اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة monashazly مشاهدة المشاركة




القيد الصريح

القيد الصريح هو ما لا يختلف عليه أحد أنه قيد، الفقر ليس قيدا بدليل أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا عند الهجرة أفقر من أفقر العرب الآن، الظروف الأسرية ليست قيدا لأن الله وضع لنا ضوابط مرنة تكفل لكلا من الزوجين حرية الزواج والطلاق والزواج الثاني والخلع وكل له حقوقه وفي حالة الإلتزام بالحقوق كل شئ يسير بما يرضي الله، الظروف القاسية لغير المتزوجين ليست قيدا لأن حسن إدارة الموقف الأسري والوعي بإحتياجات كل فرد فيها من الممكن أن يحد من المشاكل وصنع مناخا سلميا في أحلك الظروف ومن المحن يأتي الفرج وكم من المواهب تتفجر في الأزمات، إذن هل نستطيع أن نقول أن الإعاقة البدنية مثلا قيد، ولكننا نرى معاقين يحققون طموحات لا يستطيع أن يقوم بها إنسان سليم بدنيا، هل السجن قيد، وكم من مسجونين ما كانوا ليعرفوا للناس لولا سجنهم بعد أن أبدعوا أثناء فترة عقوبتهم في الكتابة أو الدراسة، هل العقبات التي تقابلك أثناء تحقيق هدفك قيودا، ربما ولكن العقبات لها فوائد كبيرة إن تعاملت معها كما يجب دون إحباط ودون كلل وملل، فهي تثقلك وتعلمك وتجعل فكرك أكثر عمقا وتجعلك أكثر نضجا لاستقبال وصولك لهدفك وإدارته، هل تسلط ظالم قيد، ولكن الله أقسم بنصرة المظلوم ومع الصبر والاحتساب يحدث شيئين 1. يرد الله ظلم الظالم عليه و2. يعطيك ما يعوضك به ويبدلك خيرا مما أُخِذ منك، وحتى لو لم تشعر بأن الله ينتقم من ظالمك في الدنيا، ليس معناه أن ظالمك أفلت من العقاب، لأنك أولا لست مطلعا على تفاصيل حياته وثانيا لأن من يغضب الله عليه يمده عز وجل في طغيانه ليأخذه أخذ عزيز مقتدر، وأن تشغل بالك بمسألة الإنتقام شئ ليس صحيا لنفسيتك وحياتك فكأنما أضاع هذا الظالم حقق في شئ ثم أعنته أنت أن يضيع بقية حياتك بعد أن ذهب عنك بظلمه بأن سمحت لمشاعر حب الإنتقام أن تسلبك حقك في الحياة الهانئة، لا أقول أن تنسى ولكن قل حسبي الله ونعم الوكيل واطمئن بربك، ذلك لأن عقاب الظالم واقع لا محال ولكن اشغل نفسك بما أعطاك الله عوضا عن ذلك واحمده سبحانه عليه ولا تعتبر هذا الظالم قيدا لأنه ما كان ليفعل ما فعله لولا أن أراد الله، فالله هو الذي غير مسارك لحكمة لا يُسأل عنها فإن بيده الخير، قال تعالى

كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (216) – البقرة

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19) - النساء

وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيرًا (45) – النساء



نستنتج من ذلك أنه

ليس هناك قيد متفق عليه

القيد الوحيد الذي يصنع من الأحداث قيودا يكمن داخل عقلك: تكاسلك قيد، عدم مرونتك وإصرارك على فكرة واحدة لا تقبل تغييرها قيد، إرتباطك بالدنيا أكبر قيد لأنها تحث داخلك خوف ذهاب شئ من الدنيا، وهو الخوف الذي يكبل يديك عن إتخاذ قرارات هامة قد تنقلك إلى ما تحبه ببعض التوكل واليقين، تصورك أنك تستطيع أن تتحكم في الأحداث بالشكل الذي تريده قيد، لأنك وإن كنت تأخذ بالأسباب ولكن كيف تسير الأحداث مسألة ليست من شأنك تماما ويسيِّرها خالقها الذي بيده الخير سبحانه

تغلب على الخوف .. واجه العقبات وحلها بما يتفق مع شرع الله في حقوق الآخرين والواجبات التي لك وعليك تجاههم .. ادرس قرارك بهدوء وحكمة .. لا تخشى فوات دنيا فهي لن تغني عنك من الله شيئا

أرجو تدبر هذه الآيات وحفظها في القلب

إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئًا وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19) هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ (20) أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ (21) وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (22) أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23) – الجاثية

وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145) – آل عمران


اختيار متميز رفع للفائدة ..