ضاق الفضاءُ وسُدتِ الأبـوابُ=خاب الرجاءُ فلن يفيـدَ عتـابُ
أَوهكذا الإخوانُ يـا لِمصابنـا!=ولمن نبـاركُ والجميـعُ مصـابُ؟
بالديـنِ يجمعُنـا ربـاطُ أُخـوّةٍ=فعلامَ تُشهرُ في الوجوهِ حِـرابُ!!؟
بالعروةِ الوثقى نديـنُ ونحتمـي=ولنا بذلـكَ شِرعـةٌ وكتـابُ
ويضمنا شرفُ العروبـةِ موئلاً=بُرداً تفوحُ بعطرهِ الأطيابُ
يا قومُ: رجعى للكتـابِ فطالمـا=نِيلت بتشريعِ الكتـابِ رِغـابُ
يا أيها السارونَ ليـلاً حسبكـم=فالليلُ خطب والطريقُ ذئـابُ
رُجعى بني الإسلامِ أربابَ الحِجى=ندعو الرجالَ فهل يُردُ جـوابُ!؟
أرضُ الرِباطِ تئـنُ فـي أغلالِهـا=خمسينَ عامـاً لا يسِحُّ سحـابُ!
سَمَقَت على دربِ النضالِ ببأسِها=ومضى على دربِ الجهادِ شبابُ
خمسونَ عاماً أو تزيـدُ كظيمـةٌ=عاثت بهـا الأرذالُ والأذنـابُ
فكأنهـا أيـوبُ فـي محـرابِـهِ=ما هزّها رغمَ السنيـنِ عـذابُ
سَل كـلَّ أُفقٍ كـم علا بسمائِهِ=صقرٌ يرى أنَّ العدوَّ ذبابُ!
سَل كلَّ تلٍّ كم تربّعَ عرشَهُ =شِبلٌ وما عابَ المكانَ غرابُ!
منها استمدَّ العربُ رمزَ شموخهِم=فالعزمُ صخرٌ والجنـابُ مُهـابُ
عربيةٌ صَمَدَت على كفِّ العُلا=لم يثنِها عن عزمها مُرتابُ
إنّي لأعجبُ أن تُطاعَ دسائسٌ=ويبدد الأملَ القديمَ يبابُ
أيبيـعُ أبطـالَ الجهـادِ ثباتَهـم!!=ويُظلّهم دونَ الصمـودِ سـرابُ!!؟
يتناوبونَ على العـداوةِ بينهـم=ويطالُ أربابَ النِضـالِ سِبـابُ
أمـلٌ يراودنـي ،وإنّـي واثـقٌ=في أن تُطاعَ وتُقتفـى الألبـابُ
وهناكَ عاصمةُ الرشيدِ يشدُّهـا=غولٌ وتلهثُ للدمـاءِ كـلابُ
جارَ الزمانُ على العراقِ فأجهشت=كمداً ولم يسمع لها الأصحـابُ
ذُبحت على صخرِ الأسى فتناثرت=أشلاؤهـا وتقطعت أنسابُ
وكأنَّ أركانَ الحضارةِ لـم تقـم=فالأرضُ موتٌ والمكانُ خـرابُ
الدينُ يبرأُ من ضـلالِ طوائـفٍ=يقتادُها نحوَ الردى كذّابُ !
ولمن نضحـي بالعـراقِ وكلُّنـا=أهل وصحبٌ أيهـا الأحبـابُ؟
صارت بعينِ الطامعيـنَ وليمـةٌ=فعلامَ تُفتـحُ للعـدا الأبـوابُ
وُئدَ العراقُ وصُـدَّ عنـهُ نُعاتُـهُ=وبكى الرشيدُ وأطرقَ السيّـابُ
ياربّةَ المجـدِ العظيـمِ تعاظمـت=أحزانُنـا وتناهـتِ الأسبـابُ
يا شعلةَ التاريخِ من عهدِ الأُلـى=نشروا الرسالةَ والطريقُ صـوابُ
يا دولةَ الأحرارِ كم صاغت لنا =مجداً فكانَ على العدوِ حجـابُ
يـا درّةَ الأمجـادِ زانَ محارَهـا=نهرٌ ..وأرضٌ ..ساحـلٌ وهضـابُ
يا سيرةَ المأمونِ ..عاصمةُ الرؤى=أضحت خرابا والدمارُ ثيابُ
ما بابلُ الأحرارِ يحكمُها العدا؟=" فرِّقْ ..تَسُدْ " ، هدفٌ له أربابُ
لا نبتغي مجداً يُشادُ بِفُرقةٍ=أو بدعةٍ يحتالها الأغرابُ
من أبجديات الشموس تواردت=أبياتُ شِعري والمدادُ عتابُ
هي نبضةٌ في مهجتي بل في دمـي=نزفت دعاءً والدعـاءُ مُجـابُ
المفضلات