أخي العزيز الأستاذ محمد خلف الرشدان

تعلم أن بيننا مودة ومحبة وألفة، ومنذ أن عرفتك وأنا ألتقيك في كل مرة أزور فيها الأردن، وأنني أكلت من زادك في بيتك، وأنك عرفتني عن قرب، وأنني أكن لك احتراماً من نوع خاص، تماماً كاحترامي لوالدي رحمه الله، فأنت تشبهه في كثير من الأمور، ليس آخرها الطيبة والكرم، ولا الإخلاص في المحبة والوفاء للصديق.

سيدي العزيز،
لن أجاملك رغم محبتي واحترامي لك، ودعني أكون صريحاً معك إلى أبعد الحدود، لأن الصدق مع الذات هو سيد الأخلاق، وبعدها اسمح لي أن أطلعك على حقائق ومسلمات لم يعد بالإمكان تجاهلها أو تجاوزها.
فلقد هالني ما قرأته لك في صندوق المحادثات، وصدمني إلى أقصى حدود الدهشة، وحتى اللحظة لا أصدق أنك كنت تعني وتقصد ما كتبته هناك، من وصف وتجريح و ... .
لكنني أسامحك عن نفسي لأنني حقاً أعتبرك في مقام والدي، كما أعلم أن غيري قد سامحك في حينها، لكن المسامحة لا تعني عدم العتب، والعتب لا يكون إلا على من نحب.
لذلك فإنني عاتب عليك من شدة هول ما أقرأ. وأملي كبير في عودة الحق إلى نصابه، وعودة الأمور إلى المنطق الصحيح.
سيدي الكريم،
نعلم مدى حبك واحترامك لأخينا عامر، وكنت أحسبك تعلم مدى حبنا له وحرصنا عليه، والذي لا يشكك به إلا من يجهل نقاء سريرتنا وصفاء قلوبنا ولا أحسبك منهم.
إن غضبك وثورتك لا تفاجئنا لعلمنا بإخلاصك ووفائك لأخينا عامر، لكنه قد هالنا وأحزننا تسرعك في اتخاذ المواقف وفي الحكم على الأمور، بعد تفسيرها لك ربما بطريقة غير صحيحة من جهة غير سوية والله أعلم.
لذلك، وكي لا أطيل عليك، فإنني أدعوك إلى مراجعة ما اتخذته من مواقف أو قرارات أو صدر عنك من كلمات في لحظة غضب، لأن الحق أحق أن يتبع، ولأنني أعلم أنك لن تحيد عن الحق إذا اتضحت لك الحقائق.
ولي عودة لاحقة إن شاء الله.