مصر فى انتظار تفجيرات إرهابية
سيد يوسف
http://sayed-yusuf00.maktoobblog.com/?post=275230
أصبحت أسطوانة مشروخة أنه فى كل مناسبة وطنية يحدث فى سيناء تحديدا أو فى غيرها أحيانا تفجيرات تنسب إلى جماعات إرهابية، نفس المسلسل السخيف، وتحذيرات غربية لبعض الرعايا الأجانب الموجودين داخل مصر بمغادرتها، ولا أحد يستفيد من ذلك سوى النظام المصرى إما بتمرير قانون كالطوارئ سابقا، والإرهاب حاليا، مع تهيئة الرأي العام لذلك، وإما بالتمهيد لضربات أمنية لبعض الفئات كالإخوان سابقا، وربما الشيوعيين لاحقا... ولنبدأ الموضوع من بداياته القريبة.
بالأمس القريب وتحديدا فى السادس من أكتوبر 2004 وقعت تفجيرات طابا ورغم تحذير العصابات الصهيونية رعاياها بمغادرة سيناء قبل التفجيرات بفترة كافية إلا أن العملية نسبت لأبرياء من أهل سيناء صنع من بعضهم النظام الحاكم- بغبائه وقوة بطشه- قنابل موقوتة لا يُدرى متى تنفجر وفيمن؟
وبالأمس القريب وتحديدا فى 23 من يوليو 2005 وقعت تفجيرات فى شرم الشيخ، ومن توارد الخواطر أن نفس تحذير الصهاينة تم بفترة كافية، وأيضا نسبت هذه التفجيرات لجماعات إرهابية.
وبالأمس القريب أيضا وتزامنا مع احتفالات عيد الربيع (شم النسيم) في مصر عشية الاحتفال بذكرى تحرير سيناء فى 25 من إبريل2006 حدثت تفجيرات دهب ، ومن توارد الخواطر أيضا تحذيرات الغرب لرعاياه، مع نسبة هذه العمليات لجماعات إرهابية!!
ومما تردد يومذاك أن انفجارات دهب اختلفت عن تفجيرات طابا وشرم الشيخ فى أنها نفذت بعبوات موقوتة، وليست هجمات بسيارات مفخخة، ولكنها تشابهت معها فى أنها تزامنت مع مناسبات وطنية.
إن الأنظمة الحاكمة الناجحة – والتى تحترم نفسها وشعوبها- لتطلب القصاص من القتلة حتى تحمى نفسها وحتى تتعلم من خبرات الألم والفشل والموت، والمؤمن الفطن لا يسمح أن يُلدغ من جحر واحد مرتين، فلا يُقبل أن تكون ثغرات تفجيرات الأزهر والتحرير وطابا السابقة هى نفسها نفس الثغرات التى يمكن للجناة أن ينفذوا منها إلى الاعتداء علينا...اللهم إلا إذا كانت هناك تعتيمات معينة لمصالح خاصة... وسلوا عن سفاح المعادى، وعن التوربينى، وعن نتائج التحقيقات فى تفجيرات الأزهر والتحرير وطابا وشرم الشيخ ودهب، وأحداث كنيسة الإسكندرية أين ذهب كل ذلك، سوف تنبيكم التحليلات عن التعتيمات المعينة للمصالح الخاصة.
لقد استبان لى أن الإرهاب حين يصير نغمة يتحدث فيها الصغير والكبير القاصى والدانى والداخل والخارج، فإن هذا يخدم مصالح من يلوكون اسم الإرهاب ليل نهار على ألسنتهم.
فهل ينتظر المصريون أعمالا تفجيرية أخرى عشية 25 أبريل أم أن يقظة الأمن ستحول دون ذلك أم أن الظرف مناسب حيث لا تجديد لقانون الطوارئ وإنما تهيئة البلاد لسن قوانين الإرهاب؟؟!
لا تكمن خطورة تلك التفجيرات فى حجم الخسارة فإن قتلى السرطانات و حريق القطارات لو تذكرون أضعاف أضعاف ذلك، ولا تكمن الخطورة فى أن هذه التفجيرات إهانة جارحة للنظام المصرى لا سيما وقد جاءت فى توقيت شرعية يوليو كما يقولون فمنذ متى ونظامنا يحافظ على كرامته أو حتى كرامة المصريين؟أم هل قد نسى الناس يوم الاستفتاء الأسود وما تبع ذلك من تعديلات دستورية أدخلتنا موسوعة جينز!!
كما لا تكمن الخطورة فى ضرب السياحة ففى اعتقادى أن نظاما يهدف إلى إرساء دعائم الإفساد بدءا من زراعة السرطانات ومرورا بالإفلاس الاقتصادي والنهب المنظم لثروات مصر وبيع قطاعات الدولة العامة وغض الطرف عن تهريب أموال البنوك إلى الخارج وانتهاء بالإضرار بثروات مصر فى صفقة الغاز الطبيعى...فى اعتقادى أن نظاما كهذا لا يهمه أن تُضرب السياحة أم لا ؟
ولا تكمن إشكالية التفجيرات فى ازدياد نشاط الإرهاب فالمصاب مصاب المصريين لا النظام ولعل فى تلك التفجيرات تهيئة المناخ العام لسن قانون الإرهاب المنبثق عن مادة العوار 179 من الدستور...
وإنما تكمن خطورة تلك التفجيرات أن الجانى فيها مجهول، ولو عرف فهل يمكن لنظامنا أن يرد عنا كرامتنا وهذا من خصائص مهامه ...هبوا أن الجانى أحد ستة : (1)اليهود مثلا أو(2) المخابرات الأمريكية أو (3)بعض العرب أو(4) تنظيم القاعدة أو(5) حتى حكومتنا من اجل صرف الناس عن الإصلاح السياسى أو(6) هذا الشعب إذ صمت ولم يمنع الخونة من التحكم فى رقاب الناس ولم يشد على يد الحكام ليهتموا بمصلحة الوطن أكثر من اهتمامهم بمصالح العائلة الكريمة فأضاعوا مصر وشوهوا سمعتها...فهذى(6) ستة أصابع تتجه ل(6) مجموعات
فى القصاص حياة فإذا عرفنا أن القاتل أحد هؤلاء فهل يمكن لنظامنا الحاكم أن ينتقم من القتلة، أو أن يرد إلينا كرامتنا، أو أن يمنع تكرار مثل ذلك من خلال ردع القتلة ... ماذا سيفعل نظامنا؟ كيف سيرد عن كرامة المصريين وهم السبب فى إهاناتنا؟وهل يملك نظامنا شفافية معلومات يقدمها للشعب فى حال معرفته بالقاتل؟ كيف وهذه الشفافية نفسها ممنوعة عن الشعب من حكومته؟ هنا تكمن الخطورة ...إن أجندة النظام غير أجندة المصريين!!!
وبقى السؤال:
هل مصر فى انتظار تفجيرات إرهابية فى مناسباتها الوطنية؟! هل يلدغ المصريون من نفس الجحر أربع مرات؟!! هل يمكن للنظام المستأسد علينا أن يعاقب الإرهابيين الحقيقيين ويكشف عن هويتهم دون تقديم كبش فداء من أهلنا فى سيناء المظلومة؟!! كانت هذه تساؤلات ...نرجو ألا تكون إجابتها لدى أعدائنا!!
سيد يوسف
المفضلات