Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
...... مبالاة

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: ...... مبالاة

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية fadya
    تاريخ التسجيل
    05/04/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    138
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي ...... مبالاة

    ....... مبالاة

    فاديا سعد


    صديقي:

    بشقِّ النفس استطعت التركيز على أمر هذه الرسالة، يكاد دماغي ينفجر بسبب الصخب المتواصل للأصوات، واختلاط مصدرها.

    في آخر رسالة كتبتها لي سألتني عن أحوالي، وهل ما زلت أمتلك الحماس اللازم لمهنة التعليم؟

    لقد تسرب منه الكثير يا صاح، فقط هذه الرياضة، التي كنا نمارسها معاً أيام الشباب، مازلت أزاولها، فأمشي مسافة كيلو مترين، متخذاً قبلة المنطقة هدفاً.

    ما عاد لدي الرغبة، أو القوة لتشجيع الجيل الجديد بمبارزات شعرية.

    أريد العودة عن الجملة الأخيرة لو سمحت لي، إذ أعتقد أن مسألة التشجيع لا تخضع لمفهوم الرغبة فقط، بل بمصطلح المبالاة.

    أتستغرب؟ نعم هو كذلك.. مبالاتي بالاخرين.

    شيء وحيد يذكرني بتاريخي.. بولعي الساذج لأمر "المبالاة": حملي المدونة الشعرية، ودفتر الملاحظات التي أخطها عن الطلاب. ذاك ما بقي من حماس صاحبك، وأرجو ألا أستيقظ يوماً لتكون هذه -اللا مبالاة- قد امتدت إلى المدونة لتأكل جزئي الأخير.

    هل حدثتك عن المبالاة بالآخرين؟ هذا الإحساس، الذي يغمرك من حيث لا تدري.. حرارة تملأ قلبك، تدفعك لترمي التحية عليهم.. تبش بصغار يلعبون.. تفرح لعاشقين مرا قربك، وتود أن تقدم لهما زنبقة.

    إحساس يدفعك لتربّت على كتف أحدهم، يذرف دمعة، وتنهمر بالمساعدة لمكروب أصابه.. شعور يدعوك للوثوب نحوه وقت يحتاجك، أو تشاركه فرحة حصلت عنده.
    إنه إحساس رائع بالفعل هذا الذي يدعى: "المبالاة"، وقد افتقدته مؤخراً.

    كنت تقول لي:
    "المستقبل للكيمياء والفيزياء" وأرد عليك:
    "بل للشعر أيها الجاف"
    وكنت تقول بثقة: سيكتشفون يوماً أن الحب تركيب كيميائي، وأن مشاعر الغرام مثيرات داخلية للشخص ذاته.. حينذاك سيضحكون من قيس وليلى وروميو وجولييت" بينما أنفخ في وجهك:
    "كش.."

    أعجب حقاً من تفسيرك للحب. كنت أستهجن سلوكك الخالي من اللطف، مع ذلك، كنت تحصل على الفتاة التي تريدها، وكنت متبجحاً، لا تهتم سوى بنفسك.

    أنت ضربت بالمبالاة عرض الحائط:
    "بلا بلد.. بلا بطيخ"
    "بلا حب.. بلا بطيخ" وتفلسف الأمر أكثر:
    " اللا مبالاة خليط كيميائي آخر بحاجة إلى تفاعلات معينة كي تنتعش"

    و المشكلة مع عقلك اللامبالي أنك تفوز.. في نهاية الأمر أنت فزت، وهذا يثير حفيظتي إلى حد:
    " الخلل إما بي أو بالناس أو .... أكفر!!"

    ذكرتني أن أسألك: ألم تعلمك الغربة درساً ما؟ ألا تحن ولو قليلاً لتمارس فكرة المبالاة؟ أما زلت تؤمن، ولو قليلاً بما كنت تفعله؟
    أنتظر ردك.


  2. #2
    شاعرة وكاتبة الصورة الرمزية زاهية بنت البحر
    تاريخ التسجيل
    15/11/2006
    المشاركات
    7,681
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي

    و المشكلة مع عقلك اللامبالي أنك تفوز.. في نهاية الأمر أنت فزت، وهذا يثير حفيظتي إلى حد:
    " الخلل إما بي أو بالناس أو .... أكفر!!"

    ربما كان الخلل بعدم استطاعة الآخر الوصول لعقل الآخر ولو قليلا، فيظل محجوبًا عنه بالغموض ،وهذا بتصوري أمر طبيعي فلكل إنسان عالم عقلي خاص به يفتح أبوابه لمن يشاء يومًا ويغلقها ربما دهرًا ،ولكن لن يكون هذا محبطًا يدعو إلى الكفر بأي حال من الأحوال مادام حتى العقل لايملك حريته كاملة ..أجد قلمًا واعيًا أحترم حاملته حدَّ الإعجاب..
    أهلا بك فاديا سعد أختي المكرمة
    أختك
    بنت البحر


  3. #3
    أديبة / قاصة
    سفيرة واتا في المغرب
    الصورة الرمزية صبيحة شبر
    تاريخ التسجيل
    25/09/2006
    العمر
    79
    المشاركات
    1,496
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    الاخت العزيزة فاديا سعيد
    نص جميل امتعني
    المبالاة بردود الاخرين على افعالنا هي التي تمنعنا احيانا
    ان نفعل ما نريد
    لهذا وجدنا في نصك الجميل ان الذين لايهتمون بموقف الاخرين من اعمالهم
    يحققون نجاحا اكبر من المبالين كثيرا

    ( ان مت يا وطني فقبر في مقابرك الكئيبة
    أقصى مناي
    ياريح ،، يا ابرا تخيط لي الشراع : متى أعود
    الى العراق ؟ متى أعود ؟ )

    للسياب

  4. #4
    عـضــو الصورة الرمزية fadya
    تاريخ التسجيل
    05/04/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    138
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    استاذة صبيحة
    وجودك ومرورك لهما نكهة صباح الربيع
    شكراً لك


  5. #5
    عـضــو الصورة الرمزية fadya
    تاريخ التسجيل
    05/04/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    138
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    بنت البحر
    أنت دائماً على الرحب والسعة في قلبي وموضوعي
    لكن لا ترعبك كلمة "كفر" فبطل قصتي بشر.


  6. #6
    كاتبة الصورة الرمزية ريمه الخاني
    تاريخ التسجيل
    04/01/2007
    المشاركات
    2,149
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي

    نعم دعيني اصفق لك غاليتي قد اجبت على سؤالي في قصتي
    لن اكتب ابدا
    او كلام ادباء
    كنت قد ادرجت فكرتي بطريقه اخرى
    قلمك امتعني جدا جدا
    تحية وتقدير

    [align=center]فرسان الثقافه[/align]

  7. #7
    أستاذ بارز الصورة الرمزية محمد فؤاد منصور
    تاريخ التسجيل
    10/05/2007
    العمر
    76
    المشاركات
    2,561
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي

    عزيزتى فادية
    أهنئك على هذا الطرح الثرى للتناقض بين أمرأة مبالية ورجل لايبالى بشئ ومع ذلك يربح دائماً ثم وقوفك حائرة فى منتصف المسافة بين الأثنين تتساءلين عما إذا كان مر الزمن قد دفعه ناحية المبالاة كما دفعك أنت ناحية اللامبالاة أى أنكما فى النهاية لابد أن تلتقيا فى نقطة ما.إن الأنسان المبالى تقيده حدود وتحده ضوابط ولذلك لاينطلق بنفس السرعة ولايحقق ذات النجاحات التى يحققها إنسان يصل إلى مايريد لأنه لايراعى أى ضوابط هنا يكمن حل اللغز وإجابة التساؤل عن سر النجاح الظاهرى الذى لايدوم طويلاً.
    قصتك مثيرة للشجون وتدفع العقل للتفكير ولغتك المشحونة بالأسى موظفة بشكل جيد لخدمة الفكرة.أهنئك وتقبلى تحياتى..
    دكتور/ محمد فؤاد منصور
    الأسكندرية
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


  8. #8
    شاعر ومترجم الصورة الرمزية أحمد الأقطش
    تاريخ التسجيل
    13/04/2007
    العمر
    43
    المشاركات
    1,061
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    سيدتي فاديا :
    لأنني أبالي فاسمحي لي أن أخبرك أن قصتك أرسلتني فوق الحياة قليلاً
    وأسلوبك في السرد أغرقني في "الولع الساذج" برهافة المشاعر الإنسانية ، التي لا نعرف قيمتها إلا بنقائضها

    سلمتِ سيدتي على هذا النص البديع

    يا حلوتي لا تغضبي إن كنت أخطأت الطريقة
    فأنـا صغير لم أزل أهـــوى الأحاديث الرقيقة
    أهوى العصافير الشجية والفراشات الطليقة
    إن شئت زخرفة القصائد بالحكايات الرشيقة
    فلتصفحي فالشعر يبعد خطوتين عن الحقيقة

    بيت الكاتب العربي
    http://www.arabworldbooks.com/authors/ahmed_aktash.htm
    شبكة الذاكرة الثقافية
    http://www.althakerah.net/authors.php?Id=1467

  9. #9
    عـضــو الصورة الرمزية fadya
    تاريخ التسجيل
    05/04/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    138
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    ريمة المتفوقة دائماً باللطف، الحس الأنثوي المبالي
    شكراً لك


  10. #10
    عـضــو الصورة الرمزية fadya
    تاريخ التسجيل
    05/04/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    138
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    د. محمد
    كم أحب القراءات الذكية والعميقة للنص.
    قراءتك كانت كذلك
    شكراً لك


  11. #11
    عـضــو الصورة الرمزية fadya
    تاريخ التسجيل
    05/04/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    138
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    أستاذ أحمد:
    لو لم تكن تبالي لما جاء توقيعك الحساس على النص.
    شكراً لمرور أناس مثلك.. مثلكم.


  12. #12
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي
    تاريخ التسجيل
    30/05/2007
    العمر
    64
    المشاركات
    102
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fadya مشاهدة المشاركة
    ....... مبالاة

    فاديا سعد


    صديقي:

    بشقِّ النفس استطعت التركيز على أمر هذه الرسالة، يكاد دماغي ينفجر بسبب الصخب المتواصل للأصوات، واختلاط مصدرها.

    في آخر رسالة كتبتها لي سألتني عن أحوالي، وهل ما زلت أمتلك الحماس اللازم لمهنة التعليم؟

    لقد تسرب منه الكثير يا صاح، فقط هذه الرياضة، التي كنا نمارسها معاً أيام الشباب، مازلت أزاولها، فأمشي مسافة كيلو مترين، متخذاً قبلة المنطقة هدفاً.

    ما عاد لدي الرغبة، أو القوة لتشجيع الجيل الجديد بمبارزات شعرية.

    أريد العودة عن الجملة الأخيرة لو سمحت لي، إذ أعتقد أن مسألة التشجيع لا تخضع لمفهوم الرغبة فقط، بل بمصطلح المبالاة.

    أتستغرب؟ نعم هو كذلك.. مبالاتي بالاخرين.

    شيء وحيد يذكرني بتاريخي.. بولعي الساذج لأمر "المبالاة": حملي المدونة الشعرية، ودفتر الملاحظات التي أخطها عن الطلاب. ذاك ما بقي من حماس صاحبك، وأرجو ألا أستيقظ يوماً لتكون هذه -اللا مبالاة- قد امتدت إلى المدونة لتأكل جزئي الأخير.

    هل حدثتك عن المبالاة بالآخرين؟ هذا الإحساس، الذي يغمرك من حيث لا تدري.. حرارة تملأ قلبك، تدفعك لترمي التحية عليهم.. تبش بصغار يلعبون.. تفرح لعاشقين مرا قربك، وتود أن تقدم لهما زنبقة.

    إحساس يدفعك لتربّت على كتف أحدهم، يذرف دمعة، وتنهمر بالمساعدة لمكروب أصابه.. شعور يدعوك للوثوب نحوه وقت يحتاجك، أو تشاركه فرحة حصلت عنده.
    إنه إحساس رائع بالفعل هذا الذي يدعى: "المبالاة"، وقد افتقدته مؤخراً.

    كنت تقول لي:
    "المستقبل للكيمياء والفيزياء" وأرد عليك:
    "بل للشعر أيها الجاف"
    وكنت تقول بثقة: سيكتشفون يوماً أن الحب تركيب كيميائي، وأن مشاعر الغرام مثيرات داخلية للشخص ذاته.. حينذاك سيضحكون من قيس وليلى وروميو وجولييت" بينما أنفخ في وجهك:
    "كش.."

    أعجب حقاً من تفسيرك للحب. كنت أستهجن سلوكك الخالي من اللطف، مع ذلك، كنت تحصل على الفتاة التي تريدها، وكنت متبجحاً، لا تهتم سوى بنفسك.

    أنت ضربت بالمبالاة عرض الحائط:
    "بلا بلد.. بلا بطيخ"
    "بلا حب.. بلا بطيخ" وتفلسف الأمر أكثر:
    " اللا مبالاة خليط كيميائي آخر بحاجة إلى تفاعلات معينة كي تنتعش"

    و المشكلة مع عقلك اللامبالي أنك تفوز.. في نهاية الأمر أنت فزت، وهذا يثير حفيظتي إلى حد:
    " الخلل إما بي أو بالناس أو .... أكفر!!"

    ذكرتني أن أسألك: ألم تعلمك الغربة درساً ما؟ ألا تحن ولو قليلاً لتمارس فكرة المبالاة؟ أما زلت تؤمن، ولو قليلاً بما كنت تفعله؟
    أنتظر ردك.

    أديبتنا الصادقة الأستاذة فاديا سعد

    أجدت الانتقال بنا بمهارة بين المشاعر بدءا بالحماس المتسرب ومرورا بالرغبة ثم وصولا إلى هذا الصراع الناشب متجسدا في لعبة شطرنج عجيبة لا تنتهي بكلمة "كش" لأن الطرف الآخر يجيد اللعب بقوانين أخرى ، و في مباراة مستمرة بين لامبالاة متبلدة جافة تترجم كل شيء في الحياة إلى معادلات رياضية ، ومبالاة متشبثة بأمل منتظرٍ رغم مايحوطها من إحباط هزائم معتادة!
    فهل تنجح الغربة بكل ما تحمل من معانٍ ثرية ، ودلالات شجية في تغيير المعادلة الصعبة ، وريّ القلب الجاف؟


    و لك أطيب تحياتي ، وأصدق ودعواتي



    مصطفى

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    مصطفى عراقي
    شاعر وباحث مصري

  13. #13
    عـضــو الصورة الرمزية fadya
    تاريخ التسجيل
    05/04/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    138
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    الأستاذ مصطفى:
    أشهد بظهور ارتقاء في: اللغة. القراءة، والتعليق.
    شكراً لك


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •