أُوروبة سبقتْنا.. الرفق بالحيوان
د. محمود حمد سليمان
... كاد العمل والسهر والتعب والإرهاق يستبدون بي .. عندما وصلْتُ إلى الثانوية ورأسي مشغول بضرورة الإسراع بتصحيح مسابقات طلابي.. وإذ أراني بجانب دفتر الدوام، أقع على بطاقة دعوة لمحاضرة لإحدى جمعيات "الرفق بالحيوان" بعنوان: "أوروبة سبقتنا..الرفق بالحيوان". لم أٌعـِر الأمر اهتمامي قائلاً: دع القوم وشأنهم. غير أنني وقبل أن أصل الى قاعة التصحيح كان أكثر من زميل وحاجب قد أخبرني أن المدير يطلبني ويفتِّّش عني.. ولا أحد يعرف ماذا يريد. وحيث أنني كنتُ في غاية الإنهاك فقد أسندتُ رأسي على يديَّ فوق الطاولة محاولاً أخذ قسطٍ من الراحة لعلي أُخفف شيئاً مما هو أشبه بالدوار ثم أستأنف العمل من جديد.. وما هي إلا دقائق حتى دخل المدير ملهوفاً يقول: أين أنت يا رجل.. منذ الأمس وأنا أُفتش عنك .. فقلت: ها أنا. ما القضية؟! فقال: عندنا محاضرة عن الرفق بالحيوان في قاعة الثانوية بعد ساعتين فقط ، وفي آخر لحظة طلبوا منا أن يكون تقديم المحاضرين من أساتذتنا.. ولم يقع اختيارنا إلا عليك لأنك: خطيب.. فصيح.. بليغ.. فقلت: حتى في الحيوانات؟! والرفض طبعاً يتقدم صفوف الأفكار في رأسي بلا منازع . وربما شعر المدير بذلك. فأردف : المحاضرون والخطباء من وجوه المجتمع وفعالياته.. ومنهم فلان وفلان وفلان.. وأنت تعرفهم وهم يعرفونك.. وأنا أعرفكَ، أنتَ لها. وهو يقول عباراته الأخيرة .. كانت فكرة قد لمعت في رأسي كالبرق وتقدمت الرفض وصفوف الأفكار الأُخرى المتزاحمة.
وافقتُ للحال.. ورحتُ أُبلور الفكرة وأُجمِّلها وأزيدها حسناً وبهاءً.. كما تفعل الشاعرة المبدعة منى الحاج والأديب الفاضل عبد الرحمن الخرشي بأناملهما السحرية بمشاركاتي ومواضيعي على صفحات منتديات "واتا".
حان الوقت، فقمتُ من مكاني واتجهتُ نحو القاعة.. وكأن شيئاً ما يمسكني من داخلي ويجعلني مقيَّداً.. مسيَّراً لامخيَّراً.. والزمن يمرّ كاللمع.. والمكان يسرع معي متماوجاً كما لو كنتُ أدخل غيبوبة.. والأرض تدور بي ومن حولي في آن.. وحضر الضيوف سوى واحد منهم جاء متأخراً يعدو كما يعدو الذئب وراء القطيع.. في حين كنتُ ، وآلات الصوت لم تجهز بعد، كنتُ أتأمل الخطباء / الضيوف في الصف الأول وأتفحصهم واحداً واحداً .
