آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: كرامة الجيش اللبناني المهدورة

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي كرامة الجيش اللبناني المهدورة

    كشفت الصدامات الدموية التي وقعت طوال اليومين الماضيين في مخيم نهر البارد الفلسطيني عن مدي ارتباك قيادة الجيش اللبناني، وانعدام الرؤية السياسية لديها، واستئسادها علي الفلسطينيين وحدهم، وسقوطها في اول اختبار مواجهة حقيقي مع قوي ضعيفة من حيث العدد والعتاد بالمقارنة مع عديده وعتاده.
    فالخسائر التي وقعت في صفوف الجيش اللبناني، وفاقت الثلاثين قتيلا، تكشف عن ضعف استعدادات هذا الجيش وتدريبه، ولكنها لا تكشف في الوقت نفسه عن قوة وفاعلية فتح الاسلام هذه المجموعة الصغيرة التي لا يزيد عدد مقاتليها عن خمسمئة فرد في اكثر التقديرات تفاؤلا.
    قيادة الجيش اللبناني، وفي محاولة منها للتغطية علي هذا القصور الفاضح لجأت الي قصف المخيم بطريقة عشوائية انتقامية، مستهدفة المدنيين، ومستخدمة مدفعية ثقيلة في مواجهة اسلحة خفيفة غير مؤثرة، وهذا ما ادي الي تبخر التعاطف مع الجيش اللبناني في اوساط الكثيرين، باستثناء الطبقة السياسية اللبنانية الفاسدة التي تصدر دائما اخفاقاتها علي اطراف خارجية. حركة فتح الاسلام لم تجد الا الحد الادني من التعاطف من قبل معظم الوان الطيف السياسي في لبنان، في مقابل تضامن كاسح مع الجيش حتي في اوساط الغالبية الساحقة من الفلسطينيين الذين رأوا فيها حركة خارجة علي القانون تهدد السلم اللبناني، ولكن الاصطفاف اللبناني قصير النظر خلف الجيش، حتي اثناء قصفه العشوائي لمخيم نهر البارد، اثار المخاوف، في اوساط الحكماء اللبنانيين، وهم قلة للأسف، من وجود خطة لاشعال الحرب الاهلية الطائفية في لبنان، باستخدام المفجر الفلسطيني، تماما مثلما اشتعلت الحرب الاولي في منتصف السبعينات بالطريقة نفسها.
    اللافت ان الكثير من السياسيين ركز علي مسألة اساسية وهي ان كبرياء الجيش اللبناني خدشت، ولا بد من الثأر لها، ولكن الجيش اللبناني ليس جيشا عشائريا او قبليا، وانما من المفترض انه جيش محترف، يمثل اللبنانيين جميعا، ويضع مصلحة لبنان فوق كل الاعتبارات الاخري، ولا نعتقد ان تعامل الجيش، والقيادة السياسية اللبنانية مع ازمة حركة فتح الاسلام ، كان يرتقي الي مثل هذا التوصيف.
    من العيب القول بان حركة صغيرة مجهولة ليس لها اي جذور في النسيج اللبناني او الفلسطيني تجرح كبرياء جيش نظامي مزود بالدبابات والطائرات والمدفعية. والا لكان اعتداء رجل بالغ مفتول العضلات علي طفل دون الرابعة من عمره لانه تطاول عليه بكلمات نابية رد فعل شرعيا واخلاقيا مقبولا.
    ادارة الجيش للأزمة في نهر البارد كانت سيئة بكل المقاييس، وتكشف عن انعدام الخبرة، وغياب الحكمة، ورغبة دموية متأصلة بالانتقام. فخطف مجموعة لطائرة او سفينة لا يبرر قصفها واسقاطها او اغراقها.
    لبنان يعيش حالة من الاحتقان بسبب الانقسامات الحادة في صفوفه ليس بسبب فتح الاسلام وانما المحكمة الدولية، وهناك جهات لبنانية وغير لبنانية تريد تدميره وسورية والمنطقة بأسرها، سواء من خلال الاصرار علي تشكيل هذه المحكمة او وضع العقبات في طريقها.
    لا نختلف مع كل الذين يكررون عبر الفضائيات علي وطنية الجيش اللبناني، وكونه المؤسسة الوحيدة غير الطائفية في لبنان، فيكفي انه رفض الانجرار الي كل المعارك الجانبية التي حاولوا جره اليها، ولكن كرامة هذا الجيش ووطنيته ليست محصورة في قصف هذا المخيم او ذاك، ومطاردة مجموعة صغيرة هنا او هناك، وانما حماية البلاد من العدوان الخارجي، والاسرائيلي علي وجه الخصوص، وهذا ما لم يحدث حتي الآن.
    امر مؤسف ان نري النخبة السياسية اللبنانية تتحدث عن هيبة الدولة، وتتوحد جميعها ضد الفلسطينيين، تحت ذريعة الانتقام من فتح الاسلام ، وهي النخبة التي انقسمت في مواجهة العدوان الاسرائيلي علي لبنان، مثلما انقسمت علي المقاومة التي تصدت له، وكأن هؤلاء ليسوا عربا ومسلمين.
    لم نسمع سياسيا لبنانيا واحدا يعترض علي القصف العشوائي لمخيم نهر البارد الذي يضم اكثر من اربعين الف لاجئ انحشروا في اقل من كيلومتر مربع هربا من القصف المدفعي العشوائي وكأن هؤلاء ليسوا بشرا، ولا يوجد بينهم اطفال ونساء.
    عناصر فتح الاسلام ليسوا جميعا من الفلسطينيين، ولا يمثل هؤلاء الا اقل من ثلاثين في المئة منهم فقط، ومع ذلك يتعرض الفلسطينيون الي حملة تحريض غير مسبوقة من قبل السياسيين اللبنانيين في الجانبين.
    ما يجري اليوم في لبنان هو مجرد بروفة مصغرة لما يمكن ان يحدث في حال اقرار المحكمة الدولية من قبل مجلس الامن الدولي بإيعاز من الحكومة، فالجميع يتسلح، ويخزن الاسلحة، ويعبئ العناصر انتظارا للحرب الكبري. ومن الواضح جدا، ومن خلال المعالجة الامنية السيئة لأزمة مخيم نهر البارد، ان امكانيات تطويق الانفجار القادم محدودة ان لم تكن معدومة بالكامل.
    فتح الاسلام ليست لها علاقة مباشرة بتنظيم القاعدة ، وهي نتاج استغلال بشع للظرف اللبناني، وغياب الدولة المركزية القوية، وانقسام المجتمع اللبناني علي اسس طائفية صريحة وواضحة.
    وتتحمل النخب اللبنانية السياسية الفاسدة، التي تورث فسادها لابنائها، مثل الحكام العرب تماما، المسؤولية الاكبر عن تحويل لبنان الي دولة فاشلة تستقطب التطرف بكل انواعه، تماما مثل العراق والصومال وافغانستان. فالابقاء علي المخيمات الفلسطينية علي حالها المزري الراهن، حيث تنعدم الخدمات كليا، ويمنع علي الفلسطيني العمل في اكثر من ستين وظيفة علي الاقل، وادخال كيس اسمنت واحد لبناء غرفة جديدة لاستيعاب اطفاله او تزويج من بلغ الرشد منهم، هذا الوضع جعلها غيتوهات تطرف، ومناطق جذب لكل الرافضين للعجز العربي الرسمي بمختلف اشكاله.
    فمن غير المنطقي ان يجد الباكستاني والهندي والفلبيني العمل في لبنان في مختلف المجالات ولا يجد اللاجئ الفلسطيني في لبنان غير الخدمة في المنازل او الانضمام الي الجماعات المتطرفة لإطعام اطفاله الجوعي.
    واذا كان تنظيم فتح الاسلام ليست له علاقة مع القاعدة، فان التنظيم سيصل الي لبنان في الايام القريبة، ان لم يكن قد وصل فعلا، فالعائدون من العراق بدأوا يعودون الي بلادهم لتوظيف خبراتهم التي اكتسبوها بفاعلية ضد الانظمة الحاكمة المتواطئة مع الامريكان والاسرائيليين حسب تصنيفاتهم.
    العائدون من العراق سيكونون اخطر كثيرا من سابقيهم الذين عادوا من افغانستان، لان خبرة هؤلاء تأتي من مواجهتهم الجيش الامريكي الذي يعتبر الاكثر احترافية وخبرة وتسليحا في العالم بأسره، وهي مواجهة استمرت اكثر من اربع سنوات افشلوا خلالها المشروع الاحتلالي الامريكي، واسقطوا الحكم الطائفي في بغداد عمليا.
    ويؤسفنا ان نقول بان ادارة الجيش اللبناني لأزمة مخيم نهر البارد تصب في خدمة تنظيم القاعدة ، وتهيئ المناخ لإقامة قواعده في لبنان، والمخيمات الفلسطينية علي وجه التحديد، خاصة بعد ان اظهر بعض السياسيين اللبنانيين كما هائلا من قصر النظر وانعدام الرؤية في ردود فعلهم علي هذه الأزمة.
    لبنان يحتاج الي الحكمة والتعقل، حتي لا تمتد النيران الي بقية ثوبة، ومن المؤلم ان العقلاء في لبنان باتوا قلة، وضاع صوتهم في زحمة الاصوات المتشنجة والحاقدة المرتبطة بمشاريع خارجية لا تريد للبنان الخير، والاستمتاع بانتصاره الكبير علي الاسرائيليين في الصيف الماضي.
    عبد الباري عطوان

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  2. #2
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    24/05/2007
    العمر
    54
    المشاركات
    9
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    الا لدي سؤال مع علمي انه مكرر ومع حنقي على ما حصل وهو:
    اين كانت قوة جيش لبنان ابان هجوم الجيش الصهيوني؟
    اين كانت الخطوط الحمراء والهيبة ووو؟
    اين كانت القوى السياسية الان التي
    تنادي بالدفاع عن لبنان..وضد من؟
    اين كان الاعلام العربي قبل وبعد؟
    الا ترون اننا نعيش ازمة عقول سليمة؟
    شكرا للاستاذ غالب هذا القلم الرائع
    الذي يجبر القاريء مثلي
    ان يقرا له ويقرا له ويقرا له


  3. #3
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي

    الشكر لله ولكم اخي العتيبي
    جزاكم الله كل خير

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •