آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 21 إلى 28 من 28

الموضوع: معني لفظة "دلف"

  1. #21
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21

    الفرق بين خمر الأرض وخمر الجنة

    أخي الحائر سامي،

    سألتني قائلا: "إذا كان الخمر محرم في بعض سور القرآن الكريم لماذا إذن هذا الوصف الإيجابي للخمر في بعض السور الأخرى؟"

    الجهل الحقيقي بمعناه العام هو الجهل المطبق الكلي، وذلك لأن الإنسان مهما أوتي من علم لا يستطيع أن يلم بكل الأمور والمعلومات، ولا بد أن تفوته بعضها لهذا السبب أو ذاك، وكل الناس لديهم ما يعلمونه ولديهم ما يجهلونه، وبالتالي فإن الجهل الجزئي ببعض الأمور لا يعتبر جهلا.

    لذلك لا أعتقد أن الجهل بمعناه العام هو السبب في حيرتك هذه وعدم فهمك لبعض آيات القرآن الكريم، وإنما هو جهلك ببعض المعلومات الضرورية لمن أراد فهم أو تفسير القرآن الكريم بالشكل الصحيح والسليم. إذ أنه من غير الممكن فهم القرآن الكريم أو تفسيره لمن لم يعرف بعض المعلومات المسبقة الضرورية لتفسير القرآن الكريم، مثل المعرفة بغريب القرآن ومحكمه ومتشابهه، وناسخه ومنسوخه، وأحكامه، ومقارنة الآيات والقصص المتكررة ومعرفة البلاغة في تكريرها، ومعرفة أسباب نزول الآيات والسور وترتيبها وترتيب نزولها، وأسباب ترتيبها ووضع آية قبل أخرى، ووجه الارتباط بينها، ومناسبة مجيء سورة بعد أخرى الخ.

    أما فيما يتعلق بهذا النقاش (أو المناقشة الخمرية على حد تعبيرك)، فيظهر لي أنك قد نسيت أو أنه قد فاتك أن تحريم الخمر في المجتمع الإسلامي الأول قد تم بشكل تدريجي يتناسب مع بدايات الإيمان عند المسلمين الأوائل والواقع القائم آنذاك، وأن تحريم الخمر قد تم على مرحلتين، مرحلة تحذير ونهي، ومرحلة التحريم القطعي. وأنه ينبغي تفسير الآيات بحسب المرحلة التي نزلت فيها.

    أما الآية 219 من سورة البقرة: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) فقد نزلت في المرحلة الأولى، و"الإثم" في اللغة يعني "الذنب"، ويسمى القمار والخمر إثماً أيضاً. قال ابن عباس: الإثم الكبير: ما ينقص من الدين عند مَن يشربها. والــ: "منافع" في هذه الآية الشريفة هي: "اللذة والثمن". قال الإمام ابن كثير: أما إثمهما فهو في الدين، وأما المنافع فدنيوية.

    ولمعلوماتك هناك آية أخرى نزلت في المرحلة الأولى من أجل التحذير والنهي عن الخمر، دون ذكره بالاسم هي الآية 43 من سورة النساء والتي نصها: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ ...)

    أما المرحلة الثانية والنهائية لتحريم الخمر التدريجي في الإسلام فقد نزلت فيها الآيتان 90 و 91 من سورة المائدة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(90) – (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ)(91)، والـ "رجس" في اللغة هو: "القَذر والنجاسة والمأثم"، والاجتناب: "الابتعاد".

    في المرحلة الأولى قال: "لا تقربوا"، وفي المرحلة الثانية قال: "اجتنبوا"، ودلالتهما واحدة، وهي: تجنَّبوا ولا تقربوا كل ما يخص الخمر وتعاطيه..

    أما عن الوصف الايجابي للخمر والوارد في الآية 15 من سورة محمد: (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ) فقد ورد في وصف الجنة، أنهار من ماء غير منتن (وهو غير ماء الأرض الذي ينتن)، وأنهار من حليب في غاية البياض والحلاوة (وهو غير الحليب الأرضي الذي يخرج من ضروع الماشية)، وأنهار من خمر الجنة الحسن اللون والطعم والرائحة والتأثير والخالي أيضا من الكحول (وهي غير الخمر الأرضية الكريهة الرائحة والمشبوهة المنشأ)، وكذلك الأمر بالنسبة لكل الآيات الأخرى المتعلقة بوصف الجنة وشرابها الطهور، ورحيقها المختوم،

    والجنة كما تعلم عالم سماوي آخر غير عالمنا، وليس فيها من أرضنا ولا من كوننا شيء، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، وما لم يخطر على قلب بشر، وإنما يضرب الله الأمثال للناس من أجل أن يفهموا ويستوعبوا هذه الأمور السماوية الغريبة عنهم، من أجل أن تذهب حيرتهم، أذهب الله حيرتك، وأبقاك في خير.

    تحيتي واحترامي

    منذر أبو هواش

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

  2. #22
    مترجم الصورة الرمزية عامرحريز
    تاريخ التسجيل
    16/10/2006
    العمر
    41
    المشاركات
    1,453
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منذر أبو هواش مشاهدة المشاركة
    الأخ الفاضل صلاح العمروسي المحترم

    تحية طيبة وبعد،

    تقول: "جهود علماء اللغة منصبة أساسا علي استحداث المصطلحات لملاحقة المصطلحات الأجنبية، لكن لماذا لا تتوسع هذه الجهود لتنقية وتهذيب ما تتداوله الناس في حياتهم وما يشيع من استخدامات ومعاني جديدة في الصحف وفي الأدب الروائي وما إلي ذلك؟ أنا أعتقد أن الأمر يعود إلي خلاف منهجي كبير، وهو أن هناك من يري أن اللغة تصنع في معامل علماء اللغة فقط، وهناك من يري أن الحياة الواسعة للبشر أثناء ممارستهم العملية واحتياجاتهم للتفاهم والتواصل تمثل المعمل الحقيقي لللغة، والذي يمثل مادة خام عظيمة لعلماء اللغة"

    أعتقد أن الإفتاء بالرأي أو حسب الفهم الشخصي لا يجوز وخاصة في مجال الدين. وعلى كل صاحب رأي حين يتحدث في الأمور الشرعية ألا يفتي برأيه فالفقه والعقيدة من "العلوم" الشرعية المتأصلة ذات القواعد والأصول. فمثلما لا يجوز لغير الطبيب أن يفتي في الطب، لا يجوز لغير الفقيه العالم أن يفتي في الدين، ولا يجوز لغير عالم اللغة أن يفتي في اللغة. لذلك فإن التفسيرات التي تخرج من العامة في "معمل الحياة" تكون أبعد ما تكون عن الفهم الصحيح المبني على العلم الراسخ سواء في أمور اللغة أو في الأمور الشرعية. ولا يجوز أن يفسر القرآن دون سند من علم. وليس كل من قرأ كتاباً أو كتب بحثاً أو حصل على دكتوراة في الفيزياء النووية بمؤهل للحديث في أمور اللغة أو الدين. أي أن لكل تخصصه، ولا يجوز لكل أحد أن يتحدث كأنه مرجع في غير مجال تخصصه. كما لا يجوز الخلط بين الرأي الشخصي وبين ما ينص عليه دين الله. وليس المجتهد طالب العلم، وإنما هو العالم المتخصص الذي توفرت له شروط الاجتهاد، ولا يكون الاجتهاد فيما فيه نص.

    من جهة أخرى، يظهر أنك خبير في المسكرات، فثلاثة أرباع مداخلتك تم تخصيصها للخمر والمسكرات وأصنافها، لكنني أقول "سبحان الله" لأنني لم أسمع إلا منك بأن الفقه الحنفي يحرم المسكر المصنوع من العنب فقط (أي الخمر) ويبيح غيره من المسكرات، وأن الفقه الحنبلي يحرم جميع المسكرات. وأود التنبيه هنا إلى أن قولك بأن الفقه الحنفي يحرم المسكر المصنوع من العنب فقط (أي الخمر) على هذا النحو، يدخل في باب إثارة الشبهات، ويعتبر افتراءا على شرع الله، وفيه خلط كبير، ولو أنك رجعت إلى المراجع الفقهية المعتمدة لعرفت أن أبو حنيفة رحمه الله لم يحلل قط مسكرا حرمه الله، وأن ما حلله أبو حنيفة هو السَّكَرَ المذكور في الآية 67 من سورة النحل: (وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)، وفي التفسير: السَّـكَرُ: هو كلُّ ما كان حلالا شربه، كالنبيذ الحلال والخل والرطَب. والرزق الـحسن: التمر والزبيب. أورده الإمام ابن جرير الطبري ورجحه. وقال الإمام فخر الدين الرازي: (إن السَّكَرَ هو النبيذ، وهو عصير العنب والزبيب والتمر إذا طبخ حتى يذهب ثلثاه ثم حتى يشتد، وهو حلال عند أبي حنيفة رحمه الله. ويحتج بأن هذه الآية تدل على أن السَّكَرَ حلال لأنه تعالى ذكره في معرضِ الإنعام والمنة، ودل الحديث على أن الخمر حرام. قال عليه السلام: "الخمر حرام لعينها". وهذا يقتضي أن يكون السَّكَرُ شيئاً غير الخمر. وكل من أثبت هذه المغايرة قال إنه النبيذ المطبوخ)

    وما أعرفه كمسلم أن المسكرات كلها حرام لدى المذاهب الأربعة، وذلك بدلالة ما ورد في القرآن الكريم، وإجماع علماء الأمة، وبدلالة الأحاديث النبوية التالية:

    روى عن ابن عمر رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال ( كل مسكر خمر وكل مسكر حرام ) رواه الجماعة إلا البخارى وابن ماجه.

    وفى رواية مسلم ( كل مسكر خمر وكل خمر حرام ) وعنه أيضا أنه صلى الله عليه وسلم قال ( ما أسكر كثيرة فقليله حرام ) رواه أحمد وابن ماجه والدارقطنى وصححه.

    فهذه الآثار تدل على أن كل شراب أسكر فهو خمر شرعا، وأن ما أسكر كثيره فقليله حرام.

    إن التلميح إلى التفريق بين القرآن الكريم والحديث الشريف (على طريقة القرآنيين) مرفوض قطعا (إن هو إلا وحي يوحى)، وأنتم تتحدثون عن توسيع التحريم وكأن ما حرمه الله يختلف بحسب علماء المسلمين واجتهاداتهم، وهذا موضوع لا أحبذ الخوض فيه.

    كما أن تفسيركم لحديث (كل مسكر خمر) على أنه (يوضح بجلاء أن الخمر ليس كل المسكرات، حيث لا يستقيم معني الحديث إلا إذا فهم بأن كل مسكر هو في مقام الخمر، ليبني علي تلك المقدمة توسيع التحريم باعتبار أن "كل خمر حرام") فيه معارضة ومعاكسة وعكس وقلب واضح للحديث الشريف، وهو لا يصح شرعا، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام لا تجوز معارضته أو معاكسته، فإن قال الرسول الصادق الأمين عليه الصلاة والسلام أن (كل مسكر خمر) فهو كذلك، وكل مسكر خمر، وكل ما يقوله الرسول عليه الصلاة والسلام هو كما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام، لأنه لا يؤمن من يكذب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    إن المسكرات كلها بكافة أصنافها وعلى اختلاف أشكالها وألوانها خمر بلا شك، ليس لأنها تخامر العقول فقط، بل لأنها وبكل بساطة تنتج عن عملية التخمر الكحولي المعروفة للجميع بغض النظر عن المادة المخمرة عنبا كانت أو تمرا أو غير ذلك.

    قبل سنوات راسلني بعض اليهود معترضين على مقال لي حول حديث الغرقد الذي أعلن فيه الرسول عليه الصلاة والسلام أن شجر الغرقد من شجر اليهود، وحاولوا بمنطقهم اليهودي الأعوج نفي انتساب شجر الغرقد لليهود، وقالوا: ليس شجرنا، فقلت لهم: بل هو شجركم لأن رسولنا عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام قد أعلنه من شجركم، فبهتوا وكفوا عني.

    لا يمكن مصادرة رأي الآخرين، لكن ينبغي الرد على كل ما يثبت خطأه. لأننا لو تركنا اللغة والدين لكل من هب ودب يقول فيهما ما يشاء دون رد عليه لاندثرت اللغة وضاع الدين. كما أن الانتقال غير العلمي وغير المنطقي والمتفق مع الأهواء من موضوع لموضوع، وخلط الأصول بالفروع، وعدم إدراك القواعد المبني عليها كل علم، والقول بالرأي دون سند ... إلخ هو ما يجعل أي حوار في أي موضوع ديني كان أو علمي يصل إلى نقطة مسدودة.

    ودمتم

    منذر أبو هواش

    الأخ منذر أبو هواش
    السلام عليكم
    ألا يعتبر قول الله تعالى :" وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا" معنى التفريق بين الرزق الحسن ، وبين السكر - الذي يظهر للكثير من المفسرين بأنه السكر الحرام؟

    عامر حريز

  3. #23
    muratavat
    زائر

    افتراضي

    الأخ الفاضل منذر أبو هواش
    أثابك اللة تعالى وجعلك دخرا للأمة الإسلامية ، والحمدللة على السلامة.
    زميلك في المهنة - مراد عوض


  4. #24
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21

    Smile شكراً

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة muratavat مشاهدة المشاركة
    الأخ الفاضل منذر أبو هواش
    أثابك اللة تعالى وجعلك دخرا للأمة الإسلامية ، والحمدللة على السلامة.
    زميلك في المهنة - مراد عوض
    *****شكراً*****
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

  5. #25
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21

    السَّكَرَ حرام إذا كان مسكرا ... حلال إذا لم يكن ...

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amrhrz مشاهدة المشاركة
    الأخ منذر أبو هواش
    السلام عليكم
    ألا يعتبر قول الله تعالى :" وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا" معنى التفريق بين الرزق الحسن ، وبين السكر - الذي يظهر للكثير من المفسرين بأنه السكر الحرام؟
    السَّكَرَ حرام إذا كان مسكرا ... حلال إذا لم يكن ...


    الأخ الفاضل عامر حريز

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد،

    اختلف المفسرون في معنى هذه الآية، واختلافهم هذا ناجم عن تعدد أشكال عصير السكر المذكور فيها، وذلك لأن السكر منه المسكر ومنه غير المسكر، لكن السكر المسكر أشهر من السكر غير المسكر، وأوسع استخداما، فمال أكثر المفسرين إلى احتمال أن يكون المقصود هو السكر المسكر الأشهر والأوسع استخداما، لافتراضهم أن الآية نزلت قبل تحريم الخمر، كونها آية مكية باتفاق من العلماء، وتحريم الخمر مدني ...

    وفي تفسير القرطبي: "سكرا": السكر ما يسكر، هذا هو المشهور في اللغة، قال ابن عباس: نزلت هذه الآية قبل تحريم الخمر، وأراد بالسكر الخمر ... وقد قيل إن السكر الخل بلغة الحبشة ... وقيل: السكر: العصير الحلو الحلال، وسمي سكرا لأنه قد يصير مسكرا إذا بقي، فإذا بلغ الإسكار حرم ...

    ويقول الحنفيون: سكرا ما لا يسكر من الأنبذة، ويحتج أبو حنيفة بأن هذه الآية تدل على أن السَّكَرَ المذكور هنا هو السَّكَرَ الحلال، لأنه تعالى ذكره في معرضِ الإنعام والمنة، وامتن على عباده بما خلق لهم من ذلك، ولا يقع الامتنان إلا بمحلل لا بمحرم، ودل الحديث على أن الخمر حرام. قال عليه السلام: "الخمر حرام لعينها". وهذا يقتضي أن يكون السَّكَرُ شيئا غير الخمر.

    ولك تحية

    منذر أبو هواش

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

  6. #26
    كاتب - مترجم الصورة الرمزية العمروسي
    تاريخ التسجيل
    27/09/2006
    العمر
    79
    المشاركات
    23
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    الأخ المحترم منذر أبو هواش، والأساتذة الكرام

