آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: كل الأعالي ظل غادا فؤاد السمّان في القدس العربي

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية ghada
    تاريخ التسجيل
    29/10/2006
    المشاركات
    169
    معدل تقييم المستوى
    18

    Icon14 كل الأعالي ظل غادا فؤاد السمّان في القدس العربي

    http://www.alquds.co.uk/index.asp?fn...4-18\18m14.htm

    www.alquds.co.uk




    'كلّ الأعالي ظلّ' لغادا فؤاد السمّان: قصيدة الصدمة

    لطيفة الحاج قديح
    قصائد 'كل الأعالي ظلّي' للشاعرة العربيّة غادا فؤاد السمّان، تدور حول نفسها، كالرقص السريالي الحزين، قصائد ذات حركيّة ناشطة لها أسسها وقواعدها ونظمها ورؤاها، هي أشبه ما تكون بدورةِ الأرض حول نفسها، فإذا البداية هي النهاية، وإذا النهاية رجع صدى..!
    نقرأ الأعالي سطراً فسطراً ونلمس خلفية الروح التي صدّرتها الأنامل المبدعة بالتأكيد، بعدما صاغتها بعناية فائقة فإذا بها عجينة ليّنة ممزوجة بماء العيون وحشائش القلب، ومجبولة بحميميّةٍ تأمليّةٍ قلّ نظيرها، لتَخْرُجَ كسيمفونية شعرية نثرية، أشبه بموسيقى الموت الرحيم..
    بعد دواوينها الثلاثة: 'هكذا أتكلم أنا'، 'الترياق'، و' بعض التفاصيل'، وكتابها النقدي 'إسرائيليات بأقلام عربية' الذي احتلّ المبيعات الأولى وتصدّر عناوين الصحف والمجلات بالعناوين العريضة بطبعته الأولى وطبعته الثانية المنقّحة والمزوّدة، جاء هذا الديوان الموسوم بعنوان 'كل الأعالي ظلّي' والصادر حديثاً عن 'دار فضاءات للنشر والتوزيع والطباعة' ـ عمّان، وتقع المجموعة في 140 صفحة.
    إنها الشاعرة غادا فؤاد السمان، الدمشقية، المقيمة في بيروت منذ العام 1992. وديوانها كما قرأته، رواية شعرية، من روايات الحبّ الحزين في الزمن المُجْدب العقيم. هو مجموعة شعرية من بوحٍ، وألم، ومرارة تركت انعكاساتها السلبية واضحة على نفس الشاعرة وروحها وأعصابها. فإذا الجرأة في القول، والجرأة في النقد ( نقد الحياة والعتب عليها) يرشحان من بين السطورالتي كتبتْها الشاعرة بين دمشق وبيروت، بعد سنوات من نهاية الحرب الأهلية. تلك الحرب التي انتهت ظاهرياً، ولكنها على ما يبدو استعمرتْ لا نفوسَ اللبنانيين فحسب وإنّما حتى العرب المقيمين على أرضها، إلى أجلٍ لا يعلم مقداره سوى الله عزّ وجلّ. وما شاعرتنا إلا واحدة منهم أحبّت ـ لبنان - بإخلاص نعلمه ونلمسه ونتيقّن منه جميعنا نحن من عرفنا غادا عن قرب، تلك الصادقة القادرة على الخوض في أدقّ تفاصيل حميميّة مشاعرها بكل ما فيها من انفعالات وأحاسيس..!.
    ويتساءل القارىء أية حكاية للشاعرة مع مدينتها؟ وهي الوجه الآخر للأم! وكأن الشاعرة قد أضاعتْ وجهَ مدينتها ـ دمشق - كما أضاعتْ وجهَ أمّها... فهي تارة 'تأخذنا فوق أرصفة المدينة'، في زحمة 'الصمت الأرعن' ، وطوراً تدخلنا معها بوابة دمشق، وتأخذنا إلى 'محراب التمائم'، حيث تقول في الصفحة 45 و44 : 'وياسمينها المجنون في ذاكرتي../ هذي المدينة العتيقة 'أمي' /... هذي الدمشق/ في مقلة الروح وضعتها / كما تحت نابها المسموم وضعتني/ ومضت أمي في دربها العمياء /، تكابد سنواتها العجاف/ وحيدة تركتها / كما وحيدة خذلتني /..إلى القول...... أمي هي التي كانت قبل موتي قد أبّنتني/...'.
    إن غادا فؤاد السمان، كما قرأتها، وكما عرفتها ليست امرأة عاديّة، بل هي شاعرة مبدعة، صادقة، شفّافة، هزّتها مصائب الوطن المشلّع الأوصال، ( والوطن هنا ليس مكان الولادة فحسب، بل كلّ الوطن العربي من الخليج إلى المحيط) وحرّكت لواعجها المرهفة، وعواطفها الإنسانية الرقيقة، فغدتْ: فيلسوف الموقف، تفكّر، تثور، وتنتفض، ولكنها أيضاً تعيش قلق ـ بيروت - حتى تبلغ كامل القنوت، وتصير حزينة حتى الإحباط...! تقول في الصفحة 53: 'لا أهاب القيامة، لكنني وشعبا بأكمله أمضيْتُ ليلاً حالكا توهّج بالفجور..'. وتتابع متسائلة: كيف تُستباح سماؤنا هكذا أمي؟'
    قرأتها بتأنٍّ تلك الشامية الرهيفة الحسّ، فوجدتها امرأة مصدومة بكلّ ما حولها، مصدومة بمدينتها، مصدومة بناسها، مليئة بالأخيلة، متأثرة بعشوائية الشارع والأفراد والمؤسسات، والأوطان، ممتلئة بإحساس الظلم الذي يَنْزل بالضعفاء والبسطاء والقاصرين وينزل بها لِما تكابده من غربة ووحْشَة وهموم، والقهر السلطوي المتشّعب على امتداد الأزمنة ماضٍ وحاضرٍ ومستقبل، الذي خيّم بظله وظلاميته على كل شيء حتى طالها جملة وتفصيلا. ولا عجب في ذلك، فهي تلك الانسانة التي حباها الله بجميل الصفات: الشاعرة الجميلة والفنانة المبدعة صاحبة الصوت الرخيم، ولكنها وعلى ما فيها من جمال النفس والروح والمضمون والشكل مصدومة بكل ما في الواقع من قبحٍ وبشاعات، الواقع الذي ضغط بكل ثقله على حضورها وطموحاتها وآمالها وخطواتها الواثقة التي تهدّها العراقيل من كلّ حدبٍ وصوب، من الأحبّة قبل الحاقدين، شأنها شأن كل حرّ ٍ أبيّ ٍ، فكان من الطبيعي أن تستخدم طاقتها الداخلية المتعانقة مع أحاسيسها الشفافة، لتعبّر عن واقع حال إنسانة أوجعتها تجارب الحياة، في بلدٍ كلبنان كانت تظنّه بديلاً عن وطنها الأم، فتتوقع منه أن يحضنها وينجّيها من ظلم ذوي القربى، ويخرجها من ظلمة العتمة إلى نور اليقين، فإذا بها تجده مهيضاً مثلها يحتاج لمن يحضنه بعد أن خلخلتْ أركانه المكائد والمؤامرات، وأغلق بيديه شبابيك الضياء ليدخل عالم العتمة طوعاً لا قسراً فحسب....
    وهكذا تدخل قصائد الشاعرة غادا فؤاد السمان أعماق قلوبنا دون استئذان، فتهزّها، وتُحدِث فيها تلك الومضات الكهربائية الخاطفة التي تُثير فينا القشعريرة والخوف..! الخوف من طغيان المادة التي ترمي بالإنسان في أتون الإرباك، الاختناق، الاحتراق، ، الجنوح، الخواء،العتمة، الوحشة، الكوابيس، الاستعباد..! وأكثر ما يتجلّى ذلك في قصيدتها النثرية المعنونة: 'مدخل' ( صفحة 74) حيث تقول: 'كأني في حوض الوقت أهيم مع اللا جدوى، بحثاً عن صدرٍ يُدرك بجنون، أني ضلعه المكسور، ليرمّمني'...
    أتراها شاعرتنا الرقيقة تحتاج فعلاً لمن يرمّمها؟ بئس الرجولة التي أصابها الصمم وزادت من خيبة الغادا خيبة لا تغتفر حين تركتها شريدة وحيدة تبحث عن صدر تبيّن أنه لا أثر له ولا أثير.
    أترانا مثلها نحتاج جميعاً نحن الشعوب العربية إلى من يرمّم انكساراتنا التي لا تنتهي وماذا عنّا نحن ـ شعب - لبنان الذي خَبِر كل أنواع الفجائع والأوجاع؟ وأترك الإجابة ريثما يعثر عليها أحدنا، وأعود لقصائد غادا التي اشتغلت عليها بمشاعرها الحادّة وأحاسيسها الدقيقة، كالنحّات البارع بكلّ تؤدة وشفافية وعمق، وبكلّ صدق وواقعيّة، هكذا تنحت غادة نصوصها مصوّرة حالة الإنسان المعاصر وخاصّة العربي، وما يكابده من مشقّة، أثناء لهاثه وراء الاستقرار في عالم ماديّ محض، كيف يسيطر عليه الجشع، والكذب والتزوير، والخيانة، والخوف من الغد، حيث الشعور بالأمان بات حاجة مفقودة، مع كل ما يخلّفه ذلك من ألم، وقلق، وتيه، وتخبّط، وارتجاج، وهلوسات قد تدفع به أحياناً إلى اشتهاء الموت..!
    ولعل الشاعرة وهي تختار موتها بديلا عن الحياة التي وهبها الله لها، تعبّر عن شعور أيّ عربي بات لا يفهم لماذا يموت الناس ذاك الموت المجاني ولأجْل ماذا، بل لأجل من؟! وها نحن جميعاً ننضم لشاعرتنا في صرختها المدوّية وهي تسأل ما الذي يحدث في هذا الكون؟ ولكن كما العادة ليس ثمّة من يجيب..!
    ترى ما الذي جعل تلك الشاعرة الرقيقة الجميلة، تعيش في الوحدة الموحشة، وفراغ الروح القاتل الذي يُشعل حرباً مستعرةً في نفسها، فتقودنا عبر ديوانها إلى مرتع إرهاصاتها ومخيلتها الخصبة وجحيمها الأنيق، قاذفة بنا إلى حيث دهاليز الحياة التي نتجاهلها، بكل ما فيها من سوداويّة وظلام؟
    حين تسأل في الصفحة80: 'ماذا لو أموت قليلا، بعيداً عن هذا الموت المتراكم.؟.'
    ومع كلّ هذا الاختناق فثمّة أمل لا ينطفئ لدى غادا الأمل وإن بانتظار نوع آخر من الموت يختلف عما عرفناه، ويكون فيه انتظار الفجر الموعود لمدينة مغتصبة اسمها بيروت كما عنونت باسمها الشاعرة قصيدتها. حيث تقول في الصفحة 102:' إنّها المدينة.. وفي غفلةٍ من خَفَرِ التمائم / تلهّفنا معاً / لم تكن هي الشمس التي انكسرت / لم يفصح البحر عن زَبَدِ الكلام / وحده سواد القلب أنبأنا / عمّ اقترفته الأحقاد والمذاهب/..
    إنّها المدينة.. بعينينِ من نفاقٍ / إحداهما الضغينة وأخراهما النَهَمْ / لهذا لم تلفحني المآذِنَ / لم تبلغني الأجراس/ فقط .. كلّما سموتُ أكثر، انهمكتْ جميعها في استياءٍ واحد.
    إنّها المدينة.. خَسِئَت إذاً عرّافة الدهشة / وقد اغتصب البراءة، مجتمع الاحتمال / كيف تُدرك الرهافة في جوفِ غانيةٍ يتقاذفها الفجّار لتتكاثر بالقوارير!!!
    إنّها المدينة.. بيروت خليلتي/ وأنا التي كل مساءٍ / أحتسي غربتك / أقاسمك تنهيدة طويلة / وننتظر بصمت فادح معاً / فجراً موعودا..'
    تبدو الشاعرة، في هذا الديوان، كموج البحر الهادر، يتشظـّى حينا، ويتكسّر آخر، وبين هذه الحالة أو تلك تتكاثف بنية القصيدة بين يديها، لتصبح: سوطاً يلسع، ولهيبا يَحْرِق، وأحكاماً تتجدّد. تقول في الصفحة 109:' أترنّح مثل الطير، دمي المسفوح يضمّ سواقي الجرح، وأغنّي..كخريف ضلّ فصول النار..'
    هكذا هي..! فنانة تلعب ببنية اللغة والمعاني، أدواتها الشعرية كنز وافر بالأحاسيس والكلمات، دون أن تهدرها، مستخدمة أحدث الأدوات التكنولوجية، من عدسات فوتوغرافية لتصوّر مشاهدها بجودة عالية، وتؤثّث لديكوراتٍ بصرية حسيّة نكاد نلمسها، ولقطات سينمائية حيّة نكاد نعيشها بحذافير القصيدة ومناخاتها الحيوية ..
    إنها فعلا تُجيد ما تفعل وتمتلك ليس فقط المواد الأولية الضرورية، بل أيضاً
    الإكسسوارات والحلي حسب ما تتطلبه الصورة بمهارة عالية وبراعة لتصير الأعالي فعلا ظلّ الغادا بأحقيّة وجدارة...!
    كاتبة من لبنان
    qad

    لتحمل معك نعشك يارعاك الله
    الطريق وعر إلى الحقيقة
    غادا فؤاد السمان
    http://www.alghada.blogspot.com/
    www.geocities.com/ghada_samman

  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية سارة علي العلي
    تاريخ التسجيل
    02/09/2009
    المشاركات
    34
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: كل الأعالي ظل غادا فؤاد السمّان في القدس العربي

    غادة مثال لسيدة الشروق

    أيّها الصاحبُ الذي عشقته قوياً لا يستسلم لي ،

    لا تترك الخوفَ يجرِّدك من أسلحتكَ في عشقي فتخسرني

    www.crhat.com

  3. #3
    أستاذ بارز الصورة الرمزية ghada
    تاريخ التسجيل
    29/10/2006
    المشاركات
    169
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: كل الأعالي ظل غادا فؤاد السمّان في القدس العربي

    سارة عزيزتي

    كلّ الأعالي ظلّ غادا فؤاد السمان

    التي تختلف كلّ الاختلاف عن "سيدة الشروق "، لأنها ببساطة غادا فؤاد السمّان سيدة نفسها،

    أهلاً بك في فضاء رحب يتسع للجميع

    غادا

    لتحمل معك نعشك يارعاك الله
    الطريق وعر إلى الحقيقة
    غادا فؤاد السمان
    http://www.alghada.blogspot.com/
    www.geocities.com/ghada_samman

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •