الأفعال العشرة وأخواتها سلسلة متصلة بعضها ببعض في عملية البناء الحضاري
وكل فعل مكمل للآخر ولا غنى عنه ..

ويتضح ذلك جليا في الفعليين ( تغير و بنى )

فالفعل تغير عبر عنه الأستاذ التربوي الفاضل السعيد الفقي بأنه : [ التغيير
لاتستمر حضارة بدون امتلاك فقه قوي للتغيير
مستمد من فقه الواقع
وفقه الواقع هو قواعد التغيير المحكمة
التي تضع لكل حدث حديث = حلول ]


فهو ينفي استمرارية الحضارة التي لا تملك فقه التغيير ، فقد ربط فقه التغيير بفقه الواقع
وجعل فقه الواقع قواعد التغيير المحكمة التي تضع لكل حدث حديث وحلول لكل مشكلة

وهذا نلمسه من واقعنا المعاصر ، فالأحداث تختلف وتتغير بتغير عجلة الزمان ، فما كان يناسب الأمس ليس بالضرورة أن يناسب الحاضر .

بالتالي لابد لصانع الحضارة أن يدرك جيدا تغير الواقع وماهي أبرز أحداثه ، بحيث يملك المرونة في التغيير .
وتكون سياسة التغيير سياسة مدروسة وفق خطة محكمة تناسب الواقع المعاصر دون الإخلال بالقيم الدينية والأخلاقية التي هي مادة حياة روح صانع الحضارة .


وعرف أستاذنا التغيير بأنه : [والتغيير فطرة]
يقول الأستاذ يوسف الشريف : " الإنسان مجبول على رفض كل ما هو مكرر وجامد،فالعسل فيه شفاء للناس لكن هل تستطيع أن توقف حياتك عليه،أنت لو فعلت سيتحول العسل إلى سم،حتى المدينة الفاضلة لو صارت حقيقة واقعة فإنك ستتطلع إلى مدينة أخرى أفضل،هذا هو ما يجعل الحياة جديرة بأن نحياها ونجدد فيها لأن الإنسان يعيش بالأمل،لا تعطي الأشياء لونا واحدا وتذكر أن ألوان الطيف المرئي ليست هي كل الألوان "

إنها جبلة الخليقة فقد خلق الله تعالى الكون وهو خاضع لتغيير والتبديل ، والانسان إحدى مخلوقات الله تعالى وهو كائن مجبول على التغيير والتبديل والتكيف ، سواء في محيطه الخاص أو العام .

وهنا يبدع الأستاذ السعيد الفقي بتعريف التغيير بأنه فطرة ...

يتبع إن شاء الله تعالى ...