    للأسف الشديد لقد نجح الأستاذ منذر أبو هواش في تحويل القضية من قضية لغوية إلي قضية فقهية. ومن الغريب أن نجد الاستاذ أبو هواش يؤكد أنه لم يسمع إلا مني بقضية الخلاف بين المذاهب الأربعة الكبرى حول قضية الخمر، ثم ينفي ما ذكرته عن الإمام أبو حنيفة نفيا قاطعا باتا، بل وصل الأمر إلي حد يقترب من تكفير من يقول ذلك، ويوحي لنا أنه يتحدث بناءا علي ما ورد في المراجع المعتمدة، ولكن دون أن يسمي أي منها، لاسيما في الفقه الحنفي. وحقيقة الأمر أن نفي الأستاذ منذر للخلاف وآراء أبو حنيفة لا يكشف سوي عن قصور شديد في إطلاعه، لأن هذا الخلاف أشهر من نار علي علم كما يقال، ومن ثم لا يعرفها الدارس المدقق فحسب وإنما الدارس المتوسط، لكن شرط أن يتمتع بميزة واحدة هو التخلص من العقلية الأحادية، التي لا تستطيع استيعاب وجود قضايا خلافيه في مسائل دينية. علي أية حال سوف أضع أمام الزملاء جانبا مما ورد في أهم مرجع في الفقه الحنفي "بدائع الصنائع وترتيب الشرائع" للكاشاني، في الجزء المتعلق بكتاب الأشربة، ومع ذلك سوف أركز بشكل خاص علي القضية الأصلية وهي الجانب اللغوي (ويمكن الرجوع أيضا لكتاب ابن رشد الحفيد : بداية المجتهد ونهاية المقتصد، وكذلك طبقات بن سعد، ويمكن الرجوع أيضا لابن قدامة في موسوعته الفقهية الشاملة التي يعرض فيها المذهب الحنبلي، وفيه نجد تأكيدا للخلاف والأهم نجد اعترافا بأن الخمر كان يعني الصنف المسكر المصنوع من العنب)
    وقبل أن أترك افسح المجال للكاشاني أحب أن أشير إلي أنني أختتم بذلك مناقشتي للموضوع لأنها طالت أكثر من اللازم، ولست علي استعداد للانزلاق إلي التوسع تفريعات خارجة عن الموضوع الأصلي.

    [b]مقتطفات من كتاب بدائع الصنائع[/b]

    ولحسن الحظ أن الكتاب بدأ ببيان أسماء المشروبات المسكرة:
    (كتاب الاشربة)
    الكلام في هذا الكتاب في مواضع في بيان أسماء الاشربة المعروفة المسكرة وفى بيانها معانيها وفى بيان أحكامها وفى بيان حد السكر
    (أما) أسماؤها فالخمر والسكر والفضيح ونقيع الزبيب والطلاء والباذق والمنصف والمثلث والجمهوري وقد يسمى أبوسقيا والخليطان والمزر والجعة والبتع
    (أما) بيان معاني هذه الاسماء أما الخمر فهو اسم للنئ من ماء العنب إذا غلا واشتد وقذف بالزبد وهذا عند أبى حنيفة عليه الرحمة وعند أبى يوسف ومحمد عليهما الرحمة ماء العنب إذا غلا واشتد فقد صار خمرا أو ترتب عليه أحكام الخمر قذف بالزبد أو لم يقذف به (وجه) قولهما أن الركن فيها معنى الاسكار وذا يحصل بدون القذف بالزبد (وجه) قول أبى حنيفة رحمه الله أن معنى الاسكار لا يتكامل الا بالقذف بالزبد فلا يصير خمرا بدونه
    (وأما) السكر فهو اسم للنئ من ماء الرطب إذا غلا واشتد وقذف بالزبد أو لم يقذف على الاختلاف وأما التفضيخ فهو اسم للنئ من ماء البسر المنضوخ وهو المدقوق إذا غلا واشتد وقذف بالزبد أولا على الاختلاف
    (وأما) نقيع الزبيب فهو اسم للنئ من ماء الزبيب المنقوع في الماء حتى خرجت حلاوته إليه واشتد وقذف بالزبد أولا على الخلاف
    (وأما) الطلاء فهو اسم للمطبوخ من ماء العنب إذا ذهب أقل من الثلثين وصار مسكرا ويدخل تحت الباذق والمنصف لان الباذق هو المطبوخ أدنى طبخة من ماء العنب والمنصف هو المطبوع من ماء العنب إذا ذهب نصفه وبقى النصف وقيل الطلاء هو المثلث وهو المطبوخ من ماء العنب حتى ذهب ثلثاه وبقى معتقا وصار مسكرا
    (وأما) الجمهوري فهو المثلث يصب الماء بعد ما ذهب ثلثاه بالطبخ قدر الذاهب وهو الثلثان ثم يطبخ أدنى طبخة ويصير مسكرا
    (وأما) الخليطان فهما التمر والزبيب أو البسر والرطب إذا خلطا ونبذا حتى غليا واشتدا (وأما) المزر فهو اسم لنبيذ الذرة إذ صار مسكرا
    (وأما) الجعة فهو اسم لنبيذ الحنطة والشعير إذا صار مسكرا
    (وأما) البتع فهو اسم لنبيذ العسل إذا صار مسكرا هذا بيان معاني هذه الاسماء
    (وأما) بيان أحكام هذه الاشربة
    أما الخمر فيتعلق بها أحكام (منها) انه يحرم شرب قليلها وكثيرها الا عند الضرورة لانها محرمة العين فيستوى في الحرمة قليلها وكثيرها (والدليل) على أنها محرمة العين قوله سبحانه وتعالى رجس من عمل الشيطان وصف سبحانه وتعالى الخمر بكونها رجسا
    وغير المحرم لا يوصف به فهذا يدل على كونها محرمة في نفسها وقوله عز من قائل انما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة الاية فدل على حرمة السكر فحرمت عينها والسكر منها وقال عليه الصلاة والسلام حرمت الخمر لعينها قليلها وكثيرها والسكر من كل شراب

