بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ



طبيعة التواجد الأجنبي في العراق بعد الانسحاب، وإسطوانة عزف التحرير والسيادة!



شبكة البصرة

عمر الكبيسي

كشفت وزارة الداخلية العراقية من خلال تصريحات وكيلها الأقدم عدنان الأسدي عن تواجد 36 ألف متعاقد أجنبي وعراقي على أرضه عائدين لمائة وتسع شركات أجنبيه تشكل جيشا جرارا يتحرك في الشارع بدون وجود ثقة مباشرة بين هذه الشركات والقوات الأمنية العراقية وان هذا الجيش يقوم بحماية السفارات وحماية المنشئات النفطية والمسؤولين العراقيين ومواكبهم.

نائب وزير الخارجية الامريكي نيدز صرح بالرغبة لأن يصبح وجود السفارة الامريكية في العراق طبيعيا مشيرا بذلك الى حجم تواجد ونفقات ومسؤوليات هذه السفارة الغير طبيعي والى حقيقة تواجد بحدود 16 ألف شخص متعاقد وألفي شخص بصفة دبلوماسي وهو اعتراف ضمني بوجود غير طبيعي لسفارة بهذا الحجم في العالم تحمى بهذا العدد من القوة على الأرض وبأعداد من الطائرات السمتية والمطارات فيها وطائرات استطلاع بدون طيار من الجو وتواجد قنصليات وقواعد سانده داخل وخارج السفارة.



تثير هذه الحقائق والتصريحات أسئلة عديدة، بحاجة الى إجابة من رموز السلطة التنفيذية والامنية والبرلمانية العراقية منها :

1. كيف يمكن أن يتحقق الأمن على أرضية تتواجد عليها قوات أمنية حكومية وجيش جرار مسلح مشرعن يعمل بهيمنة شركات أجنبية؟ يضاف الى ذلك وجود ميليشيات مسلحة لكتل سياسية مشاركة بالعملية السياسية لا تنكر وجودها بل تبرره بمبررات منها تواجد هذه القوات الأجنبية نفسها على الأرض العراقية مع ان وزارة الداخلية تعترف بوجود فقدان ثقة متبادل بين كل هذه الأطراف المسلحة، ترى أي أمن يمكن ان تحققه هذه الوزارة؟.



2.إذا كانت مهمة الشركات الأمنية الأجنبية وجيشها الجرار هو حماية مؤسسات الدولة المهمة ومواكب مسؤوليها، ألا يعني هذا أن الثقة بحماية قوات الأمن العراقية مفقودة من قبل قيادات الدولة؟

3. هل تواجد مثل هذه القوات الأجنبية بحصانة، يتناغم مع إسطوانة التحرير الكامل والانسحاب الكامل للاحتلال والسيادة المطلقة للعراق؟.



4. لماذا تطالب الكفاءات العراقية والشخصيات الوطنية بالعودة الى العراق الجديد ويعتبر تواجدها خارج العراق تقصير بحق العراق، في حين ان مسؤولي الدولة ورموزها لا زالوا بحاجة الى حمايات اجنبية وافواج من القوات العراقية والهمرات والآليات المصفحة لحمايتهم بما يرقى لتسميتها بالمواكب؟ من سيحمي هذه الكفاءات عند عودتها ويتكفل بحمايتها بعد ان خرجت مهددة بكل وسائل العنف والتهجير القسرية؟.



5. المواطن البسيط يريد ان يعرف هوية و زي ومواقع انتشار وتواجد وتوظيف هذه العناصر الأجنبية وقياداتها، كي يكون بمنجى من شرور فعلها وكيدها طالما انها محصنة و وزارة الداخلية لا تثق أمنيا بوجودها، أليس في تواجد هذه القوات بهذه الصيغة، خطر أمني على المواطن العراقي؟.



6. واقع الحال والتصريحات المعلنة تشير بوضوح الى ان واجبات هذا الجيش الجرار المسلح بهيمنة أجنبية وخبرة ومهارات عسكرية وأمنية مؤكدة غير واضحة وغير شفافة، وأن تصريحات وكيل وزارة الداخلية الأقدم تنطوي عن ريبة وعدم الثقة بها بما يوحي انها مصدر اخلال بالامن الاجتماعي والسياسي في الساحة العراقية، ترى ماذا عن دور الأجهزة المخابراتية غير المعلنة او المكشوفة لدول أخرى عديدة ذات نفوذ سياسي وأهداف معلنة تستهدف سيادة العراق و وحدته وثرواته؟.



لقد عرف العراقيون دور هذه الشركات الأمنية وقذارة أفعالها فهي التي قتلت بنيرانها وبدم بارد شبابهم في ساحة النسور وساحات اخرى وأسست لدولة الفساد والسرقات من خلال المداهمات والاعتداءات المفتعلة كما أسست لدعارة المنطقة الخضراء وصالوناتها ولاشك أن بقاءها يمثل استمرار ار لجميع هذه الظواهر الخسيسة ناهيك عن دورها الإستخباري وافتعال الجرائم والأحداث وافتعال الفتن والتأسيس لشبكة عراقية تجسسيه للمخابرات الامريكية والبنتاكون وهو دور يتصاعد تاثيره بعد انسحاب قوات الغزاة من العراق.

وأخيرا ليس لنا سوى الدعاء بان يحمي الله العراقيين والعراق.