسارير المهيضةْ
إِيِه يا أُغْرُودَةَ الْبدْء .. وَيَا طَوْدَ الرَّصَانةْ
عندَ أوجاع القلاع
أوْقَدَ النيرانَ لَيلاً
عشت أحكى سِرَّ جَدِّى عن إباءِ السِّنْدِيَانَةْ
إِنَِِّنى من قلبِ رِيفٍ
يشتهى النيلَ الوديعَ
لم أذُقْ طَعْمَ الِخَيانَةْ
لم أَذُقْ كَأْسَ الدماءِ
لم أَبدِّدْ أىَّ حُلْمٍ
لم أُخاذنْ أىَّ حَانَةْ
صدقينى ..
إِنَّنِى شيخٌ يُغَنِّى
خبَّأَ الحُزْنُ .. كَمَانَهْ
إَّننى شاهدتُ ( يوسُفْ )
نائماً فى هَوْدَجِ الأحلام وَحدَهْ
كان يبكى كلَّ مرِّ فى زمانِهْ
جَفَّ رِيِقى يا حَبيبَةْ
فى النبؤاتِ الْعجَافِ
رَاوَدَ الْجُبُّ الَّتمَنَّى
واسْتَظَلَّ فىِ قَميصٍ
صار ندَّا لِلْكَهَانَةْ
صدقينى ..
لم يَعُدْ للأرضِ بُدُّ
غيرَ صحْو
يقتفى دوماً حِصَانَةْ
شعر/ عبدالناصر الجوهري
المفضلات