آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: غيرة

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية ابراهيم درغوثي
    تاريخ التسجيل
    04/12/2006
    المشاركات
    1,963
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي غيرة

    غيرة
    قصة قصيرة جدا
    ابراهيم درغوثي / تونس

    هو يعشق الحمام كثيرا ويطرب لهديله حد الجنون ، ولكنه يكره أن يراه مسجونا في قفص ، وان كان أوسع من الدنيا . فقد كبر وهو يعايش بيوت الحمام المبنية فوق السطوح ، وتربى على خفقات أجنحة الفراخ وسقسقتها في الأعشاش حين منه أمهاتها لتزقها نسغ الحياة . وكان يتوله عندما يرى الذكور تغازل الإناث ذاك الغزل الرقيق الذي يعجز عن مثله العشاق من بني البشر .
    ولكن ماذا يفعل ، وقد سكن المدينة ، واكترى شقة في عمارة . شقة أكبر بقليل من قفص .

    البارحة حدث زوجته عن إمكانية تربية زوج حمام في البيت . شهقت ، وقالت : زوج حمام . ولم تزد .
    وعاد إلى البيت محملا بقفص .
    قالت : هذا قفص عصافير . هل سنربي كنالو عوضا عن الحمام ؟
    قال : لا ، لقد أوصيت بائع طيور عن زوج حمام .
    في المساء ، عاد إلى المنزل جذلا . وضع زوج الحمام في القفص ، وجثا أمامهما .
    نظر إلى الجسم الرشيق الملفوف في ريش ناعم في لون البنفسج وقال : أكيد ، هذا هو الذكر .
    وتفحص العينين السوداوين ، والمنقار الأنيق ، والذيل الراقص ، وقال : وهذه الأنثى . لا بد أن تكون مغناجا أكثر من اللزوم .
    كانت زوجته تراقب المنظر عن قرب . وكانت تردد لنفسها : زوج حمام وفي هذه الشقة الصغيرة ...
    ولم ينم إلا بعدما سمع الهديل .

    هي : تزوجته منذ أكثر من سبعة أعوام . لم تكن تحبه . قالت لنفسها أكثر من مرة ، سيأتي الحب مع العشرة والألفة .
    ولم يصل الحب . كان القلب هائما في مكان آخر ، ورفض دعوتها . ترك قفص القلب فارغا ، فعاشت بلا قلب .
    البارحة ، طلقها النوم . كان زوجها يشخر .وكانت تستمع في سكون الليل ووحشته الى هديل الحمام الحزين . رأت على ضوء القمر الشاحب منقار الذكر وسط منقار أنثاه ، وسمعت أناته المخنوقة . رأت الضراعة في عينيه ، وراقبت دورانه حول الأنثى وهي تغنج وتطلب المزيد .
    قالت : أنا لا أطيق غزل الحمام . هذا أكثر مما أحتمل .
    وقامت تفتح باب القفص ...





    dargouthibahi@yahoo.fr
    www.arab-ewriters.com/darghothi/


  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية الشربيني المهندس
    تاريخ التسجيل
    05/10/2006
    المشاركات
    287
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    عنوان واضح ودال
    ولغة سهلة
    وسرد بسيط
    نصبح امام قصة جميلة
    لكنها ليست قصيرة حتي داخل قفص الغيرة ودلالة الحمام رمز الوفاء


  3. #3
    أستاذ بارز الصورة الرمزية ابراهيم درغوثي
    تاريخ التسجيل
    04/12/2006
    المشاركات
    1,963
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد على الشربيني المهندس

    شكرا سيدي على اطلالتك البهية على نصي
    وأملي أن لا تثي هذه الاطلالة غيرة الحاسدين
    مع المودة الدائمة


  4. #4
    شاعر الصورة الرمزية د. جمال مرسي
    تاريخ التسجيل
    01/12/2006
    المشاركات
    1,804
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    الأستاذ القاص ابراهيم درغوثي
    أسعد الله صباحك
    قصة محكمة الحبكة ذات دلالة واضحة
    كثير منهن أتعبهم الهديل و لكنهم ما فتحوا باب القفص
    فقد رضين بالعيشة داخله لأجل أفراخهن
    سعدت بالقراءة لك هذا الصباح


  5. #5
    أستاذ بارز الصورة الرمزية عبدالودود العمراني
    تاريخ التسجيل
    20/11/2006
    المشاركات
    712
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    صباح الخير سي برهوم،

    حرام عليك يا أخي. رأيت القصة على المنتديات فنقرت وتابعت إلى أن وصلت إليها... قرأت وأنا أبتسم كعادتي إلى أن وصلت إلى "..وتربى على خفقات أجنحة الفراخ وسقسقتها في الأعشاش.." فتذكرت دروس القراءة في الابتدائية والمعلم يكرر: زقزقة العصافير... وكنا نكرر بصوت واحد مزقزقين: زقزقة العصافير...
    فما باله سي برهوم أصبح يسقسق خارج السرب، وقد علمنا معلمنا أن نزقزق، وسكت عن أي سقسقة (مباحة كانت أم ممنوعة). لعله خطأ مطبعي، لكن ذلك الداهية سي برهوم الذي "يجنكل*" بالكلمات وحتى بالمعاني لا بد وأنه راجع نصه مرات قبل النشر، فقلت لنفسي ما يقوله "الفرنسيس**" عندما ينتابهم الشك:
    Il y a anguille sous roche***
    فرحت أبحث تحت الصخور، إلى أن وجدت في معاجم صخر (المحيط)نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    زَقزَقَ يُزَقْزِقُ زَقْزَقَةً وزَقْزَاقاً :- الطائرُ: صوّت؛ وقف العصفور عند شبَّاكنا وأخذ يزقزق.- الشخصُ: ضحك ضحكاً خفيفاً؛ زقزق لسماع المُلَح والطرائف.- الطائرُ فرخَه: زقّه؛ يظل الطائر يزقزق فراخه حتى تكبر وتطير.- الولدَ: رقّصه؛ زقْزقت الأمُّ ابنتَها.
    سَقْسَقَ يُسَقْسِقُ سَقْسَقَةً :- الطّائِرُ: صوّتَ بصوتٍ ضعيفٍ .- الطّائرُ: ذَرَقَ.

    تحية صباحية واتاوية (كما يقول الزملاء هنا)نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    عبدالودود


    * جنكل يجنكل: فعل من العامية التونسية مقتبس من الفعل الفرنسي (jongler) أي لعب بمهارة ودقة.
    ** الفرنسيون
    *** مقولة فرنسية ترجمتها الحرفية: هناك سمكة تحت الصخرة، ويمكن ترجمتها إلى: "لا بد أن هناك سر مخفى"

    وكم لله من لطف خفيّ يدق خفاه عن فهم الذكيّ
    وكم يسر أتى من بعد عسر ففرّج كربة القلب الشجيّ
    وكم أمر تُساء به صباحاً وتأتيك المسرّة بالعشيّ
    إذا ضاقت بك الأحوال يوماً فثق بالواحد الفرد العليّ
    جلال الدين النقّاش

  6. #6
    أستاذ بارز الصورة الرمزية ابراهيم درغوثي
    تاريخ التسجيل
    04/12/2006
    المشاركات
    1,963
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد

    عزيزي جمال
    أسعدتني اطلالتك
    وأسعدتني تعليقك الطريف على هذه القصة
    نعم يا أخي كثير وكثيرات رضين بالعيش وراء قضبان القفص
    أما أنا فقد أردت أن أفتحه لعل وعسى ...
    مودتي وشكري


  7. #7
    أستاذ بارز الصورة الرمزية ابراهيم درغوثي
    تاريخ التسجيل
    04/12/2006
    المشاركات
    1,963
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد

    عزيزي عبد الودود
    ما يدفئ القلب في هذا الشتاء طرافة ردودة على نصوصي .
    رائعة يا عزيزي هذه الردود لأنها لا تكتفي بالعادي بل تذهب
    الى آفاق أرحب في القراءة الجادة وحتى في البحث داخل القواميس .
    دمت مزقزقا في هذا هذا المنتدى الذي يشرفني حضورك فيه


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •