لا إنس ولا جن سيعذركم
شعر الدكتور عزت السيد أحمد
هذا عَطَائِيْ بِأعْلى مَا اسْتَطَعْتُ لَكُمْ ........... لا تَعْذُرُوْنِي فَإنِّي لَسْتُ أعْذُرُكُمْ
أَعْطَيْتُ لا أَرْتَجِيْ مِنْكُمْ مُكَافَأةً ........... كُلُّ الذي رُمْتُ أَنْ تَعْلُوْ مَكَانَتُكُمْ
وَأَنْ تَكُوْنُوا سِيَاجَ المَجْدِ لا تَرَفاً ........... وَلا سُدًى وَذُرَى الأَمْجَادِ مَوْطِئُكُمْ
وَأَنْ تَهُبَّ الأَمَانِيْ نَحْوَكُمْ فَرَحاً ........... بِكُمْ وَتَمْلأ دُنْيَانَا مَفَارِحُكُمْ
وَأَنْ تَعِزِّوا عَلى الأقْوَامِ قَاطِبَةً ........... وَأَنْ تَعُوْدَ وَلَوْ قَسْراً مَهَابَتُكُمْ
وَأَنْ تَسُوْدُوا عَلى الأَسْيَادِ مُرْغَمَةً ........... وَتُرْتَضَى كَيْفَمَا كَانَتْ سِيَاسَتُكُمْ
وَيَرْتَجِيْ وِدَّكُمْ مَنْ كَانَ حَارَبَكُمْ ........... وَمَنْ أَرَادَ التَّمادِي حَارَ بِكُمْ
وَيَقْبَلَ الخَصْمُ فِيْكُمْ مُرْغَماً حَكَماً ........... بِكُمْ يَلُوْذُ وَتَخْشَى الأُسْدُ غَضْبَتَكُمْ
كُلٌّ يُسَطِّرُ فِيْكُمْ مِنْ مَدَائِحِهِ ........... مَلاحِماً أَمَلاً فِيْ نَوْلِ رَحْمَتِكُمْ
وَمَنْ تَضِيْقُ بِهِ الأشْعَارُ يُصْبِحُ ........... بُلْبُلاً (يُنَطْوِطُ) تَهْرِيْجاً لِيُضْحِكَكُمْ
وَيَسَيْرُ كَارِهُكُمْ كَالهِرِّ مُتَّئِداً ........... خَوْفاً يُدَاهِنُكُمْ مِنْ أَجْلِ رَاحَتِكُمْ
حَتَّى تَصِيْروا لِكُلِّ النَّاسِ مُلْتَجأً ........... وَتَشْعُرَ النَّاسُ بِالأمْنِ الأَمِيْنِ بِكُمْ
وَأنْ تَسِيْرَ الأيَامَى غَيْرَ خَائِفَةٍ ........... وَأَنْ تَنَامَ اليَتَامَى تَحْتَ رَايَتِكُمْ
وَإِنْ رَأَى أَحَدٌ جُوْراً يَلُوْذُ بِكُمْ ........... لأَنَّهُ لا يَرَى أَمْناً سِوَى مَعَكُمْ
تَأتِيْ إِلَيْكُمْ حُشُوْدُ النَّاسِ سَاعِيَةً ........... لِتَنْهَلَ المَجْدَ مِنْ نُعْمَى حَضَارَتِكُمْ
سَعَيْتُ لَمْ أَدَّخِرْ جُهْداً لَكُمْ أَبَداً ........... هذا عَطَائِيْ بِأَعْلَى مَا اسْتَطَعْتُ لَكُمْ
لكِنْ رَضِيْتُمْ دُنُوًّا بِالعُلَى بَدَلاً ........... لَمْ تَرْتَضُوا أَبَداً خَيْراً لأَنْفُسِكُمْ
مَاذا أَقُوْلُ وَكُلُّ القَوْلِ صَارَ سُدَى ........... وَقَدْ سَعَيْتُمْ حِثَاثاً عَكْسَ صَالِحِكُمْ
سِرْتُمْ بِلا خَجَلٍ فِي كُلِّ مَغْرَمَةٍ ........... سِرْتُمْ عَلَى كُلِّ دَرْبٍ قَدْ يَضُرُّ بِكُمْ
كُلُّ العَجَائِبِ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ مَدَداً ........... عَكْسَ الوُجُوْبِ وَضِدَّ الحَقِّ مَوْقِفُكُمْ
