لا يزال عقلي مفتوحا، وما زال قلبي مفتوحا للنقاش معك ومع غيرك، الآن وغدا، وفي أي وقت، وفي أي موضوع، لكنني لا أتخلى عن أي جزء من قناعاتي إلا بمقدار ما يستطيع الطرف المقابل أن يقنعني به، فإذا اقتنعت كان به، وإن لم أقتنع فلن تكون نهاية العالم.
منذر أبو هواش

ـــــــــــ
أخي منذر الحبيب.
أنا لا ولن أطالبك بالتخلي عن قناعاتك، أنا أحترم القناعة التي تستند إلى مسلّمات غير قابلة للنقاش، فإن كانت هذه القضية من المسلّمات، فإن الخوض فيها يصبح ضربًا من العبث، وإضاعة للجهد والوقت.
أنت طرحت رأيًا أحترمه وأقدّره، وأتيت بقاعدة نحوية أثبتُّ لك أنها تصلح لأن تكون في جانب رأيي في المسألة، ثم طلبت مني أمثلة، فسقتها إليك.
مرة أخرى أقول لك:
لن تجد في القرآن كل شيء تختلف فيه مع غيرك، لتستند إليه في موقفك. يا أخي بعض الأحكام الشرعية لم تأت في القرآن الكريم، وكيفية الصلاة لم تأت فيه، ولا تفاصيل الوضوء التي تقوم بها يوميًا.. هذه، وغيرها كثير، كانت من الأمور التي جاءت بها السنّة المشرّفة، وما لم يأت في القرآن والسنة، جاء به الاجتهاد.. هذا في الأحكام الشرعية، فما بالك في استخدام ضمير الفصل؟!
أنا لم أنكر عليك رؤيتك، ولم أخطئك أبدًا، لكنني لم أجد لديك مجرّد الاستعداد للاستماع الواعي لما أقول، لأنك تمسكت بمقولتك: قال الله تعالى: " الحاقة ما الحاقة " ولم يقل الحاقة ما هي الحاقة!! أتريد أن يكون للناس مثل كلام الله، ألم يذهل هذا الإعجاز اللغوي العرب أنفسهم أصحاب البيان والفصاحة؟! لكن هل تريد أن تقنع أحدًا بأن مجيء ضمير الفصل بين المبتدأ والخبر المعرفتين غير مقبول، لأن ذلك لم يرد في القرآن الكريم، وفي الوقت نفسه تقول: يشترط في توسط ضمير الفصل بين المبتدأ والخبر أن يكونا معرفتين؟!! أليس في هذا تناقض، وتمترس خلف مسلّمات أنت بنفسك تضع لها خرقًا واضحًا بإيرادك تلك القاعدة؟!
نعم نحن نعمل للفائدة إن شاء الله، لكننا في الوقت نفسه يجب أن نكون عمليين في تخطّي أنفسنا، لا في تخطّي المسلّمات التي لا يستدرك عليها.
تحيتي لك.