العقل والفؤاد والقلب ... ثلاث مسميات متداخلة
ثلاث مسميات متداخلة، يصعب على أكثر الناس التفريق بينها.
نجد أن العقل يرتبط بالآيات والأدلة والبراهين
ويرتبط الفؤاد بالسمع والبصر،
ويرتبط القلب بأحوال النفس والجسد،.
بداية حديثنا عن العقل
العقل اسم فعل الإدراك عند الإنسان، لا يتجسد، فيكون من أحد الأعضاء التي فيه،
شأنه شأن أسماء الأفعال؛ كالشرب، والضحك، والركض، .....
يقال ناولني الشراب، ولا يقال ناولني الشرب،
لأن الشراب شيء محسوس ومحدد، والشرب عملية تناول الشراب.
والضحك فعل ينتهي بانتهاء قيام الفاعل بالفعل، ولا يبقى له أثر، فلا يمكن أن يتجسد.
والعقل هو فعل إدراك المحسوسات التي نقلتها الحواس إلى الدماغ،
هو فعل للنفس، يتم به إدراك المحسوسات، فتحفظ في النفس،
وإذا لم يتم إدراكها، تذهب ولا يبقى لها أثر، كمن يسمع كلامًا أعجميًا،
لا يفهم منه شيئًا، فلا يبقى منه شيئًا.
ومخطئ من ظن أن العقل شيء محسوس، ويحاول أن يثبت أنه في القلب أو في الدماغ.
والقرآن الكريم أتى بفعل "عَقَلَ" ولم يأت بالاسم المشتق منه "العقْل"
وقولنا عقل الشيء ثبَّته في النفس لأنه قد فهم حقيقته ومراده، وأدركه إدراكًا تامًا.
فصفة ما نعقله أنه دائم ثابت، محصور في النفس، وملتصق بها
المفضلات