أبنائي يتمردون على التوجيه.. ماذا أفعل؟!




محمد شحاتة- مركز الحسينية محافظة الشرقية:
أنا مهندس، أعمل بالخارج، وأسرتي مكونة من ثلاثة أبناء ذكور: أحمد 15 سنة، وأسامة 12 سنة، وإيهاب 9 سنوات، وخلال الفترة الماضية تم تربيتهم على الأخلاق الحميدة والتفوق في الدراسة والفضل لله ثم لوالدتهم.



ولكني بدأت ألاحظ من سنة تقريبًا بدء تمرد الأولاد على تعليمات والدتهم، وأصبحت تعاني مشقةً في توجيههم، خصوصًا الولدان الأول والثاني، وزادت حدة المشكلات بين الأولاد؛ فهل هناك من طريقة لإرجاع الأولاد إلى سابق عهدهم؟!



* يجيب عنها: معتز شاهين- الاستشاري الاجتماعي في (إخوان أون لاين):

بدايةً أحب أن أوضح لك أن التغيرات التي طرأت على سلوكيات أبنائك هي شيءٌ طبيعيٌّ في مثل تلك المرحلة، فقد بدأ الصغير يكبر ويتمرد ويعلن أن له رأيًا وكيانًا مستقلاًّ، وهي بداية لهبوب عاصفة (المراهقة).



وفي تلك المرحلة تحدث المناوشات والاحتكاكات بين الطرفين الوالدين من ناحية والطفل من الناحية الأخرى، وبما أن ما يحدث لأبنائك نوع من التطور الطبيعي في مراحل نموهم؛ لذا يجب أن يقترن بذلك التطور نوع آخر من التطور، وهو تطور في طريقة التعامل مع الأبناء، فقد ذكرت في رسالتكم كلمات سأقف أمامها قليلاً وهي: "من سنة تقريبًا بدء تمرد الأولاد على تعليمات والدتهم، وأصبحت تعاني مشقة في إصدار التعليمات"، وهنا أنصحكم قائلاً إن عصر توجيه الأوامر والتعليمات قد انتهى؛ لأنها ستُجابَه من قبل أبنائكم بالشدة والتمرد.



فمرحلة المراهقة تتسم بالطول نسبيًّا؛ فهي تمتد من 9: 10 سنوات تقريبًا، ولذلك تكثر فيها المشكلات التي يتعرض لها المراهق (فتى أو فتاة)، وتلك المشكلات تنتج من عدم إدراك المراهق نفسه والوالدين لطبيعة المرحلة التي يمر بها ابنهم؛ مما ينتج من ذلك الخلط آلام يعانيها ذلك المسكين المراهق.



وكذلك أهم ما يميز مرحلة المراهقة هي اختلاف وجهات النظر بين جيل الآباء والأبناء، فالأب يريد أن يظل ابنه ذلك الابن الطيب المؤدب الذي يطيع كلامه ولا يعصيه، أما المراهق فيريد إثبات نفسه وشخصيته، وحل تلك المعضلة يكمن في (الحوار)، فكما ذكرت أن أسلوب إصدار الأوامر يجب أن يتغيَّر ويحلَّ محلَّه الحوار والوصول إلى حلول وسط ترضي الطرفين، وإلا فالعناد سيكون هو الناتج الطبيعي لطريقة إصدار الأوامر.



وأقول لك أخي الحبيب: إن تلك المرحلة ليست مرحلة حصاد لما زرعته في نفوس أبنائك من قيم وأخلاق حميدة، بل هي امتداد لمرحلة التقويم والتربية التي بدأتها معهم منذ الصغر، وإن فترة الحصاد تلك التي يبغيها أي أب ستكون في فترة النضج والشباب، وبذلك تكون قد حققت هدفك من وراء تربية أبنائك على القيم الحميدة، وهي أن تنتج فردًا سويًّا نافعًا له ولغيره، لذا فلا تستعجل الحصاد وأكمل المشوار مع أبنائك حتى تمر تلك العاصفة بسلام وهدوء.