تَلُومُني وأنتَ المُلِيم يا عَبِيثَ السَّافِيَات ...
يابنَ أبي الفِرْصَاد ... يا مسكين ...
تَلومُني وأنتَ المُلِيم؛
إنَّ مِثْلَ ما بَيني وبينِكَ كمِثلِ ما بينَ الحارثِ والوارثِ، فدَع عنكَ السَّجَنْجَل.
أنا أعلمُ مِن أين أوتيتَ؛
استُهتِرتَ عن الاستدراجِ حتى أتاك الحَبِيبان، وغَشِيَك الأصْبَهان، واستَرضاك الأطيَبَان.
عندها خانَك الأكبران بعدما كنتَ أبا أشبالٍ هَمُوسَ السُّرَى بل أخا تَوْحِيدٍ وشَرِيعةٍ يطلُب شَأْوَ العُلَى، فقَصُرتَ عن مَنزلةِ أهلِ بَصائرِ الإيمانِ، ونُصَحاءِ الأُمَّةِ، وآمِرِي المَعرُوفِ في المِلَّة.
وها قد أتَيتَ اليومَ تَشكو رحيلَ الناجِلَين، وحُلولَ إحدى المِيتَتَيْن، وقد غاضتْ شِرَّتُك، وآضَ غُصنُكَ ذاوِيًا مَنكوثَ القُوَى، وتَخشى التَّوَى.
وهاضَنِي إعلانُك الرَّنينَ حتى عَرَقْتَنِي عَرْقَ المُدَى، فَرَحِمتُك، وكِدتُ أقولُ: "لَعًّا، فَهاتا نَفْثَةُ المَصدُور، وإن لم تَكُ عُتْبَى فاتَّئِدْ".
وما لبثتُ أن تذكرتُ أَلُوكَةً غَرَّتكَ من (أبي الحسنِ الندوِيِّ) عليه رحمة الله؛ لقد كانَ رجلاً يُحسنُ الظنَّ لكن خانتهُ فراستُه فيكَ...
أيةُ ألوكةٍ يا صُعلوك ؟
عُدُوسُ السُّرَى رَحلُوا وأنتَ الماكثُ الناكثُ، بَل عُدُوسُ السُّرَى بَلغُوا الذُّرَى؛ فَفِيهم مَن حَطَّ رِحَالهُ في الجِنان، ومِنهم مَن قَصدَ إلى الأفْنان، وأنتَ لا زلتَ عَبِيثَ السَّافِيَات ...
ابن الأحمر
غريبًا في الشتات الأندلسي
في الهزيع الأخير من الليل (الاثنين 9 شوال 1438هـ=3/7/2017م)
المفضلات