آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: موسوعة المرأة.. الخلع دراسات تحليلية 1-2

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية وديع العبيدي
    تاريخ التسجيل
    01/11/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    188
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي موسوعة المرأة.. الخلع دراسات تحليلية 1-2

    باسنت موسى

    الخلع دراسات تحليلية 1-2




    على الرغم من أن العقود الأخيرة في مصر شهدت تعديل عدد من القوانين فإن أياً منها لم ينال الأهتمام الواسع الذي حظيت به تعديلات قانون إجراءات الأحوال الشخصية رقم 1 لسنة 2000، فقد أثار هذا القانون وما زال جدلاً شديداً في مختلف الأوساط، وقد تركز هذا الجدل تقريباً على المادة التي تنظم حق الزوجة في مخالعة زوجها حتى أن التعديلات صارت تعرف في وسائل الاعلام والصحافة بقانون الخلع، ومن خلال حلقتين سنتناول الخلع كقانون بمزيد من الدقة والرصد عن قرب له لمزيد من الفهم لأبعاد هذا القانون.

    هناك ورقة بحثية للأستاذة ماريز تادرس تحت عنوان " قانون الخلع في الصحافة المصرية" ناقشت من خلالها عدد من النقاط التي تتعلق بالكيفية التي تعاملت من خلالها الصحافة المصرية مع الخلع كقانون محلله الدوافع التي تقف وراء تلك الكيفية المتهكمة في كثير من الأحوال حيث تقول:

    قانون إجراءات التقاضي للأحوال الشخصية والشهير بقانون الخلع حظى بتغطية صحفية كبيرة ومركزة على الرغم من اختلال ماهية وتوجهات تلك التغطية إلا أنه تم تصوير القانون على أنه سيغير تماماً المجتمع المصري كله وليس فقط مصير الأسرة المصرية.

    تقييم مساحة التغطية لموضوع الخلع من خلال تحليل المواد الصحفية المنشورة من منتصف أبريل عام 1999 حتى منتصف أبريل 2001 وتم الحصول عليها مما نشر في الصحف والمجلات الصحفية من مقالات رأي أو معالجات صحفية، وذلك من خلال ثلاث نقاط أساسية.

    أولاً: طبيعة الخطاب الخاص بقضية الخلع:

    قليلة هي القوانين التي أثارت هذا الكم من الجدل والخلاف في الصحافة، لكن وكما ترى الحركات النسائية أن الأمور الشخصية هي أيضاً قضايا سياسية وبالفعل فأن قانون الأحوال الشخصية يعكس الكثير من الأيديولوجيات السياسية لكن وعلى الرغم من تعدد وتنوع المواقف السياسية نحو هذا الموضوع إلا أن الخطاب الذي تم اعتناقه كان خطاباً واحداً وهو الخطاب الديني الذي يركز على مدى انسجام وتناغم الخلع كقانون مع أحكام الشريعة الإسلامية بل أنه تم استخدام هذا الخطاب الديني في أحيان كثيرة للتمويه والتعمية عن البرامج السياسية التي ترفض الخلع تحت دوافع اجتماعية أو ثقافية، والجهات الرسمية الحكومية هي أول من قاد تلك الحملات الصحفية لتقديم القانون إلى المجتمع من خلال التركيز على مدى توافقه مع التعاليم الدينية وأحكام الشريعة.

    فمثلاً في الصفحة الأولى لجريدة الأهرام 14-12-1999 صرح السيد محمد حسني مبارك رئيس الجمهورية موضحاً أن الالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية وما جاء به الشرع وما يتفق مع صحيح الدين هو الأساس في قانون الأحوال الشخصية مع ضرورة الالتزام بمفردات وأحكام الشريعة في معالجة المتغيرات والظواهر التي طرأت على المجتمع.

    وحتى رفض الصحف المعارضة للقانون جاء من منطلق أرضية دينية أيضاً حيث أن سبب الرفض جاء لأن القانون يتعارض مع التعاليم الإسلامية ومع احتدام حده النقاش في الصحف تحول كل فرد إلى خبير في القضايا الإسلامية وبالتالي كثر حديث الأفراد وأصبحت نواياهم وأغراضهم هى المحافظة على الدين من أي انحراف، وأصبح الفقهاء والقيادات الدينية والمحامون المتخصصون في الفقة هم المصادر الرئيسية للصحفيين في التحقيقات وحتى في مقالات الرأي.

