آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: طريقان تفضيان إلى مزيد من الكوارث!

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية جواد البشيتي
    تاريخ التسجيل
    23/12/2006
    العمر
    68
    المشاركات
    272
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي طريقان تفضيان إلى مزيد من الكوارث!



    طريقان تفضيان إلى مزيد من الكوارث!

    جواد البشيتي

    ثمة ثلاثة أنماط من المصالح الفلسطينية "الواقعية"، على أن نفهم "الواقعية" في تناقض معناها، فليس كل ما هو "واقعي"، من المصالح، يمكن ويجب أن يكون "إيجابيا"، بحسب مقياس المصلحة القومية العليا للشعب الفلسطيني. النمط الأوَّل يشمل المصالح العامَّة للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتي تختلف لأسباب موضوعية، في المقام الأوَّل، عن المصالح العامَّة للشعب الفلسطيني "في الخارج".

    والنمط الثاني يشمل مصالح شخصية وفئوية ضيِّقة أسَّست لـ "واقع المهزلة" الذي تتوفَّر على صنعه وترسيخه وإدامته القيادات القائلة، عن وهم يستبد بتفكيرها السياسي، أو عن رغبة في بث ونشر الوهم بين العامَّة من الفلسطينيين، بأنَّ الأخذ بخيار "الحل عَبْر التفاوض السياسي (مع إسرائيل)" هو، في وحدانيته، "الخلاص الأبدي"، أو ما يشبه "الخلاص في المسيحية".

    والنمط الثالث يشمل مصالح شخصية وفئوية ضيِّقة أسَّست لـ "واقع المأساة" الذي تتوفَّر على صنعه وترسيخه وإدامته القيادات القائلة، عن وهو يستبد بتفكيرها السياسي، أو عن رغبة في بث ونشر الوهم بين العامَّة من الفلسطينيين، بأنَّ الأخذ بخيار "الحل عَبْر المقاومة بالحديد والنار.. والقنابل البشرية"، هو، في وحدانيته، "الخلاص الأبدي".

    ممثِّلو كلا الخيارين ظلوا في تعايش إلى أن استحال استمراره، فأضافوا إلى "انفصالهم السياسي"، الذي هو، أيضا، انفصالٌ لـ "السياسة" عن "الواقع"، "انفصالا جغرافيا"، فغدت الضفة الغربية مسرحا لمهزلة الخيار الأوَّل، وغدا قطاع غزة مسرحا لمأساة الخيار الثاني.

    الناظِر إلى "القطاع" من موقعه في "الضفة" يراه مسرحا للمأساة التي جاء بها، ويجيء، مَنْ ظلَّ على التزامه مقاومة الاحتلال الإسرائيلي بكل الأساليب والوسائل العسكرية غير المجدية، عسكريا وسياسيا، والتي يتحكَّم في نتائجها وعواقبها ميزان قوى ترجح فيه الكفَّة الإسرائيلية رجحانا شبه مطلق على الكفة الفلسطينية. يراه كذلك، فيظن أو يتوهَّم أنَّ الصواب، كل الصواب، في خياره هو.

    والناظِر إلى "الضفة" من موقعه في "القطاع" يراها مسرحا للمهزلة التي يصنعها كل من له مصلحة تَحْمِله على أن يعلَّل النفس بوهم أنَّ "التفاوض السياسي" يُمْكِنه في حدِّ ذاته أن يَجْعَل ضعفه قوَّة، وقوَّة إسرائيل ضعفا. يراها كذلك، فيظن أو يتوهَّم أنَّ الصواب، كل الصواب، في خياره هو.

    والشعب، في معاناته الشاملة، يَنْظُر إلى خشبتي المسرحين هنا وهناك، فيتوهَّم، أيضا، أنَّه، ولأسباب مُسْتَغْلَقة، ما عاد يملك من القيادة غير صنفها هذا أو ذاك، مُفَسِّرا بؤس النتائج التي أفضى إليها كلا الخيارين على أنَّها ثمرة بؤس الصنفين القياديين. ونحن لو أمعنا النظر لبان لنا وتأكَّد أنَّ "أزمة" الخيارين، والتي أنتجتها، وتستمر في إنتاجها، أسباب موضوعية، في المقام الأوَّل، هي التي تخلق، وتعيد خلق، قيادات فلسطينية على مثالها، أي بما يضيف إلى أسبابها الموضوعية مزيدا من الأسباب الذاتية.

