الأستاذة القديرة والمقدرة سميرة رعبوب

لقد ضفرتِ لنا – مشكورة – باقة من الأقوال الحكيمة والمأثورات الخالدة، غاية في الروعة والسداد. إن عدم التشابه التام في الوجود، حتى بين حبتيّ رمل صغيرتين في الصحراء الكبرى أو على شطآن المحيطات لهو في تقديري المتواضع دليل قاطع على أهمية التميّز والإبتعاد عن التقليد الذي أعتبره تقييداً للملكات وبالتالي للمدركات. لا أرى ضيراً من أن يستفيد المرء من خبرات غيره، فكلنا استفدنا وما زلنا نستفيد من تجارب الذين سبقونا، فمهدوا السبل وأرسوا الدعائم وسهّلوا الوصول إلى مصادر المعرفة. لكن هذا لا يعني الإقتناع بالمتاح والكف عن المحاولة في عمل وتقديم الأفضل لأنفسنا ولغيرنا. كل إنسان بمقدوره أن يكون مبدعاً على المستويين الفكري والمادي عند إيقاظ طاقاته الهاجعة وتفعيلها ووضعها في القنوات الصحيحة. الكون اللامتناهي فيه أفكار لامتناهية وطاقات لا تنفد وإمكانات لا تُعد ولا تقف عند حد.. والإنسان هو بحد ذاته كون يزخر بقوى متجددة وأفكار لم تخطر على بال أحد، وما عليه إلا أن يدرك تلك الحقيقة وأن يطلب من الله كي يفتح عليه ويفيض على عقله وروحه بأنوار المعرفة وروائع الإبداع. تحياتي ومودتي لكِ وللجميع.

.