بدا لي كبيرهم ضخم الجثة كالأسد الرابض أمام عرينه .. وقربه امرأة ضخمة مثله. قلْتُ في نفسي، لا ريب أنها لبوته جلستْ تستريح من عناء أشبالها وغلاظاتهم، وحولهما بضعة من بنات خفيفات في الحركة، كأنهن بنات آوى تتوسطهنَّ إمرأة أشبه بالثعلبة .. كما ورد في ذهني الذي انهمك في التفكير ما إذا كانت الثعلبة، لغة، هي زوج الثعلب أم لها إسمٌ آخر، أُسوةً بزوج ملك الغابات، أللهمَّ أعذنا من كل شرٍّ.. ثم استطردتُ في عالم الثعالب وما إذا كان إسم" بنات آوى" يشمل الإناث والذكور من هذه الفصيلة.. وراح صاحبكم "سيبويه العصر".. الفصيح، ينحت في لغة الثعالب: مفردها.. ومذكرها.. ومؤنثها .. وحتى أجدادها وسلالاتها وأنواعها ومواطنها الأصلية.. ولم تقطع حبل تفكيري إلا واحدة من القوم بدتْ رشيقة كالغزالة وقد تفوق الغزلان نعومة وجمالأ وبهاء.. فقلتُ في نفسي ما قاله النقاد في ابن الرومي، قدَس الله أسراره.
وإذ كان نظري قد ثبتَ عليها لا يغادر إلا بصعوبة، قلتُ لحالي: حقاً إن النفس لأمارة بالسوء.. فما يدريك يا ولد، لعلها تتحوَّل في أية لحظة..( فإذا هي حيَّة تسعى).. أو أفعى تشرئب على غفلة مني.. وانصرفتُ أستطلع أجهزة الصوت في الغرفة الخلفية للقاعة. وإذ أنا أمام الشيخ الضخم الجثة كالغول والذي يدرِّس مادة "الدين" وقد همَّ بصلاة الظهر.. مشيراً إليَّ لأأتمَّ به.. فقلتُ: ألستَ ذاك الشيخ الذي وقف بجُـبَّـته وعمامته الكبيرة وراء تلك المرشحة الأوروبية الهوى(...) في المهرجان الإنتخابي عند بحيرة الكواشرة..؟! فقال: وهل ضرَّكَ ذلك في شيء؟ قلتُ: لا. ولكنني من يومها أفتيتُ لنفسي بعدم الوقوف خلفك لا في صلاة ولا في غيرها .. ولكن السجال توقف قبل أن يسخن.. لأن أحد النظّار ربَتَ على كتفي قائلاً: الصوت.. جاهز.. تفضَّل.
بعد النشيد الوطني اللبناني، صعدتُ المنبر وفي ذهني صورة عنترة بن شداد يمتطي "الأدهم" و "ذو فقار" عصره يلمع كالبرق.. فيا له من لسانٍ يعتبره البعض فصيحاً بليغاً.. ويعتبره آخرون سليطاً يقطع بدون شفرات.. وفي اللحظة نفسها لاحظتُ حركة أحد الخطباء وهو يتحفز للوثوب، كما النمر، فحسبته يظن أنه سيشرئبُّ من مكاني بعد قليل.. وكأنه لا يعرف أن حصان ابن شداد لا ينقاد إلا لفارسه.
أيها الضيوف الأفاضل:
بدايةً، أعتقد أنكم ما جئتم تحدثوننا عن الرفْق بالحيوانات الوحشية في البرية.. فليس في بلادنا منها ما يُذكر، ناهيك عن أننا لا نقترب منها لنرفق بها إن وُجدتْ.. كما أعتقد أنكم لم تأْتوا للحديث عن الحيوانات المرفَهة المنعَّـمة المكرَّمة في القصور عند الأثرياء والأغنياء والحكام.. ومن هنا، ولكي نعطي الموضوع عمقاً إنسانياً وبعداً حضارياً.. دعوني أقول:
في أقدم العصور بدائيةً وتخلفاً وجهلاً كان الحيوان من أكثر مخلوقات الله تكريماً وإكراماً إذ كانت صورته تُنحت على الحجر والشجر (عفواً الخشب) وتُعبد آلهة في أذهان تهيم في ظلمات فوق ظلمات.. (فتجهَّمتْ وجوه.. وابتسمت وجوه ولكن بحذر.. بينما أستاذ التاريخ أنصت وكأنه لم يقرأ تاريخاً من قبلُ..)
وتابعتُ: واليوم، في عصر الجهل والضعف والتوحش والوحوش الضارية بالإنسان والحيوان على حدِّ سواء.. لا بد لهذا الكائن المخلوق أن تُعاد له كرامته وإكرامه وحيوانيته التي سرقتها أميركا منه.. وإرتشفتها إسرائيل بالكامل.. ولذلك، فنحن سنناضل لإعادة الحق السليب لأصحابه الشرعيين..(فرفع أستاذ الجغرافية قبضته.. وخلتُه يقول: عاشتْ فلسطين...) إذ لم يعدْ أحد يسمع، حتى أنا، لأن عاصفة الطلاب بالتصفيق والتهليل والتصفير والضحك.. كانت قد اقتلعت عقولَ كل مَنْ في القاعة..أللهمَّ إلاَ حيرة لاحظتُها في وجوه مديري وزملائي..ولكن بدا عليهم أنهم سلَموا أمرهم لله.. ما عدا زميلة لي في تدريس الأدب العربي.. فقد رأيتُها اندسَّت في صفوف الطلاب حتى ما عادت تُعرف منهم..)
أشرتُ لطلابي بالتوقف فتوقفوا وسيل ابتساماتهم ينهمر نحوي كمطر الربيع.. متوقعين استئناف الهجوم.. والقصف.
أيها السادة الأكارم:
لن أُقدِّمكم وَفْـق الترتيب الذي أعطيتموني إيّاه.. ولا وفْـْق الحروف الأبجدية لأسمائكم اللامعة في عالم الفكر والأدب وعلم الإجتماع الإنساني والعالم الحيواني والطبيعي.. ولكن وفْـق فكرة جديدة خطرت للتوّ على ذهني.. وأشرتُ بالسبابة محدِّداً:
فمَنْ منكم كتب أو قرأ أو سمع ما ورد في السيرة النبوية الشريفة، عنه عليه السلام، أن امرأة دخلت النارَ في "هرة" حبستْها ولم تقدمْ لها الطعام والشراب حتى ماتت الهرة.. وأن رجلاً وجد كلباً يلهث عطشاً فنزل إلى "بئر" وأخرج منه الماء وسقاه فدخل الرجل بذلك الجنّة.. مَنْ كان منكم سيذكر ذلك أو ما هو مثله.. فالكلمة الأولى له فليتفضل مشكوراً..(وتنحيتُ جانباً) .. ورحتُ أتطلع في وجوه القوم .. في حين كان كل واحد يتمتم مع جيرانه المجاورين ..إلى أن قال أحد الطلاب مستنكراً ومتخابثاً:
لا أحد يا دكتور.. لا يهمك. أكمل.
عدتُ إلى جوادي أكثر ثقة بالنفس وإن كان البعض قد قال لاحقاً..بل أكثر غضباً حتى الشرر.
فقلتُ: مَنْ كان منكم سيذكر أو يشرح أو حتى يسرد ما تفعله الحيوانات الطائرة والزاحفة والثابتة .. أقصد الحيوانات التي خلقها الله في صورة إنسان في أُوروبة.. ولكنها سرقت حيوانية الحيوان المتوحش.. وجاءت تسفك دماء الأطفال وتزهق أرواح الشيوخ والعجائز في فلسطين والعراق وأفغانستان وباكستان وغيرها وغيرها.. مَنْ كان منكم سيذكر شيئاً عن ذلك أو يشرحه فالمنبر له.. فليتفضَّل مشكوراً.. وبقيتُ واقفاً مكاني، وكأنني زعيمٌ عربيٌّ يخاف أن يحتل عابر سبيلٍ مكانه، ورحتُ أترقَّب، بعينيّ وأُذنيّ فرسٍ، أيةَ حركة أو همسة.. وما هي إلا برهة حتى سمعتُ الذي كالضبع يقول: ما جئنا لنتكلم في السياسة !ّ ! فقلْتُ: وحملتكم.. أليست سياسة؟ فبدل أن تطلب منا الرفق بالحيوانات لماذا لا تطلب منها الرفق بأطفال غزة كما يفعل غيلاواي الإنكليزي في هذا الوقت بالذات؟؟! وهنا قطع طالب معروف بمشاكساته الحديثَ... قائلاً له، بصوت مرتفع : إن كنتَ جئتَ لتحدثنا عن الحيوانات... فاذهب إليها وتحدث معها أينما شئتَ.. وكاد الشجار يتفاعل لولا أنني عدتُ بصوتٍ هاديء، ويدي اليسرى تشير إلى الطلاب بالتوقف والهدوء، وما كانوا ليخرسوا لولا ترقبُهم دويّ انفجار جديد.
