تعليقا على مقولة أتاتورك التّي اخترتها توقيعا لي في منتدى واطا, طرح علّيا الأخ السيد عمر أبو دقّة أسئلة بخصوص أتاتورك هذا نصّها :
هل الزعيم أتاتورك كان مع \ أو حارب \ أو حيادي تجاه الدين الإسلامي ؟
(و قد طلبت من السيد عمر أبو دقّة أن يجيب على السؤال أولا, فتفضّل مشكورا بما يلي )
"كما ترغبين أجيب على السؤال .
فقد تصفحت منذ قليل على كوكل بكتابة العبارة معاهدة لوزان , للتأكد من بنودها التي قبلت بها تركيا الكمالية وشروط الصلح الذي عقده الحلفاء معها في لوزان , والمعروفة بشروط كرزون الأربعة . فظهرت عندي نص المعاهدة باللغة الإنكليزية . وترجمتها على الفور على كوكل ترانسليتر http://translate.google.com/translat...ne&sl=en&tl=ar
لأجد الشروط الأربعة التي أوردها لك الأن باللغة العربية .... طبعاً قرأت لمدة نصف ساعة في البنود لكني لم أجد بكل وضوح هذه الشروط التي أكتبها هنا كترجمة . لكن المعاني تؤكد هذه المعلومات وأظنك لم تسمعي بها من قبل موثقة هكذا .
. 1- قطع كل صلة بالإسلام
2- إلغاء الخلافة
3- إخراج أنصار الخلافة من البلاد
4- إتخاذ دستور مدني بدلاً من دستور تركيا القديم
وضغطت على رابط الأسم فقط لمصطفى كمال أتاتورك هنا http://www.marefa.org/index.php/%D9%...88%D8%B1%D9%83
وموقع المعرفة هذا أدخله ولا أعرف إتجاهه سابقاً
لكن المعلومات العامة كعناوين تؤكد العبارات للبنود الأربعة السابقة
ونسخت هنا مقطعاً صغيرا من الصفحة .
ساهم في الانقلاب ضد السلطان العثماني وحيد الدين محمد (محمد السادس) والخليفة الصوري عبدالمجيد الثاني وأعلن في أنقرة قيام جمهورية تركية قومية على النمط اﻷوروبي الحديث. له دور كبير في النهضة الاقتصادية التركية ويعتبره الكثيرون خائناً لدين الاسلام لما قام به من إلغاء للخلافة الاسلامية في 3 مارس 1924 م لإلغائه الشريعة الإسلامية من المؤسسة التشريعية ولشنّه حملة تصفية بعد تعرضه إلى محاولة اغتيال ضد كثير من رموز الدين والمحافظين الذين شاركوا في المحاولة، ولكن مؤيدي الفكر العلماني يعتبرنه أحد أهم رموز التقدم والإصلاح في تاريخ تركيا.
سيدتي الفاضلة أطرح السؤال الثاني وحبذا إجابتك تكون للسؤآلين بنفس الوضوح الذي أحدثك به .
هل الزعيم كمال أتاتورك علمانياً 100% ؟
وماذا يعني لك القائد والسياسي العلماني إذا كان جوابك بالإيجاب
أرجو الله أن يرينا الحق حقاً ويمكننا من إتباعه ... أختي لك مودتي في الله دائما"
الإجابة :
سيّدي الفاضل عمر أبو دقّة,
و أنا كذلك أضمّ صوتي إلى صوتك وأدعو اللّه بأن يرينا الحقّ حقا وأن يلهمنا إتّباعه , و الباطل باطلا و يلهمنا اجتنابه, أمين يا ربّ العالمين .
