أسرار ملا مصطفي البارزاني في وثائق الاستخبارات السوفيتية






























أسرار ملا مصطفي البارزاني في وثائق الاستخبارات السوفيتية

البارزاني لم يكن زعيما وطنيا بل بدء عميلا للروس ثم حاول ان يكون عميلا للمخابرات المركزية ففشل فتحول الى عميل علني للموساد الصهيوني



تكبير الصورةتصغير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية....


أسرار ملا مصطفي البارزاني في وثائق الاستخبارات السوفيتية

بقلم: د. كمال قادر
الملا مصطفي البارزاني الذي كان يعتبر لحد الآن الزعيم التاريخي للأكراد لم يكن في الحقيقة زعيماً و لا تاريخياً، بل عميلاً لجهاز المخابرات السوفيتية (كي جي بي) و اسمه السري كان ” رئيس”، و ما تسمي بثورة أيلول العظيمة التي أشعلها البارزني أيلول 1961 لم تكن ثورة ولا عظيمة بل إحدى العمليات السرية للمخابرات السوفيتية آنذاك لزعزعة المصالح الغربية في الشرق الأوسط و صرف الأنظار عن أزمة برلين.
هذه هي حقائق لو تجرأ شخصاً ما التفوّه بها في كردستان سيكون مصيره بالتأكيد غير معلوماً. الاختفاء القسري إلى الأبد أو التصفية الجسدية بطريقة مخابراتية هي من اقل العقوبات التي تنتظر هذا الشخص، لأنه سبق لهذه العائلة بان أبادت عوائل بكاملها كعائلة فاخر حمد آغا المركسوري في منتصف سبعينات القرن الماضي و السبب لا زال مجهولاً. هذا بالإضافة إلى أن الحقائق المكشوفة حول علاقة البارزاني بكي جي بي قد يتم إدانتها من قبل عائلة البارزاني كادعاءات الحاقدين من أعداء الكرد و كردستان.
من سوء حظ عائلة البارزاني فان هذه المرة المعلومات المتعلقة بالخلفيات المخابراتية لعائلة البارزاني هي ليست من بدعة احد وهي ليست من آراء شخص ما، بل هي حقائق تاريخية تم الكشف عنها مؤخرا من خلال نشر بعض وثائق المخابرات السوفيتية السابقة( كي جي بي ) في موسكو و واشنطن و لندن. و هي وثائق باستطاعة أي شخص الاطلاع عليها إذا رغب في ذلك.
قسم من هذه الوثائق رفعت السلطات الروسية القيود عنها مؤخراً وهي موجودة في أرشيف اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي السابق في موسكو، و الأرشيف هو أرشيف عام.
قسم آخر من ألوثائق تم سرقتها من قبل بعض ضباط المخابرات السوفيتية سابقاً و تم تهريبها فيما بعد إلى الغرب حيث تم نشر بعضها و بعضها ينتظر النشر.
هذا البحث يعتمد بصورة رئيسية على مصدرين رئيسيينالمصدر الأول هو عبارة عن وثائق أرشيف اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي السابق و الذي يحتوي أيضاً على وثائق تتعلق بعلاقات مصطفي البارزاني بالمخابرات السوفيتية.
و المصدر الثاني هو ما يسمي بأرشيف ميتروخين و هو مجموعة كبيرة من الوثائق تم سرقتها من أرشيف لوبيانكا، المقر الرئيسي للمخابرات السوفيتية من قبل ضابط المخابرات السوفيتي السابق ميتروخين وتم تهريبها فيما بعد إلى بريطانيا حيث نشر قسم منها في جزئيين يحتوي الجزء الثاني منها على معلومات مهمة حول علاقة البارزاني بكي جي بي و منها الاسم السري لمصطفي البارزاني لدي كي جي بي، أي “رئيس”.
محتويات الوثائق المنشورة من أرشيف ميتروخين هي مطابقة لوثائق الكي جي بي الموجودة في أرشيف اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي السابق.
إضافة إلى هذه الوثائق فان هذا البحث يعتمد أيضاً على مذكرات بعض الضباط السابقين لجهاز الكي جي بي كان لهم أيضاً علاقة مباشرة بملا مصطفي البارزاني ومن ابرز هؤلاء الضباط هو الجنرال بافيل سودوبلاتوف الذي كان الضابط المشرف على البارزاني في فترات معينة بين 1946 إلى 1953 خلال فترة وجدود البارزاني في الاتحاد السوفيتي من 1946-1958
وكما أن هناك عدد من الباحثين قدموا أبحاثاً قيمة جداً عن نشاطات المخابرات السوفيتية في الشرق الأوسط و من بينهم البروفسور Vladislav Zubok ، أستاذ التاريخ في جامعة تيمبل الأمريكية والذي نشر لأول مرة وثائق من محتويات أرشيف اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي السابق تتعلق بعلاقات ملا مصطفي البارزاني بالمخابرات السوفيتية و أسرار ثورة أيلول .
ليس الهدف من هذا البحث إلا البحث عن الحقيقة نفسها والكشف عنها من اجل المصلحة العامة لان عائلة البارزاني الحاكمة تدعي منذ عقود بأنها قدمت التضحيات وقامت بإشعال ثورة أيلول من اجل تحرير كردستان و بان ملا مصطفي البارزاني هو الزعيم التاريخي لكل الأكراد. العائلة البارزانية الحاكمة استغلت هذه المزاعم لتأسيس نظام إقطاعي فاسد في كردستان العراق و سرقة المليارات من الدولارات من أموال الشعب بالإضافة إلى احتكار السلطة من قبل أفراد هذه العائلة لذا فانه من واجب كل مواطن من كردستان أو أي إنسان آخر التحقق من هذه المزاعم و الرد عليها خلال وثائق تاريخية لوضع حد للطغيان في كردستان و إنقاذ الشعب من الظلم و الاستبداد.
هذه الوثائق المخابراتية تثبت أيضاً بان عائلة البارزاني بسبب خلفياتها المخابراتية قد تشكل تهديدا على الأمن القومي الكردي و المنطقة باجمعها كما يجب وضع حد لجرائم القتل والتعذيب والاختطاف التي تمارسها هذه العائلة من خلال الأجهزة القمعية التي انشاتها لحماية سلطتها و ترهيب المواطنين.
أنا شخصياً كنت من بين ضحايا الأجهزة القمعية لهذه العائلة حيث تم اختطافي ليلة 26.10.2005 في أربيل من قبل جهاز مخابرات البارزاني “باراستن” ، و لو لم يكن الدعم الباسل لأصدقاء الحرية من بين الأشخاص من أصحاب الضمير و المنظمات الدولية وبعض الدول المدافعة عن الحرية وعلى رأسها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، لكنت الآن واحدا من آلاف المفقودين الذين تم اختطافهم قبلا من قبل عائلة البارزاني ولم يعثر على جثثهم حتى الآن ولا استبعد ضلوع المخابرات الروسية بالتعاون مع عائلة البارزاني في جريمة اختطافي.
ولم يكن السبب وراء اختطافي إلا معرفتي ببعض الأسرار المخابراتية لعائلة البارزاني و نشر بعض منها ولكن كما يبدو فان الصوت الحر لا يمكن إخماده من خلال الإرهاب والقمع بل يزداد الإنسان صلابة وأنني كباحث اشعر بالتزامي اتجاه الجميع لرفع كلمة الحق لذا سأنشر هذا البحث بالرغم من التهديدات التي تلقيتها ضد حياتي وحياة أفراد عائلتي من قبل الأجهزة القمعية لعائلة البازراني وأن الدعم السخي والشجاع الذي حضيت به في فترة اختطافي زادني حزما وقوة لمجابهة الطغيان و الفساد وليكلف ما يشاء.

البارزاني و كي جي بي، علاقات قديمة!
بعد انهيار جمهورية مهاباد الكردية نهاية عام 1946 تحرك ملا مصطفي البارزاني مع بضع مئات من رجاله باتجاه حدود الاتحاد السوفيتي وبعد وصوله إلى أراضي السوفيتية عام 1947، أصبح البارزاني منذ البداية موضع ترحيب واهتمام الأجهزة الأمنية السوفيتية التي كانت تنوي استخدامه من اجل الأهداف الاستراتيجية للاتحاد السوفيتي في الشرق الأوسط، وهي كانت كما نعلم الآن من الوثائق و المذكرات، أهدافا استعمارية.
هذا ما يقوله الجنرال بافيل سودوبلاتوف، الجنرال السابق في المخابرات السوفيتية في مذكراته التي نشرت مؤخرا تحت عنوان
Pavel Sudoplatov, Special Tasks: The Memoirs of an Unwanted Witness — A Soviet Spymaster
الجنرال سودوبلاتوف كان من بين ابرز ضباط المخابرات السوفيتية و كان في فترة ما رئيسا لفرفة ” SMERSH ” و هي كانت فرقة خاصة داخل الأجهزة الاستخباراتية السوفيتية مسؤولة عن العمليات التخريبية و الاغتيالات خارج الاتحاد السوفيتي.
ولو لم تكن مذكرات سودوبلاتوف لبقت أسرار السنوات الأولى لملا مصطفي البارزاني وعلاقاته بالأجهزة المخابراتية السوفيتية سرا مخفيا علينا لحد الآن.
سودوبلاتوف يكتب عن لقائه الأول مع مصطفي البارزاني: ” قابلت البارزاني مباشرة بعد وصوله إلى الاتحاد السوفيتي لدراسة إمكانية استخدامه من اجل أهدافنا في الشرق الأوسط و كيفية تدريبه مع رجاله و إعادتهم إلى العراق بعد تسليحهم لتنفيذ المهمات”.
ربما كان لمصطفي البارزاني أهمية قصوى لدى الأجهزة الأمنية السوفيتية، إذ تحديد ضابط كالجنرال سودوبلاتوف للإشراف عليه لا يدل إلى على هذه الأهمية، لان الجنرال سودوبلاتوف لم يكن ضابطا عاديا بل موضع ثقة ستالين نفسه وهو كان الضابط المشرف على عملية اغتيال تروتسكي بأمر من ستالين و أيضاً المسؤول عن مهمة التجسس النووي السوفيتي وهي المهمة التي أنجزها هو بنجاح من خلال الحصول على أسرار القنبلة النووية الأمريكية.
والجنرال سودوبلاتوف لم يكن الضابط الوحيد الذي اشرف مخابراتيا على مصطفي البارزاني، كما يكتب سودوبلاتوف في مذكراته و لكن الوثائق الموجودة حول طبيعة هذه العلاقات لم تكشف عنها بعد.
الجنرال سودوبلاتوف يتحدث في مذكراته عن لقاء ثاني مع البارزاني عام 1952 دار فيه النقاش حول التدريبات العسكرية و تسليح البارزاني، و ثم لقاء ثالث في الأكاديمية العسكرية في موسكو عام 1953 حيث كان البارزاني يتدرب مع الجنرال سودوبلاتوف في نفس الأكاديمية العسكرية.
يقول الجنرال سودوبلاتوف في مذكراته بان ضباط المخابرات السوفيت كانوا يحملون آنذاك رتب عسكرية بقرار من ستالين وهذا يفسر أيضاً سر حمل البارزاني لرتبة عسكرية سوفيتية و تلقيه تدريبات عسكرية في نفس الأكاديمية العسكرية مع الجنرال سودوبلاتوف.
من الظاهر بان علاقات عائلة البارزاني مع روسيا كانت أقدم من الاتحاد السوفيتي نفسه، إذ يكتب سودوبلاتوف في مذكراته بان ” البارزاني قال لي بان لعائلته علاقات مع روسيا منذ مئة سنة و أن عائلته حصلت على السلاح و المال من روسيا أكثر من ستين مرة”. معلومات سودوبلاتوف هذه هي مطابقة مع المعلومات الموثوقة حول زيارة قام بها الشيخ عبد السلام البارزاني، شيخ البارزان إلى روسيا قبل الحرب العالمية الأولى لإجراء محادثات مع مسؤولي روسيا القيصرية.
وسودوبلاتوف عندما يتحدث عن البارزاني، يتحدث عن رجل إقطاعي تنوي الأجهزة المخابراتية السوفيتية استعماله لزعزعة المصالح الغربية في الشرق الأوسط.
مذكرات سودوبلاتوف بقت لحد الآن المصدر الوحيد حول طبيعة علاقات البارزاني مع سلطات الاتحاد السوفيتي في فترات ما بين 1946 و 1958 . لا الوثائق المنشورة في أرشيف ميتروخين، ولا الوثائق الموجودة في أرشيف اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي السابق التي رفع عنها الحضر مؤخرا من قبل الحكومة الروسية تتحدث عن طبيعة علاقات البارزاني في هذه الفترة.
مذكرات سودوبلاتوف ليست إلا مقدمة مفيدة لطبيعة العلاقات المخابراتية للبارزاني في الاتحاد السوفيتي، ولكن الأسرار الكبرى تكشفها الوثائق المنشورة من أرشيف الميتروخين و أرشيف اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي السابق.
من أرشيف ميترخين تعرفنا على الاسم السري لمصطفي البارزاني الذي كان يعرف به في وثائق الكي جي بي، اي “رئيس” كما ذكرنا قبلا ومن خلال أرشيف اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي نتعرف على اكبر سر من أسرار الحركة الكردية لحد الآن،
وهو بان ثورة أيلول الكردية في كردستان العراق لم تكن في الحقيقة ثورة بل إحدى العمليات السرية للكي جي بي حول العالم لضرب المصالح الغربية فما كان يعرف لحد الآن بثورة أيلول العظيمة التي أشعلها البارزاني في الحادي عشر من أيلول 1961 لم تكن إلا نتيجة اقتراح قدم به الكساندر شيليبين، رئيس جهاز الكي جي بي آنذاك إلى نيكيتا خروشوف، منتصف عام 1961