فقلتُ: مَـثَـلُـكم يا جماعة كمَثَل رجلٍ حمل على ظهر حماره صفيحة من البنزين وجاء حثيثاً من بلاده "كازاخستان" إلى أرض الحجاز ليقدمها، هديةً، بالعدل والقسط ، لأفراد أُسرة آل عبد العزيز بن سعود .
وهنا ضرب المدير كفّاً بكفّ وزمزم منحنياً من الضحك.. وعَـلـتْ حناجر الطلاب صارخين.. مُهلِّـلين.. مُصفقين .. متدافعين نحوي على دوي صوت إحدى الطالبات التي برزتْ كـ"الخنساء" متوردة الوجه غضباً وهي تصيح فيهم: "لا تُروننا وجوهكم بعد اليوم".. وحولها بضعة من زميلاتها يُحِطنَ بها بعيون حادة لكأنهن بضعة من "خولة بنت الأزور" وقد بدا وكأنهنَّ جاهزات للإنقضاض.. فمرت الخاطرة سريعاً في ذهني وقلتُ لنفسي: إن العربية الحرة إذا ما اسـتُـفِـزَّتْ فإنها لا تغيب عن الميدان .. حتى ولو غاب أشباه الرجال..
خرج الأفاضل .. متجهِّمين .. غاضبين.. مسرعين.. وإن بدت على وجوه بعضهم الحيرة والدهشة وربما البِشْر .. ولا سيما تلك التي كالغزالة، إذ كانت تضع يدها على فمها محاولةً إخفاء ابتسامتها وهي تسترق النظرة إليَّ.. والعياذ بالله، فشكرْتُ الله في قلبي لأن زوجتي ليست حاضرة.. وهي التي تلتقط الإشارات قبل أن تبوح بها العيون.
ترجّلتُ من على صهوة "أدهمي" ولكن على أيدي وأكتاف طلابي الذين وضعوني بين زملائي : متدافعين في ضمي وعناقي وتقبيلي ..(ما عدا الطالبات طبعاً).. إلا واحدة خرقت الصفوف كالسهم : وهي تصرخ أنت أبي .. أنت كأبي تماماً .. فاغرورقتْ عيناي بالدموع..والقاعة إمتلأت بالفرح والضحك والابتسامات ..ولا حيوانات .. خرجتُ من باب الثانوية يرافقني زميل لي بيته بالقرب من بيتي.. ونسير جنباً إلى جنبٍ والطريق واحد ومُتسِعٌ .. في حين كان رأسي مثقلاً.. بل أثقل من جسمي، كما كنتُ أشعر أن الأرض كالريشة أو كرغيف خبز في يد طفلٍ.. وهي تتلوى وتتمايل وبالكاد أدري أين أنا.. وإذ بنا نُفاجأُ بوحش لم تعهده الغابات من قبلُ ولم تعرف البشر له مثيلاً.. وقد فَغَـرَ فاه .. وبانت أنيابه وهو يتقدم نحونا والنارتتشظَّى من عينيه.. فقلْتُ في نفسي: ومَنْ لهذه؟! إدفعْ يا ولد ثمن مغامرتكَ.. وعبثاً حاولتُ الإمساكَ بزميلي الذي هرع إليه .. ووقفتُ "مسطولاً" وزميلي يتحوَّل إلى ما يشبه الضباب الكالح والدخان الأسود.. ثم يتجمع ويتقوقع من جديد ليصير ثعلباً جباناً مرتعداً وهو يرحِّب بالوحش ويتمسح بصوفه النتن.. وحيداً بقيتُ وقد انهارت قواي هلعاً وخوفاً لم أعرف لهما طعماً في حياتي، كما كان يقول أصدقائي وأقربائي.