السؤال الأول:
هل الزعيم أتاتورك كان مع \ أو حارب \ أو حيادي تجاه الدين الإسلامي ؟
الإجابة على السؤال الأول الذي تفضلت بطرحه هو في الحالات الثلاثة "نعم" ولكن من زوايا مختلفة : فأتاتورك كان
1) مع الإسلام
• بضميره الذي جعله يكرّس حياته في القتال من أجل أن يكون لشعبه وطن مترامي الأطراف على كبر آسيا الصغرى و جزء من أوروبا(وقد قبل السلطان العثماني المخلوع التواطؤ مع الأعداء و قبول منطقة البحر الأسود فحسب مقابل بقائه في الحكم) وأن يكون لشعبه علم( المحافظة على نفس العلم المعتمد أيام الدولة العثمانية بهلاله و نجمه الخماسي على غرار أعلام جلّ البلدان الإسلامية )،
• وكان مع الإسلام عندما عاش بأمانة دون أن يحاول أن يجمع الثروات أو أن يستغّل موقعه وحبّ الناس له لغايات شخصية و مات ولم يترك لابنته الروحية سوى بيتا تسكنه و معاشا متواضعا تصرفه،
• و كان مع الإسلام حين قدّم مشروع ترجمة القرآن الكريم إلى التركية إلى مجلس النوّاب التركي من أجل أن يفهم الأتراك دينهم كما أمر الله بذلك و قد كلّف ألماليلي محمد حمدي يزير (Elmalılı Muhammed Hamdi Yazır) بمهمة الترجمة والتفسير, وهو عالم من أهمّ علماء الدين الإسلامي في القرن الماضي, فقدّم ترجمة في تسع مجلدات عظيمة, تمّت طباعتها في عشرة آلاف نسخة و وّزعت في كامل أنحاء تركيا بين سنتي 1935 و 1936 , في زمن كانت تعيش فيه تركيا ظروفا صعبة للغاية. ولازال الأتراك إلى يومنا هذا يعتمدون هذه الترجمة القيّمة،
• كما أمر أن تكون الخطب بالتركية بعد أن كان الناس يستمعون طوال قرون لخطب الجمعة و العيدين باللّغة العربية و يكتفون بهزّ رؤوس دون فهم فحواها.
• وكان مع الإسلام عندما أسس وزارة الشؤون الدينية في الحكومة الجديدة معتبرا أنّ "الدين مؤسسة مهمة" و يجب أن يكون لها "لاعبين فاعليين" ،
• و كان من الإسلام عندما غضب لرسول اللّه فأمر فورا بجمع الكتاب المشين الذي كتبه أحد المستشرقين في حقّ رسول اللّه و تُرجم سنة 1930 إلى التركية, وقد استشار في ذلك الخصوص الدكتور شمس الدين قونالطاي Şemsettin Günaltay الذي نقل تلك الحادثة و أمر بإبعاد مترجم الكتاب عن المؤسسات الحكومية التركية,
• كما غضب لرسول اللّه عندما علم بأنّ الوهابين يهدمون القبور فبعث لهم برقية يهددهم فيها بإرسال الجيش التركي إذا ما لمسوا شعرة من قبر النبيّ محمد صلّى اللّه عليه و سلّم و قد كشف البرقية من الأرشيف الوطنية التركية الدكتور نوزات يلتشنطاش Nevzat Yalçıntaş.
2) و قد حارب أتاتورك الفهم غير الصحيح للإسلام بجميع مظاهره,فلم يحارب العقيدة بل حارب الخرافات و استثمار ضعف الناس الديني لتحقيق المصالح, "وهذا ليس محاربة للدين, بل التديّن بعينه" بتعبير الأستاذ الدكتور علي سراكيونجو Ali SARIKOYUN. و لقد بجّل أصحاب المعرفة الدينية و كان يمدحهم و يفتخر بهم, ونذكر منهم رفعت بوريكجي مفتي أنقرة و أول من شغل منصب وزير الشؤون الدينية, و عبد الرحمان كامل أفندي Abdurrahman Kâmil Efendi ، ومدّرس نزيلّي الحاج سليمان Nazillili Hacı Süleyman Efendi.
3) و يمكن أن نعتبر أنّ أتاتورك تعامل بحياد مع من كان يرغب في أداء عبادته, فلم يغلق مسجدا, ولم يسكت مؤذنا و لم يمنع صياما, رغم أنّه كانت له القدرة على فعل ذلك.
السؤال الثاني:
هل الزعيم كمال أتاتورك علمانياً 100% ؟
وماذا يعني لك القائد والسياسي العلماني إذا كان جوابك بالإيجاب
الإجابة:
أولا قبل أن أجيب على سؤالك أريد أن أجلب انتباهك إلى تعريف العلمانية و الزمنية :
العلمانية (بالإنجليزية: Secularism) تعني اصطلاحاً فصل الدين والمعتقدات الدينية عن السياسة والحياة العامة، وعدم إجبار الكل على اعتناق وتبني معتقد أو دين أو تقليد معين لأسباب ذاتية غير موضوعية.