    (وأما) السكر والفضيخ ونقيع الزبيب فيحرم شرب قليلها وكثيرها لما روى عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال الخمر من هاتين الشجرتين وأشار عليه الصلاة والسلام إلى النخلة والكرمة والتى ههنا هو المستحق لاسم الخمر

    (وأما) المطبوخ من نبيذ التمر ونقيع الزبيب أدنى طبخة والمنصف منهما فيحل شربه ولا يحرم الا السكر منه وهو طاهر يجوز بيعه ويضمن متلفه وهذا قول أبى حنيفة وأبى يوسف رضى الله عنهما وعن محمد رحمه الله روايتان في رواية لا يحل شربه لكن لا يجب الحد الا بالسكر وفى رواية قال لا أحرمه ولكن لا أشرب منه

    (وأما) المثلث فنقول لا خلاف في أنه ما دام حلوا لا يسكر يحل شربه (وأما) المعتق المسكر فيحل شربه للتداوي واستمراء الطعام والتقوى على الطاعة عند أبى حنيفة وابى يوسف رضى الله عنهما وروى محمد رحمه الله أنه لا يحل وهو قول الشافعي رحمه الله.

    ويروي الكاشاني جانبا من الخلافات حول ما يروي من أحاديث ومواقف الصحابة:
    (ومنها) ما روى عن سيدنا على رضى الله تعالى عنه أنه أضاف قوما فسقاهم فسكر بعضهم فحده فقال الرجل تسقينى ثم تحدني فقال سيدنا على رضى الله عنه انما أحدك للسكر وروى هذا المذهب عن عبد الله بن عباس و عبد الله بن سيدنا عمر رضى الله تعالى عنهما أنه قال حين سئل عن النبيذ اشرب الواحد والاثنين والثلاثة فإذا خفت السكر فدع وإذا ثبت الاحلال من هؤلاء الكبار من الصحابة الكرام رضى الله تعالى عنهم فالقول بالتحريم يرجع إلى تفسيقهم وأنه بدعة ولهذا عد أبو حنيفة رضى الله عنه احلال المثلث من شرائط مذهب السنة والجماعة فقال في بيانها أن يفضل الشيخين ويحب الختنين وأن يرى المسح على الخفين وأن لا يحرم نبيذ الخمر لما أن في القول بتحريمه تفسيق كبار الصحابة رضى الله تعالى عنهم والكف عن تفسيقهم والامساك عن الطعن فيهم من شرائط السنة والجماعة (وأما) ما ورد من الاخبار ففيها طعن ثم بها تأويل ثم قول بموجبها (أما) الطعن فان يحيى بن معين رحمه الله قد ردها وقال لا تصح عن النبي عليه الصلاة والسلام وهو من نقلة الاحاديث فطعنه يوجب جرحا في الحديثين
    (وأما) التأويل فهو أنها محمولة على الشرب للتلهي توفيقا بين الدلائل صيانة لها عن التناقض
    (وأما) القول بالموجب فهو أن المسكر عندنا حرام وهو القدح الاخير لان المسكر ما يحصل به الاسكار وأنه يحصل بالقدح الاخير وهو حرام قليله وكثيره وهذا قول بموجب الاحاديث ان ثبتت بحمد الله تعالى
    (وأما) قولهم ان هذه الاشربة خمر لوجود معنى الخمر فيها وهو صفة مخامرة العقل قلنا اسم الخمر للنئ من ماء العنب إذا صار مسكرا حقيقة ولسائر الاشربة مجاز لان معنى الاسكار والمخامرة فيه كامل وفى غيره من الاشربة ناقص فكان حقيقة له مجازا لغيره وهذا لانه لو كان حقيقة لغيره لكان الامر لا يخلو من أحد وجهين اما أن يكون اسما مشتركا وأما أن يكون اسما عاما لا سبيل إلى الاول لان شرط الاشتراك اختلاف المعنى فالاسم المشترك ما يقع على مسميات مختلفة الحدود والحقائق كاسم العين ونحوها وههنا ما اختلف ولا سبيل إلى الثاني لان من شرط العموم أن تكون أفراد العموم متساوية في قبول المعنى الذى وضع له اللفظ لا متفاوتة ولم يوجد التساوى ههنا وإذا لم يكن بطريق الحقيقة تعين أنه بطريق المجاز فلا يتناولها مطلق اسم الخمر والله سبحانه وتعالى أعلم

