أخي منير الرقي أشكر مرورك الكريم وأحييك تحية تليق بشخصكم الكريم.
بالنسبة لتساؤلك عن آراء اللسانيين المحدثين وموقفهم من الظاهرةأجيبك قائلا بأني وحسب اضطلاعي المتواضع لبعض الآراء فإنها لا تختلف كثيرا عن آراء القدامى إذ هناك من اللسانيين المحدثين من قال بالترادف لكنه يرفض الترادف التام
ويقول بالترادف الجزئي وهناك من يرفض الترادف جملة لأن الأصل في اللغة عنده عدم الترادف.
وهناك نقطة أخرى أريد الإشارة إليها و تتعلق بموقفنا نحن من آراء المنكرين للترادف،فقد لا حظت اننا في الغالب نغلب رأي القائلين بوجود الظاهرة ونأخذ موقفا سلبيا من آراء المنكرين كأبي هلال العسكري،ولا نلتمس لهم العذر ولا نبحث الأسباب التي جعلتهم ينحون هذا المنحى الذي أغنى اللغة من زاوية أخرى ،فانا أرى أخي الكريم والله أعلم أن ماقام به أبو هلال العسكري ومن نحا منحاه من القدامى هو اجتهاد في الظاهرة من نوع خاص فكما نعلم جميعافالأمة الإسلامية في تلك الفترة ابتليت بما يسمى بالشعوبية التي اعتبرت الترادف من الأشياء التي تؤدي إلى اللبس في المعنى وتحط من قيمة العربية،لذلك ولمحاربة هذه النظرة الشعوبية وجد فريقان فريق قال بالترادف وبوجوده في العربية باعتباره ميزة امتازت بها العربية عن غيرها من اللغات -انظر كتاب الأضاد لابن الأنباري ففيه رد على الشعوبيين-وفريق ذهب مذهبا آخر فرد على الشعوبية بقوله أن ما تعتبرونه من الألفاظ مترادفات في اللغة العربية هو في الحقيقة عكس ذلك أي هناك فروق لغوية دقيقة بين اللفظ وما يشاركه في بعض الدلالات.وبهذا التعليل نحصل على نوعين من الاستدلال حارب به اللغويون الشعوبيين،لكن الحقيقة التي لا مندوحة عنها هي كون الترادف كائنا في اللغة العربية والدليل الأقوى على وجوده وروده في القرآن الكريم.
لك من الود أجمله أخي منير الرقي .
المفضلات