السلام عليكم
هذه قصتى الثانية .. تعبت كثيرا على ما جمعت عناصرها وحاولت تفادى الأخطاء وانتبهت للنقاط التى اشرتم اليها سابقا
يسعدنى مروركم الكريم وابداء الملاحظات لأعلم مدى التقدم وافهم اين اقف
شكرا لكم مسبقا ً
===============
رحًّــال
ألقى بجسده وبكل ما أوتى من قوة على ظهر سمكة القرش ، فغاصت في قعر البحر واختفت ! يا ألهى .... إن أردت أن تقبضني فاقبضنى قطعة واحده ولا تقبضني أشلاء ممزقة .. هكذا أسر رحال لنفسه
توضأ بمياه البحر الباردة .. صلى ركعتين ..حاول أن يستجدى السكينة ولكن أحداث تلك الليلة المرعبة ظلت تحاصره !
دخان خفيف غطى السفينة تلته أدخنة كثيفة .. السفينة تميل إلى جانبها الأيمن ..هرج ومرج ..ذهب مستفسرا : " .. فيه ايه يا كابتن" أجابه باقتضاب .... " لا شيء.. أكل محترق بالمطبخ " ..
وبعد أربع ساعات.. صوت انفجار مدوي ... وبدأت السفينة تدريجيا في الغرق ! فكر وبسرعة قفز من فوق سطحها في عرض البحر الأحمــر بلا سترة نجاه .. فر من موت محقق لمصير مجهول لا يعرف كيف يصفه !
كان رحال عائدا من رحلة حج إلى دياره على متن العبارة " فلك نوح " سعيدا بحجه . واخذ يحلم بحياته الجديدة مع " فرح " التي كان قد عقد قرانه عليها قبل المغادرة.
عشرون ساعة هي المدة التي قضاها في عرض البحر قبل أن يقرر السباحة إلى الشاطئ بلا مدد. سبح ما يقرب من عشر ساعات حتى تراءت له محطات التحليه العملاقة على شواطئ مدينة جدة .. أخذ يقترب بلا حول منه ولا قوه..
شاهد مستوى الماء يهبط إلى أسفل فأدرك أنه في خطر ! تغير اتجاه الرياح فجأة فدفعت به وسط البحر فذهبت كل جهوده أدراج الرياح وأصيب بالإحباط !
خارت قواه و بدأ يغوص من شده تعبه ، فجاءت موجة قوية ترفعه إلى السطح . أخذ نفسا عميقا بما تبقى له من قوة و استشعر يد الله تحمله وترفعه ونسمة هواء عجيبة كأنها ملئت بروح السماء .. نظر حوله فرأى خمسة دلافين يطوفون به في هذا الليل المظلم يصدرون أصواتاً جميلة .. انهم يسبحون ربهم .. فأستأنس .. و نزلت عليه السكينة مرة أخرى , وبدأ يفكر في النجاة مجددا
قرر أن يستلقي على ظهره ويغفو قليلا حتى يستجمع قواه ليبدأ من جديد ..
رأى في منامه جثثا متناثرة من حوله.. رأى طائرات عموديه تحلق فوق رأسه .. سمع صوت حوامات حرس الحدود .. فتح عينيه ليجد نفسه في مستشفى جدة المركزي وفى يده جهاز تغذية وعلى أنفه كمامة الأكسجين
نظر حوله .. لم يجد الجثث ..وجد الأطباء والممرضين يبتسمون .. ابتسم لهم في هدوء ..أومأ برأسه إلى الأسفل وتحركت رموشه .. فهم الجميع .. انهمرت دموعهم فرحا.. وعلت التكبيرات وتبادلوا التهاني ...
فجأة قام من سريره، نزع جهاز التغذية وطرحه أرضا – خر ساجدا لربه ولم يقم من وقتها !
الكل أوجم في ذهول !
المفضلات