الوثائق تتكلم!

الفترة الزمنية ما بين 1960-1962 تعتبر ذروة الحرب الباردة بين الشرق والغرب وكانت الأجهزة المخابراتية لكلا المعسكرين تلعب الدور الرئيسي في هذه الحرب لأنها كانت القوة الوحيدة القابلة للاستخدام نظرا للتوازن الاستراتيجي النووي بين المعسكرين ولم تقتصر مهمات أجهزة المخابرات للمعسكرين المنافسين على الأعمال التجسسية فقط بل كانت تشن حربا خفية شاملة على كل المستويات ومن ضمن هذه الحرب الخفية، الحرب بالنيابة، خاصة في دول العالم الثالث خلال تسليح و تمويل جماعات سياسية معينة بطريقة غير مباشرة وتحريكها للقيام بحركات مسلحة ضد الدول المستهدفة.
المخابرات السوفيتية كي جي بي، كما يتضح الآن من الوثائق المنشورة لهذا الجهاز، كانت تستخدم أسلوب الحرب بالنيابة بكثافة في أمريكا اللاتينية و أفريقيا و آسيا...
في مذكرة أرسلها الكساندر شيليبين، رئيس جهاز الكي جي بي في ستينات القرن الماضي إلى الزعيم السوفيتي نيكيتا خروشوف في تموز عام 1961، حدد فيها أهداف المهمة التي سيتولاها مصطفي البارزاني.
وهنا نص وثيقة الكي جي بي المترجمة أولا من اللغة الروسية إلى اللغة الانكليزية من قبل البروفيسور A.Zubok، من جامعة تيمبل الأمريكية:
” لغرض نشر الزعزعة وعدم الاستقرار داخل صفوف حكومات الولايات المتحدة الأمريكية، انكلترا، تركيا و إيران، وخلق شعور بعدم ثبات مواقع هذه الحكومات في الشرق الأوسط، نقترح الاستفادة من العلاقات القديمة بين ملا مصطفي البارزاني، رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، و الكي جي بي، لإثارة حركة كردية في العراق و إيران و تركيا بهدف تأسيس كردستان مستقلة تضم أقاليم للدول المذكورة أعلاه. وسيتم تزويد البارزاني بالسلاح و المال اللازم كما يجب الإعلان عن تضامن الشعب السوفيتي مع الحركة الكردية فان حركة كردستان الاستقلالية سوف تؤدي إلى خلق توترات جدية لدي القوي الغربية وعلى رأسها انكلترا بسبب طرق إمداداتها النفطية من العراق و إيران، و لدي الولايات المتحدة الأمريكية بسبب قواعدها العسكرية في تركيا وكل هذا سوف يؤدي أيضاً إلى خلق مصاعب لعبد الكريم قاسم الذي بدأ في الآونة الأخيرة بإتباع سياسة موالية للغرب وكما يجب إعلام جمال عبد الناصر من خلال القنوات الغير الرسمية بان في حالة نجاح مشروع الاستقلال الكردي، فان موسكو ستدعم دمج الإقليم الغير الكردي للعراق بالجمهورية العربية المتحدة”
(المصدر: وثيقة كي جي بي من أرشيف اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي، رقم الوثيقة ( Shelepin to Khrushchev, 29 July 1961, in St.-191/75gc, 1 August 1961, TsKhSD, fond 4, opis 13, delo 81, ll. 131-32)
وبعد موافقة خروشوف على مقترحات شيليبين وقيام ملا مصطفي البارزاني فعلا بتنفيذ المهمة و إشعال حركة كردية مسلحة في كردستان العراق في الحادي عشر من أيلول 1961، تجاوب الكي جي بي بسرعة مع التطورات الجديدة وقدم مقترحات جديدة لاستغلال الوضع بصورة أفضل.
ففي مذكرة قدمها نائب رئيس جهاز الكي جي بي آنذاك، بيتر ايفاتوشين إلى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي في 27 أيلول 1961، جاء ما يلي: ” استنادا إلى قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي الصادر في الأول من شهر آب 1961، بخصوص اتخاذ الإجراءات اللازمة لصرف نظر قوات الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها عن برلين الغربية، و بعدما بدأت الحركة المسلحة للعشائر الكردية في شمال العراق، نقترح ما يلي:
1. استخدام إمكانيات الكي جي بي للقيام بمظاهرات موالية للأكراد و معادية لعبد الكريم قاسم في الهند و اندنوسيا و أفغانستان و غينيا و دول أخرى،
2. تشكيل لقاء مع البارزاني ومطالبته بالاحتفاظ بقيادة الحركة الكردية في يده وتوجيهها على درب الديمقراطية، وكذلك إعلام البارزاني بالتصرف بطريقه حذرة في نشاطاته لكي لا يتهم الغرب الاتحاد السوفيتي بالتدخل في شؤون العراق الداخلية،
3. تخويل الكي جي بي لتجنيد وتدريب قوة مسلحة خاصة متكونة من 500-700 رجل من الأكراد االمقيمين في الاتحاد السوفيتي و ذلك لغرض تزويد البارزاني باختصاصات عسكرية مختلفة (رجال المدفعية، الاتصالات اللاسلكية، فرق النسف و الخ) لدعم الحركة الكردية في حالة الضرورة”
(المصدر: وثيقة الكي جي بي من أرشيف اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي السابق من ترجمة و نشر البروفسور Zubok، رقم الوثيقة في أرشيف اللجنة المركزية في موسكو ( P.Ivashutin to CC CPSU, 27 September 1961, St.-199/10c, 3 October 1961, TsKhSD, fond 4, opis 13, delo 85, ll. 1-4)



ولكن الذي ما كان لكي جي بي العلم به، هو بان الغرب كان على علم مسبق بالعلاقات الخاصة بين البارزاني والاتحاد السوفيتي. في برقية أرسلها السفير الأمريكي في العراق آنذاك إلى وزارة الخارجية الأمريكية في أكتوبر 1958، أي بعد ثلاثة أشهر فقط من ثورة تموز جاء ما يلي: ” للشيوعيين أيضاً قدرة مهاجمة عبد الكريم قاسم، مثلا من خلال الزعيم الكردي الملا مصطفي البارزاني الذي عاد مؤخرا من الاتحاد السوفيتي إلى العراق. لقد قضي البارزاني احد عشر سنة في الاتحاد السوفيتي و له قاعدة عريضة داخل الشعب الكردي و قدراته لإثارة البلبلة وعدم الاستقرار تبدو لا متناهية. لهذا نعتقد بان التهديد الأكبر لنظام قاسم يأتي اليوم من الشيوعيين”
( المصدر: وثيقة وزارة الخارجية الأمريكية كما نشرها البروفسور Zubok، رقم الوثيقة: (.” See Gallman to Department of State, 14 October 1958, in U.S. Department of State, Foreign Relations of the United States, 1958-1960, Vol. XII (Washington, DC: Government Printing Office, 1993), 344-46 (see Zubok, 21)
هكذا كانت الحركة الكردية في العراق أصبحت منذ بداية ستينات القرن الماضي ورقة بيد موسكو لاستفزاز الحكومات العراقية المتعاقبة و هي كانت ورقة ناجحة في بعض الأحيان.
جاء في أرشيف ميتروخين بان الكي جي بي أرسل يفكيني بريماكوف في منتصف ستينات القرن الماضي إلى العراق تحت غطاء صحفي ولكنه كان في الحقيقة احد العاملين في جهاز الكي جي بي و اسمه السري كان (MAX) كان ليفكيني بريماكوف علاقات مباشرة مع مصطفي البارزاني و كذلك لعب الدور الرئيسي في إبرام اتفاقية الحادي عشر من آذار 1970 بين الحكومة العراقية و البارزاني. و لم تكن وساطة بريماكوف بدون مقابل، إذ أن الحكومة العراقية كانت آنذاك قد أصابها الإرهاق من جراء حربها مع الأكراد و كانت ترغب في إنهاء هذه الحرب. ثم عرضت موسكو وساطتها على الحكومة العراقية بشرط رفع الحذر عن نشاطات الحزب الشيوعي في العراق وتطوير العلاقات مع موسكو في كافة المجالات، وهذا ما حدث بالفعل بعد إبرام اتفاقية آذار، إذ رفع الحذر عن نشاطات الحزب الشيوعي العراقي و شكل هذا الحزب ما تسمي بالجبهة التقدمية مع الحزب البعث الحاكم و ابرم العراق معاهدة الصداقة مع الاتحاد السوفيتي.
و لكن بعدما استعاد النظام البعثي قوته بمساعدة موسكو، بدأت بوضع عراقيل أمام تنفيذ اتفاقية الحادي عشر من آذار وبدعم من موسكو إلى أن تم القضاء على الحركة الكردية المسلحة خلال اتفاقية الحدود التي ابرمها العراق مع إيران عام 1975 وبذلك اقترب العراق من المعسكر الغربي، والغرب بدوره دار ظهره للبارزاني الذي كان قد انشأ علاقات سرية مع المخابرات الأمريكية والإسرائيلية و الإيرانية.
بعد انهيار الحركة الكردية لجأ البارزاني إلى الولايات المتحدة الأمريكية من خلال مقر المخابرات الأمريكية في طهران وفي أمريكا بقي البارزاني تحت مراقبة و إشراف المخابرات الأمريكية التي كانت تتحمل أيضاً مصاريف إقامته وعلاجه في أمريكا لمدة خمس سنوات

misralhura.wordpress..com












تكبير الصورةتصغير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية....




4 Dateien angehängt| 161KB











image001.jpg






image002.gif






image001.jpg






image002.gif


Diashow anzeigenAlle herunterladen