من اليوم أنا كذاب!!



أسعد عطاري

بصراحة احب ان اعلن، انني من هذا اليوم ساصبح كذابا، بتنا لا نطرق الابواب ولا نرتمى على الأعتاب ولا نأكل الصبر والصخر ولا حتى التراب، فأنا من اليوم أصبحت كذاب، الديمقراطية في وطني كل صباح تقرع علينا الابواب تناشدنا تغصبنا على أن نتحدث ليسمع السلطان لان السلطان له في كل حي في كل بيت أذان، فأنا من اليوم أصبحت كذاب، بتنا لا نعرف الجوع ولا نعرف المعتقلات ولا نزورها كل يوم بتهمة الارهاب، فأنا من اليوم كذاب، قررنا ركوب الدرجات الهوائية لممارسة الرياضية وليس لان اسعار النفط في التهاب، فأنا الكذاب، بتنا نخطط الآمال ونحققها، دون خوف وقمع او حتى عتاب، فأنا من اليوم اصبحت كذاب، نأكل اللحم ونزرع الأرض ولا نقبل صدقة الأغراب، فأنا من اليوم أصبحت كذاب، بات الفقر غريب عنك يا وطني والقتل قد ولى من حينا والجثث لن تلقى مع القمامة في الازقة وعلى الابواب، فآنا من اليوم أصبحت كذاب، ففي هذا الزمان الاسد في عز ولا تدوس على اكتافها القردة والكلاب، فأنا اليوم أصبحت كذاب، أسجن في قصر منيف مشرع الابواب، دون تفتيش وسؤال عن حضور او غياب، فأنا اليوم اصبحت كذاب، الحاكم فينا يسئل ويستتاب ما عاد كالطفل يكسر الدنيا دون شتم أو عتاب، فأنا اليوم اصبحت كذاب، ترعرعت في مدينة لم اسمع من اهلها شكوى او نقد لحاكم او عتاب!!، فأنا اليوم أصبحت كذاب، بعد أن ذكرت هذا لن أسئل ولن القى أي أذى او عذاب، فأنا اليوم اصبحت كذاب، الديمقراطية باب واسع يزين بالياسمين و العناب، دون دماء تعمدها باسم محاربة الارهاب، فأنا اليوم أصبحت كذاب كذاب كذاب.