    على الرغم من استخدام الحكومة للدين لإضفاء الشرعية على القانون إلا أن ذلك قد أحدث ردود فعل عكسية لهذه الحملة الرسمية فكما قامت الجهات الرسمية بتفسير النصوص والأحكام بما يؤكد ويساند تطبيق القانون فقد قامت بعض الصحف الأخرى بالاجتهاد في تقديم تفسير آخر لنفس النصوص للوصول إلى نتائج مختلفة مما أدى إلى أن الصحف الرسمية التي كانت المدافع الأول عن القانون إلى نشر وجهات النظر التي ترى أن القانون يمنح المرأة حرية أكبر بكثير من مساحة الحرية التي منحتها الشريعة للمرأة وعلى سبيل المثال المقال الذي كتبه محمود مهران أستاذ الشريعة 15 يناير 2000 وذكر فيه أن الخلع يتعارض مع مبادئ الشريعة الإسلامية ما لم يتم إشراطه بإذن وموافقة الزوج، وهناك مقال آخر كتبه سمير فاضل حيث اقترح من خلاله أيضاً أنه لا يجب أن يتم منح الزوجة حق الخلع ما لم تستطع أن تبرهن على أنها قد تعرضت إلى الأذى والضرر.

    الخلافات بين علماء مجمع الأزهر حول مدى اتفاق الخلع كقانون مع أحكام الشريعة الإسلامية أضعف فكرة أن القانون تمت إجازته بعد موافقه الأزهر وتلك النقطة تحديداً حازت على مساحات كبيرة من المعالجات الصحفية في صحف كالأسبوع والأحرار والشعب والوفد حيث قمت هذه الصحف جميعاً بنشر البيان الذي أصدرته جبهة علماء الأزهر ضد القانون بتاريخ 7-1-2000.

    أوضحت صحف المعارضة على أهمية بل وشرط الحصول على موافقة الزوج قبل التطليق وأن على المرأة الراغبة في الخلع أن تقدم أسباب وجيهة لذلك مثل تعرضها للأذى والضرر وأنه يجب عدم منح الخلع بسهولة كلما أرادت وطلبته الزوجة ووجوب أن يترك الحكم بالخلع للسلطة التقديرية للقاضي مرتكزين على براهين تتلخص في أن الخلع كان يمارس قديماً في أوقات مختلفة وذلك حينما كانت النساء أقل اندفاعاً وأكثر حكمة.

    لقد تم غض النظر عن الأبعاد غير الدينية للقانون والتقليل من شأنها، وغالباً لم يتم طرح أي شيء عن خطاب المواطنة أو الحقوق المتساوية حسب الدستور بل أنه وعند ظهور أي من هذه القضايا والأبعاد فقد وظفت لخدمة برامج المعارضين، فعلى سبيل المثال فقد اقترح مقال نشر في جريدة الأهرام 2 فبراير 2000 أن رفض الزوج للحق في الاستئناف ضد الخلع لا يمثل انتهاكاً للشريعة ولكنه أيضاً انتهاك للدستور الذي يعطي الجميع الحق في الاستئناف.

    وكما حدث وتم استخدام شعار الدفاع عن الدستور والمواطنة في إطار مهاجمة القانون فقد تم أيضاً الرجوع إلى قضية حقوق الإنسان لنفس الغرض فخطاب الحقوق كان متغيباً باستثناء عندما كان يتم استخدامه لخدمة البرنامج المحافظ، وعلى سبيل المثال فقد قالت جريدة الوفد 29- 1-2000 بأن تطبيق الخلع هو انتهاك لحقوق الإنسان حيث أنه يمثل تدخلاً في الإدارة الخاصة للأسرة، كما أنه يتحدى سلطة وسيطرة الرجل على أسرته.

    أي أنه وبصفة عامة كان من النادر في الغالب أن تتناول المقابلات الصحفية جوانب خطاب حقوق المرأة أو المساواة أو تحرير المرأة حيث كان الحديث دائماً باسم الأسرة، وبالطبع كان لتلك القاعدة في التناول بعض الاستثناءات لكن ماهو واضح أن الخلع تم تناوله من وجهات نظر ذكورية تؤيد سيادة الذكور.

    ثانياً: أسباب رفض الخلع في الصحافة:

    - التفسير التآمري:

    سيطر الفكر التآمري على كثير من المعالجات الصحفية المتعلقة بقضية الخلع، حيث كان التركيز على هوية الذين يقفون خلف القانون، وقد أشار الكاتب فهمي هويدي إلى أن هناك تساؤلات عديدة تثار حول طبيعة وهوية الجهة التي قامت بمهمة البدء في مناقشات إصدار القانون، والمقاصد المرجوة من وراء ذلك -الأهرام 26-1-2000.

    نادت أيضاً كل من جريدة الشعب والأحرار والوفد بدرجة أقل منهم أن ما يحدث هو مؤامرة غربية صهيونية لهدم الأسرة المسلمة بل وقد أكدت جريدة الشعب بتاريخ 21-1-200 أنها علمت أن هناك قوى خارجية تفرض المشروع ولديها القوة والقدرة لفرضه.

    كما حاول البعض الربط بين القانون وبين ما يعتبرونه مؤامرات خارجية غربية تهدف لفرض قيم ورؤى الغرب عن تحرير المرأة في المجتمع المصري وهذا يعني أن القانون بوجهة نظرهم هو الثمرة الناتجة عن تحالف الحركات النسوية الغربية مع الحركات النسوية المصرية.

    - عدم الاحتياج للقانون الجديد:

    السبب الثاني والذي تم عرضه لمقاومة الخلع هو أنه لا توجد حالياً أي مشاكل اجتماعية مرتبطة بتطبيق القانون الساري للأحوال الشخصية وخاصة بالنسبة للسواد الأعظم من السكان وبالتالي لا يوجد داع لإصدار قانون جديد مع ضرورة الأخذ في الاعتبار وفق ذلك الرأي أنه لا يجب أن نأخذ الحالات الفردية كحجة لتعديل أوضاع مستقرة لا تمثل شكوى جماعية على المستوى العام.

    - عاطفية المرأة وعدم نضجها:

    تكرر كثيراً في التغطية الصحفية لقضية الخلع أنه لا يجب منح الثقة للمرأة في ممارسة الحق في الخلع وذلك لأنها كائن عاطفي، وفي لحظة الغضب قد تتخذ المرأة هذا القرار وتندم عليه بعد ذلك.

    تلك العواطف النسائية الهشة والضعيفة تجعل كل امرأة تميل إلى سوء استخدام الحق في الخلع مما سيؤدي إلى تحطيم الأسرة كنتيجة طبيعية.

    - الخلع وتفكك الأسرة المصرية:

    تم رفض الخلع على أساس أنه سيؤدي إلى تحطيم الأسرة المصرية، ففي حين أن الصحف المصرية الرسمية قد ركزت على فوائد القانون وكيف أنه سيكون مصدر حماية للأسرة والمجتمع، هذا في حين أن باقي الصحف أوضحت أن الخلع سيؤدي حتماً إلى زيادة حالات الطلاق وأن عدداً يبلغ مليوناً ونصف المليون امرأة سيتقدمن للحصول على الخلع فور صدور القانون.

    - الخلع والرأي العام:

    بينما أوضحت الكثير من المعالجات الإخبارية التي تمت عقب الموافقة النهائية على القانون والمنشورة في جريدة الأهرام أن القانون قد أعد وصدر بطريقة ديموقراطية كاملة شاركت فيها القوى الشعبية المختلفة، ونقلت عن لسان رئيس الوزراء أن نواب مجلس الشعب قد أدخلوا تعديلات تعكس نبض الشارع المصري فإن الجرائد المعارضة قد أكدت على أن القانون قد صدر على غير ما يراه الشارع المصري.

    ثالثاً: دوافع توجهات الصحف السلبية نحو قانون الخلع:

    - سيادة القيم الذكورية:

    سيادة القيم الذكورية في المجتمع هي السبب الأول ولعله الأكثر أهمية في أسباب رفض هذا القانون من قبل بعض الصحف، وتنحاز هذه القيم الذكورية غالباً ضد المرأة وتهدف للعودة بها إلى الخلف كثيراً، حتى هؤلاء الذين دافعوا عن القانون فقد كانوا حريصين على الحديث عن حقوق الأسرة وليس حقوق المرأة.

    - تأثير التوجهات الحزبية على موقف الجريدة

    يمكن تفسير المعالجات الإعلامية غير الموضوعية إلى أن كل صحيفة إنما تعكس أيديولوجيات الحزب الذي تصدر عنه، فجريدة الأهرام كانت تعكس موقف الحكومة وبالتالي حرصت على طرح الجوانب الإيجابية في القانون ومدى توافقه مع أحكام الشريعة، وبالنسبة للحملة التي نظمتها جريدة الوفد ضد قانون الخلع فلم يكن سراً الموقف المعارض من القانون الذي يتخذه القيادي الوفدي ياسين سراج الدين، وبالنسبة للشعب والأحرار فقد كانت تدفعهم وبوضوح الأيديولوجيات الإسلامية الراديكالية المحافظة جداً والمعارضة للقانون وكثيراً ما كانت تشتبك مع الحكومة.

    - نقص الوعي بالظروف الاجتماعية:

    هناك نقص في الوعي وعدم معرفة البعض من الكتاب والصحفيين بالحقائق الاجتماعية التي تعيشها المرأة المصرية وأسرتها اليوم، لذا انتشرت فكرة أنه ليس هناك مشكلات تبرر إصدار هذا القانون الجديد.

    - غياب وجهه النظر المدافعة عن حقوق المرأة:

    الصوت الإعلامي المدافع عن المرأة ضعيف بل وأنه غائب خاصة وأنه لم يبرز أي دور للمنظمات النسائية والمدافعين عن حقوق المرأة ضد الردود الدفاعية ورسوم الكاريكاتير التي قللت من قيمة المرأة وأحطت من شأنها.


  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية وديع العبيدي
    تاريخ التسجيل
    01/11/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    188
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي موسوعة المرأة.. الخلع.. دراسات تحليلية 2-2

    باسنت موسى

    الخلع.. دراسات تحليلية 2-2



    التعديلات التي أجريت على قانون إجراءات الأحوال الشخصية رقم "1" لسنة 2000 م والمعروفة "بقانون الخلع" حاول من خلالها المشرع الحفاظ على الأسرة المصرية بعد سنوات طويلة من المعاناة الإنسانية للمرأة بسبب الواقع التشريعي والقضائي الداعم للموروث الثقافي الذي أتاح للرجل كطرف في العلاقة الزوجية أن يمارس تسلط غير محدود على الطرف الآخر مذيقاً إياه ما يمكن أن نصفه بأنه نوع من الاستبداد يستعصى تقبله في ساحات القضاء ومجالات العمل الاجتماعي، لذلك فقد تبنى المشرع هذا القانون من أجل الوصول لتحقيق غايتين أولهما: تبسيط الإجراءات وتقصير مدتها، وثانيهما: جمع أحكام هذه الإجراءات في قانون واحد يتسم بالبساطة والوضوح، هذا بالإضافة إلى إقرار حق الزوجة في أن تخالع زوجها لتحرر النساء أنفسهن من علاقة زوجية صار الغضب والكراهية رباطها الوحيد، أي فقدت رباطها المنطقي وهو الحب والتعاون المشترك لإنجاح الحياة، وذلك الحق منح للزوجة دون الإخلال بالتوازن العادل الذي يعطي الزوج في المقابل الحق في تطليق زوجته بإرادته المنفردة.
    "الخلع قانوناً وتطبيقاً" عنوان ورقة بحثية للمحاميتان عزة سليمان وعزة صلاح أوضحا فيها أن: صدور قانون تنظيم بعض أوضاع وإجراءات التقاضي في مسائل الأحوال الشخصية ليحمل مواد جديدة تعطي للمرأة حق الخلع إنما هو بمثابة تتويج لجهود كثيرة بذلت على مدار سنوات لرفع المعاناة عن كثير من المصريات اللواتي يجدن عنت من أزواجهن وصعوبات جمة للحصول على التطليق.
    من أهم ما جاء به القانون "1" لسنة 2000 من القواعد الموضوعية تلك المواد التي تنظم الخلع، وقد استأثرت وحدها بأكبر قدر من الضجيج الإعلامي، المادة "20" إذ نصت على مايلي:
    "للزوجين أن يتراضيا فيما بينهما على الخلع فإن لم يتراضيا عليه وأقامت الزوجة دعواها بطلبه وافتدت نفسها وخالعت زوجها بالتنازل عن جميع حقوقها المالية والشرعية وردت عليه الصداق الذي أعطاه لها، حكمت المحكمة بتطليقها عليه" والمحكمة لا تحكم بالتطليق للخلع إلا بعد محاولة الصلح بين الزوجين وندبهما لحكمين لموالاة مساعي الصلح بينهما خلال مدة تجاوز ثلاثة أشهر، ويحكم بالخلع بعد أن تقرر الزوجة صراحة أنها تبغض الحياة مع زوجها وأنه لا سبيل لاستمرار الحياة الزوجية بينهما، وهذا سيجعلها لا تقيم حدود الله بسبب هذا البغض، لا يصح أن يكون مقابل الخلع إسقاط حضانة الصغار أو نفقتهم أو أي حق من حقوقهم، وبالخلع يقع في جميع الأحوال طلاق بائن ويكون حكم غير قابل للطعن عليه بأي طريقة من الطرق".
    للدكتورة هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع ورقة دراسية عن الخلع في علم الاجتماع القانوني أوضحت فيها ملاحظاتها كأستاذة لعلم الاجتماع على المناقشات البرلمانية لأعضاء مجلس الشعب لقانون الخلع، كما رسمت بروفيل اجتماعي للمرأة التي تقوم بالخلع، حيث تقول وسنبدأ بملاحظاتها على مناقشة أعضاء البرلمان لهذا القانون..
    أولاً: استحضار الفقه المضاد للخلع:
    من الواضح أن القادمين لمناقشة المادة 20 من القانون رقم 1 لسنة 2000 قد استعدوا لمناقشة الخلع باعتباره جزءاً من الشريعة الإسلامية وذلك باستحضار رواية تشريعية وثقافية تتمثل فيها كل ملامح العصور الوسطى بتراجعها وتعصبها، فرغم أن الخلع حق مارسته المرأة المسلمة للخروج من علاقة بغيضة إلا أن المناقشين بدأوا باستحضار الفقة المضاد لهذا الحق فسادت لغة الإدانة الأخلاقية لمن تمارس حقها في الخلع وذلك اتضح عندما أكد العضو عبد العزيز محمد أحمد شاهين تحذيره من الخلع باعتباره حراماً ومحظوراً وممنوعاً ويروي حديثاً بأن المختلعات هن المنافقات، كما يرد العضو محمد أحمد مرزوق على قصة امرأة قيس بن ثابت بأن امرأة طالبت مخالعة زوجها من عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال لها أتردين عليه ما دفعه؟ قالت لا أملك شيئاً، قال: إذاً اصبري فلم تقم البيوت على الحب.
    ثانياً: الصوت المنعدم للمرأة في النقاش:
    باستثناء دفاع العضوة فايدة كامل عن خروج المرأة للحرب مع الرسول "صلعم" وذكرها لقصة نسيبة بنت كعب التي دافعت عن الرسول ووقفت وحدها ترد عنه بسيفها وكذلك رفيدة التي خرجت لتضميد جراح المحاربين المسلمين، غير ذلك لم تكن هناك أصوات من العضوات للتصدي للرد على الإدانات الأخلاقية للمختلعات أو لمواجهة الصورة الشريرة التي التي ترسمها المناقشات لنماذج النساء المختلعات، وهنا ينبغي علينا التساؤل عن سبب امتناع عضوات المجلس عن خوض معركة الخلع لصالح المرأة ألا يعني هذا أن سقف الثقافة الرجالية يهيمن حتى على وعي العضوات اللواتي تفادين خوض مناقشة سيسجلها تاريخ المجلس.
    ثالثاً: استحضار أنماط رجالية مثالية لا يمكن تعميمها في الواقع.
    يستحضر المناقشون لموضوع الخلع ملامح الرجل الذي تمارس ضده الزوجة الخلع باعتباره رجلاً كريماً معطاء يحب بيته لكنه يتعرض للغدر من زوجة شريرة غادرة تستولى على إنجازاته وتحويشة عمره ثم تخالعه وتستولي على الأبناء أيضاً ويظهر الرجل هنا باعتباره مخلوقاً طيباً يكتب الشقة باسم الزوجة ويسافر ليعود فيجد نفسه مخلوعاً وقد تزوجت امرأته بآخر.
    كما يؤكد المناقشون أن الرجال يتمتعون بكرامة ورجولة تمنعهم من الإبقاء على الزوجة رغم أنفها ونتساءل هنا هل ينشغل الرجل الذي يعذب زوجته ويظلمها بموضوع مظهره الأخلاقي وملامح رجولته؟ وهل تمنع الإدانة الأخلاقية الزوج الشرير من ممارسة شره وظلمه أم يمنعها القانون بقدرته الرادعة.


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •