رِســـالــةُ الــدَّفْــــــع
يَابْنَ أَبِي الفِرْصَادِ ... يَا مِسْكِين ...
يَا ذَا القَلْبِ البَاهِي،
بَسْلٌ عَلَيْكَ مُنَادَمَتِي؛ فَقَدْ طَرَقْتَ بَعْدَمَا ابْهَارَّ اللَّيْلُ، وأَتَيْـتَـنِي بِالقَـوْلِ البَـرِيـحِ.
قُلْتَ إِنَّ بِلاَدَ المُسْلِمِينَ اكْتَظَّتْ بِـثَـجِيجِ الدَّمِ المَظْلُومِ.
ولـَمَّا أقْبَلَ الصَّائِلُ تَثَـأْثَـأْتَ مِنْهُ. وَمَا إِنْ أَبَّ قِرْنُكَ إلَى سِلاحِهِ كَــعْـكَـعْـتَ عَنْه؛ إذْ خَشِيتَ أَنْ يَــثُـلَّ عُــرْشَـيْـكَ بِالطَّـعْـنَـةِ الــثَّـــرَّةِ.
وأَجْـحَـرَكَ الفَــزَعُ بِما كَسَـبَتْ يَدَاكَ فَبَلَّــغْـتَ يَا فَـارِسُ؛
فَمَا شَامَـسْـتَ دُونَ مَـالِكَ، ولاَ جَـالَـدْتَ دُونَ أَرْضِـكَ، ولاَ جَـاحَـسْـتَ دُونَ عِــرْضِـكَ، ولاَ نَـازَلْـتَ دُونَ دِيــنِـكَ، وتَـعْـلَمُ أَنَّ الله مَا أَبْعَطَ عَلَــيْكَ في الـسَّــوْمِ.
بَهَـأْتَ بالحَـيَـاةِ الدُّنْيَا، تَنْـعَمُ بِالبِـعَـالِ وتَخْشَى الثَّــلَـلَ. فَبَـانَ تَـبْـنِـيـسُكَ عَنِ الآخِـرَةِ؛ وأَبْـسَـلْـتَ رُوحَـكَ، تُـريدُ أَنْ تَــتَــبَــعْــصَـصَ في النَّـارِ.
فَمَا أَنْتَ وَالشِّمَـاسَ، ومَا أَنْتَ وَالجِـلاَدَ، ومَا أَنْتَ وَالجِحَـاسَ، ومَا أَنْتَ وَالنِّـــزَالَ؟
أَنْتَ عَبْدٌ لاَ يَـــبِــضُّ حَــجَــرُهُ، وَقَد فَـازَ اللاَّءُونَ سَبَقُــوكَ ...
يَابْنَ أَحْـذَار، هَا قَدْ بَــعَـجْـتُ إلَيْكَ بَـطْــنِي، وَمَا بَــغَــمْـتُ لَكَ بِــهَذَا الحَــدِيثِ.
بَهْــرًا لَكَ، فَمَا أَنْتَ بِالبَــئِـــيـسِ يَا جَــبَــأ.
ابن الأحمر
حبيس الغربتين، في الشتات الأندلسي
يوم السبت، 10 من شهر رمضان 1439هـ= 26/5/2018م
المفضلات