الأمر الثالث : في اسم نصارى جمع نصران
على وزن فعلان


إذا ذم الله تعالى اليهود؛ سماهم في القرآن يهودًا، وإذا ذكرهم بفضله عليهم؛ خاطبهم يا بني إسرائيل، وإذا ذكر بأن منهم صالحين؛ سماهم الذين هادوا.
أما النصارى إذا مدحهم سماهم نصارى، وإذا ذمهم سماهم أيضًا نصارى، فكنت أعجب من ذم ومدح النصارى بالتسمية نفسها
ففي اللغة جمع "ناصر- ناصرون"، وجمع "نصير – أنصار" وجمع "نصران – نصارى" فكل اسم مفرد أو جمع له خصوصيته.
فوزن فعلان؛ هو للذين يدخلون في حال مؤقت ثم يرجعون عنه إلى الأصل ؛
مثل : عطشان، جوعان، غضبان، زعلان، عريان؛ فالعطشان ينتهي عطشه بالشرب، والجوعان ينتهي جوعه بالأكل، والغضبان ينتهي غضبه بالسكون، والزعلان ينتهي زعله بالرضا،
والنصارى تقدموا في بداية أمرهم إلى دين المسيح فآمنوا به ودخلوا فيه، فيمدحون على ذلك، ثم تراجعوا وتخلوا عنه إلى سابق عهدهم، وأحدثوا فيه ما ذكره الله تعالى في كتابه، فيذمون على ذلك.