    (وأما) الجمهوري فحكمه حكم المثلث لانه مثلث يرق بصب الماء عليه ثم يطبخ أدنى طبخة لئلا يفسد
    (وأما) الخليطان فحكمهما عند الاجتماع ما هو حكمهما عند الانفراد من النئ عنهما والمطبوخ وقد ذكرناه وقد روى عن رسول الله صلى الله عله وسلم أنه نهى عن شرب التمر والزبيب جميعا والزهو والرطب جميعا وهو محمول على النئ والسكر منه والله عزوجل أعلم وروى انه عليه الصلاة والسلام نهى عن نبيذ البسر والتمر والزبيب جميعا ولو طبخ أحدهما ثم صب قدح من النئ فيه أفسده سواء كان من جنسه أو خلاف جنسه.

    (وأما) المزر والجعة والبتع وما يتخذ من السكر والتين ونحو ذلك فيحل شربه عند أبى حنيفة رضى الله عنه قليلا كان أو كثيرا مطبوخا كان أو نيأ ولا يحد شاربه وان سكر
    قول ابى حنيفة رحمه الله ان الحرمة متعلقة بالخمرية لا تثبت الا بشدة والشدة لا توجد في هذه الاشربة فلا تثبت الحرمة والدليل على انعدام الخمرية أيضا ما روينا عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال الخمر من هاتين الشجرتين ذكر عليه الصلاة والسلام الخمر بلام الجنس فاقتضى اقتصار الخمرية على ما يتخذ من الشجرتين وانما لا يجب الحد وان سكر منه لانه سكر حصل بتناول شئ مباح وأنه لا يوجب الحد كالسكر الحاصل من تناول البنج والخبز في بعض البلاد


  7. #27
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21

    فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منذر أبو هواش مشاهدة المشاركة
    الأخ الفاضل صلاح العمروسي المحترم

    لا يمكن مصادرة رأي الآخرين، لكن ينبغي الرد على كل ما يثبت خطأه. لأننا لو تركنا اللغة والدين لكل من هب ودب يقول فيهما ما يشاء دون رد عليه لاندثرت اللغة وضاع الدين. كما أن الانتقال غير العلمي وغير المنطقي والمتفق مع الأهواء من موضوع لموضوع، وخلط الأصول بالفروع، وعدم إدراك القواعد المبني عليها كل علم، والقول بالرأي دون سند ... إلخ هو ما يجعل أي حوار في أي موضوع ديني كان أو علمي يصل إلى نقطة مسدودة.

    ودمتم

    منذر أبو هواش


    قال تعالى في الآية 59 من سورة النساء

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً

    صدق الله العظيم

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

  8. #28
    مترجم الصورة الرمزية عامرحريز
    تاريخ التسجيل
    16/10/2006
    العمر
    41
    المشاركات
    1,453
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منذر أبو هواش مشاهدة المشاركة
    قال تعالى في الآية 59 من سورة النساء

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً

    صدق الله العظيم
    إجابة شافية وافية.. تحيات ملؤوها الشفاء

    عامر حريز

+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •