الأخت أحلام مساك الله بكل خير
وبعد :
بإمكان الرجل أن يحب أكثر من إمرأة دون أن يوصف بكونه " ذو وجهين "
وإنما يمكن أن يكون صاحب قلب كبير, والاّ لما أحلّ الله له التعدّد , ولكن مايمكن أن
يآخذ عليه الرجل في هذا الجانب هو عدم قدرته على العدل في توزيع
حبّه على من أحبّ من النساء ( زوجاته أعني ) وحتى تلك ليس
له حيلة فيها , لأن القلب هو من يقسّم المشاعر ويوزّعها على الأحبة
ولعل هذه النقطة بالذات هي التي تأكد عدم قدرة الرجل على
العدل في حال عدّد في الزواج , فهو مطالب بالتسوية بين زوجاته في النفقة والكسوة والمبيت ونحو ذلك من الأمور المادية مما يكون في مقدوره واستطاعته
وأما العدل في المحبة فغير مكلف بها ، ولا مطالب بها لأنه لا يستطيعها ، وهذا هو معنى قوله تعالى : ( ولن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ) النساء/129
وهكذا نرى الرجل كثيرا ما يكون متوهّج العاطفة والمشاعر ممّا يبيح له أن ينقّل فؤاده بين أكثر من حبيب , وأحيانا باستطاعة قلبه أن يحتوي حبيبين دون أن
يتهم بكونه أبو وجهين .
وذلك عكس المرأة تماما والتي لا يمكن لها أن تعدّد لا في الزواج ولا في الحب , بل قد لا أبالغ إن قلت أنها لا تستطيع أن تحبّ الاّ مرة واحدة في حياتها وأن
لا تقول كلمة "أحبّك " الا لرجل واحد وليس لها أن تجمع بين حب رجلين في نفس الوقت , وهذا لا يعني إنتقاصا من قدرها أو تشكيكا في قدرتها كما قد تحتج ّ بعضهنّ بذلك
وإنما هو تكريما لإنسانيتها وحفظا لمشاعرها التي تثريها الأمومة وتستنفذها في نفس الوقت لما خصّها الله به من حضانة ورعاية للأبناء تكاد تشغلها أكثر الوقت عن تلبة
حاجات الزوج - الحبيب الواحد , فما بالك إن عّدّدت بالحب ؟ , الصداقة , من المكن أن تعدد المرأة أصقائها وتتواصل مع أكثر من صديق , لكن حتى هذه يجب أن تكون وفق ظوابط ومقاييس
معينة , فلا الرجل ولا المرأة حتّى , يستطيعان أن يضمنا تمرّد المشاعر في حال لم يتم تحديد مجال واضح ونقيّ لمثل تلك العلاقات .
الحب والصداقة لا تضمنهما إمرأة في علاقتها برجل
لكن المحبة والصداقة قد يضمنان علاقة إنسانية بريئة
بين الطرفين
المفضلات