بسم الله الرحمن الرحيم...
سلام الله على الفاضل ابراهيم محمد سوسي...
حقا لا يفهم الإنسان إلا ما استطاع و لا يهتدي الإنسان إلا إذا طلب الهداية من الهادي العليم الخبير و اكتسب أدواتها و طرق الوصول إليها...
"استخفاف"...
والاستخفاف ضد الاستثقال.وقوله تعالى: (ولا يَسْتَخِفَّنَّكَ الذين لا يُوْقِنون) أي لا يستفزنك ولا يستجهلنك، ومثله قوله: (فاسْتَخَفَّ قَوْمَه فأطاعُوه) أي حَمَلَهم على الخفة والجهل، يقال: استخفه عن رأيه: إذا حمله على الجهل وأزاله عما كان عليه من الصواب.[العباب الزاخر].
فكل شيء في الوجود يحمل قيمة معينة...فإذا قدر الإنسان قيمة الشيء فلا أبخسه و لا أحط من قيمته بل قدره حق قدره و أحترم قيمته فكان من الذين أصابوا في القول و العمل...أما من أحط من قيمة ما تعتقده بدون تعليل أو تبرير فقد استخف بشيء تعتبره ذو قيمة...
و لا أعتقد أن ما يسمى المبادئ هي شيء ليس ذو قيمة إن لم تكن هي ركائز و أعمدة الشخصية و الهوية و الوجود و الكينونة...فحتى الكائنات الدنيا التي دون الإنسان تحيى على مبادئ لا ندركها و لا نعلمها حق العلم لكنك تلمسها في سلوكها و تعلمها من خلال ما ورد في القصص القرآني عنها...
ربما الرمزية في القصيصة لم أتوفق في توظيفها كما ينبغي أو على الشكل الذي يشفي غليل القارئ المختص و العادي...و لا أريد أن أشرح حتى يستكمل الأحبة الكرام ما لديهم لأطرح وجهة نظري...القابلة للنقاش باعتبار أن النقد كما قال أحد الأحبة الكرام هو قول على قول...
فليس الطبق المقدم كالذوق الذي يقبله أو يرفضه...فصاحب الطبق حتى ولو لم يكن راضيا عن طبقه كل الرضا،و لم أكن في يوم من الأيام راضيا عما أقدمه ،لأن الكمال من صفة الله عز و جل و العصمة للأنبياء و الرسل عليهم الصلاة و السلام و ليس لغيرهم،و مع ذلك اطمأننت إلى الطبق لأني وضعت فيه شيئا يستحق شيئا من المعاناة لتذوقه...حتى ولو تم هضمه مع شيء من المرارة...
ليسوا كل المغاربة كتاب قصة قصيرة جدا و ليسوا كلهم شعراء أو أصحاب روايات مطولة ، و لكن فيه القاص للقصة القصيرة و القصة القصيرة جدا و فيهم الشعراء و فيهم أصحاب الروايات و فيهم الفقهاء و العلماء و حتى من علماء الذرة و الفلك و غير ذلك من أصناف العلوم...فالتعميم ليس من المنطق في شيء...فلكل قاص أسلوبه الخاص و لكل كاتب أدواته و قاموسه و غير ذلك كثير....فليسوا نسخا لبعضهم البعض...اللهم إلا إذا كان القارئ ينظر بعين واحدة التي إما بعين الرضا أو بعيين السخط...فلهم ما لهم و عليهم ما عليهم...و الكمال لله وحده جل في علاه...
حقيقة هو الأسلوب التصويري الذي حاولت الاعتماد عليه في هذه القصيصة، ربما لم يكن موفقا إلى أبعد الحدود كما هو معروف لدى الرواد الأوائل و لدى كتاب القصة القصيرة جدا...و لكني حاولت تقديم شيء شكل استفزازا للبعض و ارتياحا للبعض الآخر...
و عموما قرأت عبارة لأحد الكتاب لم أتذكر إسمه أن الحياة هي كتاب واحد يقدمه كل مبدع بصورة معينة بحسب قراءته لهذا الكتاب...
أما سؤال لماذا القصة القصيرة جدا و ليس القصة القصيرة أو الرواية أو الشعر أو المقالة أو البحث الأكاديمي أو البحث المعرفي عموما فهذا سؤال آخر سأجيبك عنه إن شاء الله...
و جمعة مباركة لك و لأهل واتا الأحبة الكرام و تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال و الطيب من القول...
تحيتي و تقديري...
المفضلات