المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعدون حمزة
السلام عليكم اخواني اخواتي
عذرا على طول الغياب ان شاء الله بخير انتم بارك الله فيكم لاشكرعلى واجب
[frame="11 98"]بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ سعدون حمزة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اطلعت مؤخرا على الرابط الاول للقاموس المذكور فوجدته فى الحقيقة ليس قاموسا وإنما هو عبارة عن كتاب لتعليم العربية للناطقين بالاسبانية ، ولكن ليس هذا هو بيت القصيد ، وانما ما هالنى هو صورة الغلاف ، وما هالنى اكثر هو اسم مؤلفه العربى ، اذ كيف يختار لصفحة الغلاف هذا المنظر الذى يضم بضعة جمال فى صحراء قاحلة ، لماذا ما نزال نحقر أنفسنا بأنفسنا ، لماذا نصر على وضع هذه الرمزيات التى ترمز من طرف خفى الى وصف العرب بالتأخر ونحن فى القرن الواحد والعشرين .. أنا شخصيا ككاتب وروائى تعلمت بأن أى غلاف لأى مطبوعة لابد أن يرمز الى ما بين دفتيها من مضمون فلا أن نضع مثلا صورة لجيتار فوق غلاف كتاب يتحدث عن الجيولوجيا ، إن الغرب المتربص بنا دائما يوصمنا بالتخلف والرجعية ويجعل من الجمل والصحراء والخيمة رمزا لذلك وهذه ثوابت راسخة فى عقولهم .. فلو كان صاحب القاموس أوروبيا مثلا لاستطعنا ان نجد له عذرا لما تربى عليه من مفاهيم مغلوطة تجاه العرب ، لكن المصيبة أن مؤلفه يحمل اسما عربيا فكيف تسنى له أن يوقع نفسه فى تلك المصيدة الخبيثة .. لقد ولى وقت السكوت وولى زمن الخديعة ولم يعد ينطلى على العرب اليوم رمزيات عفنة .. فليأتى من لا يعرف من هم العرب الى بلاد العرب ليشاهد التطور والتقدم وانه بلاد العرب تعيش التقدم والحداثة وتستخدم احدث الاساليب التكنولوجية فى جميع مناحى الحياة . وبهذه المناسبة اذكر ما قاله لى صديق ارجنتينى كان يعمل خبيرا للبترول فى احدى دول الخليج ، ابلغنى بأنه عندما وقع عليه الاختيار للعمل فى الخليج أخافه اصدقاؤه ومعارفه فى الارجنتين وحذروه من الذهاب للعمل هناك بدعوى أن هذه الشعوب مازالت تعيش فى الصحراء ويركبون الجمال وينامون فى الخيام تحت شمس حارقه فارتعد وهرع الى المكتبات فى بوينوس ايرس يبحث عن كتاب عن الدولة التى سوف يذهب اليها ، وقد هاله ما رأى فى تلك المكتبة حيث لم يعثر سوى على كتاب واحد مرسوم عليه صورة جمال وجبال وصحراء ، وكان الكتاب يتحدث عن العرب وكأنهم يعيشون فى العصور الوسطى ، فعاد يفكر فى الغاء التعاقد ، لكنه فى المكتب المختص التقى بالصدفة مع احد الارجنتينين الذين عملوا لفترة طويلة فى الخليج فسخر منه وأفهمه ان هذهي الكتب مغرضة وأن هذه الدول لا تقل تقدما إن لم تزيد فى استخداماتها للاساليب التكنولوجية الحديثة من الغرب نفسه ، وانهم اناس على خلق عال وكرم وشهامة تجعل من يعاشرهم لا ينساهم طيلة حياته . ففرح وعاد مسرعا الى زوجته الى كانت مصرة على أن يقوم زوجها بفسخ العقد خوفا عليه من الا يعود سالما اليها والى ابنائه . ولما هبطت به الطائرة فى المطار هاله مارأى وقال لى بصراحة انا صعقت عندما رأيت المطار الصخم الهائل العظيم الذى تعتبر مطاراتنا بالنسبة اليه شىء متخلف للغاية . هذه شهادة حق قالها واحد منهم .. فانطر اخى الكريم كيف انهم يسعون جاهدين الى تشويه صورتنا فى ثقافاتهم وكتبهم .. لقد أن الاوان وجاء الوقت الذى يجب علينا فيه جميعا أن نكون حذرين ومنتبهين الى مثل هذه الاشياء الصغيرة التى تعنى لديهم الكثير بينما لا يلتفت اليها احد منا الا من رحم الله .. والله من وراء القصد وهى الهادى الى سواء السبيل .[/frame]
المفضلات