الزمنية (Secularity) (العلمانية أو الدنيوية) صفة شكل من أشكال العلمانية تصف حالة تجري منفصلة عن الدين. على سبيل المثال، الأكل والاستحمام يمكن أن تعتبر أمثلة على الأنشطة العلمانية، لان ليس هناك شيء ديني أصلا فيهم.. (بيد أن كلا من الأكل والاستحمام تعتبر طقوس دينية من قبل بعض المنظمات الدينية، وبالتالي سبكونا من الأنشطة الدينية في النظرة العالمية.) قول صلاة، وعبادة، حضور مدرسة الأحد هي أمثلة الأنشطة الدينية (غير علمانيه).
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%...86%D9%8A%D8%A9
و على ضوء ما ذكرت أعلاه و التعريف الذي أوردت, فأتاتورك كان علمانيا لفصله الدين عن الحياة السياسية , دون أن يكون ملحدا أو معاديا للدين, و هذه هي خاصية السياسي الناجح بالنسبة لي.
بالنسبة للفقرة التي أوردت للتعريف بأتاتورك, تعليقي هو كما يلي:
في الانقلاب ضد السلطان العثماني وحيد الدين محمد (محمد السادس) والخليفة الصوري عبدالمجيد الثاني وأعلن في أنقرة قيام جمهورية تركية قومية على النمط اﻷوروبي الحديث. له دور كبير في النهضة الاقتصادية التركية ويعتبره الكثيرون خائناً لدين الاسلام لما قام به من إلغاء للخلافة الاسلامية في 3 مارس 1924 م لإلغائه الشريعة الإسلامية من المؤسسة التشريعية ولشنّه حملة تصفية بعد تعرضه إلى محاولة اغتيال ضد كثير من رموز الدين والمحافظين الذين شاركوا في المحاولة، ولكن مؤيدي الفكر العلماني يعتبرنه أحد أهم رموز التقدم والإصلاح في تاريخ تركيا.
الاتهام: خائن لدين الإسلام
و الأسباب هي :
1) إلغاء للخلافة الإسلامية في 3 مارس 1924 :
التعليق : إذا كان الخليفة الإسلامي المزعوم نفسه خائن لبلده و للمسلمين جميعا, لتعامله مع الأعداء من إنكليز و غيرهم مقابل الرجوع إلى الحكم , فتنازل عن شرفه لمصالحه الشخصية, فهو الخائن الأول لدين الإسلام. ثمّ ما هو مفهوم الخلافة في الإسلام, هل وصى الرّسول بذلك؟ ما هو الدور الذي لعبه الخليفة على مرّ العصور؟ هل منع تفّشي الجهل بين المسلمين؟ هل ردّ الأعداء المستعمرين ؟ هل عمل من أجل النهوض بهم؟ و هل كانت له سلطة فعلية في إدارة المسلمين ؟
لقد علّل أتاتورك قراره بإلغاء الخلافة لـ"عقمها" وفقا لما نقله الصحافي الفرنسي Raymond Colrat سنة 1924.
2) لإلغائه الشريعة الإسلامية من المؤسسة التشريعية:
التعليق : هذا ما فعله أتاتورك علانية, و فعلته جلّ الدول العربية خفية مغيّرة العديد من الأحكام دون الجهر بذلك
فلماذا يُتّهم أتاتورك و لا يتّهم الباقون؟
3) ولشنّه حملة تصفية بعد تعرضه إلى محاولة اغتيال ضد كثير من رموز الدين والمحافظين الذين شاركوا في المحاولة:
التعليق : وفقا للقوانين التشريعية القضائية و العسكرية إلى جانب رّد الفعل الطبيعي لرجال السياسة و القادة العسكريين , كلّ من يتعرّض لأقلّ من ذلك يفعل ما فعله و أكثر.
و أخيرا أنا رجعت إلى معاهدة لوزان وهي معاهدة رسمت فيها حدود الدولة التركية , وتنازلت فيها عن الأراضي التي كانت تابعة للدولة العثمانية, و يجب أن أدرس نصّ المعاهدة جيّدا قبل أن أجيب على استنتاجاتك بخصوصها سيد عمر و لكّني لا أتصوّر أنّ دوافع إنشاء تركيا الحديثة هو نابع من أعداء الأتراك بل هو من الأتراك أنفسهم, و بقيادة أتاتورك.
http://http://ar.wikipedia.org/wiki/...B2%D8%A7%D9%86
هذه إجابة عامة و سوف أحاول ترجمة وثائق تاريخية و دراسات علمية في الموضوع قام بها أهل الاختصاص لمزيد من الفائدة إن شاء اللّه.
و السلام أخي الفاضل عمر أبو دقّة.
المفضلات