وما كاد الوحش يضعني لقمة واحدة في فمه.. حتى صرختُ بكل عزمي وكأنني غبتُ عن الوعي ثوانٍ.. وإذ بي وأصوات الفناجين والطاولات والكراسي وأشياء أخرى تتقرقع وتتزحلق وتتلاطم وتتكسر على بعضها.. والبيت يدور كالمغزل.. وفي برهة خلتُ أنْ قد وقعت الواقعة.
وجدْتُ نفسي منطرحاً أرضاً.. وكل شيءٍ أعلى مني مكاناً ومكانةً.. والطاولة الخفيفة التي كنتُ أُصحح عليها قد انقلبتْ على قفاها.. والمسابقات تناثرت في أرجاء الغرفة على غير هدى.. وقد هبَّ مَنْ في البيت كلٌّ ،بدوره، يسأل ما بي؟ وما الذي حصل؟! في حين كنتُ أنظر إلى ما حولي فإذا إبريق الشاي وقد انحنى في زاويةٍ وغطاؤه تمجلس في ناحية أُخرى.. وأما الشاي نفسه فقد انهرق على ثيابي فبلَّلها حتى لكأنني "نابليون" خرج للتو من "واترلو".. بينما زوجتي تبسمل وتقرأُ الفاتحة والمعوذتين وما تيسّر.. وتكرر .. وبين الفينة والفينة ترمق النوافذ بشزر وكأنها تتحدى جحافل الجنّ والعفاريت.. وقد خالتْهم يحتشدون حول المنزل.. وهي تمسح جبيني الذي كان ينضح عرقاً ويقدح ناراً.. أين منها اللهيب في عينيّ القعقاع بن عمرو.. ولا أدري لماذا تذكرتُ، في هذه البرهة، جدتي، رحمها الله، التي، وأنا في العاشرة، إذْ توفيتْ وهي تعتقد: "أنني مسكون".
وفي حين كانت إبنتي تُعيد الأمور إلى نصابها في الغرفة وهي شاخصة نحوي بقلقٍ.. وما هي إلا لحظات، وأنا أستحي رواية ما رأيتُ.. غير أنني، وتحت إلحاح الجميع، سردتُ لهم منامي بالتفصيل.. فما انتهيتُ، إلا وزوجتي، وكأنها وقَّعت هدنة مع العفاريت، قد امتقع لونها واصطكتْ أسنانها وهزت برأسها وهي تسألني: ومَنْ هي تلك التي تشبه الغزالة؟! فضحكتُ..فانتبهتْ وراحت تضحك.
نهضتُ من مكاني وتوجهتُ إلى المغسلة.. وما إن باشرتُ غسل وجهي، حتى كانت الدِيكة في القرية قد هبَّتْ تتنافس في الصياح .. فتماوجتْ أصواتها الشجية بأريج عكار المائل إلى الإخضرار.. ولَيْ تَهُ بـ "أريج العراق" البعيد المضمَّخ بالإحمرار.. وما هي إلا برهة حتى أدركتُ أنني في حُلُمٍ .. عندما ارتفعت من المساجد المجاورة أصوات المؤذنين لصلاة الفجر.. وهي تشقُّ عنان الفضاء.. الحرّ .. الفسيح.. ولا خوف.
ولا حيوانات متوحشة على أرض العروبة والإسلام.
.
المفضلات