الأستاذة الأديبة سميرة رعبوب المحترمة
أرجو أن تتقبلي هذه الكلمات
تقديراً لدورك الرائد في هذا الصرح الواتاوي العريق.
مع تحياتي ووافر تقديري
--------------
إنني من المؤمنين بأن الكلمات تختزن في ذاتها نبضاً حياً
إن هي أفلحت في نقل مشاعر حية ونابضة
مثلما تحتفظ بنفس أحاسيس أصحابها وأفكارهم
إلى ما شاء الله.
كل واحد يرغب في الإتيان بجديد
حتى ولو غنّى بمفرده أغنية بسيطة
وتفنن في تنغيم مقاطعها وتقطيع كلماتها
حسبما تجود قريحته.
وقد يجد في كلماته نشوة يهتز لها
فيعيد الكرة ويكرر الإبداع.
عنّ لي أن أكتب هذا الموضوع
فوضعت العنوان وشرعت بالكتابة
ولكن كيف تنتشي الكلمات؟
الكلمات...
أتصورها رياحين منتشية في الحقول
تنفح ضوعاً تتفتح له القلوب
وتستعذبه الأذواق.
وأبصرها سحراً يسري رقراقاً في السواقي.
وأحسّها أمانيَ عذبة تحكي للقلب أحلى الحكايات.
وأتنسمها عطر ياسمين
يبسم بسمة الحب والرضى لشذى الروابي.
وأسمعها ألحاناً تشجي وتواسي
وتلهب وتُطرب في سكون الدجى.
وألمحها ألقاً وروعةً
على الجباه الزهراء.
وأقرؤها أملاً حلواً
في النفوس المستبشرة بغد أفضل.
وأتلذذ بمرأى حسنها يبهر الناظرين.
وأتبينها فورة نشاط في العزائم الناهضة.
وأستشف همسها الرخيم
في القلوب المتلاقية على الود الأكيد.
وأرمقها شعاعاً سنياً في الفضاء اللامتناهي.
وأتتبع مسيرتها في مواكب الخالدين.
وأسترق السمع لها في نجواها للأثير الحي.
وألحظها في لواحظ الجمال
ودموع الفجر المتناثرة على الأوراق.
وأشعر بها تواقة في هيكل الشوق الصامت العميق.
وأعاينها ذكرياتٍ تحرك الأشجان
وتوقظ الحنين.
وأتأملها شلالاتِ مَحبة نقية
منحدرة من مرتفعات الروح
إلى القلوب العطشى لإكسير الحياة.
فما أروع الكلمات تنقل أفكاراً متناغمة
وتترجم فناً أصيلاً
وخيالاً وثاباً
وإبداعاً خلاّقاً
لكل من يحب الكلام المنتشي بعظمة الوجود.
محمود عباس مسعود
المفضلات