Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
هل سيطرت اللغة العبرية على لسان العرب في اسرائيل؟

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: هل سيطرت اللغة العبرية على لسان العرب في اسرائيل؟

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية نبيل عودة
    تاريخ التسجيل
    12/06/2007
    العمر
    77
    المشاركات
    52
    معدل تقييم المستوى
    17

    Smi28 هل سيطرت اللغة العبرية على لسان العرب في اسرائيل؟

    هل سيطرت اللغة العبرية على لسان العرب في اسرائيل؟
    بقلم : نبيل عودة
    هذا السؤال التلقائي الذي استنتجه الصحفي عكيفا إلدار من "هآرتس" في تغطيته لاجتماع عقد في القدس ، بمناسبة 40 سنة لتأسيس صندوق اسرائيل ، ولافتتاح المبنى الجديد للمدرسة المختلطة ( ثنائية اللغة) اليهودية العربية في القدس .
    يقول الصحفي إلدار ، ان المشاركين لم يذكروا الكلمات والاصطلاحات المثيرة للخلاف مثل "التهديد الديموغرافي " او "خطر الثنائية القومية " او "ترانسفير العرب في اسرائيل " ، ولكن ما سيطر على القاعة كان الاحتلال الاسرائيلي - وهذه المرة احتلال اللسان العبري للسان العربي .
    المستشرق البروفيسور أمنون كوهين ( من الجامعة العبرية) ، تساءل اذا كانت " ثنائية اللغة" تختصر الفجوات وتخفي الخلاف بين متكلمي اللغتين ، او انها على العكس ، تشكل اداة لابراز خلاف الرأي .
    وطرح سؤال :" هل الثنائية اللغوية تهدد الخصوصية الثقافية للمتحدثين باللغة العربية الذين يعيشون داخل بحر يتحدث بالعبرية في اسرائيل ؟ .. وماذا حققت اللغة القديمة – الجديدة ( العبرية) للستة ملايين مواطن يهودي في الدولة الشابة ، للغة ( العربية ) المتأصلة في افواه 250 مليون شخص "؟
    في دولة اسرائيل اليوم، اتقان اللغة العبرية هو شرط اولي لنجاح عربي مواطن في اسرائيل ، في جميع المجالات . ومعرفة اللغة الانجليزية هي شرط للتقدم الاكاديمي ، اللغة الام العربية ، لغة الوطن الفلسطيني ، تنحسر الى المكان الثالث ، والهامشي في المجتمع العربي ، وخاصة المجتمع القروي . حتى ابن خلدون كتب في عصره بأن : " لغة الأمة المغلوبة– مغلوبة ، ولغة الأمة الغالبة – غالبة "
    المؤرخ الدكتور عادل مناع مدير "المركز لابحاث المجتمع العربي " في معهد فان لير في القدس ، تحدث باللقاء بان "تجربته الاولى كابن للأقلية العربية كانت في الجامعة ، وحتى وصل للاكاديميا ، تعلم وتحدث بالعربية ، وان الواقع الذي التقى به كان بعيداً عن وعود " وثيقة الاستقلال " .- ( جاء في ميثاق استقلال دولة اسرائيل أن الدولة :" تقيم المساواة التامة في الحقوق اجتماعياً وسياسياً بين جميع رعاياها من غير تغيير في الدين والعنصر والجنس وتؤمن حرية الأديان والضمير والكلام والتعليم والثقافة")
    ومع ذلك ، اضاف مناع انتقاداً :" ان اتقان اللغة العبرية والنجاح في الدراسة ، ليسوا ضمانة لنجاح العربي في الاكاديميا الاسرائيلية" . وواصل يقول انه :" حتى اليوم لم يعين أي عربي لمحاضر كبير في قسم الشرق الاوسط ، وحتى في قسم اللغة العربية في الجامعة العبرية " . وأضاف :" ماذا كنتم ستقولون لو انه في قسم تاريخ الشعب اليهودي في برينستون او ييل لا يوجد أي محاضر يهودي ؟" .
    وقال مناع :" انه يعرف اكثر واكثر اكاديميين عرب ، يفكرون بالعبرية حين يتحدثون بالعربية " . وتحدث قائلاً بانه :" كان شاهداً لموقف مخجل عندما حاضر عربي اسرائيلي يعد للدكتوراة امام جمهور عربي ، ولم ينجح بان يلفظ حتى جملة واحدة بالعربية ، دون اصطلاحات عبرية " . ورغم ان العريف عاد واكد للمحاضر مرات عدة انه في القاعة مواطنين من المناطق (الفلسطينية ) لا يعرفون العبرية ، ومع ذلك معد الدكتوراة لم ينجح ان يخرج الكلمات الصحيحة باللغة العربية ، واخيراً جمع اوراقه وغادر المنصة " .
    واشار الباحث مناع الى ان انتصار العبرية بارز بشكل خاص في المدن المختلطة، وفي اوساط الطائفة الدرزية والبدو .
    للوهلة الاولى يمكن تفسير ذلك بسبب خدمتهم بالجيش الاسرائيلي ،ولكن هذه الحجة واهية تماما . لا بد من دراسة هذه الظاهرة بشكل يأخذ أيضا برامج التعليم ، وخاصة تعليم اللغة العربية ومستوى هذا التعليم ، وجاهزية المعلمين وقدراتهم على التعليم ، وأعرف مثلا معلمي لغة عربية في مدارس عربية في المثلث والجليل عملوا معي كمراسلين صحفيين ، مستواهم اللغوي مأساوي تماما ، وبالكاد يكتبون لغة صحيحة ومفهومة . وكنت شخصيا قد شاركت ، قبل أشهر قليلة ، بيوم اللغة العربية في مدرسة ابتدائية في الناصرة ، ووقع من نصيبي الصف السادس ، وتوقعت من الطلاب مستوى معرفة فوق المتوسط ، فانا في جيلهم قرأت نجيب محفوظ ، واحسان عبد القدوس وتوفيق الحكيم ومحمد عبد الحليم عبدالله وكتابات جبران ونعيمة وبعض كتبات مارون عبود ، وأدب سوفياتي مترجم وعشرات روايات الهلال المترجمة وصحف عربية مختلفة . وقد فوجئت انهم لا يلمون حتى بقراءة نص واحد بشكل صحيح ( مثلا قصة للصغار )، وفهمهم للمقروء يعاني من التباسات حادة ، وانهم عدا وظائفهم المدرسية ، لا يقرأون شيئا ، بعضهم كشف ان مكتبة المدرسة مغلقة . المعلم المتواجد في الصف أصر انها مفتوحة دائما للطلاب ، الطلاب تكلموا باندفاع وحماس ان المكتبة لم تفتح ابوابها منذ منتصف السنة الدراسية الماضية . بالطبع المكتبة المدرسية ليست هي الحل للمشكلة ، البيت أيضا يفتقر لمضامين هامة في التربية . بيت بلا مكتبة ليس بيتا لأبناء البشر. هذا الجيل سيكون أسوأ من آبائه ، ونحن ، ممارسي الكتابة نعيش هذه المأساة ، وتجعلنا نفقد كل توهج للدخول في ابداع جديد ، النشر يكلف ولا يوجد مردود لتجديد قدرتنا على نشر اعمال جديدة ، فلمن نكتب؟
    كذلك لا يمكن تجاهل ظاهرة الفضائيات العربية التي تضاعف الجهل والغيبية ببرامجها ، والانترنت الذي يستعمل في اتجاهات غير تربوية وغير تعليمية بغياب التوجيه وبضحالة ثقافة الوالدين اساسا ، وبضعف برامج التعليم والحالة المزرية للعديد من المدارس .وأجد نفسي مضطرا هنا للمصارحة .
    حررت خلال سنتين مجلة للطلاب الابتدائيين، كان يشارك بكتابة موادها الأساسية الطلاب انفسهم . وقد انكشف واقع التعليم ومستواه بسهولة أمامي . وتبين لي ان المدارس الأهلية ، مدارس الارساليات المسيحية ، في الناصرة والى حد ما حيفا ، هي الأفضل والأرفع في مستوى الطلاب ( وبالطبع مستوى التعليم والاهتمام بالطالب) . وبشكل عام مستوى المدارس الحكومية في الناصرة مقبول .. كذلك الوضع في مدارس بعض قرى وبلدات عربية في الجليل والمثلث مثل كفرياسيف والرامة وام الفحم وباقة الغربية وغيرها مع تفاوت كبير في مدارس نفس البلدة ، بعضها ما دون المتوسط وما دون الحد الأدنى المطلوب لمدارس ابتدائية .. طبعا هناك تفاوت بين الطلاب أنفسهم .. نجد طلابا بمستوى عشر نقاط ، حتى في مدارس متدنية بمستواها بشكل عام ،وبنفس الصفوف نجد طلابا لا يتعدون النقاط الخمسة الأولى.وانا أميل هنا لرؤية تأثير البيت وأهميته في تطوير قدرة الطالب . وهذا ينسحب على اللغة العربية وتأصلها في ذاكرة الطلاب ولسانهم .واكتشفت ان بعض المدارس ، جعلت موضوع المطالعة العامة نهجا مكملا للتعليم ، وبالفعل كان طلابها الأبرع في الكتابة والتعبير اللغوي والابداع الأدبي وأيضا الابداع العلمي في كافة المواضيع .وبعض المدارس خاضت تجارب فريدة من نوعها ، اذ أدخلت موضوع الموسيقى الكلاسيكية والعربية ، مع معلمين مستقلين ومنهم المهاجرين الروس الجدد الذي وصلوا الى اسرائيل ويتمتعون بمستويات موسيقية راقية جدا ، وباسلوب تعليمي علمي كامل ، وكان من الممتع ان تسمع الطلاب في الصفوف الابتدائية المتقدمة يشرحون قطعا موسيقية لكبار الملحنين الكلاسيكيين ، وقاد هذا البرنامج الى اكتشاف عشرات الموهوبين موسيقيا ، وبعضهم اليوم من الأسماء التي تنطلق الى آفاق حدودها السماء ، وأيضا من لم يختار الموسيقى حقق تقدما في سائر المواد التعليمية ، ولم تشكل الموسيقى عبئا جديدا على التعليم ، بل نافذة ثقافية حضارية ، وسعت عالم الطلاب ومداركهم وقدراتهم على التعبير والكتابة والتقدم العلمي والانفتاح على ثقافتهم والثقافات العالمية .
    وهو مشروع بدأه انسان قمة في الذكاء والقدرة على العطاء والدفع ، المهندس والمربي والنشيط في اعداد برامج التثقيف الموسيقي للطلاب والشباب دعيبس عبود أشقر ، احد الأصدقاء المقربين للمرحوم ادوارد سعيد ، ووالد العازف الذي انطلق الى العالمية ، وبات من عازفي البيانو الأكثر شهرة عالميا وأعني سليم عبود أشقر.
    ****
    في اللقاء اياه تحدث الصحفي رفيق حلبي واشتكى من انه لا ينجح بان يدفع ابنيه بقول جملتين بلغة عربية نظيفة من العبرية. وقال ان والده لم يكن يعرف الا خمس كلمات عبرية بسبب علاقته التجارية كصاحب دكان مع بلدة يهودية . واشار الى كلمات عربية دخلت للغة العبرية بلفظ مشوه ، أصبحت تستعمل من العرب باللفظ العبري المشوه. الى جانب ان الملمين جيدا بالعربية أصبحوا يستعملون في حديثهم اللغتين ، حتى مع زوجاتهم ، بجمل نصفها عبري ونصفها عربي .وقال حلبي انه في قرية شركسية ، يصلون بالمسجد بالعربية ، ولكن يخرجون ويواصلون حياتهم اليومية باللغة العبرية. واشار الى ان أكثر اللافتات على المحلات في القرى العربية مكتوبة بالعبرية ، ليس لأن زبائنهم يهود ، بل هي صورة عن مأساة العرب في اسرائيل.

    واشار حلبي انه " ليست فقط لغة اليهود تسيطر على العرب ، وانما الموسيقى أيضا والملابس ، والسينما . وقال انه " يرى بالتنازل عن لغة الأم تنازلا عن جزء من الهوية. وان من يفقد هويته، هو انسان ضائع".
    البحث تناول تجارب اخرى من اكاديميين عرب وادباء عرب ...
    ولكني رأيت ان أسجل بالأساس الموضوع الأكثر اقلاقا . هل هزمت اللغة العربية في اسرائيل؟
    بالطبع لست في باب اعطاء الجواب الحاسم . فالأجوبة الحاسمة باتت مقولات لسياسيينا الأفاضل .انما أنوي طرح جوانب مختلفة من هذه الاشكالية المرعبة بكل المقاييسس .
    واعترف انا مثلا اني اكتسبت ثقافتي العربية بجهدي الذاتي ، وبتشجيع ودفع من والدتي بالأساس ، حتى اتقنت القراءة وعشقتها وانا في الصف الثالث ، ولكني واصلت دراستي الثانوية بمدرسة عبرية ، وزملائي العرب بنفس الصف غير قادرين اليوم على صياغة رسالة بعشرة اسطر بلغة عربية غير مكسرة وبجمل واضحة مكتملة .
    حقا لا أعرف القواعد العربية او قواعد النحو والاعراب ، وقدراتي اللغوية الصياغية لا لبس فيها ، وأكثر ما أنشره لا يمر على مصحح لغوي ، لذلك أواجه أحيانا بانتقادات من بعض التافهين المتحالين بجدول جارتهم . لو كان فيهم بعض العقل لميزوا على الأقل بين الصياغة اللغوية الكاملة والسليمة نصا وفكرا، في طرح الرؤية والموقف الواضح بلغة يسيرة على الفهم ، وبين بعض قليل من أخطاء في القواعد ، لا تؤثر على المضمون . أعرف ان لغتي ممتازة ،وانا لست قلقا من الانتقاد ، وليت منتقدي لغتي يلمون ببعض ثراء لغتي كلمات وفكرا وتعبيرا.
    ولكن لست انا المشكلة ، وليست قدراتي اللغوية هي النقاش المطروح ..
    في دراسة فريدة من نوعها ، للمحاضر في قسم اللغة العربية في جامعة تل أبيب ، الناقد الدكتور سليمان جبران ، وحملت عنوان " على هامش التجديد والتقييد في اللغة العربية المعاصرة" طرح العوامل المؤثرة سلبا وايجابا .
    يطرح د. سليمان جبران تساؤل زميل مترجم مواد تعليمية من العبرية الى العربية ، يسأل :" كيف تطورت اللغة العبرية ، في مدة قصيرة نسبيا ، من "لغة ميتة" الى لغة عصرية تماما ، بينما تعرج لغتنا وراء الحضارة المعاصرة بصعوبة؟"
    ويضيف الزميل :"أترجم من العبرية الى العربية فأجد عشرات بل مئات من المصطلحات الحديثة وجدوا لها البديل العبري حتى شاع على الألسن ، بينما يصعب وأحيانا يتعذر علي ايجاد البديل العربي المناسب ، رغم استعانتي بكل القواميس المتاحة " .
    ويكتب الدكتور جبران :" الواقع ان العبرية تعاني أيضا كثيرا في لحاقها بالثورة الفكرية والتكنلوجية المعاصرة، وغالبا ما يدور الجدل هناك أيضا بين المجددين والمحافظين، بين من يتبنى المصطلح الأجنبي بعلاته ومن يحافظ على العبرية و"نقائها" دون هوادة" . ويصل للشرح : "علينا الأعتراف ان العبرية تطورت فعلا أكثر من العربية في المئة سنة الأخيرة " ويضيف : " الدليل على ذلك ان الترجمة من اللغات الأجنبية ، الانجليزية مثلا ، الى العبرية ، أسهل بكثير من الترجمة الى العربية، سواء من حيث المصطلحات أو مباني الجمل أيضا".
    ويستنتج :" السبب الأول في رأينا ، وليس الأهم بالضرورة ، ان العبرية أكثر طواعية من العربية، فالعبرية " تخلصت " منذ عهد بعيد من حركة الآخر وعلامات الاعراب الأخرى ، كما حدث في لغتنا المحكية . وعلاماتى الاعراب ، كما لا يخفى على كل مهتم باللغة العربية، عبء على الكاتب والقارئ والمترجم. ثم ان نحو العبرية الحديثة سهل طيع ، تكاد تصوغ الجملة فيه كما ترغب ، دونما خوف من الوقوع في "الممنوع " أو غير المألوف ، على الأقل".
    ويقول : " ان نحو لغتنا الفصيحة بقي صارما ، تحكمه القواعد التي وضعها سيبويه وأقرانه منذ مئات السنين ، فيما عدا تغييرات طفيفة أملتها الحياة المعاصرة، ويعتبرها " الغيورون" خروجا على اللغة طبعا".
    وتسائل : " هل هناك لغة حديثة يحكمها نحو وضعوه قبل مئات السنين، ولم يؤلف فيما بعد - في رأينا- نحو حديث يتناول ضبط اللغة الحديثة؟ كيف يمكن للغتنا ان تخضع لسيبويه والكسائي الى أبد الآبدين" ؟
    ويواصل د. جبران بحثة الممتاز : " السبب الثاني ، وهو الأهم في نظرنا ، هو سبب انساني ، فالقائمون على اللغة ، والفكر عامة ، في اسرائيل ، يتصلون بالغرب واللغات والثقافات الأجنبية اتصالا مباشرا، ونقل الحضارة الغربية من تكنلوجيا وثقافات وآداب ، يكاد يتزامن مع نشوء هذه الحضارة في مجتمعاتها الأصلية هناك" .
    يفسر د. جبران ذلك بسهولة نقل المستحدثات في اللغة العبرية وترويجها ونشاط اكاديمية اللغة العبرية وصوتها المسموع.
    ويقارن ذلك مع وضع اللغة العربية المختلف .:" عالم مترامي الأطراف . اذاعات وفضائيات وصحف لا تعد ولا تحصى ، ومجامع لغوية بدل مجمع واحد مشترك. وصوتها لا يكاد يسمع" .ويستنتج ان اللغة العربية لا تتطور بمساعدة المؤسسات والهيئات ، بل يمكن القول انها تتطور رغم المؤسسات ورغم " اللغويين " الذين يعترضون على كل تجديد في المعجم أو النحو، كانما التجديد عمل منكر".
    اذا كانت هذه هي حال اللغة العربية في موطنها ، فماذا تنتظرون ممن واجه سياسة تجهيل مريعة في السنوات الاولى للدولة يوم كان يفصل كل معلم وطني أو لا يتماثل مع السلطة ؟
    ومع ذلك كان مستوى التعليم ، رغم الارهاب المسلط فوق رؤوس المعلمين ، خاصة في اللغة العربية ،أرقى من مستواه اليوم .
    وكان النشاط الثقافي الحزبي ( الشيوعي في وقته) واسعا ومربيا ومعوضا على نقص وشح المصادر الأدبية العربية ، وجعل من الثقافة الوطنية مهمة سياسية اجتماعية حضارية لها اولوية عظمى ، فأصدر أفضل مجلة ثقافية عربية ،مجلة " الجديد " ربما الأفضل عربيا حتى اليوم (كان من أبرز محرريها المؤرخ والناقد والقائد الشيوعي اميل توما ، الباحث والمفكر جبرا نقولا ،الشاعروالكاتب عيسى لوباني الشاعر محمود درويش ، الشاعر والمفكر سالم جبران وباقة كبيرة من الأدباء والمفكرين البارزين من العرب في اسرائيل ، وتوقفت مع تضعضع أوضاع الحزب) وكانت صحيفة "الاتحاد" ( الشيوعية أيضا ) مدرسة ثقافية أدبية سياسية فكرية نقدية ، ظل منها اليوم اسمها فقط . وكانت منظمة الشبيبة الشيوعية ، مدرسة نضالية وتعليمية للغة العربية والثقافة والفكر والمجتمع للشباب الطلائعيين . ومن يقرأ كتاب "عرب طيبون" للباحث هيلل كوهين من الجامعة العبرية ، يكتشف الدور المذهل في أهميته الذي لعبه الشيوعيون في الأنقاذ الوطني والثقافي للأقلية العربية في اسرائيل من براثن سياسة التجهيل والعدمية القومية والترحيل ومصادرة الأرض .
    انا اشتغلت مضطرا ، بعد دراستي للفلسفة والعلوم الاجتماعية ، حدادا ،لأني استبعدت من الوظائف الرسمية بسبب قناعاتي السياسية ( الشيوعية في وقته ) وتقدمت مهنيا لأصبح مديرا لنوعية الانتاج ، وبعدها مديرا للعمل بالصناعات الثقيلة ، ومديرا للانتاج في أكبر مصانع الفولاذ في اسرائيل ، وما زلت مستشارا للكثير من المقاولين الذين يطلبون مساعدتي وخبرتي المهنية في الانتاج والتركيب.
    الذي اريد ان أقوله اني لم استطع استعمال اللغة العربية في مهنتي ، لم أجد التعابير التي يمكن ان انقل فيها معارفي التكنلوجية والمهنية ، وأكثر من ذلك لا اعرف كيف اشرح خارطة أو خطة عمل باللغة العربية للمهنيين ، أجد نفسي ، انا عاشق اللغة العربية والغيور عليها .. مضطرا للخلط .. نتفاهم عموما بالعربية ونستعمل المصطلحات المهنية العبرية لشرح العمل وطرق تنفيذه ، وكم أجهدت نفسي في محاولات ايجاد تعابير مهنية عربية ، وقد وجدت ان كل مجموعة سكانية عربية تستعمل تعابير مختلفة عن الآخرين ، وغير مفهومة لي أو للآخرين ( مثلا الأردنيين والفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية الذين عملوا معي ، كانوا يستعملون تسميات عربية لم أجدها قابلة للفهم وللتطبيق ).
    ان مساحة اللغة العربية في حياتنا داخل اسرائيل لا تتعدى 20% من ساعات يومنا ، وعلى الأقل 50% من وقتنا نفكر ونتحدث بالعبرية مع بعض الخلط لكلمات عربية . هذا عدا اعتمادنا على الأخبار والتقارير الاخبارية الراقية والمثيرة بالعبرية ، حيث النقد وعدم الصمت على تجاوزات المسؤولين الرسميين او غير الرسميين ، ولا أظن ان له مثيلا حتى في الغرب الدمقراطي.
    والسؤال الرهيب أكثر : هل حال اللغة العربية في مواطنها العربية أفضل من حال اللغة العربية في اسرائيل ؟
    كم من المواطنين العرب ملمين بلغة عربية سليمة ؟
    وما هي نسبة المواطنين العرب الذين يعرفون لغة الاعلام ( اللغة العربية الفصحى السهلة ) ويفهمونها ؟
    عندما يكون 80% من سكان العالم العربي فقراء أو تحت خط الفقر ، فهل يحتاجون الى تعلم لغة ما ، عربية أو غيرها؟
    وعندم تصل نسبة الأمية في القرن الواحد والعشرين ، قرن الحضارات المنطلقة للفضاء الكوني بكل اتساعه الى 70% في العالم العربي (النسبة أعظم بين النساء ) ، فأي قيمة تبقى للغة ، حتى بالنسبة لمن يفكون الحرف ويحسبون مع غير الأميين ..؟
    وماذا نسمي اكاديميين لا شيء يربطهم بلغتهم وثقافتهم ؟
    من هنا أيضا أفهم خوف العرب من التطبيع ... الثقافة الدخيلة واللغة الدخيلة ، أكثر جاهزية للتقدم والحياة من الثقافة العربية المنغلقة فكريا ولغويا. وحالة العرب في اسرائيل ، حيث نسبة الأمية تكاد تقترب من الصفر، ونسبة التعليم الجامعي مرتفعة ، الا ان لغتهم لا تشكل تحديا حضاريا للغة العبرية ، للأسباب التي ذكرتها. وما زلنا نبحث عن المصادر الممتازة بالعبرية ، ليس فقط لعدم وجودها بالعربية ، انما لأن العبرية أكثر دقة في الترجمة وسهولة الفهم ، وكنت قد كتبت سابقا عن حالة واجهتني مع كتاب "الاستشراق" لادوارد سعيد ، ترجمه بروفسور عربي للغة العربية ، لم انجح بفهم طروحات سعيد ولغة الكتاب العربية المعقدة ، فقرأته بالعبرية بلغة رائعة سهلة وواضحة . الى جانب حقيقة ان أجمل ابداعات الأدب والفكر والأبحاث والعلوم تصدر بالعبرية فورا بعد ظهورها في اللغات الأجنبية . واذا صدرت متأخرة باللغة العربية ، فهي تكون بلغة مقعرة او مفككة ، متعبة للقراءة. فهل اصاب ابن خلدون بقولة لغة الأمة الغالبة – غالبة ، ولغة الأمة المغلوبة – مغلوبة ؟!
    ان اندثار اللغة العربية مسألة وقت اذا لم يتغير الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي للعالم العربي ، نحو نهضة اقتصادية اجتماعية علمية و ثقافية ولغوية .


    نبيل عودة – كاتب ، ناقد واعلامي – الناصرة
    nabiloudeh@gmail.com


  2. #2
    شاعرة
    نائب المدير العام
    الصورة الرمزية مقبوله عبد الحليم
    تاريخ التسجيل
    06/07/2007
    العمر
    64
    المشاركات
    5,481
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    ان اندثار اللغة العربية مسألة وقت اذا لم يتغير الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي للعالم العربي ، نحو نهضة اقتصادية اجتماعية علمية و ثقافية ولغوية .

    الأستاذ نبيل عودة المحترم

    " ما دام كتاب الله موجودا فلن تندثر العربية أبدا لأنه كتابها ومنه خرجت ومنه انبثقت وفيه ستبقى " القرآن الكريم " فليعد اليه كل من خانته الذاكره
    وللأمة العربية والعالم العربي أقول وثقوا اللغة العربية في قلوب ابنائكم بتحفيظهم لكتاب الله فليس أفضل منه وأصدق منه معلما وليس غير لغته لغة .....فمن حفظها كما نزلت فلن ينسحب لسانه لغيرها



    دمت بألف خير

    دع عنك لومي " كي أكون كما أنا = إني كمثل الورد في البستان
    لا تعتقد أن السنين عدوتي = إن السنين تزفني من ثانِ
    كيما أكون على النساء أميرة = ويفوح عطر الورد من شرياني

  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية نبيل عودة
    تاريخ التسجيل
    12/06/2007
    العمر
    77
    المشاركات
    52
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيل عودة مشاهدة المشاركة
    هل سيطرت اللغة العبرية على لسان العرب في اسرائيل؟
    بقلم : نبيل عودة
    هذا السؤال التلقائي الذي استنتجه الصحفي عكيفا إلدار من "هآرتس" في تغطيته لاجتماع عقد في القدس ، بمناسبة 40 سنة لتأسيس صندوق اسرائيل ، ولافتتاح المبنى الجديد للمدرسة المختلطة ( ثنائية اللغة) اليهودية العربية في القدس .
    يقول الصحفي إلدار ، ان المشاركين لم يذكروا الكلمات والاصطلاحات المثيرة للخلاف مثل "التهديد الديموغرافي " او "خطر الثنائية القومية " او "ترانسفير العرب في اسرائيل " ، ولكن ما سيطر على القاعة كان الاحتلال الاسرائيلي - وهذه المرة احتلال اللسان العبري للسان العربي .
    المستشرق البروفيسور أمنون كوهين ( من الجامعة العبرية) ، تساءل اذا كانت " ثنائية اللغة" تختصر الفجوات وتخفي الخلاف بين متكلمي اللغتين ، او انها على العكس ، تشكل اداة لابراز خلاف الرأي .
    وطرح سؤال :" هل الثنائية اللغوية تهدد الخصوصية الثقافية للمتحدثين باللغة العربية الذين يعيشون داخل بحر يتحدث بالعبرية في اسرائيل ؟ .. وماذا حققت اللغة القديمة – الجديدة ( العبرية) للستة ملايين مواطن يهودي في الدولة الشابة ، للغة ( العربية ) المتأصلة في افواه 250 مليون شخص "؟
    في دولة اسرائيل اليوم، اتقان اللغة العبرية هو شرط اولي لنجاح عربي مواطن في اسرائيل ، في جميع المجالات . ومعرفة اللغة الانجليزية هي شرط للتقدم الاكاديمي ، اللغة الام العربية ، لغة الوطن الفلسطيني ، تنحسر الى المكان الثالث ، والهامشي في المجتمع العربي ، وخاصة المجتمع القروي . حتى ابن خلدون كتب في عصره بأن : " لغة الأمة المغلوبة– مغلوبة ، ولغة الأمة الغالبة – غالبة "
    المؤرخ الدكتور عادل مناع مدير "المركز لابحاث المجتمع العربي " في معهد فان لير في القدس ، تحدث باللقاء بان "تجربته الاولى كابن للأقلية العربية كانت في الجامعة ، وحتى وصل للاكاديميا ، تعلم وتحدث بالعربية ، وان الواقع الذي التقى به كان بعيداً عن وعود " وثيقة الاستقلال " .- ( جاء في ميثاق استقلال دولة اسرائيل أن الدولة :" تقيم المساواة التامة في الحقوق اجتماعياً وسياسياً بين جميع رعاياها من غير تغيير في الدين والعنصر والجنس وتؤمن حرية الأديان والضمير والكلام والتعليم والثقافة")
    ومع ذلك ، اضاف مناع انتقاداً :" ان اتقان اللغة العبرية والنجاح في الدراسة ، ليسوا ضمانة لنجاح العربي في الاكاديميا الاسرائيلية" . وواصل يقول انه :" حتى اليوم لم يعين أي عربي لمحاضر كبير في قسم الشرق الاوسط ، وحتى في قسم اللغة العربية في الجامعة العبرية " . وأضاف :" ماذا كنتم ستقولون لو انه في قسم تاريخ الشعب اليهودي في برينستون او ييل لا يوجد أي محاضر يهودي ؟" .
    وقال مناع :" انه يعرف اكثر واكثر اكاديميين عرب ، يفكرون بالعبرية حين يتحدثون بالعربية " . وتحدث قائلاً بانه :" كان شاهداً لموقف مخجل عندما حاضر عربي اسرائيلي يعد للدكتوراة امام جمهور عربي ، ولم ينجح بان يلفظ حتى جملة واحدة بالعربية ، دون اصطلاحات عبرية " . ورغم ان العريف عاد واكد للمحاضر مرات عدة انه في القاعة مواطنين من المناطق (الفلسطينية ) لا يعرفون العبرية ، ومع ذلك معد الدكتوراة لم ينجح ان يخرج الكلمات الصحيحة باللغة العربية ، واخيراً جمع اوراقه وغادر المنصة " .
    واشار الباحث مناع الى ان انتصار العبرية بارز بشكل خاص في المدن المختلطة، وفي اوساط الطائفة الدرزية والبدو .
    للوهلة الاولى يمكن تفسير ذلك بسبب خدمتهم بالجيش الاسرائيلي ،ولكن هذه الحجة واهية تماما . لا بد من دراسة هذه الظاهرة بشكل يأخذ أيضا برامج التعليم ، وخاصة تعليم اللغة العربية ومستوى هذا التعليم ، وجاهزية المعلمين وقدراتهم على التعليم ، وأعرف مثلا معلمي لغة عربية في مدارس عربية في المثلث والجليل عملوا معي كمراسلين صحفيين ، مستواهم اللغوي مأساوي تماما ، وبالكاد يكتبون لغة صحيحة ومفهومة . وكنت شخصيا قد شاركت ، قبل أشهر قليلة ، بيوم اللغة العربية في مدرسة ابتدائية في الناصرة ، ووقع من نصيبي الصف السادس ، وتوقعت من الطلاب مستوى معرفة فوق المتوسط ، فانا في جيلهم قرأت نجيب محفوظ ، واحسان عبد القدوس وتوفيق الحكيم ومحمد عبد الحليم عبدالله وكتابات جبران ونعيمة وبعض كتبات مارون عبود ، وأدب سوفياتي مترجم وعشرات روايات الهلال المترجمة وصحف عربية مختلفة . وقد فوجئت انهم لا يلمون حتى بقراءة نص واحد بشكل صحيح ( مثلا قصة للصغار )، وفهمهم للمقروء يعاني من التباسات حادة ، وانهم عدا وظائفهم المدرسية ، لا يقرأون شيئا ، بعضهم كشف ان مكتبة المدرسة مغلقة . المعلم المتواجد في الصف أصر انها مفتوحة دائما للطلاب ، الطلاب تكلموا باندفاع وحماس ان المكتبة لم تفتح ابوابها منذ منتصف السنة الدراسية الماضية . بالطبع المكتبة المدرسية ليست هي الحل للمشكلة ، البيت أيضا يفتقر لمضامين هامة في التربية . بيت بلا مكتبة ليس بيتا لأبناء البشر. هذا الجيل سيكون أسوأ من آبائه ، ونحن ، ممارسي الكتابة نعيش هذه المأساة ، وتجعلنا نفقد كل توهج للدخول في ابداع جديد ، النشر يكلف ولا يوجد مردود لتجديد قدرتنا على نشر اعمال جديدة ، فلمن نكتب؟
    كذلك لا يمكن تجاهل ظاهرة الفضائيات العربية التي تضاعف الجهل والغيبية ببرامجها ، والانترنت الذي يستعمل في اتجاهات غير تربوية وغير تعليمية بغياب التوجيه وبضحالة ثقافة الوالدين اساسا ، وبضعف برامج التعليم والحالة المزرية للعديد من المدارس .وأجد نفسي مضطرا هنا للمصارحة .
    حررت خلال سنتين مجلة للطلاب الابتدائيين، كان يشارك بكتابة موادها الأساسية الطلاب انفسهم . وقد انكشف واقع التعليم ومستواه بسهولة أمامي . وتبين لي ان المدارس الأهلية ، مدارس الارساليات المسيحية ، في الناصرة والى حد ما حيفا ، هي الأفضل والأرفع في مستوى الطلاب ( وبالطبع مستوى التعليم والاهتمام بالطالب) . وبشكل عام مستوى المدارس الحكومية في الناصرة مقبول .. كذلك الوضع في مدارس بعض قرى وبلدات عربية في الجليل والمثلث مثل كفرياسيف والرامة وام الفحم وباقة الغربية وغيرها مع تفاوت كبير في مدارس نفس البلدة ، بعضها ما دون المتوسط وما دون الحد الأدنى المطلوب لمدارس ابتدائية .. طبعا هناك تفاوت بين الطلاب أنفسهم .. نجد طلابا بمستوى عشر نقاط ، حتى في مدارس متدنية بمستواها بشكل عام ،وبنفس الصفوف نجد طلابا لا يتعدون النقاط الخمسة الأولى.وانا أميل هنا لرؤية تأثير البيت وأهميته في تطوير قدرة الطالب . وهذا ينسحب على اللغة العربية وتأصلها في ذاكرة الطلاب ولسانهم .واكتشفت ان بعض المدارس ، جعلت موضوع المطالعة العامة نهجا مكملا للتعليم ، وبالفعل كان طلابها الأبرع في الكتابة والتعبير اللغوي والابداع الأدبي وأيضا الابداع العلمي في كافة المواضيع .وبعض المدارس خاضت تجارب فريدة من نوعها ، اذ أدخلت موضوع الموسيقى الكلاسيكية والعربية ، مع معلمين مستقلين ومنهم المهاجرين الروس الجدد الذي وصلوا الى اسرائيل ويتمتعون بمستويات موسيقية راقية جدا ، وباسلوب تعليمي علمي كامل ، وكان من الممتع ان تسمع الطلاب في الصفوف الابتدائية المتقدمة يشرحون قطعا موسيقية لكبار الملحنين الكلاسيكيين ، وقاد هذا البرنامج الى اكتشاف عشرات الموهوبين موسيقيا ، وبعضهم اليوم من الأسماء التي تنطلق الى آفاق حدودها السماء ، وأيضا من لم يختار الموسيقى حقق تقدما في سائر المواد التعليمية ، ولم تشكل الموسيقى عبئا جديدا على التعليم ، بل نافذة ثقافية حضارية ، وسعت عالم الطلاب ومداركهم وقدراتهم على التعبير والكتابة والتقدم العلمي والانفتاح على ثقافتهم والثقافات العالمية .
    وهو مشروع بدأه انسان قمة في الذكاء والقدرة على العطاء والدفع ، المهندس والمربي والنشيط في اعداد برامج التثقيف الموسيقي للطلاب والشباب دعيبس عبود أشقر ، احد الأصدقاء المقربين للمرحوم ادوارد سعيد ، ووالد العازف الذي انطلق الى العالمية ، وبات من عازفي البيانو الأكثر شهرة عالميا وأعني سليم عبود أشقر.
    ****
    في اللقاء اياه تحدث الصحفي رفيق حلبي واشتكى من انه لا ينجح بان يدفع ابنيه بقول جملتين بلغة عربية نظيفة من العبرية. وقال ان والده لم يكن يعرف الا خمس كلمات عبرية بسبب علاقته التجارية كصاحب دكان مع بلدة يهودية . واشار الى كلمات عربية دخلت للغة العبرية بلفظ مشوه ، أصبحت تستعمل من العرب باللفظ العبري المشوه. الى جانب ان الملمين جيدا بالعربية أصبحوا يستعملون في حديثهم اللغتين ، حتى مع زوجاتهم ، بجمل نصفها عبري ونصفها عربي .وقال حلبي انه في قرية شركسية ، يصلون بالمسجد بالعربية ، ولكن يخرجون ويواصلون حياتهم اليومية باللغة العبرية. واشار الى ان أكثر اللافتات على المحلات في القرى العربية مكتوبة بالعبرية ، ليس لأن زبائنهم يهود ، بل هي صورة عن مأساة العرب في اسرائيل.

    واشار حلبي انه " ليست فقط لغة اليهود تسيطر على العرب ، وانما الموسيقى أيضا والملابس ، والسينما . وقال انه " يرى بالتنازل عن لغة الأم تنازلا عن جزء من الهوية. وان من يفقد هويته، هو انسان ضائع".
    البحث تناول تجارب اخرى من اكاديميين عرب وادباء عرب ...
    ولكني رأيت ان أسجل بالأساس الموضوع الأكثر اقلاقا . هل هزمت اللغة العربية في اسرائيل؟
    بالطبع لست في باب اعطاء الجواب الحاسم . فالأجوبة الحاسمة باتت مقولات لسياسيينا الأفاضل .انما أنوي طرح جوانب مختلفة من هذه الاشكالية المرعبة بكل المقاييسس .
    واعترف انا مثلا اني اكتسبت ثقافتي العربية بجهدي الذاتي ، وبتشجيع ودفع من والدتي بالأساس ، حتى اتقنت القراءة وعشقتها وانا في الصف الثالث ، ولكني واصلت دراستي الثانوية بمدرسة عبرية ، وزملائي العرب بنفس الصف غير قادرين اليوم على صياغة رسالة بعشرة اسطر بلغة عربية غير مكسرة وبجمل واضحة مكتملة .
    حقا لا أعرف القواعد العربية او قواعد النحو والاعراب ، وقدراتي اللغوية الصياغية لا لبس فيها ، وأكثر ما أنشره لا يمر على مصحح لغوي ، لذلك أواجه أحيانا بانتقادات من بعض التافهين المتحالين بجدول جارتهم . لو كان فيهم بعض العقل لميزوا على الأقل بين الصياغة اللغوية الكاملة والسليمة نصا وفكرا، في طرح الرؤية والموقف الواضح بلغة يسيرة على الفهم ، وبين بعض قليل من أخطاء في القواعد ، لا تؤثر على المضمون . أعرف ان لغتي ممتازة ،وانا لست قلقا من الانتقاد ، وليت منتقدي لغتي يلمون ببعض ثراء لغتي كلمات وفكرا وتعبيرا.
    ولكن لست انا المشكلة ، وليست قدراتي اللغوية هي النقاش المطروح ..
    في دراسة فريدة من نوعها ، للمحاضر في قسم اللغة العربية في جامعة تل أبيب ، الناقد الدكتور سليمان جبران ، وحملت عنوان " على هامش التجديد والتقييد في اللغة العربية المعاصرة" طرح العوامل المؤثرة سلبا وايجابا .
    يطرح د. سليمان جبران تساؤل زميل مترجم مواد تعليمية من العبرية الى العربية ، يسأل :" كيف تطورت اللغة العبرية ، في مدة قصيرة نسبيا ، من "لغة ميتة" الى لغة عصرية تماما ، بينما تعرج لغتنا وراء الحضارة المعاصرة بصعوبة؟"
    ويضيف الزميل :"أترجم من العبرية الى العربية فأجد عشرات بل مئات من المصطلحات الحديثة وجدوا لها البديل العبري حتى شاع على الألسن ، بينما يصعب وأحيانا يتعذر علي ايجاد البديل العربي المناسب ، رغم استعانتي بكل القواميس المتاحة " .
    ويكتب الدكتور جبران :" الواقع ان العبرية تعاني أيضا كثيرا في لحاقها بالثورة الفكرية والتكنلوجية المعاصرة، وغالبا ما يدور الجدل هناك أيضا بين المجددين والمحافظين، بين من يتبنى المصطلح الأجنبي بعلاته ومن يحافظ على العبرية و"نقائها" دون هوادة" . ويصل للشرح : "علينا الأعتراف ان العبرية تطورت فعلا أكثر من العربية في المئة سنة الأخيرة " ويضيف : " الدليل على ذلك ان الترجمة من اللغات الأجنبية ، الانجليزية مثلا ، الى العبرية ، أسهل بكثير من الترجمة الى العربية، سواء من حيث المصطلحات أو مباني الجمل أيضا".
    ويستنتج :" السبب الأول في رأينا ، وليس الأهم بالضرورة ، ان العبرية أكثر طواعية من العربية، فالعبرية " تخلصت " منذ عهد بعيد من حركة الآخر وعلامات الاعراب الأخرى ، كما حدث في لغتنا المحكية . وعلاماتى الاعراب ، كما لا يخفى على كل مهتم باللغة العربية، عبء على الكاتب والقارئ والمترجم. ثم ان نحو العبرية الحديثة سهل طيع ، تكاد تصوغ الجملة فيه كما ترغب ، دونما خوف من الوقوع في "الممنوع " أو غير المألوف ، على الأقل".
    ويقول : " ان نحو لغتنا الفصيحة بقي صارما ، تحكمه القواعد التي وضعها سيبويه وأقرانه منذ مئات السنين ، فيما عدا تغييرات طفيفة أملتها الحياة المعاصرة، ويعتبرها " الغيورون" خروجا على اللغة طبعا".
    وتسائل : " هل هناك لغة حديثة يحكمها نحو وضعوه قبل مئات السنين، ولم يؤلف فيما بعد - في رأينا- نحو حديث يتناول ضبط اللغة الحديثة؟ كيف يمكن للغتنا ان تخضع لسيبويه والكسائي الى أبد الآبدين" ؟
    ويواصل د. جبران بحثة الممتاز : " السبب الثاني ، وهو الأهم في نظرنا ، هو سبب انساني ، فالقائمون على اللغة ، والفكر عامة ، في اسرائيل ، يتصلون بالغرب واللغات والثقافات الأجنبية اتصالا مباشرا، ونقل الحضارة الغربية من تكنلوجيا وثقافات وآداب ، يكاد يتزامن مع نشوء هذه الحضارة في مجتمعاتها الأصلية هناك" .
    يفسر د. جبران ذلك بسهولة نقل المستحدثات في اللغة العبرية وترويجها ونشاط اكاديمية اللغة العبرية وصوتها المسموع.
    ويقارن ذلك مع وضع اللغة العربية المختلف .:" عالم مترامي الأطراف . اذاعات وفضائيات وصحف لا تعد ولا تحصى ، ومجامع لغوية بدل مجمع واحد مشترك. وصوتها لا يكاد يسمع" .ويستنتج ان اللغة العربية لا تتطور بمساعدة المؤسسات والهيئات ، بل يمكن القول انها تتطور رغم المؤسسات ورغم " اللغويين " الذين يعترضون على كل تجديد في المعجم أو النحو، كانما التجديد عمل منكر".
    اذا كانت هذه هي حال اللغة العربية في موطنها ، فماذا تنتظرون ممن واجه سياسة تجهيل مريعة في السنوات الاولى للدولة يوم كان يفصل كل معلم وطني أو لا يتماثل مع السلطة ؟
    ومع ذلك كان مستوى التعليم ، رغم الارهاب المسلط فوق رؤوس المعلمين ، خاصة في اللغة العربية ،أرقى من مستواه اليوم .
    وكان النشاط الثقافي الحزبي ( الشيوعي في وقته) واسعا ومربيا ومعوضا على نقص وشح المصادر الأدبية العربية ، وجعل من الثقافة الوطنية مهمة سياسية اجتماعية حضارية لها اولوية عظمى ، فأصدر أفضل مجلة ثقافية عربية ،مجلة " الجديد " ربما الأفضل عربيا حتى اليوم (كان من أبرز محرريها المؤرخ والناقد والقائد الشيوعي اميل توما ، الباحث والمفكر جبرا نقولا ،الشاعروالكاتب عيسى لوباني الشاعر محمود درويش ، الشاعر والمفكر سالم جبران وباقة كبيرة من الأدباء والمفكرين البارزين من العرب في اسرائيل ، وتوقفت مع تضعضع أوضاع الحزب) وكانت صحيفة "الاتحاد" ( الشيوعية أيضا ) مدرسة ثقافية أدبية سياسية فكرية نقدية ، ظل منها اليوم اسمها فقط . وكانت منظمة الشبيبة الشيوعية ، مدرسة نضالية وتعليمية للغة العربية والثقافة والفكر والمجتمع للشباب الطلائعيين . ومن يقرأ كتاب "عرب طيبون" للباحث هيلل كوهين من الجامعة العبرية ، يكتشف الدور المذهل في أهميته الذي لعبه الشيوعيون في الأنقاذ الوطني والثقافي للأقلية العربية في اسرائيل من براثن سياسة التجهيل والعدمية القومية والترحيل ومصادرة الأرض .
    انا اشتغلت مضطرا ، بعد دراستي للفلسفة والعلوم الاجتماعية ، حدادا ،لأني استبعدت من الوظائف الرسمية بسبب قناعاتي السياسية ( الشيوعية في وقته ) وتقدمت مهنيا لأصبح مديرا لنوعية الانتاج ، وبعدها مديرا للعمل بالصناعات الثقيلة ، ومديرا للانتاج في أكبر مصانع الفولاذ في اسرائيل ، وما زلت مستشارا للكثير من المقاولين الذين يطلبون مساعدتي وخبرتي المهنية في الانتاج والتركيب.
    الذي اريد ان أقوله اني لم استطع استعمال اللغة العربية في مهنتي ، لم أجد التعابير التي يمكن ان انقل فيها معارفي التكنلوجية والمهنية ، وأكثر من ذلك لا اعرف كيف اشرح خارطة أو خطة عمل باللغة العربية للمهنيين ، أجد نفسي ، انا عاشق اللغة العربية والغيور عليها .. مضطرا للخلط .. نتفاهم عموما بالعربية ونستعمل المصطلحات المهنية العبرية لشرح العمل وطرق تنفيذه ، وكم أجهدت نفسي في محاولات ايجاد تعابير مهنية عربية ، وقد وجدت ان كل مجموعة سكانية عربية تستعمل تعابير مختلفة عن الآخرين ، وغير مفهومة لي أو للآخرين ( مثلا الأردنيين والفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية الذين عملوا معي ، كانوا يستعملون تسميات عربية لم أجدها قابلة للفهم وللتطبيق ).
    ان مساحة اللغة العربية في حياتنا داخل اسرائيل لا تتعدى 20% من ساعات يومنا ، وعلى الأقل 50% من وقتنا نفكر ونتحدث بالعبرية مع بعض الخلط لكلمات عربية . هذا عدا اعتمادنا على الأخبار والتقارير الاخبارية الراقية والمثيرة بالعبرية ، حيث النقد وعدم الصمت على تجاوزات المسؤولين الرسميين او غير الرسميين ، ولا أظن ان له مثيلا حتى في الغرب الدمقراطي.
    والسؤال الرهيب أكثر : هل حال اللغة العربية في مواطنها العربية أفضل من حال اللغة العربية في اسرائيل ؟
    كم من المواطنين العرب ملمين بلغة عربية سليمة ؟
    وما هي نسبة المواطنين العرب الذين يعرفون لغة الاعلام ( اللغة العربية الفصحى السهلة ) ويفهمونها ؟
    عندما يكون 80% من سكان العالم العربي فقراء أو تحت خط الفقر ، فهل يحتاجون الى تعلم لغة ما ، عربية أو غيرها؟
    وعندم تصل نسبة الأمية في القرن الواحد والعشرين ، قرن الحضارات المنطلقة للفضاء الكوني بكل اتساعه الى 70% في العالم العربي (النسبة أعظم بين النساء ) ، فأي قيمة تبقى للغة ، حتى بالنسبة لمن يفكون الحرف ويحسبون مع غير الأميين ..؟
    وماذا نسمي اكاديميين لا شيء يربطهم بلغتهم وثقافتهم ؟
    من هنا أيضا أفهم خوف العرب من التطبيع ... الثقافة الدخيلة واللغة الدخيلة ، أكثر جاهزية للتقدم والحياة من الثقافة العربية المنغلقة فكريا ولغويا. وحالة العرب في اسرائيل ، حيث نسبة الأمية تكاد تقترب من الصفر، ونسبة التعليم الجامعي مرتفعة ، الا ان لغتهم لا تشكل تحديا حضاريا للغة العبرية ، للأسباب التي ذكرتها. وما زلنا نبحث عن المصادر الممتازة بالعبرية ، ليس فقط لعدم وجودها بالعربية ، انما لأن العبرية أكثر دقة في الترجمة وسهولة الفهم ، وكنت قد كتبت سابقا عن حالة واجهتني مع كتاب "الاستشراق" لادوارد سعيد ، ترجمه بروفسور عربي للغة العربية ، لم انجح بفهم طروحات سعيد ولغة الكتاب العربية المعقدة ، فقرأته بالعبرية بلغة رائعة سهلة وواضحة . الى جانب حقيقة ان أجمل ابداعات الأدب والفكر والأبحاث والعلوم تصدر بالعبرية فورا بعد ظهورها في اللغات الأجنبية . واذا صدرت متأخرة باللغة العربية ، فهي تكون بلغة مقعرة او مفككة ، متعبة للقراءة. فهل اصاب ابن خلدون بقولة لغة الأمة الغالبة – غالبة ، ولغة الأمة المغلوبة – مغلوبة ؟!
    ان اندثار اللغة العربية مسألة وقت اذا لم يتغير الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي للعالم العربي ، نحو نهضة اقتصادية اجتماعية علمية و ثقافية ولغوية .


    نبيل عودة – كاتب ، ناقد واعلامي – الناصرة
    nabiloudeh@gmail.com
    الأخت الشاعرة مقبولة عبد الحليم
    أدام الله ايمانك وعززه.
    المسالة ايتها الأخت الكريمة ليس مقدار الايمان وحفظ القرآن الكريم ، الذي حقا ساهم بحفظ اللغة العربية . ولكن لا تنسي ان لغتنا الحديثة تطورت بجهود الآباء اليسوعيين في لبنان ، وبجهود ادباء المهجر الذين أخرجوها من الضياع والتتريك العثماني .
    مشكلة اللغة هو ملاءمتها للعصرنة وللتطور العلمي والتكنلوجي وتسهيل نحوها وتصريفها وجعلها لغة حية ، وبلا شك ان القرآن هو كنزنا اللغوي الذي لا ينضب ، ولكن أختي من يعرف لغة القرآن اليوم من شعوبنا التي تعاني من الأمية ( 100 مليون أمي ) وهل لغة القرآن هي اللغة الرسمية في الدول العربية ؟ أصلا ما هي اللغة الرسمية للدول العربية ؟
    ليس من عادتي محاورة قرائي ، ولكن موضوعك هام جدا وخطير جدا ، وآملا ان تتسع عقولنا لنفهم ان لغة الدين لا يمكن أن تصبح لغة علوم وتكنلوجيا . وان اللغة هي أداة للتواصل ولا شيء مقدس فيها الا تطويرها وتيسيرها وجعلها اداة تطورنا العلمي والأقتصادي واداة تواصلنا ورقينا .
    اللغة ليست غاية اطلاقا . ومن الخطر الظن ان للغة قداسة . للقرآن قداسة حقا .. وبكل اللغات التي ينقل اليها ، اما ان نحول لغتنا الى لغة مقدسة ممنوع المساس بها لتطويرها ، فهذا برأيي عكس المبادئ التي يطرحها نبي الاسلام أيضا ، بطلب العلم ولو في الصين.
    تحياتي _ سأعود للموضوع بمقال آخر - نبيل عودة


  4. #4
    شاعرة
    نائب المدير العام
    الصورة الرمزية مقبوله عبد الحليم
    تاريخ التسجيل
    06/07/2007
    العمر
    64
    المشاركات
    5,481
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيل عودة مشاهدة المشاركة
    الأخت الشاعرة مقبولة عبد الحليم
    أدام الله ايمانك وعززه.
    المسالة ايتها الأخت الكريمة ليس مقدار الايمان وحفظ القرآن الكريم ، الذي حقا ساهم بحفظ اللغة العربية . ولكن لا تنسي ان لغتنا الحديثة تطورت بجهود الآباء اليسوعيين في لبنان ، وبجهود ادباء المهجر الذين أخرجوها من الضياع والتتريك العثماني .
    مشكلة اللغة هو ملاءمتها للعصرنة وللتطور العلمي والتكنلوجي وتسهيل نحوها وتصريفها وجعلها لغة حية ، وبلا شك ان القرآن هو كنزنا اللغوي الذي لا ينضب ، ولكن أختي من يعرف لغة القرآن اليوم من شعوبنا التي تعاني من الأمية ( 100 مليون أمي ) وهل لغة القرآن هي اللغة الرسمية في الدول العربية ؟ أصلا ما هي اللغة الرسمية للدول العربية ؟
    ليس من عادتي محاورة قرائي ، ولكن موضوعك هام جدا وخطير جدا ، وآملا ان تتسع عقولنا لنفهم ان لغة الدين لا يمكن أن تصبح لغة علوم وتكنلوجيا . وان اللغة هي أداة للتواصل ولا شيء مقدس فيها الا تطويرها وتيسيرها وجعلها اداة تطورنا العلمي والأقتصادي واداة تواصلنا ورقينا .
    اللغة ليست غاية اطلاقا . ومن الخطر الظن ان للغة قداسة . للقرآن قداسة حقا .. وبكل اللغات التي ينقل اليها ، اما ان نحول لغتنا الى لغة مقدسة ممنوع المساس بها لتطويرها ، فهذا برأيي عكس المبادئ التي يطرحها نبي الاسلام أيضا ، بطلب العلم ولو في الصين.
    تحياتي _ سأعود للموضوع بمقال آخر - نبيل عودة
    أستاذي الكريم نبيل عوده

    ليس في ما قلت ما هو خطير أنت تقول يا أستاذي أن اللغة العربية معرضة للضياع والاندثار وأنا قلت أنه ما دام قرآننا بيدنا فلن تضيع وهذا لا يعني أبدا أنني أعارض على تطوير اللغة العربية بل بالعكس على أن يبقى هذا التطوير أساسه ومرجعياته هو القرآن الكريم

    دمت بألف خير

    دع عنك لومي " كي أكون كما أنا = إني كمثل الورد في البستان
    لا تعتقد أن السنين عدوتي = إن السنين تزفني من ثانِ
    كيما أكون على النساء أميرة = ويفوح عطر الورد من شرياني

  5. #5
    المؤسس الصورة الرمزية عامر العظم
    تاريخ التسجيل
    25/09/2006
    المشاركات
    7,844
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي

    الأخ نبيل عودة،
    أشكرك وأرحب بك في وطنك العزيز..أنت تعلم أن الإنسان في هذا العصر بات إنسانا عالميا والجوازات ما هي إلا أوراق نستخدمها لعبور الحدود وستفقد قيمتها مع الزمن.
    لدي سؤال يشغلني وهو..

    ألم تؤثر الفضائيات والإنترنت في تعزيز الروح واللغة العربية لدى فلسطينيي 1948 على سبيل المثال؟

    تخيل مثلا
    • جمعية تصل، فكرا وروحا ورسالة الخ، إلى آلاف العقول خلف الجدار العازل (اسمنتيا واقتصاديا فقط)
    • تواصل فلسطيني 1948 مع أبناء وطنهم في غزة والضفة والشتات وباقي العرب في كل مكان.
    • تواصلي معك الآن!

    تحية تواصلية


    رئيس جهاز مكافحة التنبلة
    لدينا قوة هائلة لا يتصورها إنسان ونريد أن نستخدمها في البناء فقط، فلا يستفزنا أحد!
    نقاتل معا، لنعيش معا، ونموت معا!

  6. #6
    أديبة الصورة الرمزية سها جلال جودت
    تاريخ التسجيل
    05/03/2007
    المشاركات
    222
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد مع الشكر

    القدير الأستاذ نبيل
    أشكرك جزيل الشكر على موضوعك الثري والثري جداً.
    ما ذكرته غاية في الأهمية وما ورد من تعليق للأخت مقبولة أيضاً مهم وما جاء على لسان الأستاذ عامر أيضاً له أهميته ، لكن ثمة سؤال : كيف يمكننا أن نوفق بين ماورد ، الرجوع إلى القرآن الكريم كمرجع للغة العربية، وتطوير اللغة شريطة عدم المساس بأصالتها، والتعامل المعلوماتي الذي فرض نفسه علينا ؟
    مع كل التقدير والاحترام


  7. #7
    أديبة / قاصة
    سفيرة واتا في المغرب
    الصورة الرمزية صبيحة شبر
    تاريخ التسجيل
    25/09/2006
    العمر
    79
    المشاركات
    1,496
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    الأخ الروائي نبيل عودة
    مقالك مهم جدا يناقش اوضاع المتحدثين بالعربية في ارض فلسطين
    مقارنة بالحديث بالعبرية التي اخذت تتقدم ويزداد المتحدثون بها ، وتصبح لغة للعلم والادب
    وتترجم اليها امهات الكتب الادبية والعلمية
    احاديثك اخي العزيز على جانب كبير من الصحة ، فقد كف العرب ومنذ زمن طويل ، ان يعتنوا
    بلغتهم وام يجعلوها معبرة عن اصالتهم بالاضافة الى العصرية والعلمية التي يجب ان يتصف بها
    اناس هذا الزمان
    كم عدد القراء في وطننا العربي ؟ وكم عددهم في اسرئيل ؟ وكم عدد الاميين في امة( اقرأ) وكم عددها في دولة اسرائيل ؟ وكيف يمكن ان نكون امة عصرية تتصدى لمهام الحياة الجديدة ، ان كانت تعيش في امجاد الماضي ، ساعية ان تضفي غلالة من الوهم الذي لاينفع معه شيء
    كيف يعجز العرب من ايجاد بدائل لمسميات حديثة ، وهذه المشكلة كانت في بداية القرن الماضي ، ولم يفعل العرب شيئا لتجاوزها ، وماذا بمقدورهم ان يفعلوا الان امام دعوات كثيرة تنطلف من هنا وهناك لترك العربية الفصحى ، والاستعاضة عنها باللهجات المحلية ، وماذا استطاع العرب ان يفعلوا امام الامية المتفشية
    في كل الأقطار العربية ، وانحدار مستوى التعليم في البلدان الواقعة من الماء الى الماء ، وعجز الفرد العربي
    عن مواجهة الظلم المستشري ، وما زال العربي يعيش فردا لاحول له ولا قوة
    هل هي مهمة المفكر العربي ؟ وهو يجد الا احد يقرأ كتاباته ؟ وهل هي مهمة الأديب العربي ، وهو مطحون بازمة الطباعة والتوزيع التي تنتشر في كل الاقطار العربية ، ام هي ازمة انظمة عربية ، شاءت ان تجعلنا جيوشا غير نظامية من مجموعة افراد ، لاشيء يجمعهم اطلاقا
    هل الفضائيات تخدم ثقافتنا العربية ؟ ابدا ، انها تسعى الى ايجاد ثقافة بديلة تعتمد على العري والتشويه ، هل يمكننا ان نجد في علوم الانترنت بديلا ، يؤخر معالم الأنهيار التي نجدها صارخة ، في دنيانا الجديبة ، ربما
    ولكنن نحتاج الى دراية كبيرة ، لئلا نغرق في بحور من الظلمات

    ( ان مت يا وطني فقبر في مقابرك الكئيبة
    أقصى مناي
    ياريح ،، يا ابرا تخيط لي الشراع : متى أعود
    الى العراق ؟ متى أعود ؟ )

    للسياب

  8. #8
    عـضــو الصورة الرمزية نبيل عودة
    تاريخ التسجيل
    12/06/2007
    العمر
    77
    المشاركات
    52
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    تحية من القلب لكل المشاركين في التعبير عن الراي
    ماطرح يحتاج الى مداخلات جديدة وتفكير للعمق ، لذلك لن أرد بتسرع .ولكن ملاحظة هامة وهو ان بحر الاعلام التلفزيوني العربي لا يمكن ان يكون بديلا عن تطوير الانسان نفسه .
    مشكلة اللغة العربية ( انا لست باحثا ، ولم اتعلم العربية الا للصف الثامن وبعدها كانت دراستي بالعبرية في الجامعة أيضا ، وأكتب اعتمادا على السمع ، ولا أعرف قواعد اللغة بشكل يمنعني من ارتكاب الأخطاء وقد طوت لغتي بجهودي الخاصة ، وزملائي في الدراسة يعجزون عن صياغة رسالة بلغة عربية سليمة فهل تتوقعون منهخم ان يتعلموا العربية من وسائل اعلام ذات مستوى متدن في برامجها ؟) هي مشكلة حضارية ، غياب النمو الحضاري العربي ، لا أعني الابداع الأدبي والابحاث الأدبية والفكرية فقط أي ما يعرف بالابداع الروحي ، انما الانتاج الحضاري المادي ، علوم وتكنلوجيات وابحاث علمية وتطوير اقتصاد والقضاء على الأمية وتقليص البطالة الى مستويات الدول الراقية ، وجعل العالم العربي منتجا وليس مستهلكا فقط للانتاج المادي للغرب .والاهم تطوير مجتمع مدني عربي بعغيدا عن القبلية ، مجتمكع دمقراطي يصون حقوق الانسان والمواطن ، ويتمتع بالفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية واستقلالها الكامل عن بعضها .. ووجود رقابة عل مسلك النظام ومسؤوليه ومحاسبتهم اذا لزم .
    ما العلاقة ؟
    اللغة هي اداة ، وسيلة وليست غاية مقدسة . لا يمكن ابقاء تفكيرنا محصورا داخل مفاهيم تعتبر اللغة العربية بالتحديد لغة قداسة . القداسة حقا للقرآن الكريم وللدين .. وليس للغة التي يجب تطويرها لتتلاءم مع متطلبات العصر ، مع تطور العلوم والتكنلوجيا والابحاث واحتياجات المجتمعات البشرية للغة تسهل نقل المعارف والعلوم دون تعقيدات .. وتارخ اللغات يعطينا نماذج كثيرة عن تطوير اللغات المختلفة .. وهذا ، حسب رايي يرتبط بالتطور الذي سيفرض لغته أيضا ، شئنا أم أبينا ، تماما كما فرض تطور الاعلام لغة عربية اعلامية هي الأيسر بين "اللغات" العربية والأكثر تداولا وفهما بين الشعوب العربية . شكرا مرة أخرى للجميع / نبيل عودة


  9. #9
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي رد: هل سيطرت اللغة العبرية على لسان العرب في اسرائيل؟

    الأستاذ نبيل عودة،

    شكرا على هذه المعلومات عن أهلنا في فلسطين المحتلة منذ عام 1948، الذين يسعى الصهاينة لدمجهم في مجتمع الاحتلال الصهيوني الغاصب، اندماجا يلغي الخطر الديموغرافي الذي يشكلونه على الكيان المسخ، وذلك عبر إذابة ثقافتهم وطمس هويتهم الفلسطينية العربية وفصلهم تماما عن أمتهم.

    كنت أتمنى عليك أن تبني ما ذهبت إليه حول اضمحلال اللغة العربية أما اللغة العبرية في المناطق المحتلة 1984 على أحصائيات موثقة وليس فقط على مواقف فردية وآراء بعض الباحثين.

    وأخيرا أقول أن الالتزام بالإسلام هو الذي يعصم أهلنا في فلسطين 1948 من الذوبان في مجتمع الاحتلال الصهيوني، وأذكر في هذا السياق رحلات كنا نقوم بها إلى الناصرة وأم الفحم وعكا وغيرها لتوثيق الروابط بين غزة وأهلنا هناك، حيث كان لتلك الزيارات أثرا بالغا في تطور الحركة الإسلامية هناك.


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  10. #10
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي رد: هل سيطرت اللغة العبرية على لسان العرب في اسرائيل؟

    بغض النظر عن موضوع القداسة، لغتنا العربية أساس هويتنا وثقافتنا، وتطوير اللغة العربية لتتلاءم مع متطلبات العصر لا يعني إلغاءها، بل المحافظة عليها والاعتزاز بها، فنحن من يجب أن يحكم العصر لا من يتحكم فيهم العصر ويمسخ هويتهم وثقافتهم ولغتهم.

    اللغة العربية شعيرة من شعائر الإسلام، والله عز وجل يقول: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ }الحج32، ولذلك فنحن نعظم اللغة العربية، لغة القرآن الكريم، تقربا إلى الله عز وجل.

    اللغة العربية هي أقوى اللغات، فمثلا اللغة العربية بها 16 ألف جذر لغوي، بينما اللغة اللاتينية بها 700 جذر لغوي فقط، واللغة السكسونية بها 1000 جذر لغوي فقط، أما اللغة العبرية فبها فقط 2500 جذر لغوي. واللغة العربية تتميز بأنها من أغنى اللغات في الاشتقاق والكلمات والمترادفات والقدرة على النمو والتطور، وقد قام أحد زملائي أ.د. محمد سليمان الأطرش ببحث رياضي (الترميز والتشفير) أكد فيه أن اللغة العربية أنسب اللغات للحاسوب ولغات البرمجة الخاصة به.



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيل عودة مشاهدة المشاركة
    اللغة هي اداة ، وسيلة وليست غاية مقدسة . لا يمكن ابقاء تفكيرنا محصورا داخل مفاهيم تعتبر اللغة العربية بالتحديد لغة قداسة . القداسة حقا للقرآن الكريم وللدين .. وليس للغة التي يجب تطويرها لتتلاءم مع متطلبات العصر.


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •