كتاب عالم جورج بوش السري
/ تأليف - اريك لوران / ترجمة - مليكة بوشامة
دخل جورج دبليو بوش البيت الأبيض بعد انتخابات أثير حولها الكثير من اللغط، ومع ذلك لم يسبق أن حاز رئيس قبله كل هذه السلطة، وأظهر كل هذه الغطرسة. غير أن مساره يعج بالخفايا والأسرار، و«تشوبه» تحالفات مشبوهة و تلاعبات مالية مشينة، على حد تعبير مؤلف كتاب «عالم بوش السري» الذي حاول دخول دهاليز الحكم في أميركا، ورصد دور رجال المال، وصناع الفكر والأصوليين الدينيين في كواليس البيت الأبيض، وتوقع لقارئه أن يصاب بالهلع والقلق لما يجري في مطبخ النظام العالمي الجديد، نظام القطب الواحد الأوحد.
وقد عمدنا في عملية الترجمة والإعداد إلى الأسلوب الانتقائي في اختيار المادة المترجمة بهدف تقديم صورة متكاملة للقارئ عن هوية حكام عالم اليوم، منذ مرحلة التشكل الهلامي، فمرحلة الكمون وصولا إلى مرحلة العمل المنظم والعلني في سبيل الغاية الأعظم أي «إعادة تشكيل المشهد الجيو سياسي بحيث تكون واشنطن فيه سيد اللعبة».
تأليف: اريك لوران
يعد من أبرز المراسلين في فرنسا، متخصص في شؤون السياسة الخارجية، له عدة مؤلفات رائجة بينها: «حرب الخليج، الملف السري» شاركه في التأليف بيار سالينجر، و«عاصفة الصحراء» وصدر له أخيرا كتاب «حرب آل بوش».
ترجمة وإعداد: مليكة بوشامة
علاقة محرمة» بين صانعي السياسة الدفاعية وشركات الأسلحة في أميركا
بعد ثمانية أشهر من تولي جورج دبليو بوش مهام الرئاسة في نوفمبر 2000، نشرت مجلة نيوزويك في عددها الذي صادف هجمات 11 سبتمبر مقتطفات من كتاب كان قيد الطبع يحمل عنوان: «رئيس بالصدفة؟» وكان السؤال ليبدو استفزازيا لكنه في الواقع سؤال مغلوط تماما. فبوش يمكن وصفه بأي شيء إلا أنه وصل إلى الحكم بمحض الصدفة. واعتبر قسم كبير من الرأي العام الأميركي حصيلة حكمه آنذاك مخيبة للآمال فيما استطاعت قلة فقط من المراقبين تقييم حجم التغيير العميق والانقلاب المقلق اللذين حدثا.
فهناك كثير من الرؤساء في التاريخ الأميركي الذين شددوا على جذورهم الدينية، وطعموا خطبهم بمقاطع من الإنجيل، ولكن لم يحدث أبدا قبل وصول جورج دبليو بوش أن اكتسب الدين وزنا كبيرا كما في عهده.
وخلال حملته الانتخابية أكد بوش أن المسيح هو المفكر المفضل لديه لأنه «أنقذ قلبي» وحالما تسلم السلطة أعلن يوم 20 يناير 2001 يوما وطنيا للصلاة رغم وجود مثيل له في شهر مايو.
ويقول المؤرخ آلان ليشتمان من الجامعة الأميركية في واشنطن: «إن إقحام الدين بهذا الشكل لم يسبق له مثيل».
وفي إحدى خطبه الأولى قال على وقع التصفيقات الحارة: «ينبغي أن ينتهي زمن التمييز ضد المؤسسات الدينية لا لشيء إلا لأنها دينية». وبعيد ذلك، انبرى يدافع باستماتة عن المطالب الأساسية للمنظمات المسيحية المحافظة جدا وضمنها منظمات أصولية تطالب بتوسيع نطاق استفادتها من الأموال العامة لتمويل برامجها للمساعدات الاجتماعية. وهو ما يمثل مصدر إثراء لا يستهان به بالنسبة لهذه الحركات وقادتها بمن فيهم رجال الدين ورؤساء الشركات ومعظمهم يملك ثروات شخصية طائلة.
ويذكر أن جورج دبليو بوش أكد خلال حملته الانتخابية انه يجسد «نموذجا جديدا للمرشح الجمهوري». لكن الواقع كشف عكس ذلك.
«فالتحالف الجديد» الذي كان يدعمه تنكر تماما للقيم والقناعات التقليدية للحزب الجمهوري أو على الأقل تلك التي دافع عنها اثنان من الحزب وهما أبراهام لينكولن ودوايت ايزنهاور. إذ اعتبر الأول الحرب الأهلية اختبارا حقيقيا. وظلت الحرب طيلة 140 عاما تقريبا محور الأهداف بالنسبة لهؤلاء المسيحيين الأصوليين الذين يتسمون في الغالب بالعنصرية ومعاداة السامية والمرتبطين ارتباطا وثيقا ببعض المحافظين الجدد اليهود المقربين جدا من حزب الليكود اليميني الحاكم في تل أبيب. اعتبر هؤلاء أن المواجهة اللازمة ينبغي أن تتم على صعيدين اثنين فعلى الصعيد الداخلي، ينبغي التوصل إلى تفكيك نظام الرعاية الاجتماعية ودعم الأقليات الذي وضع قبل عدة عقود إلى جانب فرض القيم الدينية الأكثر محافظة على المجتمع الأميركي برمته.
وكانت مؤسسة «هيريتيج»، معقل هذه الإستراتيجية، تتحدث عن ثورة أميركية ثانية لـ«الاستقلال الثقافي» ترمي إلى نسف المجتمع متعدد الثقافات السائد في الولايات المتحدة وتقويضه.
.. لا منافس لأميركا
يتبع باقي الموضوع
المفضلات