أَنْتَمْ جَنَيْتُمْ عَلى مَنْ كَانَ يُسْعِدُكُمْ ........... وَمَنْ سَعَى ضِدَّكُمْ قَدْ صَارَ يُعْجِبُكُمْ
وَتَفْرَحُوْنَ بِمَنْ يَرْجُو لَكُمْ ضَرَراً ........... وَتُوهِنُونَ مَسَاعِيْ مَنْ يُؤَازِرِكُمْ
وَتَرْفَعُوْنَ الأَعَادِيْ خَيْرَ مَنْزِلَةٍ ........... وَتَرْجُمُوْنَ الذِيْ يُعْلِيْ مَكَانَتَكُمْ
وَيَعْتَرِيْكُمْ بِهَاوِي ذُلِّكُمْ وَلَهٌ ........... وَتَقْتُلُوْنَ الذِي يَرْعَى مَصَالِحَكُمْ
وَتَسْخَرُوْنَ بِمَنْ تَعْلُو مَكَانَتُهُ ........... فِيْكُمْ، تَخَافُوْنَ أَنْ يَرْقَى بِقِيْمَتِكُمْ
حَتَّى دَنَا مِنْكُمْ الأَعْدَاءُ فِيْ فَرَحٍ ........... لا تَعْجَبُوا إِنْ تَكُ الأَعْدَاءُ تَعْشَقُكُمْ
وَهَلْ رَأَيْتُمْ عَدوًّا جُلُّ فَرْحَتِهِ ........... خِلالُ مَنْ كَانَ عَادَى غَيْرَ حَضْرَتِكُمْ
سَتَعْلَمُوْنَ إِذا جَدَّ الجَدُّ خَيْبَتَكُمْ ........... وَأنَّكُم وَحْدَكُمْ تَرْضُوْنَ ذِلَّتَكُمْ
بَلْ تُرْسِلُوْنَ لَهَا الأشْوَاقَ أُغْنِيَةً ........... وَتَفْرَحُوْنَ كَأنَّ الذُّلَ غَايَتُكُمْ
وَتَلْبِسُوْنَ المَخَازِيْ مِثْلَ الأَسَاوِرِ ........... لَفًّا مُتْقَناً وَأَنِيْقاً حَوْلَ مِعْصَمِكُمْ
وَتَنْفِرُوْنَ مِنَ الآدَابِ قَاطِبَةً ........... وَتَجْعَلُوْنَ الغَبَاءَ المَحْضَ قُدْوَتَكُمْ
وَتَخْنُقُوْنَ الأَمَانِي كَيْفَمَا اتَّفَقَا ........... لأنَّها كَابَدَتْ مِنْ أَجْلِ رِفْعَتِكُمْ
(يَا أمَّةً ضَحِكَتْ مِنْ جَهْلِهَا أُمَمٌ) ........... هَلْ سَرَّكُمْ أنَّكُمْ أَجْنَادُ مُبْغِضِكُمْ
أَجْنَادُ حَاسِدِكُمْ أَجْنَادُ كَارِهِكُمْ ........... وَأنَّكم ذَاتَكُمْ أَسْيَافُ قَاتِلِكُمْ
وَأنَّكُم بِيَدِ الأَعْدَاءِ مَمْسَحَةٌ ........... عَنِ الوُجُوْدِ بِهَا يَوْماً سَيَمْسَحُكُمْ
وَيَمْسَحُوْنَ بِكُمْ أَوْسَاخَهُمْ طَرَباً ........... وَيَدْعَسُوْنَ بِخُفَّيْهِم كَرَامَتَكُمْ
أَشْلاؤُكُمْ فَوْقَهَا أَقْدَامُكُمْ عَبَرَتْ ........... لَمْ تُدْرِكُوا أنَّكُم أَعْدَاءُ أَنْفُسِكُمْ
وَتَسْأَلُوْنَ لِمَاذا ثُرْتُ مُنْفَجِراً ........... مَاذَا تُرَانِيْ سَأُحْصِيْ مِنْ مَسَاوِئِكُمْ
سَلَوْا ضَمَائِرَكُمْ إِنْ كَانَ مَوْضِعُهَا ........... قَيْدَ الحَيَاةِ: أَتَرْضَاكُمْ ضَمَائِرُكُمْ
أَنْفَاسُكُمْ نَفْسَهَا ضَاقَتْ بِكُمْ قَرَفاً ........... لَوْ أنَّهَا حُرَّةٌ كَانْتْ سَتَكْرَهُكُمْ
لا تَعْذُرُوْنِيْ فِإنِّي لَسْتُ أَعْذُرُكُمْ ........... وَلَيْسَ إِنْسٌ وَلا جِنٌّ سَيَعْذُرُكُمْ
........................................ من ديواني وطن في المزاد
المفضلات