تنبيه هام
منذ 8 سنوات كتبت ضد أزمة سوريا بالنقد والتوجيه لتصوري مستقبلها المشئوم قبل الجميع وفي داخل وسط إخواني تكفيري فتعرضت لكافة أشكال القمع الفكري والمادي والسياسي ليس فقط من الإخوان ولكن من المجتمع المصري المؤيد وقتها للثورة السورية..
ورغم تصنيفي عشرات المقالات العلمية وختمي ذلك بكتاب "الأزمة السورية محاولة للفهم" تنبأت فيه بكل ما حدث لهذه الثورة من مستقبل مشئوم، ورغم ذلك لم يشفع هذا لي عند الرأي الآخر الذي كان يتحرك من منطلق طائفي وعنصري وعاطفي محض..
الآن يحدث نفس الشئ
أكتب ضد مظاهرات العراق مبينا خطورتها وكارثية بقائها على نهجها الحالي فيأتيني نفس الهجوم والتخوين..
بصوا من الآخر..
لن أدعم أي حراك عنصري تخريبي فوضوي أبدا..حتى لو أصحابه ملائكة، وسأكتب ضده وأفضحه على رؤوس الأشهاد، وأحذر من أي هجوم أو مزايدة أو شخصنة ومن لا يعجبه رأيي فليرحل مشكورا، هذا ضمير قلم وثقافة لم أكتسبها بين يوم وليلة، بل بالجهد والتعب والتضحية وخسارة كل شئ بمن فيهم الأصدقاء والمال..
لي آلاف المقالات والخواطر، وقد صنفت 13 كتابا إضافة لعشرات المحاضرات العلمية في يوتيوب والتلفزيون ولدينا مزيد، ثم يأتي شخص يزايد ويقول أنت لا تفهم في سوريا أو في العراق فقط لكي أتبنى رأيه التخريبي ضد وطنه، أو أرضي حماقته العنصرية وعاطفته الغبية..
قديما عقدت مناظرة بيني وبين عضو مجلس نواب عراقي في قناة مصرية، فشهد العراقيون أن العضو كان جاهلا بالواقع العراقي وأنني المصري كنت أدرى منه بوطنه..نفس الشئ عندما كتبت في سوريا شهد الكثير من مثقفي سوريا مؤيدين ومعارضين أنني على دراية جيدة بالوضع السوري، هذا لأنني لا أكتب من جهة انتماء أو تحزب..بل من تحليل علمي وتحدي منطقي يكشف الأغبياء ،والتاريخ يشهد كيف أن مئات وآلاف المثقفين والشيوخ وقعوا في وحل تأييد داعش سوريا في بداياتها وهم لا يدركون..
وارد أن أغير رأيي في حال ظهرت مؤشرات إصلاحية ووسائل سلمية في حراك العراق، أما الذي يحدث حاليا فهي فوضى وتخريب مستقبلها كارثي أشبه بالوضع السوري، وقد طرحت 10 نقاط مشتركة بين ثورة سوريا ومظاهرات العراق على صفحتي بتويتر لمن يريد الحقيقة أن يقرأها..
باختصار: تعلم قبل أن تتكلم..الفضاء مفتوح والمعلومات أصبحت متاحة، فقط شخص ذكي في الصين صار أدرى بالوضع العربي من العرب أنفسهم، القصة ليست ية ولغة بل عقل وانفتاح، وما أحوجنا للانفتاح كي نتبصر الحقائق..
المفضلات