إثارة الأمور الفرعية
في سياق متصل يعتقد الأديب والكاتب الصحفي الأستاذ أحمد مليجي ، أنّ السبب الرئيسي لهذه الظاهرة هو وجهات النظر المتباينة بين بعض العلماء وأهل الفقه من جهة ، والمثقف من جهة أخرى ، من خلال الاهتمام البالغ بأمور فرعية ، وإثارة الجدل حولها وذلك على حساب مشكلات وقضايا هامة تعاني منها الأمة خاصة المواطن البسيط الذي هو في أمس الحاجة للاهتمام بمشاكله الاجتماعية والاقتصادية ، مشيرا إلى أنّ هناك بعض العلماء والمثقفين انخرطوا في عالم السياسة وتبنى كل منهما رؤى وأنماطا سياسية مختلفة اعتقاداً منهما بأنّهما قادرون منها ، خصوصاً من جانب المثقف العلماني الذي نجده على صدام دائم مع أهل الفقه والعلم ، حيث يعتقد أنّهم لا يفقهون إلا في الشريعة وإنّ دورهم يقتصر على المنبر ومن خلال الخطاب الديني من داخل المساجد ، وبالتالي لا علم لهم إلا بالأمور الدنيوية .
ويرى مليجي أنّ أغلب الصراعات الدائرة بين المثقف والفقهاء تحولت في كثير من الأحيان إلى حوارات عقيمة كان ولا يزال بطلها القنوات الغير محايدة الناقلة لهذه الحوارات والتي تقف مع طرف ضد الطرف الآخر خصوصاً القنوات التي يرأسها ويسيطر عليها نخبة من المثقفين الليبراليين أو العلمانيين من رجال الفكر والإعلام المتشددين بمعتنقاتهم الليبرالية والعلمانية والذين أصبح لهم صوت قوي ومسموع داخلياً وخارجياً ، مشدداً على أنهم لهم تأثير قوي في الرأي العام ، فأصبحنا نعيش وكأننا في ساحة حرب دائمة بطلها نقل صور وتحليلات أغلبها بعيدة عن الواقع وعن الحقيقة عن طريق هذا الإعلام الذي يستخدم أساليب مخادعة لنشر الإشاعات والأكاذيب ، مشيراَ إلى أنّ الفقيه أو العالم لا يعرف كيف يتعامل مع هذه النوعية من الإعلام ويستسلم للاستفزاز وربما يقوم بالرد عليهم ، وهذا ما يصعب من الاختلاف الفكري والثقافي ويدخله في جدال مستمر ، ومن ناحية أخرى فإنّ المثقف الديني يمكن أن يكون له دور كبير في السيطرة على هذا النوع من التأزم الفكري وبالتالي يحد من التعصب الجماهيري .
المفضلات