اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود عباس مسعود مشاهدة المشاركة
فرنسيس بيكون
...
ويعود الفضل له بإخضاع كل الاستنتاجات العلمية للتجربة العملية. ولهذا يعتبر أحد مؤسسي أسلوب الاستقراء أو البحث العلمي. أما مقالاته فتزخر بالملاحظات الدقيقة والعميقة.
وبينما كان يحاول إثبات ما إذا كان الثلج يحفظ اللحم، تسلل البرد إلى لحمه وعظمه فقضى عليه وهكذا كانت نهايته.
الأستاذ الموسوعي محمود عباس مسعود،
تحياتي لكم،

قرأت هنا معلومات لطيفة حول شخصية مرموقة، ينسب لها الفضل في إرساء قواعد المنهج التجريبي، كما هو واضح في العبارة المقتبسة أعلاه. غير أن كثيراً من الدراسات، والأبحاث، حتى بشهادات مستشرقين غربيين منصفين، تقول غير ذلك. وتؤكد أن المنهج العلمي التجريبي الرصين في البحث، والقائم على القياس والاستقراء، والمستند إلى المشاهدة والتجربة هو إضافةٌ إسلاميَّة مهمة بامتياز.
ومن العلماء المسلمين الذين كانت لهم جهود واضحة في إرساء قواعد المنهج العلمي وتطبيق أسلوب الإستقراء: الرازي، وابن سينا [أذكر أنك أدرجت مخطوطة قديمةً له وكان لنا فيها حوار ماتع]، وابن النفيس، والزهاوي، والخوارزمي، وجابر بن حيان، والحسن بن الهيثم.

خذ على سبيل المثال ما ورد في مقدمة كتاب "المناظر" لابن الهيثم: "... ونبتدئ في البحث باستقراء الموجودات، وتصفُّح أحوال المبصرات، وتمييز خواصِّ الجزئيات، ونلتقط باستقراء ما يخصّ البصر في حال الإبصار، وما هو مطَّرد لا يتغيَّر، وظاهر لا يشتبه من كيفية الإحساس، ثم نرتقي في البحث والمقاييس على التدريج والترتيب مع انتقاد المقدِّمات والتحفُّظ في النتائج، ونجعل غرضنا في جميع ما نستقريه ونتصفَّحه استعمال العدل لا اتِّباع الهوى، ونتحرَّى في سائر ما نميِّزه وننتقده طلب الحقِّ لا الميل مع الآراء"[ ابن الهيثم: المناظر، تحقيق د. عبد الحميد صبره ص62].

يذكر أن كتاب "المناظر" كان له أثر كبير في معارف الغربيين أمثال روجر بيكون، و كيبلر، حيث تمت ترجمته إلى اللاتينية مرات عديدة في القرون الوسطى، واعتمد مرجعاً علمياً لدى الغربيين لقرون عدة. ويؤكد مصطفى نظيف أن ابن الهيثم سبق"فرنسيس بيكون" في وضع المنهج التجريبي القائم على المشاهدة والتجربة والاستقراء.

شاكرين لكم جهودكم المتميزة.
ولكم فائق الود والتقدير.