    "السيئ" ليس هو خيار "الحل عَبْر التفاوض السياسي" وإنَّما "الواقع الموضوعي" لهذا الخيار، فـ "الحل"، الذي تَعْظُم، في استمرار، قدرة إسرائيل على فرضه، هو الذي يمعن تغييرا في "المفاوِض الفلسطيني" بما يجعله يُفاوِض توصُّلا إليه. و"السيئ" ليس هو خيار "الحل عَبْر المقاومة المسلَّحة" وإنَّما "الواقع الموضوعي" لهذا الخيار، فالتضاؤل المستمر والمتزايد في قدرة الفلسطينيين على أن يفرضوا بـ "الحديد والنار.." الحل الذي يريدون هو الذي يمعن تغييرا في "المقاوِم الفلسطيني" بما يجعله يَحْمِل السلاح ويستخدمه بما يؤسِّس لواقع فلسطيني جديد، يشبه مقبرة يُدْفَن فيها ما بقي من حقوق قومية للشعب الفلسطيني.

    في قطاع غزة، الذي تحكمه، الآن، وتتحكَّم فيه، مصالح شخصية وفئوية ضيِّقة زيَّنت لأصحابها، من أمثال الزهار والجعبري وصيام، فصل المحرَّر وَهْماً عن المحتل واقعاً، لم نرَ غير المأساة عاقبة لخيارهم الذي ظلَّ فيه من الوهم ما يكفي لمزيد من المأساة. وفي الضفة الغربية، شرعنا نرى من التهيئة السياسية (وغير السياسية) ما يمكن أن يتمخَّض عن حلول، ضحيَّتها الأولى والكبرى المصالح العامَّة للشعب الفلسطيني وحقوقه القومية في جوهرها.

    كلا الخيارين (مع أصحابهما وممثِّليهما) في أزمة (جاءها "حزيران الأسود" بمزيد من الأسباب الذاتية لتفاقمها). والوهم الذي شرع يقود الآن إنَّما هو وهم أنَّ مِنَ الأزمتين (في اجتماعهما وتفاعلهما) يمكن ابتناء حلٍّ جيِّد للمشكلة القومية للشعب الفلسطيني، وكأنَّ إسرائيل يمكنها أن تعطي، بعد "حزيران الأسود"، ما أبَت أن تعطيه قبله!

    إنَّ "السياسة" التي تقود هنا وهناك هي التي يشتد لدى أصحابها المَيْل إلى مزيد من الانفصال عن "الواقع"، أي عن العالم الواقعي للسياسة، وعن المصالح العامَّة للشعب، وكأنَّ السياسة التي لهم مصلحة حقيقية فيها هي عِلْم وفن الإبقاء على ما استنبتوه لهم من مصالح شخصية وفئوية ضيِّقة ولو جاء الإبقاء عليها بما لا يبقي على شيء من المصالح العامَّة للشعب الفلسطيني، التي لو نطقت لقالت: هذا "السلام" لن ينزل بردا وسلاما على الشعب الفلسطيني وقضيته القومية، وهذه "المقاومة" أفْقََدَت الشعب الفلسطيني ما بقي لديه من قدرة على الاستمرار في المقاومة. أمَّا لو أصبحت للسانها يدٌ لاستخدمتها في اقتلاع "القيادة" من تربة المصالح الشخصية والفئوية الضيِّقة (التي نمت وازدهرت في "مناخ السلام"، الذي ازدهرت فيه الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين، ثمَّ في "مناخ النصر الانتخابي") لتعيد غرسها في تربتها.

    في "القطاع"، رأيْنا "التحرير الثاني" يضيف إلى "التحرير الأوَّل" مزيدا من المأساة التي تفوق أضعافا مضاعفةً مأساة الاحتلال العسكري الإسرائيلي المباشِر من قبل. ويطيب لتجَّار الوهم من ساسة وإعلاميين أن يُصوِّروا اشتداد المعاناة الإنسانية لأهله على أنَّه التضحية التي لا بد منها توصُّلا إلى "التحرير" و"الاستقلال"، مع أنَّ دماً أقل، ودمارا أقل، كان ممكنا أن يثمرا "تحريرا أكثر" و"استقلالا أكثر" لو كان للفلسطينيين قيادة تَعْرِف كيف تَجْعَل كل قطرة دم فلسطينية مثمرة سياسيا.

