اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نايف ذوابه مشاهدة المشاركة
الأخ العزيز الدكتور عزت .. بعد مرور نحو ثلاث سنوات على الوضع في سوريا وتآمر المجتمع الدولي على أهلها وعلى المنطقة بالسكوت على جرائم بشار ومن شايعه من طائفته ومن بقية الطوائف أيقنت أن سوريا أصبحت كفلسطين .. قضية دولية وهي أخطر في تفكير الغرب من مجرد صراع مذهبي أو طائفي أو شعب ونظام .. إنه صراع وجود الغرب في المنطقة .. ألم يقل بشار إنه آخر معاقل العلمانية في المنطقة ..؟ إن الغرب يتخذ من بشار وطائفته للأسف مخلب قط بل أكثر من ذلك وحشا يغتال الحياة في المنطقة وخاصة في سوريا .. ألم يهدد بأن محاولة إسقاط نظامه سيحرق المنطقة ويشعلها وبين الفينة والآخرى يقوم هو وزبانيته في لبنان بأعمال اغتيال تأكيدا لتهديده ..؟ ألم يقل بوتين بأن موقف روسيا من المسألة السورية هو حماية لأمنها القومي ودرأ للخطر عن بلاده ..؟ إذن المسألة ليست مسألة أن الغرب يريد أن يراعي عواطف السوريين ويحسب حسابا لمشاعرهم والتهوين من خطبهم ومصيبتهم .. في الحسابات الدولية المصالح هي سيدة الموقف لا سيما الغرب ومعه الروس وأعداء الإسلام اللدودين من الفرس .. آخر ما يخطر بعقولهم هو الشفقة على السوريين أو الترفق بهم .. هؤلاء متوحشون ويعتنقون مبدأ متوحشا في الحياة هو الديموقراطية الرأسمالية التي تجعل المصلحة في أعلى سلم القيم وتشن الحروب من أجل نهب ثروات الشعوب وسرقة قوتها وجعلها سوقا لمنتجاتها .. كل ما يجري في سوريا هو "كرمال" عيون إسرائيل ويتخذون من الطائفة العلوية أداة لإلحاق ما ألحقوه من أذى وإجرام بالمسلمين وقد انساق العلويون وغيرهم من الطوائف التي سايرت هذا المخطط إلى حتفهم الذي لا بد أن يكون طال الزمان أم قصر .. الغرب ينظر إلى سوريا قلب الشام وإلى مصر والشام والعراق كمركز للأحداث في العالم وقلبه النابض ومركز الخطر الذي يمكن أن يتهدد وجود الغرب وينتقل من مرحلة رد الفعل إلى الفعل ومن مرحلة الدفاع إلى الهجوم .. أليست الشام حاضرة الخلافة الأموية التي جعلت الإسلام على تخوم أوروبا بل في قلبها وعلى تخوم الصين .. هذا ما يشغل بالهم .. أن ينتقل المسلمون من مرحلة رد الفعل إلى مرحلة الفعل ومن مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم ومن مرحلة التشتت إلى مرحلة الوحدة ومن مرحلة المغزو إلى مرحلة الغازي المجاهد الذي يحمل الخير والهدى للناس ..

هذه المؤتمرات يعقدونها تخديرا وللحيلولة دون حدوث فراغ سياسي أو استراتيجي يهدد ربيبتهم إسرائيل ويهدد وجود الغرب .. يا دكتور عزت .. سوريا ستكون ضحية كفلسطين وما يعقد من مؤتمرات لن يحصد منها السوريون وأهل المنطقة إلا السراب الخادع .. هم يريدون امتصاص غضب المنطقة وتنفيس الاحتقان وفي نفس الوقت التخطيط لها لمدى أبعد ليظلوا ممسكين بزمام المبادرة وليصنعوا الأحداث لا أن يردوا عليهما فيصبحوا في مرحلة رد الفعل ..

تحياتي لقلمك الثائر ولعقلك الممتلئ حكمة ووعيا .. ودمت أخا عزيزا

بعد أطيب تحية
تحليل دقيق أنيق
يستحق التقدير
ولكن المشكلة فيمن يجب أن يفهم ولا يريد أن يفهم...
امتنا تغرق أكثر وتضيع أكثر
ونحن نيام نيام نيام
لا حول ولا قوة إلا بالله