    وفي "الضفة"، لا يَظْهَر لنا في "نهاية النفق" إلا "السلام" الذي فيه، وبه، يستمر ويبقى كثير من الاحتلال الإسرائيلي، وكأنَّ "الدولة الفلسطينية ذات السيادة الإسرائيلية" هي التي قد تقوم لها قائمة في نهاية "محادثات الأفق السياسي"!

    وربَّما نسمع عمَّا قريب أنْ ليس في الإمكان أحسن ممَّا كان.. بعد، وبسبب، كارثة "التحرير الثاني"، فكلا الطرفين لن يتورَّع عن إظهار الثمار المرَّة لسياسته على أنَّها عاقبة من عواقب سياسة الآخر، وكأنَّ له مصلحة في أن يتَّخِذ الآخر مِشجباً للسيئ من نتائج سياسته.

    من أجل "التحرير" و"الاستقلال" كان السلاح مع حَمَلَتِه ومستخدميه، فإذا به يخلق واقعا يتغيَّر فيه الهدف، فيغدو سلاحا للاقتتال، أو للحماية الشخصية لحامليه ومستخدميه، فإذا ضُمِنَت لهم، سياسيا، تخلُّوا عنه؛ ولكن في طريقة كان يجب ألا تكون، فتوقيع تعهُّدٍ (شخصي) مكتوب، تُلبَّى فيه شروط "عفو إسرائيلي"، كان يجب ألا يكون خيارا أو حلا، فالتزام وقف الأعمال العسكرية ليس بـ "القرار الشخصي"؛ وتلك الأعمال كان يجب ألا تُصوَّر على أنَّها "أعمال شخصية". هذا الالتزام كان ينبغي له أن يكون متبادلا، متزامنا، وأن يجيء بوصفه جزءا من اتِّفاق سياسي بين الطرفين، أي بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية. أمَّا إذا تعذَّر التوصُّل إلى اتِّفاق كهذا فإنَّ السلطة هي التي كان ينبغي لها أن تأمر بتنفيذ هذا الذي نُفِّذ (تسليم السلاح ووقف الأعمال العسكرية) مُلْزِمةً إسرائيل، بالتالي، التوقُّف عن كل عمل عسكري يمكن أن يُفْسِد سعيها، أي سعي السلطة، إلى إظهار وتأكيد سيادتها الأمنية والعسكرية.

    "التحرير الثاني" رأيْناه على خير وجه في معبر رفح حيث الأزمة الإنسانية لنحو ستة آلاف فلسطيني تتفاقم، ورأيْنا بعضا من عواقبه في الضفة الغربية في هذا الحل الأسوأ لمشكلة 180 فلسطينيا "مطاردا"، فهل بقي بعد ذلك من حاجة إلى إثبات أنَّ الفلسطينيين قد حان لهم أن يدلُّوا قيادتهم إلى الطريقين: طريق "المقاومة المُجْدية" وطريق "التفاوض السياسي المُجْدي"؟!




  2. #2
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    23/06/2007
    المشاركات
    35
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي


    تحليل جميل ، يا أستاذنا البشيتي ، لكني اجد فيه بعض التشاؤم ، و النظرة التي يكتنفها الاسوداد اكثر من اللازم .

    أرى ، بان ما يجري في فلسطين ، الواقعية ، اليوم ،هو اكبر من مجرد " مصالح شخصية وفئوية ضيِّقة " بل و اعمق . انه امتداد و تداعيات للمرحلة السابقة ، يوم كان الختيار يقمع الجميع بالحديد و النار . أي بديكتاتورية الحزب الواحد . يومها ، كان الجميع يتهم عرفات بانه يتحرك ضمن " مصالح شخصية وفئوية ضيِّقة " . و ان همه هو البقاء على رأس السلطة ، مهما كانت الظروف. حتى انه جعل فتح ، عمليا ، هي الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الفلسطيني ، بدلا من منظمة التحرير . اذا فقد سرق الختيار ، الشعار ، من المنظمة الفلسطينية الشاملة لكل فصائل فلسطين السياسية ، المعروفة داخل و خارج فلسطين ، لكي يلبسه لمنظمته الخاصة ، و الضيقة ، نتيجة شرذمته لبقية الفصائل او جعلها تركع له . و استطاع عر فات ، بهيمنته على القرار السياسي ، و نتيجة لاتفاقية اوسلو ، الحصول على السلاح باسم الشرطة الفلسطينية _ عشرة آلاف بندقية _ يوم لم تكن هناك بندقية واحدة ظاهرة ، في فلسطين ، بل حجارة يتسلى بها الاطفال .

    قامت حماس _ هناك من يقول ، بان اول من مولها و شجعها ، هم القادة الاسرائيليون ، كي تكون شوكة في خاصرة عرفات _ و قامت معها الجهاد ، و كانتا تفشلان اتفاقات الختيار السلمية مع اسرائيل . ومع تبقرط و فساد منظمة فتح ، و تهلهلها ، نتيجة للصراع بين افرادها ، ضعفت . فكان ان برزت حماس و الجهاد . و تمكنت حماس من استغلال مفاسد فتح و تشرذم قادتها ، و نتيجة لرؤية خاصة من بوش ، فرضها على محمود عباس ، تمكنت حماس من الوصول عبر الانتخابات الرسمية الى رئاسة الحكومة . لكن ما كان يخطط له بوش ، وهو ان تصبح حماس في موقع المسؤولية



    ، كأية حكومة عربية اخرى ، فتجبر حينها على تقديم تنازلات كبيرة ، ما كانت لتقدمها قبل الوصول الى الحكومة ، لم تنجح ! لم تنجح رؤية بوش لسبب هامولم يكن واضحا في تلك الايام . انها ايران . ايران التي خرجت للعيان منذ سنة تقريبا بحلتها السياسية الجديدة، متحدية العالم النووي بانها ستدخله شاء ام ابى . ايران كانت الدم الذي أفسد الحلم الامريكي . فصعدت حماس الى السلطة ، و لم تتنازل عن شيء مما حلم به بوش و اسرائيل و بعض العرب ! كان صمودها ، في رفض التنازلات ، مبني أصلا على دعم ايراني اعلامي و هو ما لا شك فيه ! و من ثم حوصرت حماس ماليا ، فكانت ايران الوحيدة التي قدمت لها ربع مليار دولار ، لفك كربتها .

    و ظلت فتح بالتعاون مع بعض العرب تسعى للهيمنة على القرار السياسي في الحكومة التي حصلت عليها حماس نتيجة انتخابات حرة و نزيهة تماما . لكن الصراع السياسي يسعى الى تحالفات تضمن النجاح ، فوضعت حماس يدها مع الفريق المعارض في المنطقة بشكل واضح ، وهو فريق ايران ، سوريا ، حزب الله ! و نتيجة لاصرار مؤيدي عباس ، من امريكا و العرب ، على مده بالقوى اللا زمة للقضاء على فتح ، خاصة الخمسة آلاف رجل الذين كانوا يتدربون على السلاح ، و الجاهزون للمرور من معبر رفح لمساعدة عباس . سارعت حماس لاتخاذ الموقف اللازم و هو " اتغداك قبل ان تتعشاني " و كان ما كان من قيام غزةستان ، التي كان شعار المرحلة بينهما : ما كان بالامكان اكثر مما كان .

    أصل الى ان ما جرى هو نتاج تسلسل تاريخي للاحداث ، و بشكل موضوعي ، لأؤكد على ان " السكرة " القائمة حاليا ، لا شك ، ستتلوها "الفكرة " . و ان ما ستقدمه اسرائيل من خدمات لعباس سيساهم في زيادة فرص النجاح الفلسطيني . تماما كما البنادق العشرة آلاف التي قدمتها اسرائيل لعرفات ، على انها للشرطة الفلسطينية . فنجد اليوم ان لكل فلسطيني في غزة بندقة او اكثر. ثم ان الافراج عن الاسرى ، حتى ولو كانوا من جماعة فتح ، فهو يعتبر مكسبا فلسطينيا عاما . و غدا يتلقى عباس الاموال اللازمة للتنمية في غزة ، لان بلد بلا تنمية ، سيكون مرتعا للعصابات ، و القتلة الذين سيجدون من يمولهم و يوجههم ضد اسرائيل و عباس . ثم ستطلق اسرائيل المزيد من الاسرى ، مقابل تعهدات معينة . ثم ستكون هناك اتفاقيات بين اسرائيل و الضفة كالتي بين اسرائيل و الاردن . و لهذا ، فان ما يجري في فلسطين ، هو خير ، للفلسطينين جميعا ، حتى ولو بدا على انه شر ، لا بد منه . و عسى ان تكرهوا شيئا ، وهو خير لكم .

    تحياتي .نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •